كتاب بودومة أو لولاش يحكي "كيف تصبح فرنسيا في خمسة أيام.. ومن دون معلم" في زمن كان فيه المرور إلى الضفة الأخرى هوس الملايين من الشباب الذين يطمحون إلى "التغماس" في عسل فرنسا ورحيق فرنسا وفرنك فرنسا ونساء فرنسا. أما اليوم "من ذا الذي يريد أن يصبح فرنسا في زمن غدت فيه "مارين لوبين" ابنة أكبر عنصري في بلاد الفرنجة من الشخصيات الأكثر تأثيرا والأكثر شعبية في فرنسيا. من ذا الذي يريد أن يصبح فرنسيا في بلد يتحول فيه اليمين الحاكم إلى أداة لتطبيق سياسات وبرامج اليمين المتطرف. ومن ذا الذي يريد أن يصبح فرنسيا في بلد بنى مجده على الفسيفسائية، ولحم أكتافه من خير أفريقيا ومستعمرات إفريقيا، فدفعه القليل من المشاكل الاجتماعية والسياسية، وكثير من الوقاحة إلى فتح النقاش حول الهوية الوطنية والبرقع والإسلام والهجرة والكسكس والبلغة... من أجل "هدهدة" مارين لوبان وفصيلتها، ودغدغة شعور الفرنسيين الأقحاح، ومداعبة الناخبين في اتجاه الشعر. بدومة أديب وشاعر يكتب بحد القلم كما يخط بأهداب ريشة. كلماته قوية كالإعصار وعذبة كالماء الزلال ومهما قسا وتمرد فإن هيجانه مستساغ وثورته هادئة (كما قيل في حملة رئاسية فرنسية ذات يوم).
شاعر مقيم في باريس، من مواليد 1973 بميدلت (المغرب). درس في المعهد العالي للمسرح بالرباط قبل أن يتابع دراسات عليا في المسرح وفي السياسات الثقافية الدولية بجامعة السوربون الجديدة . يشتغل في حقل الصحافة والترجمة وينشر قصائده منذ بداية التسعينات في مختلف الصحف والمجلات العربية. رفقة شعراء وفنانين مغاربة، أسس سنة 1998 "جماعة الأكروبول الشعرية" وأخرج للمسرح عروضا مستوحاة من نصوص شعرية بالعربية والفرنسية، من بينها "انبعاث: ذكرى سفر" (مسرح محمد الخامس، الرباط 1999). أصدر ديوانه الأول سنة 2001 تحت عنوان "الديناصورات تشتم ستيفن سبيلبيرغ" (منشورات وزارة الشؤون الثقافية، الرباط 2001). قريبا، تصدر له يوميات باريسية ساخرة تحت عنوان "كيف أصبحت فرنسيا، في خمسة أيام ومن دون معلم".
يقول ج.لولاش "لقد بت اليوم مقتنعا أن البشر ينقسمون إلى صنفين : عارفون ومغفلون فاهمون وسذج ثعالب وقطيع حمير وراكبون... بصيغة أخرى هناك الأذكياء وهناك الناس"
وعلى نهج سخرية الكاتب في كتابة الرسائل اجيب عليه بالآتي:
عزيزي السيد ج.لولاش،
أود أن أؤكد لك أن كل ما ذكرته من معاناة للمهاجرين في بلاد الغرب يتطابق حد العجب مع معاناة المهاجرين في بلاد العرب تلك البلاد التي كنا نردد لها بشغف طفولي"بلاد العرب أوطاني" ولكن نكتشف متأخرين أن لا مكان يتسع الناس حتى اوطانهم ولكن قد يكون هناك وطن للاذكياء ..
يبدأ المؤلف كتابه بهذا .. تنبيه للقارئ : "جيرار لولاش شخصية خيالية ،أنا اخترعتها" ج.بدومة تنبيه للقارئ الغبي : "جمال بدومة شخصية واقعية ،أنا فضحتها" ج.لولاش تقول في نفسك : مرحباً بالتوهان والحيرة التي لا أول لها من آخر .. حتى تعي الموضوع متأخراً بعض الشيء .. ويختم كتابه أسفل يسار الصفحة : باريس - الرباط 2003 ممتع الحقيقة
((كيف تصبح فرنسيا في خمسة ايام ومن دون معلم))... عنوان غريب لكتاب أغرب ظننته لأول وهله مجرد كتاب من الكتيبات التجارية عن تعلم اللغة الفرنسية .. ولكن زادت دهشتي حينما عرفت انه كتاب ساخر عن مقتطفات من حياة المؤلف المغربي (جمال بدومه) او (جيرار لولاش) كاسم فرنسي اختاره لنفسه في خلال هجرته الى فرنسا، فالكتاب عبارة عن مذكرات متفرقة من حياة المؤلف في فرنسا يوضح فيها الوجه القبيح لدولة فرنسا في تعاملها مع المهاجرين من دول العالم الثالث، كما يحاول الكاتب عقد مقارنه بين بلده (المغرب) وبلد المهجر (فرنسا) .. يحاول اثارة تلك القضايا في شكل ساخر عبر مقتطفات متنوعة من حياته في فرنسا في لغة سهله والفاظ غير متكلفة وقالب قصصي ممتع . حقيقة استمتعت جدا بقراءة ذلك الكتاب حيث أمدنى بمعلومات كثيرة عن الحياة اليومية للمهاجرين العرب لأوروبا عموما وفرنسا بشكل خاص ونظرة المجتمع الأوروبي لهم وطريقة تعاملهم مع الدوائر الحكومية في أوروبا. واستمتعت أكثر بحكايات الكاتب عن نفسه في فرنسا والطرائف التي يقصها في شكل ساخر يجذب القارئ ولا تجعله يمل. الشيء الرائع في الكتاب ان المؤلف (جمال بدومه) لم يدع في ثنايا الكتاب بطولة زائفة بل وصف نفسه بكل الاوصاف المتدنية السائدة بين بنى البشر من (نفاق وتكبر وانتهاز للفرص ووصولية وحب للذات ... الخ) .. أجل وصف نفسه بكل ذلك في شجاعة باهرة يحسد عليها. إذا فهو يعرف عيوب نفسه جيدا بل ومتسق معها ويعرف أسبابها وكشف نفسه امامنا ببساطة. في النهاية هي تجربة رائعة بالنسبة لي، وحزنت حينما انتهيت من قراءة الكتاب، وسأعاود قراءته ان تيسر لى الامر مرة أخرى.
كنت بدور على كتاب خفيف للقراءة.. مكنتش عايزة حاجة تاخد وقت .. الكتاب ده اداني اللي أنا عاوزاه و عرفني الوجه الآخر للعملة .. . طريقة تفكير أهل المغرب العربي و مشاكل الهجرة .. يعني هو الكتاب كان اسلوبه لطيف و اداني معلومات .. على الأقل أثبت بالدليل القاطع أن أوروبا ليست جنة الله في أرضه بالنسبة للعرب و بين قد ايه العرب بيتنازلوا عن كل حاجة في سبيل البقاء في دول المهجر و خلاني أسأل نفسي .. طب مادام الانسان العربي ممكن يوطي لتدوسه الأقدام في الغربة.. مش مستعد يعمل كده ليه في بلده و يشتغل بما يرضي الله؟! مأخذي الوحيد على الكتاب ان احيانا كنت بتوه منه في الأفكار المتداخلة و احيانا اللغة الغريبة اللي بيستخدمها .. هي لغة عربية لكنها متأثرة بلغة أهل المغرب أحيانا
هناك بعض "الأدباء" سامحهم الله لا يكتبون أشياء تستعصي على الفهم فحسب، بل يجعلون القارئ يحس بأنه أكبر بليد في هذا الكون، ويخطون هلوساتهم في كلمات مبعثرة كأنها عهن منفوش، ويدفعونه إلى التفكير في التهام "سمطة من القرقوبي" لعلها تساهم في فهم هلوساتهم المطبوعة التي يتعذر هضمها كأنها عصير من زقوم. من جهة أخرى، هناك أدباء، كثر الله من أمثالهم، يكتبون بقلوبهم، ويخطون بدمائهم على الأوراق البيضاء كلمات نلتهمها التهاما كأنها ألذ المأكولات وأعذب الألحان. جمال بدومة واحد من هؤلاء، يسرق منك الابتسامات ويجعلك تهيم في تفكير عميق من خلال تعليقاته ووصفه، ونقده الحاد واللاذع، وكلماته التي لا تعرف المهادنة.
الكتاب جميل و قريب من الواقع ومن القارئ , أسلوبه سهل ممتنع , لديه بلاغة وتشابيه جذابة قادرة على استحواز انتباه القارئ وتحريك مخيلته .. للمرة الأولى أقرأ رواية أو قصة أقرب للواقع بعيداً عن عالم الروايات الأدبية التي أحب
قرأت سابقاً عدة مقالات لجمال بودومة، لكنني لم أكن أعرف بأن لديه كتاباً يحكي فيه عن رحلته إلى فرنسا والظروف التي واجهها هناك. بحكم إعجابي بأسلوب كتابته، لم يكن من الصعب علي قراءة كتابه في أقل من 5 ساعات مستمتعا بكل فصل والقصص التي كان يرويها بأسلوب "التخييل الذاتي".
لا أدري ما الذي دفعني حقا للبحث عن الكتاب وقراءته، لا أذكر أصلا متى حصلت عليه ربما من سنتين أو أكثر، قرأت عنه مراجعة في مكان ما ثم بحثت عنه ووضعته ضمن الكتب التي أتطلع لقراءتها، ويا ليتني لم أفعل. لم تعد تدهشني قدرتي الفذة على البحث عن النكد والاحتفاظ به وترتيبه في قائمة أولويات كتبي، لماذا يارب أفعل هذا بنفسي! من أكثر الكتب إثارة للحزن والشفقة والاكتئاب هي الكتب التي تتحدث عن ضياع الهوية والانتماء وفقدان الوطن. عندما يفقد الإنسان معرفته لنفسه وهدفه في الحياة، وتتحول حياته إلى مجرد ردود أفعال لخذلان البلاد الدائم والمستمر، وبحث لا ينتهي عن المهرب والملجأ، ثم تفقد الوطن وتتحول حياتك إلى تيه فيما حسبته ملجأً. هكذا كانت صفحات الكتاب الذي اكتشفت أنه ليس كتابا وإنما ما يشبه اليوميات، دونها الكاتب عن حياته في فرنسا. بداية مثيرة للشفقة والألم، ونهاية بائسة مثيرة للإحباط والإحساس بالقهر والخذلان. أعاننا الله على أوطانٍ تلفظنا لنتسول القبول لدى دولٍ تحتقرنا وهي تمتص مواردنا وأقواتنا ثم لا تسمح حتى لمن هربوا بأن يجدوا الملجأ الذي يحلمون به.
هذا الكتاب ذكرني لماذا توقفت عن القراءة للمؤلفين العرب منذ سنوات . مع الأسف الشديد، مازال العرب بغالبيتهم يتباكون من عنصرية الغرب تجاههم وفي نفس الوقت يمارسونها ضد الآخرين .. هذا الكتاب التافه خير مثال حيث يطلق الراوي جمام عنصريته واحكامه المسبقة على الهنود والأفارقة والشرق أوربيين مستخدما تعابير والفاظ مهينة . و بلاش نتكلم عن الهوس المريض بالشقراوات والاحساس الطافح بالدونية والنقص 🤮
الرواية عبارة عن مذكرات متفرقة من حيث الزمان و المكان رغم أن الأحداث تدور بشكل كبير في فرنسا،و يبسط الكاتب بين ثنايا المؤلف مقارنات بين وطنه الأم و المهجر و ما استخلصه من تجربة هجرته،غير أن الأحداث و الرسائل التي أُثيرت ليست جديدة عما هو معروف و مألوف،كما أن السخرية التي وظفت ليست بتلك القوة و الدقة التي تجعلها قادرة على لفت انتباه القارئ
تعرفت على الكتاب عن طربق أحد البرامج الإذاعية التي استضافت الكانب جمال بدومة للحديث عن الكتاب اقتنيته على الفورو قرأته في وقت قياسي، بعيدا عن الروايات الأدبية فهوعبارة عن مذكرات يحكي فيها عن حياة طالب بالمهجر بأسلوب روائي ممتاز