موسوعة من جزأين تحكي في تسلسل زمني [اسلوب روائي شائق و لغة علمية دقيقة و سهلة ، تاريخ و تطور العلم و حياة العلماء في سياق العصر الحديث (الغرب ) على مدى خمسة قرون من النشاة في الغرب وحتى عام 2001م ، مع فصل ختامي عن المستقبل . و يحكي الكتاب طبيعة الصراع الاجتماعي بين التقليد من حيث النظرة الى العالم ، و الموقف الرافض لحق البحث والتغيير ، وبين التجديد و الايمان بحق الانسان/المجتمع في البحث العلمي والابداع و التماس أفاق غير تقليدية للمعرفة والتحرر من مشاعر الدونية والتبعية تجاه الاقدمين والجمود عند حدودهم ، مع بيان كيف ان هذا التحرر كان مثلما هو دائما أساس التقدم و امتلاك الانسان لمصيره ، بل و الهيمنة على مقدراته . و يعرض كيف عانى دعاة التجديد من الاتهام بالكفر والزندقة و المؤلف أحد كبار الكتاب العلميين المعنيين بتبسيط العلم ، وله مؤلفاته واسعة الانتشار الي أثارت الاعجاب بقدرته الفائقة على تبسيط أعقد الافكار مع اثارة حس الدهشة بغرابة الكون لدى القارىء
John R. Gribbin is a British science writer, an astrophysicist, and a visiting fellow in astronomy at the University of Sussex. His writings include quantum physics, human evolution, climate change, global warming, the origins of the universe, and biographies of famous scientists. He also writes science fiction.
هذا الكتاب مكون من جزأين هو قصة ملحمة تطور أغلب المفاهيم العلمية التي توصلنا اليها صحيح أنه يتوقف عند مرحلة مبكرة للغاية خصوصاً فى الفيزياء فقد أهمل كل ما بعد اعمال جاموف عن نظرية الانفجار العظيم فهذا جعل الملحمة تفقد أكثر اجزاءها روعة
هذا الكتاب بجزأيه هو تأريخ رائع وبديع لمسيرة العقل البشري في طريق العلم والتكنولوجيا. ويمثل مع كتاب "برتراند راسل" المعنون (حكمة الغرب) توثيق رائع لمسيرة العقل والتفكير البشري (الغربي) . ولأنّ الثاني أغفل المسلمين والأوّل بدأ من بعدهم، فقد لزم هذه الأمّة توثيق تاريخها الفكري والعلمي بصورة مشابهة، ولعلّ سلسلة عالم المعرفة تتبنى مثل هذا المشروع . هنالك تنبيه إلى تكرار بعض الصفحات في الجزء الأول ، وما يبدو انقطاع "واحد" في النص في الجزء الثاني. أعود إلى الكتاب والذي أبدع كاتبه في استقصاء الأفكار وحياة الشخصيات مما يجعل منه مرجعًا كافيًا لعديد من الدراسات التي يمكن استقراء أفكارها من هذا الكتاب الضخم نسبيًا (يقارب 800 صفحة) . غير أنه لتحقيق هذه الغاية لا بدّ من وجود فهرس""index يورد أماكن ورود اسم العالم أو البحث. مما يساعد على تتبع مسيرة عالم أو فكرة .. فتح الكتاب لي آفاقًا أرحب في فهم بعض الأفكار العلمية، وأثار عندي الكثير من الأفكار والشواهد على بعض الآراء الاجتماعية . ولا أجد أن الكتاب والذي أراده كاتبه انتصارًا لفكرة التراكمية العلمية قد كان نصرًا حاسمًا على الفكرة الثورية المقابلة . بل أرى في بعض مفاصله ما يثبتها ويزيدها تعزيزًا. أرى أن الكاتب أغرق كتابه في جزئه الثاني بالتفاصيل التقنية مما أفسد متعة القراءة والتقاط العبر والفكرة الرئيسية . كان الكتاب سيكون أجمل وأكمل لو شمل رسوم توضيحية أكثر، وخط زمني ما. وإن كنت أظن أن هذا سيجعله أضخم حجمًا .
هذا الجزء أمتع من سابقه بكثير وسأضع هذا الكتاب تحت بند يقرأ مرة أخرى بلغته الأصلية
ذلك الجزء من الكتاب الذي يحتوي آخر المكتشفات والمنجزات العلمية هنا حيث يكتمل النسق ويتم حل كثير من الألغاز وبالفعل قد قل تدريجيا سرد السير الذاتية للعلماء
وفي خاتمة الكتاب عنوان وضعه جون جريبين ساقتبسه في حياتي التالية كلها سئلت يوما عن أهم شئ أميز له نفسي فأجبت القراءة رفيق الدرب أجاب مثلي ثم عدل إجابته إلى حب المعرفة كي تكون ادق إن ما يحركني في الحياة هو هذا الشغف الآن سأجيب بهذه الجملة الرائعة ما يحركني وأعيش من أجله هو "متعة اكتشاف حقائق الأشياء"
رحلة أكثر من رائعة من خلال فصول المجلدين اللذين نشرا ضمن سلسلة عالم المعرفة بالكويت. يقر الكاتب منذ البداية بالخطأ الذي يصر على الاعتراف به وهو البداية من تاريخ محدد بدقة 1543 سنة نشر كتاب كوبرنيك، لكنه يؤكد كون البحث العلمي تسلسلا تاريخيا وتراكما لجهود كافة الأمم والشعوب.. وفي مقاربته لتاريخ العلم في هذا الكتاب وبذلك الاعتبار، ينتقل الكاتب بين التطويرات المختلفة للإشكاليات البحثية التي يطرحها العلم، متبنيا نظرية البناء التراكمي للعلم، لا الثورة العلمية التي يعتقدها توماس كون. كل ذلك في قالب سردي جميل وفي ترجمة راااائعة .
الجزء الاول كان امتع بالنسبة لي . هذا الجزء غلب عليه الحديث في النظريات والفرضيات الفيزيائية والتي احسست بالضياع فيها .
العمل باجمله جميل ومفيد ومعلومات جديدة عن العلماء كأشخاص لهم رغباتهم ومطامعهم واحتياجاتهم العاطفية والانانية وليسوا ملائكة ومنزهين عن الخطأ . بل ان بعض من حصل على جوائز نوبل لم يحترم اخلاقيات البحث العلمي وسرق معلومات من جهود زملائة ليحقق السبق في اكتشاف احد النظريات
عرض رائع من شخصية علمية مرموقة تربي في النفس حب الإكتشاف رافضة فكرة تأليه الفكره أو الأشخاص تظهر شخصية الكاتب اتلعلمية المحضة و الميل الواضح إلى العلمانية أو الإلحاد ولا يعيق الكتاب إلا إغفاله لدور الحضارة العربية الآن
يفتتح الجزء الثاني بالكتاب الرابع (الصورة الكبرى) شاملا الفصل التاسع (الثورة الداروينية) التي خصصها المؤلف للحديث عن نظرية التطور وجذورها التاريخية أتساقا مع منهجه التراكمي في تطور العلم، ليفرد هذا الفصل لكل من داروين و والاس ولا مارك، وفي الفصل العاشر (الذرات والجزيئات) يدور حول تطور مفهوم الذرة على يد دالتون والكيمياء الكهربائية على يد همفري، وترتيب الجدول الدوري على يد مندلييف، والتفت المؤلف لتطور الداينميكا الحرارية على يد جول وكالفن وبولتزمان، مع الإشارة لأعمال آينشتاين على الحركة البروانية. في الفصل الحادي عشر ( لنسمح بالضوء) عرض المؤلف جهود فارادي وماكسويل في الكهرباء والمغناطيسية، تلك الجهود التي مهدت للنسبية الخاصة لآينشتاين التي عرضها المؤلف أيضا، ثم يأتي الفصل الثاني عشر (ختام نشوة العلم الكلاسيكي) ليعرض المؤلف جهود العالم ألفرد فيجنر حول حركة القارات وقصة عصور الجليد. الكتاب الخمس والأخير (العصور الحديثة) يبدأ بالفصل الثالث عشر (الفضاء الداخلي) ليغوص المؤلف في عالم الذرة عارضا تطور نظرية الكم أو الكوانتم من اختراع الانبوب المفرَّغ حتى بدايات نظرية الاوتار، مارا على الاكتشافات المثيرة لجسيمات الذرة من النيترون والالكترون والبوزيترون وغيرها. في الفصل الرابع عشر (عالم الحياة) يعود المؤلف لتطورات علم الأحياء من مندل عام 1865م وقوانينه المشهورة حتى مشروع الجينيوم البشري 2001م، مرورا بدراسات الكروموسومات على يد توماس مورجان عام 1915م وأعمال لينوس بولينج واكتشاف تركيب شريط د ن ا عام 1953م . في الفصل الخامس عشر والأخير (الفضاء الخارجي) عرض المؤلف الجهود التي بذلت في علم الكونيات والفلك الحديث- مجال تخصص المؤلف – حيث شرح النسبية العامة لآينشتاين وأعمال هابل في اكتشاف تباعد المجرات وقضية توسع الكون ونظرية الانفجار العظيم.. وفي الختام (متعة اكتشاف حقائق الأشياء) يعرض المؤلف عدد من الأمور حول تاريخ العلم بعد هذه الرحلة المضنية التي يقول أنها :" إنني لا أزعم أن الكتاب هو القول الفصل في تاريخ العلم، إذ لا يوجد كتاب كهذا ". ويقول " على الرغم من أن عملية إنجاز العلم هي نشاط شخصي، فإن العلم ذاته في جوهره إنجاز لا شخصي. أمه يتضمن حقائق مطلقة وموضوعية". ولعل أهم ما يؤكد عليه المؤلف في ثنايا كتابه رفضه لنظرية توماس كون حول تفسير تطور العلم بالثورية ، هذا الرفض يقول به صريحا في الختام " والجدير بالذكر أن أهم رؤية أقمها هنا وآمل أن أكون قد عرضتها واضحة، هي رفضي فكرة توماس كون عن "الثورات" في العلم، وعندي أن تطور الموضوع تراكمي في جوهره، خطوة تتلوها خطوة". يحدثنا توماس كون Thomas Kuhn فيلسوف العلوم في كتابه "بنية الثورات العلمية" أن أي نظرية علمية تخضع لبراديم Paradigm وهو نموذج إرشادي تتحرك ضمنه، فإذا لم يصمد هذا البراديم للنتائج الجديدة والظواهر الطارئة ننتقل إلى براديم جديد يستوعب هذا التغير وتسمى هذه النقلة ثورة علمية Scientific Revolutions .
كانت رحلة ممتعة رحل بنا المؤلف في تاريخ العلم، ذلك التاريخ المجهول للكثير منا، لكنه المحيط الذي انبثقت منه درر العلم لمن نالها.. لكنني أحب أن أشير إلى تحيز المؤلف للعلماء الغرب؛ بدا هذا واضحا من اختياره لعام 1543م بداية انطلاق العلم وكأنه طارحا جهود الحضارات الشرقية جانبا مركزا على أنجاز الغرب، وهل هناك علم شرقي وآخر غربي ؟ العلم تراث الإنسانية جمعاء، وكل حضارة شاركت بجزء في هذا المعمار الشامخ.. وصورة أخرى من تحيزه للغرب وعلمائه وهي عدم إشارته مطلقا للعالم العربي أحمد زويل في كتابه رغم أن أعمال زويل هي تطوير مهم لأعمال لينوس بولينج لطبيعة الترابط الكيميائي، بل وقد شغل زويل كرسي لينوس عام 1993م ! ومن قصور الكتاب أيضا أن المؤلف لم يتطرق لتطور دراسات الخلايا الجذعية ولا تقنية الاستنساخ رغم تطرقه لأغلب إنجازات علم الأحياء. أقتصر المؤلف على العلم الطبيعي فقط ؛ فهو لم يتناول إلا علوم الفيزياء والفلك والكيمياء والأحياء والأرض والتشريح، وليته ضم الرياضيات مع هذه العلوم من باب أنها مرتكز لعلوم كثيرة منها ..
كل دارس للهندسة الميكانيكية يحمل تقديرا كبيرا للسير ويليام تومسون"لورد كالفن" الرجل الذي قلص العالم فعليا بشكل من الاشكال يمكن ارجاع التطور في الاتصالات الى اعماله الرائدة وايضا تاسيس الثيرمودينامك من اهم اعماله وصياغة القوانين الثلاثة بالا��تراك مع كليوزيس وبالاخص مفهوم الانتروبي في القانون الثاني -الذي يعتبر اهم قانون في الكون- قوة هذا القانون تتمثل في تنبؤه ببداية ونهاية للكون اذ ينص على ان الانتروبي -وهي اللانظمية-تزداد بثبات ونقص الانتروبيا بفعل الحياة على الارض اقل من الزيادة في الانتروبيا المقترنة بالعمليات الارضية مما يشي بنهاية قريبة في الافق. هذا الجزء افضل من الاول بكثير ركز فيه جريبين على نظرية التطور ومن ثم الكيمياء قانون اوفقادرو - دالتون - مندليف والديناميكا الحرارية واعمال فارادي وماكسويل في الكهربية والمغنطيسية وتوحيدهما في الكهرومغنطيسية ومنها للجيوفيزيا والنظرية السرمدية القائلة بان الارض تتقلص باطراد البرودة في حالة من الانكماش التدريجي وبعدها يدخل في ميكانيكا الكم
كُلما ابتعدنا عن الأساسيات في العِلم، أي دخلنا في تطوراته، كلما كان أكثر تعقيداً و صعباً على الفهم للقارئ غير المتخصّص، وبالتالي كانت الحاجة للتبسيط و الشرح بأساليب مختلفة هو الحل لهذه الإشكالية.. وأتوقع أنَّ هذا ما وقع فيه الكاتب من نقص، وربما قام بتصحيح ذلك في طبعات أخرى من الكتاب إن وُجدِت ..
وبنآءاً على هذه الإشكاليّة، فقد تجاوزت العديد من الصفحات في هذا الكتاب، والتي رأيت أنني لن أستفيد منها في شكلها الحالي، إلاّ إن جآءت مناسبة أخرى وسياق آخر أعود لقرآءتها فيه
انتهيت من الجزئيَن ونظرتي للعِلم تغيّرت بشكل كبير جداً..
الكتاب مهم جداً لكل من هو في السياق العلمي كمتخصّص.