دلق الزنبيل, أصدق وصف لهذا الكتاب. فهو خواطر متناثرة. في موضوعات شتى, لا رابط بينها, ذكريات و أدب و فكاهة, يمثل كل مقال همومي وقت كتابتة, ومن ورائها جميعا دافع واحد.. عناق الكلمة, وبحث قلب عمن ينصت لنجواه.. يحيى حقي 1965
يُعد رائداً لفن القصة القصيرة العربية؛ فهو أحد الرواد الأوائل لهذا الفن، وخرج من تحت عباءته كثير من الكُتاب والمبدعين في العصر الحديث، وكانت له بصمات واضحة في أدب وإبداع العديد من أدباء الأجيال التالية.
وُلد يحيى محمد حقي في 7 يناير 1905، ونشأ في بحي السيدة زينب، وكانت عائلته ذات جذور تركية قديمة، وقد شب في جو مشبع بالأدب والثقافة، فقد كان كل أفراد أسرته يهتمون بالأدب مولعين بالقراءة.
تلقى تعليمه الأوليَّ في كُتَّاب السيدة زينب، ثم التحق عام 1912 بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بالقاهرة، وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، فالتحق بالمدرسة السيوفية، ثم انتقل إلى المدرسة السعيدية لمدة عام، ومن بعدها إلى المدرسة الخديوية والتي حصل منها على شهادة البكالوريا، وكان ترتيبه من بين الخمسين الأوائل على مستوى القطر كله، ثم التحق في أكتوبر 1921 بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وحصل منها على درجة الليسانس في الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر.
عمل يحيى حقي معاوناً للنيابة في الصعيد لمدة عامين من 1927 إلى 1928، وكانت تلك الفترة على قصرها أهم سنتين في حياته على الإطلاق، حيث انعكس ذلك على أدبه، فكانت كتاباته تتسم بالواقعية الشديدة وتعبر عن قضايا ومشكلات مجتمع الريف في الصعيد بصدق ووضوح، وظهر ذلك في عدد من أعماله القصصية مثل: "البوسطجي"، و"قصة في سجن"، و"أبو فروة". كما كانت إقامته في الأحياء الشعبية من الأسباب التي جعلته يقترب من الحياة الشعبية البسيطة ويصورها ببراعة وإتقان، ويتفهم الروح المصرية ويصفها وصفاً دقيقاً وصادقاً في أعماله، وقد ظهر ذلك بوضوح في قصة "قنديل أم هاشم"، و"أم العواجز".
في عام 1991 صدر له كتاب "خليها علي الله" مبيناً علي غلافه الداخلي أنه "السيرة الذاتية لأديبنا الكبير يحيي حقي، عاشق اللغة العربية تحدثاً وكتابة وقراءة، وأحد أبرز رواد الرواية والقصة القصيرة واللوحة القلمية في الأدب العربي الحديث والمعاصر والحائز علي أكبر جائزة عالمية تمنح للعلماء والأدباء وهي جائزة الملك فيصل العالمية، التي نالها تكريماًَ وتقديراً لعطائه الإبداعي وجهوده الأدبية". نال يحيي حقي أكثر من جائزة في حياته الأدبية، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، كما منحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983، كما نال العديد من الجوائز في أوروبا وفي البلدان العربية، منحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة؛ جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي
دلق الزنبيل كما يقول يحيي حقي في المقدمة ، فأخرج لنا تلك المقالات المتنوعة ، موضوعات شتي تحدث .فيها يحيي حقي لا أعلم ما سر هذا الشعور بالدفء أثناء القراءة ليحيي حقي ، تشعر كأنك تجلس مع جدك ، يبهرني بعشقه للتفاصيل .ودقة وصفه وجمال عباراته ،أعجبني الكتاب كله ، لكنني استمتعت كثيرا بالجزء الأول افتتحه بمقال تحدث فيه عن التصوف وتفضيله للأكل النباتي عن اللحوم ، والمقالات التي تحدث فيها عن استنابول ، وزيارته للمساجد فيها ، هناك مقال بعنوان "شجرة تهتز أوراقها" يصف فيه ليلة القدر في مسجد أيا صوفيا ،شعرت وكأنني كنت متواجد .حينها معهم من دقة وحلاوة وصفه ، وغيرها من المقالات الرائعة
اشتريت الكتاب من المعرض السنادي دون أن أعرف أي شيء عنه فقط لأنه من تأليف يحي حقي، في الحقيقة احب هذا الرجل واحب ما يكتبه واعتبره من الأدباء المظلومين واختزال اعماله في مجموعة قنديل أم هاشم فقط أمر سئ وأثر علي باقي أعماله الرائعة أيضاً. الرجل يكتب مقالات بديعة وصفها في أول الكتاب بدلق الزنبيل يحكي فيه عن نفسه مرة وعن الفن والمسرح وعن كُتاب مغمورين. أسلوبه أدبي بسيط فكاهي جاد لطيف للغاية لكن يعيبه المط في الكلام وكثرة الكلام بلا هدف مما يثير الملل قد يكون المقال حلو والأسلوب جميل والحكي رائع لكن المط في الكلام جعلني أشعر بالملل في اغلب الوقت. في النهاية هو كتاب خفيف ومسلي ولم أندم علي قراءته
استعرته ورقى من المكتبة ظنا منى انه عمل روائى ل يحيى حقي ليتضح انه مجموعة مقالات مختارة من السنين ما بين 62 و حتى 65 ل يحيى حقي الذى عمل بالنيابة و السلك الدبلوماسي فى تركيا فى تلك الفترة بالكتاب عدة مقالات عن شخصيات هامة عاشت و ماتت قى الستينيات ف كتب مقالات يحكى عنها و مقالات قليلة اجتماعية ساخرة دمها خفيف و مقالات قليلة عن ايامه و حياته فى تركيا
اسلوب يحيى حقي ظريف و دمه خفيف لكن اعتقد انه سيكون اظرف فى الراويات عنه من المقالات
في مقدمة الكتاب، يصفه محمد عبد الله الشفقي: "التركيز الشديد يرتبط أحيانًا بالشدة. ويحيى حقي إنسان كبير القلب، وكاتب كبير القلب، لكنه حاد المزاج أيضًا، وبذلك تصبح الماسة أقرب الأشياء إلينا إذا احتجنا إلى تشبيه يشع أسلوبه دفئًا وعطفًا مثلما تشع الماسة ألوانا دافئة، لكن الماسة حادة أيضًا، وتتقابل خطوطها وزواياها في حدة." (الدفء والحدة) وصفان يلخصان هذا النوع من الشخصيات بدقةٍ لن يثمنها إلا من يجد في شخصيته صدى لهذين الوصفين مجتمعين. هو يحيى حقي، الذي جعلني أتوقف مفكرًا في الصفحة الثامنة، حين قال: "وقد أثبتت التجارب أن العصا الممسوكة من الوسط تخذل ولا تعين من يتوكأ عليها؛ إنها تقع دائمًا عند أول صدمة"، وهي جزء من مقاله المعنون (فيها قولان) المنشور في جريدة المساء بتاريخ 22فبراير 1965. يداعب ابتسامتي حين يقول في الصفحة الخامسة والثلاثين: "لك كل ما في جيبي، وجيبي أفرغ من فؤاد أم موسى." ومخيلتي في الصفحة التي تليها: "الظاهر أنه كان من كثرة النطاح قد بري قرنه." يهجو في الصفحة الحادية والأربعين، فيؤلم، "إن أرذل أنماط المثقفين هو المبتلى بعقلية القطيع وطبع القرود؛ يثرثر لسانه بمعلومات استقاها من الكتب لا من الحياة، تفاخرًا لا فهمًا وإحساسًا." وفي الصفحة الثالثة والستون، يقول ما اعتبرتُه تحذيرًا أحاول الاستفادة منه: "كأن قدر كل كاتب هو أن يتعرى ليكتسي الآخرون". ينقل عن أندريه جيد في صـ 67: "كنت لا أفهم أنني بعملي هذا أصبح سجينًا أكثر وأكثر لكبريائي، في الوقت الذي كنت أتصور أنني أحرر نفسي.. كنتُ أتصور أن كبريائي نوع من الفضيلة." ثم يشرح باقتدار بيت الشعر الذي أحاول تذكره منذ سنوات عبثا، في صـ 179: "لم يصبح الواحد منهم جاليفر إلا لأنه في مملكة الأقزام."
هذه كانت أول قراءة لهذا الكاتب رشيق العبارة و الجميل في وصف اللحظة في بساطة وسحر . فجأة يصدمك بوجود مفردة عامية ولكن سرعان ما ترضى بها حيث أن لا أفضل منها في توصيل المعنى .. في رسم البسمة وأحيانا الضحك .
أعجبني تقريعه لنفسه عندما كان يتحدث عن قطيع القرود وتقليد المثقفين للغرب وانبهاره به حتى في أدق التفاصيل .
" إن أرذل أنماط المثقفين هو المبتلي بعقلية القطيع وطبع القرود .. يثرثر لسانه بمعلومات أستقاها من الكتب لا من الحياة .. تفاخرًا لا فهمًا ولا احساسًا ... مرت سنوات طوال فإذا بي في باريس وإذا بي أجلس أيضًا كبقية القطيع في قهوة كافيه دي فلور في حي سان جرمان دي بريه وسط زحام شديد .. العثور علي مقعد بشق الأنفس .. بعضنا ينظر ببلاهة في وجوه بعض .. في القلوب ولاشك خجل مكتوم .. حشد من جميع الأعمار وجميع الأجناس والمِلل والنِّحل رجال ونساء والسبب ؟ أن السيد بول سارتر كان يجلس ذات يوم في هذه القهوة ومع أنه كف عن زيارتها منذ زمن طويل وقطع رجله عنها فإن الحشد فيها هو هو .. ليلة بعد ليلة إنها جلسة للتبرك ... وليكون لنا الحق أن نتحدث بطلاقة عن الوجودية . "
يحيي حقي يتحدث في مجموعة مقالات أدبية عن مواضيع شتي أول مجموعة من تلك المقالات يتحدث فيها عن دوافعه لأن أصبح نباتيًا وعلي أي هيئة هل تحريمًا أم استبشاعًا .. ثم يبدأ في الحديث عن التصوف ينتقده تارة ويمتدحه تارة .. ثم يتحدث عن المتصوفة وعن التكية وأصلها وعن مطاردة مصطفي كمال للمتصوفة في تركيا .. ثم يتحدث عن جامع السلطان حسن وآيا صوفيا .. ما كان عليه وما آل إليه .
يحيي حقي علمني الفرق بين البوهمية والبهيمية 😁! ربما أنا سريعة الاندهاش سريعة التأثر .. هو علمني الجمال والحرية والتألق وأخذ الحياة برحابة صدر وبتعفف .. ذهبت معه إلى تركيا في جامع أبا صوفيا وذهبت معه إلي جامع السلطان حسن بالقاهرة . ذهبت معه إلي باريس وعايشت معه الأدب الروسي والفرنسي وعشت معه مخاوفه وتقلباته الفكرية والنفسية وتهكماته وسخريته من نفسه ومن الحياة.. عايشت معه نظرته للحياة وللوجودية .. عايشت معه الصوفية والنباتية .. أحببت أصدقاءه وكرهت بعضهم .. مشيت مع كل تفصيلة كان يصفها وصفا دقيقا مفصلا رهيبا يجعلني أدمع من فرط الجمال أو أبتسم وأنظر إلي السماء بتنهيدة كبيرة كأني اكتشفت كنزا مثلا فهو كنز فعلا أخرج من أغواري مكنونها .. تحيرت في شخصيته أهو صالح أم عربيد .. لكن كان إنسانا علي كل حال ..مزيجا غريبا من شف أغوار النفس مزيجا عجيبا وجميلا !
وفق الرائع يحيى حقي أيما توفيق- كالعادة- في وصفه للكتاب فب مقدمة موجزة دلق زنبيل.. بغض النظر عن معنى زنبيل بس هو شكلة كدا
تظرا ل "تعشيمة" إيانا بإخبارنا عن سبب تبنيه للمذهب النباتي.. فقد تابعت بكل تركيز ذلك الجزأ الأول من الكتاب حتى (محطة الوصول).. رغم إنه ضحك علينا و قعد يكلمنا في حاجات تانية .. لكن الحاجات التانية دي كانت في حد ذاتها متعة .. و أقوى حاجة خرجت بيها تعلقي غير الطبيعي بمسجد أيا صوفيا إلي عمري ماكنت سمعت عنة قبل كدا.. نفسي أزورة.. لو لسا موجود حتى الأن.. و أحلى حاجة إستمتعت بيها.. الصدق.. حقيقي بحس عنده كمية من الصدق نفاذة
بعد كدا دخلنا في النقد الإجتماعي.. و أكتر مقالات أثرت فيا ملامح جيل من خلال صيحة رثاء درس من غاندي ناتاشا
ثم أورد سير ذاتية مختصرة لكن في الصميم لشخصيات حسبتها من كلامه عنها ذات قيمة عالية.. لم أسمع عنهم قبلا نمى داخلي إحترام شديد ناحيتهم.. ممكن لما حسي الأدبي ينضج أكتر أحاول أدور على كتبهم و أستفيد منها..
الكتاب كان فيه طابع تاريخي لذيذ.. تحس إنه ورا المواضيع إلي بيتناولها قاصد إنه يرسم الحقبة التاريخية إلي بيتكلم عنها و يوصلهالنا و يخلينا نحياها معاه.. باشعر إنه بيوثق التاريخ
أنا عشقت عشقت عشقت الأستاذ الرائع يحيى حقي... مش عارفة أصبر عشان أقرا ليه تاني:))) Love you 2wiii
مجموعة مقالات ليحيى حقي في موضوعات مختلفة؛ ذكريات، أدب، فن، تصوف، فكاهة.. يصف حقي الكتاب فيقول: "دلق الزنبيل، أصدق وصف لهذا الكتاب.. فهو خواطر متناثرة في موضوعات شتى، لا رابط بينها، يمثل كل مقال همومي وقت كتابته، ومن ورائها جميعا دافع واحد؛ عناق الكلمة، وبحث قلب عمن ينصت لنجواه" . إذا أحد فهم معنى "دلق الزنبيل" يخبرني 😛 أول مرة أقرأ شئ ليحيى حقي، بشكل أو بآخر ذكرني أسلوبه بعبدالوهاب مطاوع رحمه الله! كتاب خفيف ولطيف تواجه به ثقل ورتابة الأيام