ينم هذا الكتاب عن وعي حاد بضرورة الفلسفة للفكر النسوي, تأسيساً وتسويغاً وتوجيهاً, ويسعى إلى بلورة "الأسس" الفلسفية التي لابد من طرحها وتوكيدها ومناقشتها وتطويرها لكي تكون حركة تحرر المرأة في المجتمعات العربية متينة القوام قادرة على المقاومة, حيث تجب المقاومة, وعلى الإقتحام, حيث يجب الإقتحام. إلا أنه لا يفعل ذلك بصورة مباشرة, بل بواسطة التفكير في ما أنتجته الحركة النسوية, بتياراتها المختلفة, في البلدان الغربية بوجه عام, وفي المجتمع الأمريكي بوجه خاص, من مؤلفات فلسفية, وضعتها في معظمها نساء باحثات مناضلات, ولم يترك صدورها النظرة الفلسفية السائدة إلى الإنسان على حالها.
كتاب تقديمي رائع للفكر النسوي الغربي بحركاته المختلفة ، يبدأ بتعريفها وبيان مفاهيمها ثم بنقدها للفلسفة التقليدية الغربية حيث وضحت الكاتبة رأي الفلاسفة المعروفين في المرأة ثم يمضي لشرح نظرية الأبستمولوجيا النسوية ثم ينقدها، ثم يبين الرؤية النسوية لطبيعة المرأة لكل من الحركات المشهورة (الليبرالية، الماركسية، الراديكالية، الإشتراكية، الوجودية، ومابعد الحداثة) ثم ينتقل لبيان الفكر الإجتماعي والسياسي النسوي ثم يختم بالفلسفة الأخلاقية من منظور نسوي. الكتاب يعتبر مرجع للأساسيات اللي قامت عليها الحركات النسوية الغربية ويعطي القاريء فرصة للمقارنة ولنقد مايتم طرحه من نظريات ومطالبات وتحديد مدى شرعية كل منها. قراءة ثقيلة قليلاً ربما لانها اول قراءة لي في هالمجال لكنها كانت مثيرة وعميقة جداً.