المؤامرة

by فرج الحوار

http://books.google.com.eg/books?id=i...

Genres: Novels

340 pages, Unknown Binding

First published January 1, 1992

Reviews

[Hayfa · Rating 3 out of 5]

تردّدت كثيرا في تقييمي للكتاب ولا زلت إلى حدّ كبير. لكن ما أعلمه يقينا أنّني لم أندم على قراءة هذا الكتاب، بل وجدت فيه شيئا من العمق لم أتوقّعه في البداية.
صاحب الرّواية نورالدّين جابالله وقد كتب بعض أجزائها فرج الحوار بتفويض منه.
بدت لي الرّواية في البداية صادمة وكدت أصنّفها ضمن الرّوايات السّوقيّة الّتي تستغلّ المواضيع الجنسيّة لجلب انتباه القرّاء واستفزاز الآراء السّائدة لا أكثر. إلاّ أنّني سرعان ما التمست جدّيّة وعمقا شجّعاني لأواصل القراءة.
أظنّ أنّ القصّة في جزء كبير منها دراسة للجانب الشّهوانيّ المظلم في الانسان وأثره على انسانيّته. نورالدّين، طالب سنة ثانية فلسفة وراوي القصّة، يسخر من حبيبته سناء المايل حين تخبره بأمر إيمانها بالله وصومها رمضان. سناء المايل هذه نفسُها تُضاجع عددا من الرّجال هم أصدقاؤها وأصدقاء نورالدّين. يصرّ الأخير في مواضع عدّة على الفصل بين الحبّ والدّعارة، ويبرّئ سناء من تهمة "المومس" بإيمان والحاح شديدين مأتاهما ليس حبّه لها فقط، وانّما قناعته الرّاسخة بأنّ انسانيّة سناء المايل أقوى بكثير من نزواتها وأفعالها.
انجذب نورالدّين إلى هذا المرأة الأربعينيّة الفاتنة لجمال حسدها، تماما كالآخرين. لكنّه حين عرف دفء قلبها أحبّها وأعلن في النّهاية أنّه 'يريد روحها'.
شعرتُ أيضا أنّ الرّواية تشير في عمق عمقها إلى موضوع دينيّ حسّاس. انتشر في عصرنا ميل غريب ومشين إلى تصنيف النّاس إمّا ملائكة أو شياطين. فلان يصلّي في المسجد ثمّ يكذب! منافق وصلاته باطلة. فلانة تضاجع الرّجال ليلا وتقول في النّهار أنّها تحبّ الله ورسوله! ماذا تعرف هذه عن الله ورسوله؟ ستذهب إلى الجحيم.
هذا أمر فظيع طبعا، أخلاقيّا ودينيّا. نميل إلى تصنيف النّاس هكذا، ناسين وهن الانسان ونزواته وتناقضاتها وناسين أيضا معرفة الله أحوال عباده ورحمته الواسعة.
سناء المايل "غابة متشابكة من المتناقضات"... أليس هذا نفسه تعريف الانسان؟!

نقطة أخرى جذبت اهتمامي في هذه الرّواية: شخصيّة سناء عبد الباقي الّتي يُخيّل إليك أنّ كلّ أحداث القصّة تدور حول موتها في حادث مرور، لكنّك تكتشف ببطئ أنّها ليست سوى "طيف شفّاف". يقول عنها نورالدّين: "مصير أتوق إليه ونور..."
اختيار اسم هذه الشّخصيّة لم يكن صدفة طبعا. في مواضع مختلفة من القصّة، يربكنا الرّاوي عمدا فلا ندري هل حلّت سناء عبد الباقي في جسم سناء المايل فجأة أم أنّ هذا الطّيف الشّفّاف استحال جسدا بفعل خيال المحبّ.
عموما، أظنّ لسناء عبد الباقي بعدا دينيّا جليّا: هي الرّوح وهي الايمان (الّذي تدعو نورالدّين للتّحلّي به دون الاعتماد على لغة دينيّة مباشرة أو رموز دينيّة اسلاميّة). يمكن أن تكون أيضا سناء المايل في صورتها المثاليّة، أو المرأة في كلّ أنوثتها وعلوّها.

أخيرا، سعيدة باكتشاف هذه الرّواية ومهتمّة بقراءة روايات أخرى للكاتب فرج الحوار (لم أصادف كتبه في مكتبات تونس. إن كان لدى أيّ شخص فكرة عن مكان بيعها فليخبرني بذلك رجاء)

[Mohamedbaraa]

طقوس الليلالموت والبحر والجرذالمؤامرة