كتاب جميل جميلٌ جدًا، فهو يحاكي الروح ويلامسها.. لا تستطيع إنهائه دون أن يترك في رُوحك أثرًا على أمد بعيد، وما زاد الكتاب جمالًا هو اسلوب الكاتب في تخاطبه مع رُوحك فهو يحدّثك كوالدٍ خائف على ابنه من دهاليز ومشقات الحياة الدُنيا.
ومن هنا سوف أتطرأ إلى بعض النقاط في الكتاب:
أولًا، إن الكاتب لم يعتمد في اسلوبه على إعطاء النصائح وتوجيهك وترهيبك من عذاب الآخرة كما نرى في بعض الكتب الدّينية، بل دمج الاسلوب الإيعازي مع السّردي فنجد أن بعد إعطائك النصائح والطرق للتقرب من فطرتنا الإنسانية التي فطرنا الله عليها ونفخ من روحه فينا تجده يتنقل إلى قصة يسردها بطريقة سلسةٍ يحتاجها القارئ كزادٍ ليُكمل مسيرته في هذا الكتاب.
ثانيا، وجدت أن كلٍّ من هذه الفصول تحاكي رُوحًا، يعني أن كلّ قارئ سيجد يدا تمتدُّ له في هذا الكتاب على هيئة فصل من فصوله، فسنجد شخصا تأثر بالفصل الذي تحت عنوان الحياء من الله وآخرا وجد فصلا آخر منقذا له. أيّ أنّك لو كنت ناسيا عاصيا لذكر الله سوف تجدّ حتما ما يلامس روحك ويردّعك عن ما كنت تفعله. عادة في الروايات يكون هناك حدث مفاجئ يغير حياة الشخصيات ولكن في هذا الكتاب هناك فرقٌ بسيط وهو أنّه سوف يغيرك أنت.
وثالثا، وهو أنّني لاحظت تردّد خطابات الإمام الخميني "قدس سرّه" ولطالما كنت اريد القراءة عن هذا العالِم الذي غيَّر مجرى التاريخ ولكنني كنت أؤجل ذلك فأحسست أنّها رسالة إلهية، وقد فتح لي هذا الكتاب لقراءات عديدة في المستقبل. 🌻
نادرة هي الكتب الدينية التي تخاطب روحك دون حواجز ، وهذا الكتاب واحد منها .. من لم يقرأ هذا الكتاب فقد فاته الكثير .. فهو سيغير حياتك للأبد تسلسل جميل ، لغة رائعة ، خطاب قاسي للروح الغافلة ، لا يمكنك الهرب من هذا الكتاب ..
كان أولَ كتابٍ بدأتُ قراءته في العامِ الجديد (٢٠٢٥)، ولأنها كانت غرة شهر رجب، نويتُ قراءته استعدادًا وتهيئةً لشهر رمضان، ثم مر الزمان وجاء شهر الله ولا زال الكتاب مفتوحًا، أقرأ اليسير منه وأتركه إلى زمنٍ لم أعد أفكر فيه، لأنَّ الكتابَ بطبيعتِه يحتاج إلى قلبٍ متيقظ وعقلٍ صافٍ، وهذا -للأسف- ما لم أملك في أشهري الفائتة.
لا يختلفُ الكتاب عن أقرانه في هذه السلسلة، الأسلوب نفسه، وتقسيم الكتاب نفسه نوعًا ما، ما يشعرني بأنَّ المؤلفَ حكرَ نفسَه في قالبٍ رآه ناجحًا فاستمر عليه، وربَّما لو طوَّره أو غيَّره لكان خيرًا له، لكنّني أرى فيه شيئًا من "اللعب على المضمون" والذي لم يكن مضمونًا لقارئ مثلي.
لن أعيدَ ما ذكرته في مراجعتي لآخر كتاب قرأته من ذات السلسلة (مداد التوبة) لأنَّ الملاحظات لم تتغير، عدا أنَّ هذا الكتاب كان أفضل من سابقه للأمانة، من ناحيةِ إعطاء بعض العناوين حقها والتخفيف من حدة الشعرنة، ما جعل قبوله أسهل، رغم أنَّه لم يخلُ -مجددًا- من السلبياتِ التي ذكرتُ آنفًا.
سأقف عند هذا الحد لأنني قد أفتقدُ للموضوعية في الحديث عنه نظرًا لطول فترة قراءته، وعلى كلِّ حالٍ، أظنه آخر ما سأقرأ من هذه السلسلة.
"مِداد الروح" وهو أيضًا ماتحتاجه هذه الروح البائسة من المد والعون؛ حتى تستفيق من غفلتها وابتعادها عن الله. كتاب عميق جدًا يحمل بين طياته الكثير ، ولعلَّ أهم ماجاء فيه كيف نستفيق من سبات أرواحنا ونأخذها للنجاة. أسلوب الكاتب مميز وشيّق يجذب القارئ ويدّعم كلامه بالعِبر والقصص.
كتاب إسلامي روحاني بمثابة محاولة إيقاظ للروح من خلال إستخدامه الشديد لإسلوب الوعظ والإرشاد والتذكرة بالعاقبة وتزينيها بالقصص المعبرة المتلازمة مع الموضع المذكور .
كتاب جيد لمن إراد إيقاظ روحه من الجري وراء الشهوات وملذات الحياة ، سهل الفهم وأسلوب بسيط يناسب الجميع .
نمط الطرح رتيب جدا ويضفي القليل من الملل أثناء القراءة .
كتابٌ يُلاطف الرّوح، وفي نظري لا يُقرأ إلاّ في وقتٍ تكون الرّوح في أمسِّ الحاجة لكلامٍ يُوقِظَها من غفلتها، فتُصغي لهذه المواعِظ لعلّها تفيق وتعود لصفائِها..