يتعرض هذا الكتاب لواحدةٍ من أخطر القضايا التي تواجه الفقهاء والأطباء النفسيين المسلمين في العصر الحديث، إضافةً إلى المرضى بالطبع، حيث توجد خلاقات لا داعي لها على الإطلاق في وجهات النظر بين الأطباء والفقهاء فيما يتعلق بمصدر الوساوس الدينية والأفعال القهرية التي تأخذ الشكل الديني، وهذه هي النقطة الأساسية التي يحاول هذا الكتاب إلقاء الضوء عليها، إضافةً إلى ما يقدمه المؤلف فيه من نظرةٍ عامةٍ على اضطراب الوسواس القهري عارضًا بعض الحالات النموذجية التي تفيد في إيصال المعنى للقارئ.
فمشكلة اضطراب الوسواس القهري أنة كثيرا ما يعتبره المريض سرا خفيه بينه وبين نفسه، لأنه يخجل من أعراضه أو يخاف أن يعتبرها الناس علامة جنونه، أو قلة ثقته بنفسه أو قلة دينه أو استسلامه للشيطان، فضلا عن أن كثيرين من مرضى الوسواس القهري لا يعرفون أنهم مرضى، فهم على رغم معاناتهم التي كثيرا ما تكون متصلة على مدى السنوات، يحسبون أن الله سبحانه وتعالى خلقهم على هذا الشكل، وأن صفاتهم الغريبة يلك هي صفات غير موجودة عند أحد سواهم. كما يحوي الكتاب تصنيفا مقترحا لأنواع الوساوس يتخذ من تصنيف العالم المسلم الموسوعي أبي زيد البلخي نقطةً ينطلق منها ويبني عليها بنيانا مبدئيا لما يسمى اليوم في الطب النفسي باضطرابات نطاق الوسواس القهري، كما يعرض الكتاب دراسةً تعتبر الأولى من نوعها حيث يتم فيها تقييم أثر إضافة استعاذة المريض بالله من الشيطان الرجيم كلما داهمته الفكرة التسلطية إلى برنامج علاجه المعرفي السلوكي والعقاري، وبيان الاختلاف في نوعية الوساوس وربما مصدرها.
يكاد تكون أطول مراجعة كتبتها، وأقربهم إليّ .. بدايةً ما هو الوسواس القهري الوسواس القهري، هو عبارة عن فكرة ما، غالبًا تكون منفرة أو شاذة تطرأ على ذهن المريض فيعجز جزء معين في الدماغ و هو (النواة المذيلة) عن وقفها، فتكون النتيجة هي تسلط هذه الفكرة؛ بحيث تصبح فكرة تسلطية تسبب للإنسان القلق والألم النفسي والجسماني أحيانًا. ويكتشف الإنسان بعد ذلك أن فعلًا معينًا يمكن أن يقلق من هذا الشعور بالقلق فيقدم على فعله. وكثيرًا لا يكون لهذا الفعل أي علاقة بالفكرة، أو إن كانت له علاقة فإن الفعل عادةٍ ما يكون مبالغًا فيه، ولذلك يقاومه المريض، و ما يكاد يقوم بهذا الفعل حتي يحس بأنه لم يعطه إلا أقل القليل من الراحة، لأن القلق يعود مرة أخري كما كان، ولا يستطيع المريض إلا أن يقوم بتكرر هذا الفعل حتي يصبح فعلًا قهريًا. و من الممكن أن يرتبط بأحداث حياتية.
لم أستسيغ فكرة إن معظم الأفكار و الأسباب و تقريبًا كل ما توصلوا إليه و هو يخص مرض زي الوسواس القهري ما هي إلا "تكهنات" ! الموضوع لا يتحمل تكهنات من الأساس.
قاسية جدًّا فكرة إن الشخص لا يستطيع التحكم في محتوي الوعي لديه. بحيث إن الأمر يخرج عن سيطرته، أي إنه يشعر بتسلط الفكرة عليه وبأنه مقهور أمامها و مجبرعلى التفكير فيها. و ما هي اسبابه؟ - هل هي شدة الحرص؟ - هل شدة الحرص على الشيء أو على المعني هي السبب في إصابة الناس بالوسواس؟ - هل الإهتمام بشيء أو الإيمان الشديد بهِ؟ - هل هي شدة الحرص أم عدم الثقة بالنفس؟ و كيف لا يعرف معظم الناس أنه مرض نفسي يمكن أن يوفق الله الطبيب النفسي في علاجه؛ و كثيرة هي الحالات التي لا تصل إلي الطبيب النفسي إلا بعد أن تكون قد تفاقمت و تدهورت حياة المريض على مستوي العمل والأسرة والعلاقات الإجتماعية، كل ذلك بالطبع زيادة على معاناته هو. وينطبق هذا الكلام على المجتمعات البشرية كلها. فلا إستثناء للمجتمعات الغربية مثلًا. ولكنه بلا أدني شك أكثر حدة في مجتمعاتنا و ذلك لأن هناك أناسًا لا يعرفون بادئ ذي بدء أن الإسراف في التنظيف والترتيب والتهيؤ مثل: تصفيف الشعر مثلًا. هو "اضطراب سلوكي" و لذلك تري امرأة تسرف في التنظيف وإعادة التنظيف والحرص على الترتيب وإلزام كل من حولها بذلك ولا تعرف هي أو أسرتها أن هناك مرضًا أصلًا في سلوكها هذا ! وهناك خاصةً في مجتمعاتنا من إذا عرف أنه مرض لم يعرف أنه مرض نفسي لأنه لا يري في حياته مشاكل نفسية في نظره تستدعي الإصابة بالمرض النفسي، و لذلك تجدهم يتركون أي باب غير باب الطبيب النفسي فتكون النتيجة زيادة المعاناة و تدهور حالة المريض إلي أن يصل بهم المطاف إلي عيادة الطبيب النفسي و لكن بعد أن تحدث كل مضاعفات الحالة للأسف.
في بدايات تبلور الطب النفسي كتخصص من تخصصات الطب الحديث عندما أخرجه فرويد من عباءة الأمراض العصبية كانت نظرة الناس للوسواس على أنه متعلق بالأرواح الشريرة وبالدين بينما كانت النطرة الطبنفسية للوسواس نظرة حائرة إلي حدٍ ما؛ حتي وضعه الأمريكان كواحد من اضطرابات القلق، إلا أن الموضوع إلي يومنا هذا أبعد ما يكون عن الحسم. وهناك قطاع كبير من المرضى في مجتماعتنا العربية يربطون بين الوسواس القهري والشيطان . و لقد خُصصَّ فصل كامل في هذا الكتاب لينفي تلك العلاقة بتاتًا. ولكن الناس في بلادنا معذورون سواء كانوا من المرضى أو ممن يأخذونهم للشيوخ؛ خاصةً إذا عرفنا أن العرب لم يكونوا الأمة الوحيدة التي فعلت ذلك، فقد فعله الإنجليز وغيرهم من الأوروبيين.
و يقول أبو زيد البلخي: أنه يجب علي مريض الوسواس أن يفكر بـ"أن الله أراد عمارة هذه الدنيا وبقاء أهلها فيها إلي المدة التي قدرها. كذلك جعل أسباب السلامة فيها أغلب من أسباب الهلكة.
موضوع يحتاج للكثير من البحث والتدقيق ككل الإضطرابات النفسية، و رغم يكون هو اكثرهم تعقيدًا، لغموضه و عدم إتباعه لقواعد معينة.. و لذلك هذه ستكون أول خطوة ليّ.
اللَّهُمَّ خفف من وطأته عليهم وأنزعه من عقولهم فلا شيء يصعُب عليك يا رحيم. يا من جعلت لكُل داءٍ دواء أجعل لهم مخرجًا مما هم فيه.. و صُبَّ عليهم السكينة صبًّا واجعلهم أقوي بكَ عليه.
يتناول الكاتب فيه أحد الاضطرابات النفسية وهو اضطراب الوسواس القهري , الذي تشير أقل التقديرات إلى أنه يصيب ما لا يقل عن ستة ملايين إنسان عربي , حيث إنه يصيب واحدا"من كل خمسين من البشر على مستوى العالم حسب ما كُتب على الغلاف يبدأ الكتاب بإيضاح بعض المفاهيم كالفكرة الاقتحامية أو الوسواسية .. حيث يحس الشخص بأن الفكرة إنما تحشر نفسها في وعيه رغما" عنه , ويوقن بالطبع أن مصدرها عقله , لكنه يحس بأنها غريبة عليه , لأنها عادة ما تكون مخالفة بشدة لتوجهات هذا الشخص ومبادئه ومشاعره , أو على الأقل فكرة لا معنى لها , أو لا وجاهة فيها ويكون رد فعله من القلق و الضيق وربما القرف فيحاول أن يتخلص منها , لكنه للأسف يعجز عن ذلك وكلما قاومها زادت حدة إلحاحها على وعيه ويحاول أن يميز بين أنواع الوسواس حسب الفهم الإسلامي الحديث فهناك حسب رأيه , وسوسة النفس و وسوسة الشيطان و الوسواس القهري و ايضا يشرح مفهوم الفعل القهري بأنه الفعل الذي يضطر المريض لفعله ليقلل من إحساسه بعدم الراحة و الضيق و التوتر وزيادة إلحاح الفكرة التسلطية ولكنه لا يعطيه الراحة إلا لوقت قصير او أن يمارس فعل معين بشكل طقسي حسب قواعد محكمة او الاثنين معا" ويعطينا الكاتب فكرة علمية عن كيف تتصل الخلايا العصبية ببعضها ونبذة عن ناقل عصبي في المخ هو السيروتونين الذي يٌعتقد بأن له دورا" في الحالة المزاجية للإنسان و في كيفية إحساسه وإدراكه للألم وله كذلك علاقة بالساعة البيولوجية الموجوده داخل الإنسان وكذلك دورة النوم و الاستيقاظ و التحكم في الأكل و الشهية وكذلك درجة حرارة الجسم ونشاطه الحركي في العلاج يتحدث الكاتب عن العلاج المعرفي و السلوكي و العلاج الدوائي و علاج الحالات المستعصية كما دور الأسرة في هذا العلاج ويجعلنا نلقي نظرة أيضا" على اضطرابات الوسواس القهري في الأطفال سواء أكانوا ضحية لوالدين أحدهما مصاب بالمرض أو إصابتهم هم أنفسهم به ثم يفرد فصل للتدين والوسوسة ومما يتحدث فيه , وجهة نظر غربية متمثلة برؤية فرويد و نظرة أخرى حول تشدد الموسوسين في الدين وموقف الإسلام منه و فصل آخر يتحدث فيه عن وسواس الحب حسنا"سأكتفي بهذا العرض المبسط الذي لم أتعرض فيه لكل فصول الكتاب بشكل دقيق وإنما لجزء منها فقط الكاتب يذكر على مدى الكتاب العديد من الحالات المرضية لأشخاص , إما واجهها في عمله كطبيب أو حصل عليها من بعض المواقع على النت وهي توضح للقارئ الكثير
أما ملاحظاتي على الكتاب ..فأحدها السمة الاختصاصية جدا" لبعض الفصول وهذه يعترف بها الكاتب , كما في فصل التدين و الوسوسة صفحة 372 يقول الكاتب : عالج الشرع الإسلامي الحنيف مسألة الوساوس و الوسوسة في الدين بوسائل عديدة منها : - ثانيا"- أن يبني الإنسان على الأكثر وذلك خلاف القاعدة الطبيعية من أن الإنسان يبني على الأقل .. فإذا ورد في ذهنك هل صليت ثلاثا" أم أربعا"؟؟ فقل بأنك صليت أربعا" وهكذا , ... وبعودتي لكتاب فقه السنة السيد سابق الجزء الأول ص 170 وجدت أن هذا الكلام غير دقيق فعن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر أواحدة صلى أم اثنتين فليجعلها واحدة , وإذا لم يدر اثنتين صلى أم ثلاثا" فليجعلها اثنتين و إذا لم يدر ثلاثا" صلى أم أربعا" فليجعلها ثلاثا" , ثم يسجد إذا فرغ من صلاته وهو جالس قبل أن يسلم سجدتين " رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه , وفي رواية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من صلى صلاة يشك في النقصان فليصل حتى يشك بالزيادة " وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا" أم أربعا" فليطرح الشك و ليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم , فإن كان صلى خمسا" شفعن له صلاته , وإن كان صلى إتماما" لأربع كانتا ترغيما" للشيطان " رواه أحمد ومسلم وفي هذين الحديثين دليل لما ذهب إليه الجمهور من أنه إذا شك المصلي في عدد الركعات بنى على الأقل المتيقن له ثم يسجد للسهو
موسوعة شاملة عن المرض النفسي المعروف بالوسواس القهري، معناه اللغوي وطبيعته كمرض وأعراضه وأنواعه وشكل علاجه وارتباطه بالأمراض النفسية التانية والاختبارات اللي بتتعمل لتشخيصه وازاي الأسرة تتعامل مع المريض مع الاستشهاد بكتير من قصص الحالات.
كتاب مفيد جدا وشامل، متدرج ف العرض وبيركز على طبيعة مجتمعنا اللي بتأثر أكيد ف طريقة العلاج النفسي بالذات. الوسواس القهري ممكن يحصل لأي حد، لأنه مرتبط بأمور حيوية ومخاوف رئيسية ف حياتنا زي المرض والدين. والتربية الغلط قد تكون المسبب الرئيسي ف حدوثه سواء ف سن صغيرة أو بعد البلوغ. وفيه خلط سيء بينه وبين الاستهتار أو الدلع وبين الخيالات الطبيعية واللي بينشأ عنه سوء حالة المريض أكتر. المريض اللي ممكن يكون أب أو أم أو ابن أو زوج أو زوجة.
محتوى الكتاب: يعرض الكتاب كل ما يخص دائرة أضطراب الوسواس القهري في 15 فصل، ولا يترك شيء في مجال هذا الإضطراب الا وذكره، حقيقة نادراً ما نقف امام كتاب بهذا التفصيل والتحليل في زمننا هذا، فالمجهود المبذول في كتابه هذا الكتاب مجهود خرافي، فقد كتب من 532 مرجع مختلف (76 مرجع عربي + 456 مرجع انجليزي) منهم بعض الأبحاث التي نشرت في العام الذي نشر فيه الكتاب -2002- مما يوحي ان الكاتب ظل لآخر لحظة يحضر لهاذا الكتاب، تعرض الكتاب لمفهوم الوسواس القهري ثم اسبابه ثم علاجه ثم مفاهيم عن الإضطراب ثم الإضطراب عند ا��أطفال ثم تطرق إلى بعض الإضطرابات التي تلازم هذا الإضطراب ثم إلى بعض المواضيع التي تقع في دائرة هذا الإضراب، الكتاب غني بالمعلومات سواء في علم النفس أو الطبنفسي -كما يحب الكاتب تسميته- أو في الطب عموماً، كان الكاتب حريص على وضع أسس لعلم النفس والطب النفسي باللغة العربية وبناء عليه شرع يشق المصطلحات العربية التي تقابل المصطلحات الإنجليزية، اما ما يخص العنوان الفرعي -من منظور عربي إسلامي- فهو تكلم عن تراث المسلمين والعرب وفكرهم، وانهم يختلفوا عن الغرب في التنشأه وبالتالي لا يمكن إستيراد علم النفس من الغرب حيث تختلف نفسية العربي عن الغربي، وما يميز الكتاب حقاً هو إيراده لكثير من الحالات والأمثلة التي توصل للقاريء وتفهمه هذا الإضطراب عن كثب. أخطاء وقع فيها الكاتب: 1-أحتوى الكتاب على كثير من الألفاظ والمصطلحات التي تخص علم النفس من اضطرابات وغيره دون توضيه أو شرح بسيط للمعنى من قبل الكاتب، والكتاب في الأساس موجه للعامة غير العاملين بعلم النفس. 2-كما ذكر سابقاً كان الكاتب حريص على ان يوجد مصطلحات عربية مقابل بعض المصطلحات الإنجليزية ومن رأيي لم يوفق في كثير من المصطلحات، فهو قام بتعريب المصطلح وليس ترجمته.
في المجمل هو كتاب ممتاز جداً ارشحه للكل ليس فقط لمن يهتم بالعلم النفسي او الطب النفسي.
الأساس في تشخيص أي فرد ان عنده "اضطراب شخصية قسرية" أو أي اضطراب آخر هو أن تتسبب الصفات في إعاقة الشخص وظيفيًا أو اجتماعيًا، وتؤثر سلبًا في حياته وأن تتسبب في عذاب المحيطين به وفي معاناته هو شخصيًا. كتاب ممتع وتثقيفي بدرجة كبيرة. الكاتب أكثر من مرة كان ينصح ويحط اقتراحات للدكاترة النفسيين وممارسي العلاج المعرفي في العالم العربي لدرجة ما حسيت إن الكتاب موجه للجهة الأكاديمية أكثر من القارئ العام، صحيح ما أخفي عنكم اني مريت على بعض الصفحات رغم اني أمقت الحركة هذي إلا أن الإسهاب في الكلام عن موضوع واحد والتكرار فيه يجيب الملل ف أضطر امشي للفصل التالي، بشكل عام الكتاب جيد والدكتور ماقصر ذكر جميع وجهات النظر حول الاضطراب وكل العلاجات المتاحة ليومنا هذا.