Jump to ratings and reviews
Rate this book

أبيقور: الرسائل والحكم

Rate this book
الكتاب عن أبيقور فلسفته وحكمه وهو أحد الفلاسفة القدماء

245 pages, Paperback

18 people are currently reading
467 people want to read

About the author

Epicurus

156 books825 followers
Epicurus (Greek: Ἐπίκουρος, Epikouros, "upon youth"; Samos, 341 BCE – Athens, 270 BCE; 72 years) was an ancient Greek philosopher and the founder of the school of philosophy called Epicureanism. Only a few fragments and letters remain of Epicurus's 300 written works. Much of what is known about Epicurean philosophy derives from later followers and commentators.

For Epicurus, the purpose of philosophy was to attain the happy, tranquil life, characterized by aponia, the absence of pain and fear, and by living a self-sufficient life surrounded by friends. He taught that pleasure and pain are the measures of what is good and bad, that death is the end of the body and the soul and should therefore not be feared, that the gods do not reward or punish humans, that the universe is infinite and eternal, and that events in the world are ultimately based on the motions and interactions of atoms moving in empty space.

His parents, Neocles and Chaerestrate, both Athenian citizens, had immigrated to the Athenian settlement on the Aegean island of Samos about ten years before Epicurus' birth in February 341 BCE. As a boy he studied philosophy for four years under the Platonist teacher Pamphilus. At the age of 18 he went to Athens for his two-year term of military service. The playwright Menander served in the same age-class of the ephebes as Epicurus.

After the death of Alexander the Great, Perdiccas expelled the Athenian settlers on Samos to Colophon. After the completion of his military service, Epicurus joined his family there. He studied under Nausiphanes, who followed the teachings of Democritus. In 311/310 BC Epicurus taught in Mytilene but caused strife and was forced to leave. He then founded a school in Lampsacus before returning to Athens in 306 BC. There he founded The Garden, a school named for the garden he owned about halfway between the Stoa and the Academy that served as the school's meeting place.

Even though many of his teachings were heavily influenced by earlier thinkers, especially by Democritus, he differed in a significant way with Democritus on determinism. Epicurus would often deny this influence, denounce other philosophers as confused, and claim to be "self-taught".

Epicurus never married and had no known children. He suffered from kidney stones, to which he finally succumbed in 270 BCE at the age of 72, and despite the prolonged pain involved, he wrote to Idomeneus:

"I have written this letter to you on a happy day to me, which is also the last day of my life. For I have been attacked by a painful inability to urinate, and also dysentery, so violent that nothing can be added to the violence of my sufferings. But the cheerfulness of my mind, which comes from the recollection of all my philosophical contemplation, counterbalances all these afflictions. And I beg you to take care of the children of Metrodorus, in a manner worthy of the devotion shown by the young man to me, and to philosophy."

-http://en.wikipedia.org/wiki/Epicurus

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
21 (30%)
4 stars
15 (21%)
3 stars
22 (31%)
2 stars
7 (10%)
1 star
5 (7%)
Displaying 1 - 6 of 6 reviews
Profile Image for هدى يحيى.
Author 12 books17.9k followers
February 4, 2021

أغمض عينيك
وتخيل حديقة
إملأ صدرك بالهواء النقي
وتذوق على مهل رائحة الزهور
استمع قليلا لموسيقاك الداخلية
تناغم مع الكون واستمتع به

ادخــل أيهــا الغــريب
هنــا ستحيــا حيــاة طيبــة
هنــا اللــذة هــي الخــير الأسمــى

هنا يمكنك التعرف على فلاسفة الحديقة
=)

::::::::


لعبة الغميضة في حديقة أبيقور -لوحة ل ويليام ستوت

::::::::


هل تشعر ببعض السلام النفسي؟
جيد
لنبدأ إذن
*
*
*

الأبيقورية تحصر الوجود الإنساني في حدود الحاضر
هذه هي الفكرة الرئيسية في فلسفته
وتستطيع أن توجزها فيما يلي
(1)
الألهة لا تثير الرعب

(2)
الموت لا يخيف

(3)
الخير سهل المنال

فالرغبات الطبيعية سهلة الإشباع
"بل حتى فإن عدم إشباعها لا يؤذي فالرياضة أو العمل اليدوي قد يساهمان في التخفيف من حدتها"

(4)
الألم والوجع يسهل احتمالهما

وقد سماها أبيقور
وصفة الدواء الرباعي

::::::::

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أبيقور بالذات؟
لما لم أهتم بقراءة فيلسوف أكثر أهمية مثلًا أو أكثر شهرة وتأثيرًا على الفلسفة في كل العصور

لقد كانت قراءة هذا الكتاب بالنسبة إلي أكثر من مجرد تجربة
فأنا تعمدت البحث حتى وجدته
لأنني حقا عندما قرأت نبذة عن أبيقور عرفت فورًا أنني أريد أن أجلس معه ،، وأحاوره

::::::::

ما يهمني في فلسفة أبيقور كثيراً هي فكرة عدم الخوف‏
وهذا كان عامل الجذب الأول الذي شجعني على التعرف على فلسفته وقراءة الكتاب

هذه الفكرة تسيطر على دماغي من زمن لا بأس به
فكرة الاستسلام بلا فزع ولا جزع ولا رهبة لفعل الموت

برغم كم الألم الذي قد تتعرض إليه حتى تصل لمرحلة اللامبالاة
إلا أنها درعا قويا يحميك من نوازع الخوف الإنسانية
ويحيّر الآخرين في تعاملهم معك‏

لقد بذل أبيقور أكبر مجهود في التاريخ من أجل تخليص الفكر البشري من الخوف من الموت

فهل سمعت عمن اشتكى من عذاب الموت من قبل
هل عاد أحدهم ليخبرنا بذلك؟

::::::::

أبيقور يقول

إن الموت لا يعنينا
فحين نحيا لا وجود للموت
وحين يحضر الموت فلا وجود لنا


كان ديموقريطس أو من سُمي بالفيلسوف الضاحك لا يعتقد في وجود حياة بعد الموت فهو يرى ذرات الروح تتفرق عند موت الانسان فيتلاشى

وقد استمد أبيقور فكرته عن الموت من هذه النظرية
"أي النظرية الذرية"

أبيقور كان يرى الآلهة لا تبالي بنا وإنما خلقتنا وتعيش هي في ملكوتها بسعادة وغبطة
وبالتالي لا داعي للخوف من الموت
وكان يريد تخليص الناس من الفكرة المشوهة التي لديهم عن الإله

أما عن نظرتنا نحن للإله ‏
فيصوره البعض بأنه جبار ،وآخرون بأنه محبة
وفئة أخرى تراه مزيجٌاً من البطش والعدل والرحمة‏

وكيفما كان مصيرنا ، ما الذي سنجنيه إن ارتعبنا من مفارقتنا الحياة‏
لا أعتبرها شجاعة وإنما لا سبب للخوف
لا مفّر من القدر ‏
علينا ان نعي ذلك

::::::::

ظهرت الأبيقورية في أثينا عام 300 ق.م
وقبل هذا التاريخ كانت قد ظهر تلميذا لسقراط يدعى ارستبوس الذي كان يقول بأن الخير الأسمى هو اللذة والشر الأفظع هو الألم

وعندما ظهر أبيقور نجده قد استمد فلسفته من فكرة أخلاق اللذة
بالاضافة إلى نظرية ديموقريطس عن الذرات

وديموقريطس أو الفيلسوف الضاحك
هو من أوائل من فكروا بنظرية الذرة
وكان يراها الجزء الذي لا يتجزأ من المادة
وهو أحد فلاسفة الطبيعة الأوائل الذين حاولوا إعادة الكون إلى جوهر واحد أو مبدأ واحد
ويرى أنه باتحاد الذرات ينشأ الكون
وبافتراقها يتم زواله

::::::::

إن توالد الأفكار دائماً ما يسبب شعورًا عظيمًا بالنشوة
وفي هذا الكتاب
استمتعتُ بطرح الأفكار ولذة الفلسفة التي لا تضاهى
لقد جعل هذا الرجل عقلي يسبح في حساء فلسفي شهي
وتمتعت كثيرًا بتعرفي إليه

::::::::

عن مفهوم اللذة

لقد ظُلم أبيقور كثيرا ممن قاموا بتسطيح نظريته وفلسفته وطاله كثير من الافتراء
فاللذة عند أبيقور لا تناظر مفهومنا العصري السطحي عنها
فهي ليست لذة حسية مجردة تجعلك تردد
"عش اللحظة الراهنة"

فهي لا تعني بالضرورة اللذة الحسية
بل إن هناك لذة نفسية كالشعور بالمحبة والحنان والصداقة
ولذة عقلية كالاستمتاع بكتاب أو تذوق لوحة فنية
كما أن أبيقور يرى أن اللذة لها عواقبها وآثارها الجانبية

وعاد أبيقور إلى المفهوم اليوناني القديم الخاص بالفضيلة والذي يشمل ضبط النفس ، والاعتدال ، والطمأنينة الباطنية

وعندما ينجح الفرد في التحكم في رغباته يفوز بالطمأنينة التي تساعده على تحمل الألم

وقد قسم اللذة لمراتب ودرجات
فصحيح أن اللذة الوقتية تسبب السعادة ولكن هناك ما يسمى بالتخطيط الذي هو ملكة الانسان العاقل

وبهذه الطريقة قد نضحي بلذة دانية الفوز بلذة أطول أجلا أو أشد قوة على المدى البعيد

::::::::

عن مفهوم الحرية

أما عن مفهوم الحرية فلم يكن يتمايز عن المتعة
فإذا كانت المتعة هي
أساس تحقيق الخير الأسمى والوصول إلى السعادة
فالحرية هي
ثمرة الاكتفاء الذاتي والعيش في هذا الملاذ الآمن الذي تصنعه لنفسك

إن الاكتفاء الذاتي هو أساس الحرية عند أبيقور
ولا يتعارض أبدا مع سعيه لتحقيق اللذة القصوى

::::::::

سبب آخر لفت انتباهي بشدة إلى الرجل هو ما يتعلق بفكرة العيش في سلام

لم نعرف عن أبيقور أو أتباعه أي محاولة تذكر للاهتمام بالسياسة أو بالحياة الاجتماعية
كانت مقولته الخالدة
"عـش معتــزلا"

صحيح أن اهتمامي بهذه الفكرة لا ينبع من نفس الرغبة الأبيقورية -على الأقل ليس في أساسها
أي لتحقيق اللذة القصوى

وإنما أنا أهتم كثيراً لفكرة السلام النفسي
السكون والصمت والتأمل ‏
دراسة العالم بحواسك وبروحك بدون صريخ و صوات وجعجعة فارغة
أهتم كثيراً لهذا الأمر وأحاول التعايش مع العالم من نفس وجهة النظر
بدون الهياج الفارغ واللامنطقي
هذا العالم مجنون بما يكفي ولا يحتاج لهوس زائد

هل ميلي للعيش في سلام يجعلني حمقاء
هل هذا يجعلني لا أقدّر لذةَ الاشتعال؟
أم أنني أرى عالمي وأرسمه كما يحلو لي

لا أحد منا يعلم ما هي الحقيقة بعد
لذا قد نختار ما نظنه يوائم حقيقتنا
إنّما ‏
من يعرف نفسه تماماً بعد؟

وما الذي تستطيع فعله إن كنت مؤمن بالثورة
ومجروح وقلبك ينزف يومياً وتريد الحصول على السلام
؟
ما الذي تستطيع فعله وأنت ترى الحق يُغتال والدم يراق بلا رحمة
؟
كيف أستطيع الوصول إلى السلام النفسي وقلبي ثائر على كل هذا الظلم‏
؟

أحاول الإجابة على ذلك يومياً



Profile Image for Siham.
36 reviews
November 26, 2015
عندما قاربت من إنهاء قراءة هذا الكتاب الكنز بالنسبة لي , أحسست فعلا أنني بدأت أفقد صديقا ..

سعدت باكتشاف كوني أبيقورية نظريا , ولكنني تحسرت على ابتعادي عن كوني كذلك ممارسة وتطبيقا .. فما الجدوى ؟ وإلى متى ؟

في البداية لا يمكننا أن نجزم بصحة نسبة جميع الأفكار الواردة في الكتاب وفي المراجع التي لجأ إليها صاحب الكتاب إلى أبيقور نظرا لقدم مصادرها الرئيسية وحداثة اكتشاف هذه المصادر وكون معظم هذه المراجع اذا استثنينا المخطوطات التي وجدت في الكنيسة الفاتيكانية هي عبارة عن كتب لفلاسفة اخرين تحدثوا في أحد فقراتها عن مذهب أبيقور ككتاب ديوجان اللايرتي وكتاب لوكريتس وبعض الكتب المنسوبة لشيشرون , لا نعرف مدى أمانتهم في نقل أفكاره ... ما يمكن أن يفسر التناقض والغموض الموجودين بين مصدر واخر ....
يبقى الأهم الفكرة بحد ذاتها بغض النظر إن كان صاحب الفكرة هو فعلا أبيقور أو أحد تلامذته أو أحد أتباعه أو أحد منتقديه , وبعد ذلك ما على المرئ الا أن يأخذ ما يفيده ويطرح الباقي

جاءت الأبيقورية كمحاولة للإنقلاب على الوضع السائد بعد سقوط البلاد تحت السيطرة الأجنبية لا لتكريسه كما يذهب إلى ذلك بعض نقاد الأبيقورية , ومنهم من شوه تعاليمها عن قصد أو عن سوء فهم واختزلها في الإبتعاد عن الواقع و السعي وراء اللذات الحسية , رغم أن أبيقور كان يمجد اللذات الفكرية أكثر ودعا إلى التقليل من اللذات المادية و عدم الإفراط فيها والإبتعاد عن اللذات الوهمية التي تخفي الاما كثيرة وطويلة ة

تعجبت حقا من عظمة تفكير هذا الفيلسوف وأنا اخذ بعين الاعتبار الزمن الذي عاش فيه , لقد صدق نيتشه عندما قال أن هناك أناس يولدون بعد وفاتهم , هذا ينطبق على أبيقور , فبعض أفكاره أبانت عن تفكير حديث سابق لأوانه , جعلتني أحس أنه لازال حاضرا بيننا يخاطبنا في هذا العصر , ويتحسر على الأحوال التي وصلنا اليها عندما ابتعدنا عن ذواتنا وانخرطنا في ذات جمعية ارتضاها لنا المتحدثون باسم الالهة واختزلنا وجودنا في المحاولات الدائمة لاسترضائها وابعاد غضبها عنا فاحتقرنا نعمة الــــــــــــتأمل والــــتفكير , مادام هناك من يفكر عنا ولا يبقى لنا إلا التسليم , واحتقرنا هذه الحياة مادامت هناك حياة أبدية في انتظارنا, نعيمها غير محدود , لا ألم فيها ولا معاناة , ولا تحتاج فيها لبذل أي مجهود , عكس هذه الحياة المتعبة الزائلة ... فهل أبيقور أحمق ليطلب منا ان نضحي بهذا النعيم الأبدي ونعرض أنفسنا للمصير النقيض الجحيم الأبدي مقابل حياة فانية ؟؟

طبيعي أن يفكر شخص ما هكذا إذا كان يحسب أن حكمة إلهه وصلت لحد أن يطالب مخلوقاته بالتصرف عكس طبيعتهم التي جبلهم عليها ... وأنه قد جاء بهم إلى الحياة ليحتقروا الحياة ... ورغم أنه منح لهم عقولا إلا أنه أمرهم ألا يسألوا ... ورغم أن الههم مكتف بذاته و متعال على مخلوقاته إلا أنه ينفعل ويغضب وينتقم ويتدخل من أجل هذا ويلعن هذا ويتجاهل ذاك , ويطالب مخلوقاته بتقديم الصلوات والقرابين ... لقد كان أبيقور حكيما عندما طلب منا أن لا ننسب إلى الالهة ما يناقض سعادتها وغبطتها المطلقة , فأن نعتقد أنها خلقت العالم وأنها تتدخل في حياة البشر , فهذا قد يجعلنا ننسب إليها كل أنواع الظلم الذي يحصل على هذه الأرض عوض أن نتحمل المسؤوليات وننخرط في محاولة تصحيح الأخطاء .

كان هدف الأبيقورية تخليص الإنسان من الاستعباد الفكري عن طريق المخاوف التي تغرسها العقائد الخرافية في عقله بإيهامه أن الالهة تتدخل في حياته وتراقبه في كل صغيرة وكبيرة وتتنتقم منه وتنزل عليه بأشر العقاب إن عصى أمرا لها مهما بدى تافها .. وأنها فوق ذلك أعدت له عذابا أبدياا ��ي انتظاره بعد موته ... هكذا اقترن التفكير في الموت بالخوف , فالانسان يبقى رغم كل محاولاته لاسترضاء الالهة وعدم إغضابها جاهلا بالمصير الذي ينتظره , فيزرع هذا الجهل في ذاته مخاوف تشل تفكيره , معتقدا أن أي تفكير , أي فعل قد يوقظ غضب هذه الالهة , فلا يكون همه إلا النجاة من عذاب الاخرة .. فيكون مستعدا ليضحي بعقله , لتحيا هذه الأوهام داخله وتتحكم في تفكيره وسلوكياته واختياراته وفي محيطه أيضا .


كما حاول عن طريق مذهبه الطبيعي ذي البعد الوجودي والأخلاقي والذي استبعد كل التفسيرات الغيبية أن يعيد إلى الإنسان قيمته ومكانته الحقيقية في الوجود التي سلبتها منه هذه العقائد الدينية الخرافية و تلك المذاهب الفلسفية الميتافيزيقية والجبرية التي توهمه أنه مسير لا مخير , وسعى إلى فكه من قيود أوهامها والنزول به من السماء وإعادته إلى أرض الواقع تحديدا في الحاضر , فإذا كان الإنسان يبحث عن سعادة معينة , وإن كان هناك إمكانية لتحقيقها , فلن يجدها في غير هذه البقعة المكانية الزمانية .


ولن يتم التخلص من تلك المخاوف التي تستعبده وتحرمه من التفكير السليم والاستمتاع بالحياة إلا عن طريق المعرفة والفهم ... طريق الفلسفة الذي يفتح طريقا فرعيا يؤدي الى الحكمة , والغاية من الحكمة أن تجعل ألإنسان سعيدا لا عالما

هكذا أكد أبيقور مرارا أن الغرض من فلسفته هي بلوغ السعادة , والقول بأن المعرفة غاية في ذاتها سخف وعبث ... بل هي وسيلة لبلوغ الاتراكسيا .
لذلك لم يكن يعبأ بطرق الإستدلال المعقدة بقدر اهتمامه بما هو ضروري فقط لبلوغ هدفه المنشود فكان يكتفي بما هو موجود ولا يعبأ بالماورائيات إلا في حدود ارتباطها بمذهبه الواقعي , عن طريق قاعدته في الإستدلال بما هو مرئي على ما هو لا مرئي , ولم يكن يحبذ الجدال غير النافع , فبينما كان غيره يجادلون وعيونهم إلى السماء , كان همه ربط العلل بالواقع وعدم الحياد عنه , لأن مجرد الابتعاد عنه يضعنا عرضة للأوهام والخرافات
فكان في فلسفته الذرية ينطلق من الواقع المدرك ثم يرتد إليه


ان دراسة الطبيعة تقتضي منا الا نقيم ابحاثنا على قوانين تعسفية ومبادئ هشة , بل ان ننتبه الى ما توحي به الظواهر , اذا أننا لا نحتاج الى نظريات واراء لا طائل تحتها بقدر ما نحتاج الى العيش بدون اضطراب



-ابيقور لا يعارض التفسيرات المتعددة نظرا لنسبية المعرفة على شرط الا ي تتناقض مع الظواهر البديهية والا تتأثر بالاساطير والخرافات , يقول في تكملة للفكرة السابقة

" ان ما يمنحنا الهدوء التام هو قبول الأشياء لتفسيرات متعددة تقوم على فرضيات موافقة للظواهر , لا سيما اذا سلمنا لما يحدث لهذه الظواهر على وجه الاحتمال . أما اذا حافظنا على رأي وأبطلنا الاخر رغم اتفاق كليهما مع الظواهر , فاننا نكون بذلك قد غادرنا مجال الفزياء ودخلنا الاسطورة

ه دعوة صريحة الى تقبل الاراء المتعددة والتعايش مع أصحابها بل والاستعداد الى تبني ارائهم ان تبينت صحتها و فائدتها , كذلك قبول تفسيرات كثيرة لظاهرة واحدة يفسح المجال لتوليد الافكار , ما يفتح بابا لكل تقدم فكري ومادي , وذلك بدون وضع حدود للتفكير , على ان يكون خاليا من التفسيرات الغيبية ومن أي غرض في الإساءة إلى الاخر ة.

نظريته عن الطبيعة استبعدت تماما فكرة خلق الكون من طرف قوة عظمى اختلف في تسميتها , فالمبدأ عنده هي الذرة الغير قابلة للإنقسام والتغير وهي أزلية لا تفنى , يقول لا يمكن لشيء أن يولد من لا شيء ولا يمكن لشيء أن يستحيل إلى عدم , وأن عناصر الجسد بعد الموت و الانحلال تعود لتندمج في الطبيعة ولا يبقى هناك معنى للقول بالخلود بعد انحلال الجسد وانتفاء الاحساس ... هكذا حاول عن طريق نظرياته الطبيعية استبعاد كل مبرر للخوف من الموت أو ما بعد الموت , ليتمكن الانسان من تركيز ذهنه على وجوده وواقعه .. ومحاولة فهم طبيعته والقضاء على الامه التي تحرمه من الاستمتاع بالحياة

سنتيه بعيدا عن الحقيقة إذا ما تصورنا أن الشيء الذي قاد الألهة في خلقها للعالم هو مصلحة البشر .... فالعالم لم تخلقه أبدا إرادة إلهية من أجلنا لا سيما وأنه حافل بالعيوب

فنفيه للعناية الإلهية وأيضا القدر , ينفي صحة العقائد التي يستند إليها البشر ليبرروا تقاعسهم واستسلامهم .


باختصار , كان رائعا عند حديثه عن الاكتفاء بالذات الذي اعتبره الخير الأعظم , والتمييز السليم بين الرغبات الضرورية وغير الضرورية , بين الرغبات النافعة و الضارة , ومجد فضيلة الأعتدال والنزاهة وغير ذلك من المبادئ التي تحقق راحة النفس
ف وكان أروع عندما تحدث عن الإحساس كمصدر للمعرفة , فالحقيقة عنده تتحدد في الواقع كما ندركه وليس كما هو في حد ذاته ,
, و كذلك عندما تحدث عن اللذة والألم كمعيارين لمعرفة ما يجب فعله وما يجب تجنبه , و عن مصدر الإدراك , عن نشأة اللغة وانتقال الانسان من البدائية الى التحضر , وحديثه عن طبيعة الانسان النفعية , وعن نظريته في الحق ... وغير ذلك ...

أشجع كثيرا على قراءة الكتاب لأنه يحتوي على كنوز معرفية ثمينة وحكم رائعة ة .

----------------------------------------------

أربعة نجوم منحتها للكتاب كمحتوى عام توفق فيه صاحبه " جلال الدين سعد " في تنظيم فقراته وأن يعرف بفلسفة أبيقور لدى القراء بالعربية , وأيضا لمجهوده في البحث عن المراجع الأجنبية التي سبقته في الحديث عن مذهب هذا الفيلسوف ويمكن لكل من يرغب في التعمق فيه أن يلجأ إليها .

أما فلسفة أبيقور فأمنهحها 3 نجوم من أصل خمسة , لأنها تبقى فلسفة نظرية تشبه الجنة الأرضية التي أحلم بها . لأن الالام التي يعانيها الإنسان لا ترجع فقط إلى خوفه من الموت ومن الالهة وإلى شذوذه عن طبيعته بل معظمها يعود إلى طبيعته ذاتها ...

فالانسان محكوم بقدرته المحدودة وبالوقوف دائما في مواجهة المجهول ...

نحن لا نستطيع أن نبعد أجسادنا عن الأمراض والميكروبات المنتشرة في كل مكان , لا نستطيع إيقاف الكثير من الالام الجسدية خصوصا إذا لم نكن نملك المال لشراء المسكنات والأدوية المعالجة , أركز هنا على الأمراض المزمنة التي تدوم طويلا وقد تؤدي إلى الوفاة ...
لا نستطيع أن نرد غضب الطبيعة ( مجازا ) وما يستتبعها من الام وموت الأقرباء والتشرد و الفقر ,
لا نستطيع أن نختار زمان ومكان ولادتنا , ولا نستطيع أن نختار اباءنا , ولا نستطيع أن نتدخل في ظروف نشأتنا وتربيتنا ,
لا نستطيع أن نحمي أنفسنا من الأمراض النفسية لأن معظمها يتكون في فترات لا نعي بها لكي نمنعها من التكون , وعندما نعي بها نكون قد فقدنا السيطرة عليها تماما .
لا تستطيع أن نمنع أنفسنا من التعلق بالاخرين والتعود عليهم لكي لا نتألم لفقدانهم ...

ونجلس محبطين أمام الفرق الشاسع بين ما نتمناه وما نجده ...

نحن نعاني من الحكام الجائرين ومن فساد المسؤولين , نعاني من الجهل المستفحل حتى بين المتعلمين ... ثم في هذا العصر نتحدث عن الاستعباد المعنوي او اللامرئي فأنت مستعبد من حيث لا تدري , فهناك من يسهر على التفنن في إيجاد طرق الاستعباد و إبقاء الأوضاع على ما هي عليه لتنعم الأقلية بالنعيم على حسابنا نحن الذين نشكل الأغلبية ....
ثم بعد ذلك لا أدري هل من الحظ أم من سوء الحظ أن تستيقظ وتعي بما يحدث لك ومن حولك , لانك معرض لأن تجد نفسك وجها لوجه مع حالة أفظع " العجز عن تغيير الأوضاع " , تعرف المرض وتجهل كيف تعالجه , وكل محاولة لعلاجه قد تفاقم حالة المرض .

فكيف تكون أبيقوريا في وسط فاسد بكل المقاييس ؟

و عند محاولة فهم الموت مثلا نلجأ إلى ما نعرفه ... متناسين أن ما لا نعرفه لا يقاس بما نعرفه .. , فما يخيفنا ليس الموت بحد ذاته , بل ما نجهله عن اللحظات الممهدة للموت ( الاحتضار ) ولحظة الموت , وجهلنا المطلق بما يمكن أن تكون عليه الأمور بعد هذه اللحظة ..

ثم كثير من حالات سوء الفهم والإضطرابات الناتجة عنها راجعة إلى كوننا نجهل ما يدور في ذهن الاخر ,

ولا نعلم ان كانت تصرفاتنا صائبة أو خاطئة الا بعد قيامنا بها ومعاينة النتائج المترتبة عنها ...

فحياتنا باختصار تقوم على التخمين والظن بسبب جهلنا الأبدي حتى بأنفسنا وطبائعنا ...

Profile Image for Amani Al-harbi Al-harbi.
72 reviews71 followers
July 15, 2013
أبيقور يرفض اللذة مع الزمن اللامحدود ، ويعظم اللذة في الزمن المحدود ، ويرفض الرغبة في الخلود ليست من الطبيعة ولا يصاحب الخلود السعادة الأبدية ، السعادة الأبيقورية تتحق في كل لحظة من لحظات الزمن زوالها وبقطع النظر عن مدى امكانية دوامها أو زوالها بزوال الإحساس . يرفض أبيقور عدمية الإحساس والبلادة يرفضها قطعاً . " كل إحساس هو شعور ينتمي للذة أو الألم . ويبسط حكمته في ترف العيّش كمثال " الحكيم لا يختار الأكل الأوفر إنما الأكل الألذ فهو كذلك لا يرغب في التمتع بطول العمر وإنما برغد العيش "

الحكيم الأبيقوري لا يخشى الموت ، كما أن فكرة العدم لا تنغص حياته ولا تحدث فيهرالرعب والفزع ، ولكنه أيضا لا يرغب في الموت ولا يبقى مكتوف الأيدي أمام الاشياء التي تهدد كيانه .. بل انه يستنكر موقف الذين يخشون الموت ، أو الذين يرغبون الموت .
فلسفة الكتاب تصالحك مع الموت والاكتفاء ومتطلبات الحياة والطبيعة يصالحك مع الخوف . في خاتمة الكتاب بحتوي على رسائل مهمة لأبيقور إلى فلاسفة هيرودوت ومينيسي وفيثوقلاس والحكم الأساسية .
Profile Image for Amrane Mickpop.
33 reviews25 followers
July 15, 2017
أبيقور <3
أحد أعظم الفلاسفة في عصره .. والأهم من ذلك
أكثرهم تأثيراً على فلاسفة العصر الحديث .. كماركس، غاسندي، مونتيني، هلفتيوس، بول هنري دولباخ، قسطنطين فرانسوا فولني، نيتشه .. وأيضاً على بعض المفكرين والفلاسفة العرب.
فلسفة أبيقور، التي قامت ضد أفكار أفلطون (الروحية/النفسية) وأفكار أريسطو (العقلية)، تتميز بطابع فريد يضع الأخلاق والطبيعة فوق كل فكرة...
بدءاً بإعادة توجيه مهمة الفلسفة الى "فهم العالم والبحث عن أنجع الطرق للعيش فيه" .. منطلق فيلسوف "الحديقة" كان غاية الإنسان التي تقوم "حول البحث عن السعادة" ووسيلتها الوحيدة "الفلسفة الأخلاقية".
يعد هذا الكتاب الكنز .. المرجع العربي الوحيد في الفلسفة الأبيقورية، ذلك أنه أول ترجمة لرسائل أبيقور وأحكامه للعربية
كل الشكر للأستاذ التونسي جلال الدين سعيد <3
Profile Image for Heba Tariq.
674 reviews315 followers
April 10, 2018
قرأت الرسائل فقط
و لكني اكتشفت اني مليش في الفلسفة خالص 😀
1 review
April 23, 2021
Mrci
This entire review has been hidden because of spoilers.
Displaying 1 - 6 of 6 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.