ما أردتُ أن أكونَ غيرَ بذرةٍ ترميها أمي مع شروقِ الشمسِ لشهوةِ التراب. قد تَفسُدُ, أو يلتَقِطُها طائرٌ مهاجرٌ، وقد تصبحُ شجرةً ، هكذا ، أريدُ أن يكونَ كلامي أيضاً.
" ما يعذبني ما يجعلني ذابلة و حزني شديد مكسورة القلب أني اشتقت إليك أضع خاتمك تحت وسادتي و أشهق حتى أنام و لا تأتي في الحلم أبي تعال ليس من أجلي بل من أجل خاتمك تعال " .
للقراءة مرة و اثنتين ، للإهداء مرة و اثنتين شعر حقيقي و غير متكلف ، مؤثر و ناضج ينساب من مواجع و خيالات في منتهى الروعة .
أنا ممتنه ، وسعيدة ، إني قرأته . أتمني أن يكون ما قرأته هو الكتاب كاملاً .. ..............
اللغة رقيقة ، راقية ، بها حزن دفين ، يظهر بكبرياء ...
..................
أيتها القويةُ، الصلبةُ كَجَبلٍ، الواثقةُ كعاصفة. لن تحبيه أكثرَ منِّي. غريبةٌ أنا، كمطرٍ ناعمٍ، حزينٍ يهطلُ آخرَ المساء، مرتبكاً, وحيداً، و لا يقفُ تحتَ دموعِهِ أحد. لكنكِ - أبداً - لن تحبيه أكثرَ منِّي.
لا تقل أنكَ معي، فأنتَ لستَ كذلك. ولا تقل لي لستِ وحدَكِ، لأنني حقاً وحيدة، وكَما تجاوزتُ كلَّ ما مَضى، سأفعلُ ذلكَ الآنَ وحدي.
2 الكلماتْ. الكلماتْ. قصائدكَ هيَ أنت ! ماذا سأفعلُ بالكلمات؟ إذا كنتُ أنادي العالمَ من خلفِ الجدرانِ ولا يَسمعُنِي؟
لكم جَميعاً، قلتُ وَداعاً يا أصدقاء، من أجلِ الكآبةِ التي لا تُحتَمل، من أجل الحفرة التي وقعتُ فيها، والليلِ الذي ابتلعني دون أن يشعرَ أحد. من أجلِ الروحِ التي جرحَّتها الحياة ؛ التي ترغبُ أن تَضُمَّها العَتمةُ إليها، قلتُ لكم وَدَاعَاً، لأنَّ الحياةَ تدفعُني حتماً، تجاه لجنون
5 كل ما تَمنيتُه تلكَ الليلة، أن أمشي بجانبِكَ في الشارع, تضم يدي بحنانٍ و بساطةٍ، وأن تكونَ لنا صورٌ كثيرةٌ دافئة. تلفني فيها كَما يَلُفُّ الضوءُ زهرةً. كُلُّ ما تَمنيتُهُ، أن يشيرَ إلينا الناسُ ونحنُ معاً.
حزينةٌ هذا المساء، كموسيقى متُعبةٍ تَنبعثُ من غُرفةٍ أخرى، وبعيدةٌ مثلَها تماماً. . لا أعرفُ بالضبطِ ما الذي فقدتُه؟ لكنَّني طوالَ حَياتِي لا أكفُّ البحثَ عنه بهلع.
أريدُ أن أحيا؛ لكني جبانة !
لماذا تهتمُ الوردةُ باليدِ التي ستقطفها إذا كانتْ في كلِّ الأحوالِ ستموت
إنه حزينٌ كالليلِ، وله غمازتان، عيناه ساحرتان، و يُغني الأغنياتِ التي أحبُّها، إنَّهُ حَساسٌ، وقلبُه دَافِئٌ, عندما يَحضُنني، أودُ أن أقولَ له لا تَتَوقف، أرجُوك. لديَّ وقتٌ طويلٌ ضائعٌ ليسَ لأحد، لديَّ ليالي و نهاراتٍ فائضةً عن الحاجةِ، سأنامُ في غمازةٍ، وأصحو في الأخرى. ضُمَّني , ضُمَّني بحنان.
ما يُبكيني هذه الليلة، أنكَ تَرى عينَيَّ تَضحَكُ، ولا تراهما تفيضانِ بكلِّ هذا العذاب. أنكَ تسمعُ غِنائِي، ولا تَشعُرُ أنَّ قَلبي طافحٌ بالألمِ، أني وحيدةٌ، حتى وأنتَ تمسكُ بيدي.
إذا أنا سَقطتُ، يمكنكَ أن تعودَ وتمدَّ لي يَديك، لكنني سأكونُ قد تغيرتُ كثيراً في تلك اللحظة.
من الذي سيتصلُ بيَ الآن، يقولُ لي لستِ وحيدةً، أنتِ معي؟ لا تُفكرْ كثيراً، لستَ أنت ! من سيطرقُ بابي الآن، يضمُّني ويقولُ: في قلبي سَمعتُ بُكاءَ دُموعِكِ ؟! لا تفكر كثيراً، لستَ أنت، والله لستَ أنت
عندما رأيتُ ضحكتكَ لأولِ مرةٍ فكرتُ، أنه لا معنى للانتحار، من كان يدري ! أن غمازةً واحدةً، كافيةٌ لإنقاذِ حَياتِي؟
أريدُ أن أفهم، كيفَ أكونُ حَبيبَتُكَ؛ وأبكي على كَتفِ غَيرِك؟
يجبُ أن تَعرفَ الآنَ أني ريشةٌ, و أتظاهرُ أني الريح !
أيها العالمُ لستُ غاضبةً منكَ لأنكَ لا تَرانِي، فأنا أيضاً لا أراكَ، لا أسمَعُكَ، لا تَغضَبْ، فأنا لاَ أعرِفُكْ !
أهمسُ للريحِ الباردةِ، لن يأتي هذا الشتاءُ أيضاً. لن يَضُمَّنِي حَبيبي !
عندما أتألمُ، عندما أحزنُ، أن يلمسني الآخرونَ، ولو بحنانٍ، يُؤذيني جداً، كلامُهم، نظراتُهم، أياديهم، لا تعني لي أكثرَ من شفرةٍ حادةٍ تمرُّ على قَلبي، صَمتُهم يُواسِيني أكثرَ، تَجاهُلُهم للأمرِ، وكأنَّ شيئاً لم يَحدثْ. أن أعودَ إلى دَاخلي إلى نَفسي، أن أختفي، ولا يسألونَ لماذا؟ هذه هيَ المواساة.
لا أعرفُ ما يُخيفُني أكثر، ولا ما يُعذِّبُني أكثر، ذَهابُك للأبد؟ أم مُواجهةُ الحياةِ وَحدي ؟!
اه يا صبا .. رقيقة حد أن تسكن القلب ، تكتبُ بخفة وعمق في آن واحد .. من الكتب التي تقرأ مرتين ، و اقتبستُ منه كثيراً الموسيقى المضافة في الكتاب كياسمينة في ذيل كل صفحة ، تهبكَ إلهام وذاكرة ..
الجميل انتي قرأت الكتاب مع صديقتي سالي ، واتفقنا ان صبا تشبهنا : )
هالريفيو من سالي الجميلة ❤ احدهم أخبرني أنه يخلق من الشبه 40 لم يتجاوز هذا المفهوم لدي سوى شكل القالب الخارجي اليوم بعد أن انهيت كتاب صبا مأمن يد على وجهي اتضح لي أن لإحساسي أيضا 40 شبهاَ جزء مني كان مع حرفها وكثير كان مع موسيقاها وهناي التي شاركتني رسائل قدري المخباة تحت وسادة كل حرف نائم تحت أصابع يديك التي لم تستطع أن تصل إلى وجهك في مأمن يد على وجهي ♡♡♡ُ
ثاني كتاب أتم قراءته كامل في يومين بعد الخيميائي :) ١١ رمضان 14٣4 الجمعه
راقت لي كثيراً هذه النصوص الشعرية ، بحبكتها المتماسكة ، ومفرداتها الرقيقة .. نصوص تُقرأ أكثر من مرة و تُقتبس و لا تشعر أبداً أنك تقف أمام تجربة أولى للكاتبة .. بل هي تجربة ناضجة كاملة زادها بريق روابط الأغاني التي تذيّل نهاية الفصول ، والغلاف الجميل الذي يحكي الكثير ..
شكراً لرفيقتي هنادي على توصيتها الجميلة بقراءته .. و تعليقها ب : الكتاب هذا لما كنت اقرأه كنتي تجين في بالي اقول: لازم لازم تقرأ هالكتاب ضروري ، كان فيه اشياء اشوفك فيها".
لا أعرفُ كيفَ أحتاجُ أحداً، أحسُّ ذلكَ في قلبي، لكني لا أعرفُ كيفَ أقولُ: هاتِ يدَك َيا صديقي إني أتعذب. هل تسمعُ صوتي يأتيكَ من الجحيم ؟! صَدِّقني ، لا أعرفُ كيفَ أقولُ إني كَئيبةٌ، وتكادُ روحي تموتُ من الألم، و أن ما أحسُّ بهِ ليلٌ يُغطِّي العالم. كُل مَا أعرِفُه ، أني أموتُ ألفَ مرةٍ قبلَ أن أموتَ حقاً .
...
أَتَظاهرُ بالشِّفاء، ضعيفةٌ كقلبِ مريضٍ، و لا أكفُّ عن التظاهرِ بالقوةِ والشراسةِ، يجبُ أن تَعرفَ الآنَ أني ريشةٌ, و أتظاهرُ أني الريح !
...
كيفَ لا يَمنَعُهم أحدٌ؟ كيف يستطيعونَ أن يَفعلوا ذلكَ بكِ؟ أنتِ التي تحضنينَ الناسَ بحبٍ، التي تُحبُّكِ الأشجارُ والعصافيرُ والسماءُ وترابُ الأرضِ، كيف ترين َكلَّ هذا من خلفِ شُباكٍ عالٍ، وباردٍ؟ المطرُ يُلصقُ خَدَّهُ على الزجاجِ، ولا تَصلُه يداكِ. الحَمَامُ يقفُ علي نافذتِكِ، ولا تُطعِمِيهِ، الغيماتُ تَمرُّ، ولا تستطيعُ الدخولَ، كيفَ فعلوا بكِ هذا ؟!
.................... أمام روحي السماء زرقاء جدا ولا تستطيع أن تغادر هذا الجسد لدقائق تلمس الغيم و تعود!
............................ لا تفكر كثيرا. .. لست أنت
............................ خدش صغير هذا الذي تركته في قلبي لكن الآن دمي يؤلمني كما لو أنه يحمل سم العالم
............................. يؤذيني، ويجعلني تعيسه محروقة الروح أني أسير دوما بمحاذاة الموت لكنه يتجاهلني كما لو أنه ينتقم مني إنه يراني برجاء و عتب أمد يدي يأخذ الذين أحبهم و يبتسم لي!
"هل سمعت شهقات العصفور المكتومة الأخيرة قبل أن يودِع جناحاه الغيم؟ * فَزِعةٌ كغزالةٍ عمياء * خُلِقتُ لأظلَّ هكذا، شجرةً وحيدة، تسقطُ أوراقُها كثيراً، ولا تَتَعب. * كلُّ كلمةٍ تمرُّ من تحت أصابِعي خيطٌ في حبل مِشنقَتي * لا أعرف بالضبط ما الذي فقدتُه؟ لكنني طوال حياتي لا أكفُّ عن البحث عنه بهلع. * حزينةٌ هذا المساء، كموسيقى مُتعبة تنبعث من غرفةٍ أخرى، وبعيدةٌ مثلها تماماً. * لم أعد أصلحُ لشيءٍ، ولا أن أكون علامةً لكتابك. * أبدو وكأنني بنيتُ حياتي على مقبرة.