أمروه؛ لذلك أخذ بندقيّته التي وضعها على الحائط تحت صورته ووليده، مرّت لحظات طفولته معه: كان يلعب على ساعده الذي يشعر بضعفه الآن. لحظات تلألئ عينيه في قلبه. لحظات طفولة الكائنات جميعها حيث تفطر القلب، يغذيه. مداعبة الوليد لإصابته. تدريبه له وتحويله لوحش لا يعرفه ولا يعرف منه إلا الأوامر. يخرج إلى الجنان، كان هناك. ينتظره. صوّب بندقيته لرأسه، الجميع ينتظرون. كأنه مر بذات المشهد ذات يوم. متى كان ذلك؟ يستعدّ لتنفيذ الأوامر. "استعد" أمر فاستعدّ. ألصق البندقية لفروة رأسه، بنيته التي شكّلها، التشابه العميق بينهما رغم كل الاختلاف، الجمع يتحلّقون حوله. إنه ابنه، أو يكاد يكون كذلك. يطلق رصاصته. دم يخرج من فروة الرأس. تربّت يدُ صديقٍ قائلًا:
محمد النعاس، كاتب ليبي، نشرتُ في خط ٣٠، رصيف ٢٢، نيولاينز ماقازين، خارج التغطية، ولدي قصص ونصوص منشورة في آخر قصة، بلد الطيوب، ثقافات، كيكه ومواقع ثقافية أخرى. لدي مجموعة قصصية بعنوان ” دم أزرق- النّعاس وشركاءه للنشر- ٢٠١٩، كما لدي رواية بعنوان ” خبز على طاولة الخال ميلاد”، مسكلياني ورشم للنشر، يونيو ٢٠٢١