لئن كانت الحكاية التي ترويها "قلب الرجل" تحيل على زمن الفتنة الأهلية التي جرت في لبنان سنة 1860, لا لتروي تاريخا بل لتحكي مصائر أناس عانوا التشتت والمأساة من جراء هذه الفتن, فإن النص قد استطاع أن يجسد الصراع الاجتماعي\النفسي\اللغوي للفئة الاجتماعية التي تنتمي إليها الكاتبة. كرست لبيبة هاشم حياتها - سواء في العمل, أو في الجمعيات التي انتمت إليها, أو الصحف التي أصدرتها, أو كتاباتها الأدبية - للدفاع عن حقوق المرأة؛ وتأتي هذه الرواية في هذا السياق, رغم أنها تتميز عن نصيها الآخرين بأن عنوانها "قلب الرجل" بصيغته العامة (مبتدأ دون خبر) لا يحمل حكم قيمة, وعلى القاريء أن يبحث عن هذا الحكم من خلال النص نفسه
لبيبة هاشم ( لبنان 1880 - البرازيل 1947 ) أديبه و صحفيه لبنانيه إهتمت بحقوق المرأة, و كانت من أوائل من نادوا فى الشرق الاوسط بإنشاء جمعيه نسائيه. هاجرت إلى مصر وأصدرت فى القاهرة مجلة " فتاة الشرق " من سنة 1906 لسنة 1939 ، وألقت محاضرات فى القسم النسائى فى الجامعه الأهليه المصريه ( 1911 - 1912 ). سافرت إلى البرازيل سنة 1939 وعاشت هناك حتى وفاتها.
الكتاب عبارة عن قصة حبيب وفاتنة اللذان ماتا حبًا بالأخر، ففي ذاك الزمان كانت الحروب الأهلية تأكل لبنان كما تأكل النار ما حولها وكانت تذبح الطوائف والأعراق التي بها ذبحًا شديدَ فكانت فاتنة تتنزه مع اترابها فإذا بمن لحقها من اهل الحرب فألقى برشدها وبرشد فرسها، فأتى حبيب لأنقاذها وكان ما كان، فبعد مدة تزوجا وكانت قد اصبحت امًا فأتت له بالخبر فإذا بأهل الحرب كادت تؤدي بحياتهما ففترق المحبان وانتهى ما بينهما من حب عندما رأى حبيب بقايا جثة فاتنة فاقتنع بوفاتها
وبعد فكان ما كان وتعرف على صديقٍ وأبنته، وبعد فترة مات الأب فأحب كلا من سلمى وحبيب بعضهم بعض فتزوجا وعند ما ولدت وليدتها الثانية مرضت مرضةً أدت بحياتها، فههنا حبيب وحيد مرة اخرى، فأخذ وليديه الى فرنسا ليدرسا بها، ومع مرور الوقت أُخذ بالقارء بقصة روزه وعزيز التي من احزن ما قرأت، فقد خانها وسرق ابها وتركها وحيدةً، فأصابها المرض من اليأس وعند شفاءها اصاب ابها، فكان رجلاً حنونًا طييًا، وادركه الموت بعد مرضه فيا لحزني على تلك القصة
غريبة,الرواية دي اتكتبت سنة 1904 و المفروض ان اول رواية عربية استقر الباحثين و النقاد على تكامل عناصرها هي رواية زينب لمحمد حسين هيكل سنة 1917 تقريبا و بالرغم من كدة فرواية زينب من وجهة نظري مملة و سطحة الى حد ما لكن الرواية دي انا شيفاها رائعة من ناحية ترابط العناصر و تسلسل الاحداث و اسلوب الكتابة يعني سابقة عصرها من وجهة نظري.