مع أن استخدام ضمير الغائب في السرد، يتيح للراوي عادة الغوص أكثر في أعماق الشخصيات ونبش مواقفها وأبعادها النفسية والفكرية، غير ان السرد هنا، يصور شخصيات ضبابية حالمة وموقفها تجاه أحداث الرواية، تجاه احداثها، لا يتسم بالجدية فالراوية .. يظل يدفع هذه الاحداث زمناً وراء زمن تاركاً معاناة شخصياته على نحو غير مقنع على الرغم من العرض المأساوي المتأزم الذي يلجأ إليه الراوية في سرد الاحداث .. والتي جاءت في محورين، منفصلين تقريباً، ليس بينهما ترابط درامي ولا يتصلان ببعضهما بوشائج منطقية، فالحدث الأول : توتر (صارم) المأساوي على مقتل أبيه، يعرضه الراوية بوضع، نعتقد وقتها انه سيواصل بحثه عن مقتل ابيه غير ان هذا التوتر يذوب. ليبدأ توتر مأساوي جديد في قصة حب، ومعاناة طفولية : وهذه المرة يكون بطلها (صارم) و (محمد) وتنتهي بزواجهما، وتنتهي الرواية .
خرج من كلية الآداب من عين شمس (تخصص علم نفس ) ، عقب تخرجه التحق بالصحافة و ترأس القسم الثقافي بجريدة الاتحاد ، و تولى منصب رئيس التحرير التنفيذي بالجريدة نفسهاحتى 2008 ألتحق بهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث مديراً لمشروع "قلم". بدأ سلسلة إصداراته عام 1979 بمجموعة قصصية بعنوان "ذات المخالب" و أخرى شعرية . أما إصداراته الروائية فبدأت برواية "الإعتراف" عام 1980 فاز بجائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب - فرع الآداب- الرواية 2008
مؤلفاته: صدرت له ثماني روايات هي بالترتيب:
1. الاعتراف 1982. 2. السيف و الزهرة 3. رماد الدم . 4. نافذة الجنون . 5. تل الصنم . 6. ثنائية مجبل بن شهوان . 7. سلائم . 8. ثنائية الروح و الحجر. 9. التمثال 2001.
أصدر أيضا مجموعة قصصية و أخرى نثرية و مسرحيتين ، بجانب مجموعة من المقالات الصحافية الأدبية. اختيرت مؤخرا روايته " الاعتراف" إحدى أهم رواية عربية في القرن العشرين من جانب اتحاد الكتاب العرب.
تبدأ الرواية بجريمة قتل رجل اسمه سهيل ليكتشف ابنه المراهق صارم جثة ابيه غارقة في دمه ويدخل في صدمة شديدة ويصمم على اخذ الثأر من قاتل ابيه او هكذا اوحى للمحيطين ثم يلتهي بقصة حبه مع جارته التي يريد الزواج منها. . بشكل مواز نتعرف على محمد صديق صارم الواقع في حب اخته ليعيش الصديقين مصاعب مشابهة بسبب صغر سنهما وعدم اكمالهما للثانوية، ولكن ماذا عن الجريمة في بدايكة القصة؟ هذا ما اتركه للقارئ يكتشفه بنفسه. . لاول مرة اقرأ للكاتب الاماراتي علي ابو الريش ولا اعرف ان كانت ستكون الاخيرة ام لا، اسلوب الكاتب سلس ومباشر ولكن القصة اقل من عادية اقرب للمسلسلات الخليجية، بل ينقصها المنطق في رسم الاحداث، فكيف تحدث جريمة قتل ولم يتم تحقيق او حتى ابلاغ الشرطة ولم يتطرقوا اساسا لهذا الموضوع وكأنها وفاة طبيعية؟! غير ان رسم الشخصيات تشعر وكأنها شخصيات كرتونية اكثر منها شخصيات حقيقية، شر مطلق وخير مطلق، ولكن الحق يقال شخصية صارم مرسومة بدقة واعتنى الكاتب به عناية خاصة. . لا افهم لم اختاروها من افضل 100 رواية عربية وهناك عشرات الاعمال افضل منها لم توضع في هذه القائمة، توقعت ان تكون افضل بكثير.