هذا الكتاب جاء بأسلوب خطابي وبياني يرسم من خلاله معالم العلاقة والإرتباط بين الإنسان وخالقه، ويعكس حاجة الناس وعطشهم إلى هذا النوع من المعارف الدينية التي تتولى تحريك المشاعر الحميمة في واقع الإنسان مما يحقق له مزيداً من الإرتباط بالمطلق والشعور الباطني بالرضا والبهجة والرؤية السليمة والواضحة.
وبالتالي فإن هذا الكتاب يعالج أهم هاجس يعيشه الإنسان المسلم في حركة الحياة والواقع النفساني، وهو هاجس الإنفتاح على الله والسير في خط الإيمان والإستقامة والفضيلة والإبتعاد عن الأنانية والشر والرذيلة.
ولد السيد أحمد حسن القبانجي في النجف الأشرف لأسرة معروفة بتدينها وتفقهها، درس في مدارس المدينة الرسمية ومن ثم انتقل في عمر مبكر للدراسة في الحوزة العلمية حيث واصل دراسته فيها منهياً المقدمات والسطوح درس البحث الخارج على يد الأستاذ السيد الشهيد محمد باقر الصدر سافر للاقامة في ايران في العام 1979 فأكمل دراسته للبحث الخارج على يد الاستاذين جواد التبريزي ومحمود الهاشمي أثرى المكتبة الاسلامية بالكثير من المؤلفات التي عالج فيها الكثير من الاشكاليات وناقش الكثير من المفكرين الاسلاميين وقام من خلال مؤلفاته القيمة والمميزة بتأصيل العلاقة بين الله والانسان وهذَّب الاحاديث التي كثر اللغط والخلاف بشأنها فأعلن رفضه وتحفظه على كثير من المرويات الكاذية المنسوبة الى النبي وأهل بيته ورد ما لا يتناسب وحداثة العصر ترجم الكثير من مؤلفات الحداثة والليبرالية الدينية والرافضين لتسييس الدين من المفكرين الايرانيين امثال عبد الكريم سروش والدكتور مصطفى ملكيان عاد الى العراق بعد سقوط نظام صدام وبدأ بالعمل على اشاعة روح التحرر من التعصب التديني والانفتاح على الحداثة والمعرفة جعل من بيته الخاص ملتقاً ثقافياً للفكر الاسلامي المعاصر يتهافت عليه المفكرون والمثقفون ليتحاوروا ويتناقشوا ويعلنوا موقفهم الصريح من اشاعة الجهل وروح التعصب والارهاب
بعد مشاهدتي لمحاضرات أحمد القبانجي في اليوتيوب وفِكره العلماني اعتراني الفضول لقراءة مؤلفاتهِ وكتبهِ وكان هذا الكتاب هو أول كتاب أقرأ له.
جاء هذا الكتاب بأسلوب خطابي ليصحح الإشكاليات التي تتعلق بعلاقة الله والإنسان وجوهر هذا الكتاب وفكرتهِ الأساسية هو التمييز بين الله الذهني والوجداني . فيُخبرنا القبانجي أن مسألة إدراكنا لله هو من الإدراك الحضوري أي حضور الله في وجدان وقلب الإنسان وليس الإدراك نابعا من العلم الحصولي أي إنطباع صورة الله في الذهن فقط فالله في نظر القبانجي ليس الاله الذهني الفلسفي الذي يتوهمهُ الناس كأنه شئ كبير في السماء وقوة عظيمة منفصلة عن المخلوقات ، إنما الله موجود في ذات الإنسان ولكنها قد تكون محجوبة بالأهواء والشهوات والرغبات الدنيوية
محاضرات جيدة قيمة وجديدة في مشروع أحمد القبانجي عن الدين الوجداني.. عن رؤية الله القلبية.. عن انقلاب المقاييس يوم القيامة.. عن الله الذهني والله الوجداني.. عن الأنا والصور الذهنية والمصالج الدنيوية المغلفة بالدين.. عن المصلحة والحقيقة.. عن أنوار الملكوت والتوبة والعرفان..
لقد صار قلبي قابلا كل صورة ** فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأوثان وكعبة طائف ** وألواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب أنّى توجهت ** ركائبه، فالحب ديني وإيماني #ابن_عربي
لست أتفق مع جميع ما يطرحه الكاتب، وأتابع مشروعه بين حين وآخر، لكنه يحترم بشدة وله كل التقدير على حسه الإنساني الجميل.. وحسبي كلماته: "المسألة ليست أن تقنع أو لا تقنع، وليس هدفي هو إقناعك بصحة كل ما أقول، المهم أن نتبادل وجهات النظر ونحاول فهم الإسلام والقضايا الدينية بعقل مفتوح وبعيداً عن التعصّب والعناد، ولكل شخص رأيه وفكره، ولا يجب أن يكون الجميع .متفقين على رأي واحد ولا يمكن أن يكون ذلك"
الطبعة الأولى من الكتاب نُشرت في ٢٠٠١، وبرغم مافيه من جرأة في الطرح الفكري الديني المحذور ، الا انه لا يصل الي مستوى المحاضرات التي تلت الكتاب بعشر سنوات ، من الواضح ان بعض الأفكار نضجت وتطورت الى أشكال أعمق ، سأحاول قراءة كتب احدث ، فما يُقدمه من شكل عرفاني لفهم الدين والحياة والله الأجمل والاعقل والانفع شخصيا ومجتمعياً بين كُل ما موجود من افكار ، تحياتي
عن علاقة الله والانسان ، أعرف السيد القبانجي جيداً عبر اليوتيوب وموقعه الرسمي ولكن هذا أول كتاب أقرأه له ، مبتكَر كعادة القبانجي ، الكتب كما يقدمه مؤلفه " يؤصل صياغة جديدة للعلاقة مع الله تعالى ، تؤدي إلى تفعيل العقيدة واستجلاء كوامن الفطرة الإنسانية في حركة الإنسانية " .. أو كما يقول الكاتب " كيف أوطد علاقتي مع الله ؟ "