شكيب ارسلان (25 ديسمبر 1869 - 9 ديسمبر 1946)، كاتب وأديب ومفكر عربي لبناني إشتهر بلقب أمير البيان بسب كونه أديباً و شاعراً بالإضافة إلى كونه سياسياً. كان يجيد اللغة العربية والتركية والفرنسية والألمانية. التقى بالعديد من المفكرين والادباء خلال سفراته العديدة مثل جمال الدين الأفغاني واحمد شوقي. بعد عودته إلى لبنان، قام برحلاته المشهورة من لوزان بسويسرا إلى نابولي في إيطاليا إلى بور سعيد في مصر واجتاز قناة السويس والبحر الاحمر إلى جدة ثم مكة وسجل في هذه الرحلة كل ما راه وقابله. من أشهر كتبه الحلل السندسية[1]، "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم"، و"الارتسامات اللطاف"، و"تاريخ غزوات العرب"، و"عروة الاتحاد"، و"حاضر العالم الإسلامي" وغيرها. ولقد لقب بأمير البيان لغزارة كتاباته، ويعتبر واحداً من كبار المفكرين ودعاة الوحدة الإسلامية والوحدة والثقافة.
#شوقي_صداقة_أربعين_سنة #شكيب_أرسلان عدد الصفحات: 368 الكتاب الثامن والثمانون لعام 2020 يتحدث أرسلان عن أحمد شوقي وعلاقة الصداقة التي ارتبطا فيها منذ أن كان شوقي يدرس المحاماة في مونبيليه بفرنسا لتستمر لأكثر من أربعين عامًا تبادلا فيها الرسائل ونظما المعارضات الشعرية، وكانت لقاءاتهما زاخرة بالشعر والأدب. وقد شرح شخص شوقي الإنسان والشاعر على حدٍ سواء وكيف كان يقيد الشوارد ولا يدعها تفوته، حتى قال عنه أن شوقي أعطى نفسه للشعر فأعطاه الشعر ما لم يعطه لغيره. إذ كان منصرفًا للشعر بكليته بل أبقاه الأول في قائمته، فلم يخلطه بالسياسة ولا التجارة ولا عمل من الأعمال الأخرى خشية على ملكته الشعرية. وشرح كذلك ارسلان المثلب الوحيد الذي عابه الناس عليه وهو مدح الأمراء والملوك والإكثار منه، في إشارةٍ لقربه من الخديوي على أن شرحه ذاك لم يكن وافيًا أو على الأقل منصفًا. لكنه انتقل لوصف عفة شعر وصفي وابتعاده عن الهجاء ذاكرًا أسماء شعراء عدة قضوا بسبب قصائدهم أبرزهم المتنبي. ليستكمل ذكر مسيرة شوقي في بداياتها وديوانه الأول، قبل أن يورد رسائل شوقي وحياته في سوريا وتنقلاته بشكل مختصر لم يرق لي، إلا انه أعطى الكثير من الشرح لبيان موقف اليازجي ونقده لنثر شوقي ورد الأخير عليه، لأتحسر على وقتنا الحالي الذي انعدمت فيه هذه المعارك الأدبية بل انحدرت المعارضات لملاسناتٍ سوقية. ربما يمكن لنا القول أن ما ورد أعلاه يندرج تحت الجزء الأول من الكتاب، منذ بداية التعارف حتى وفاة شوقي، لأني قد وجدت الفصل الأخير طويلًا للغاية تحت عنوان أماثيل من شعر شوقي قد ضمَّ فيه ثمانية وخمسون غرضًا شعريًّا موردًا أبياتًا عدة لكل غرض. وقد راقني هذا الجزء كثيرًا إذ بيَّن السعة المعرفية والمداد الشعري الذي يملكه شوقي رحمه الله ليستحق بجدارةٍ لقب أمير الشعراء. #إيمان_بني_صخر
ماذا تقول عن علم كبير يكتب عن علم كبير؟ تأخر تعرفي على نتاج شكيب أرسلان كثيرا.. فقد كتب عن مستعرضا ومؤرخا وناقدا لشعر شوقي،فكان الكتاب نموذجا جميلا لكتب النقد الأدبي. مثل هذه الكتب، كان ينبغي أن ندرسها في الجامعات،ففيها من صقل المعارف= الكثير.
يعتبر هذا الكتاب واحدًا من أهم الكتب التي تكشف عن حياة أمير الشعراء أحمد شوقي، ومن أجمل صور الود والإخاء التي يحملها صاحبها معه في الصِّبَا والكِبَر، وكانت صداقة الأمير شكيب أرسلان مع أمير الشعراء أحمد شوقي صورة ناقلة لعلاقة تخلّلتها مشاعر متقلبة حتى انتهاء العلاقة فيما بينهم، إلا أن الود فيما بينهم بقي محفوظًا والثقة حاضرة والمحبة -رغم الخصام- حيّة.
لم يكن شكيب حاسدًا ولا حاقدًا ولا متتبعًا لأخطاء شوقي ولا هفواته، بل كان حاضرًا معه ومؤاخيًا له، وكشف شكيب عن صديقه أحمد شوقي بأنه: "كان شوقي يقيد الشوارد ولا يدعها تفوت، ولم يقل لنفسه في وقت من الأوقات: دعينا من هذا الآن لأن لنا ما يشغلنا عنه وسنعود إليه في ساعة أخرى، بل كان المعنى المبتكر هدفًا له كيفما عنّ وأنّى عرض، ولم يخلط شوقي الشعر بالسياسة ولا التجارة ولا الفقه ولا الإدارة ولا الزراعة ولا عمل من الأعمال الأخرى التي يتعاطاها الناس".
ويفتح شكيب باب قلبه ليكشف عن وثاق علاقته بشوقي: "وأنا لم أكن حاسدًا لشوقي ولا كافيًا إيَّاه حسدي ونفاستي وغُصَّتي برفيع مقامه فحسب. بل كنت مُفتخِرًا به فرِحًا بنبوغه سعيدًا بعبقريته أجده من حسنات هذا الزمان الكبرى، ولا تُتاح لي الفرصة للإتيان بذكره أو للاستشهاد بشعره إلَّا توردتها، وقد كان يبدو لي من كُتُبه إليَّ أن ذلك يَرُوقه، لا سيَّما عندما كان في أول ميدانه ولم يكن أحرز ما أحرز فيما بعدُ من الشهرة الطائرة والزعامة القاهرة، وقد كان يُفضِي بما يشعر به من افتتاني به إلى خليله وخليلي معًا، شاعر القطرين وثالث القَمَرَيْنِ، خليل بك المطران، فكان الخليل يقول له: إن شكيب لا يحسدك ولا يحسد أحدًا، ولذلك تراه دائمًا مُفتخِرًا بك".
وأختم ببيت لشوقي يقول فيه: هجرت بعض أحبتي طوعاً لأني رأيت قلوبهم تهوى فراقي نعم يشتاقهم قلبي ولكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي
يتحدث شكيب عن صداقته بشوقي ومواقف له معه ومن ثم يذكر اشعار لشوقي ويعلق عليها الكتاب في مجمله جيد ولكن اعتقد كان سيكون ممتاز لو أضاف مراسلات بينه وبين شوقي كما كان عادة أهل ذلك الوقت وخاصة أن الامير شكيب كان لديه مراسلات كثيرة ، في رأي الشخصي اعتقد ان من اجمل متاع الدنيا والآخرة أن تحظي باصدقاء يتذكرونك دائما بالخير مهما بعدت المسافات ومشاغل الحياة اسال الله ان يرزقني مثل هذا
ما أقول في كتاب سطره أمير البيان في أمير الشعراء؟! إلا أنه كتاب شعر وأدب وتاريخ ونقد وصداقة عز نظيرها ووفاء عزيز. من محاسن الكتاب إضاءات شكيب على حياة وشخصية شوقي التي قد لا تجدها عند غيره وهو الصديق الذي استمرت صداقته أربعين عاما. ناهيك عن فصاحته وبيانه في ذلك. أما ما عاب الكتاب - في نظري- هو كثرة إيراد شكيب لشعره ولو رغبت فيه لعمدت إلى ديوانه وإنما حداني إلى هذا الكتاب هو شوقي وما له ما عليه. رحمهما الله
أمير البيان شكيب أرسلان، يكتب عن صفيَه وخليله، أمير الشعراء أحمد شوقي.
_في مستهل الكتاب، نقل الأمير شكيب أرسلان، مقالاته السجالية، التي نقد فيها على العلامة إبراهيم اليازجي تزمته اللغوي، إذ كان هذا الأخير يدأب في تخطئة أمير الشعراء من جهة الألفاظ والاشتقاقات اللغوية، لكن أرسلان انبرى بقلمه للذب عن صديقه شوقي، بسلسلة من المقالات الحجاجية، وقد كان لهذه المقالات أثرٌ قويٌّ في نفس الشيخ اليازجي، لحداثة سنّ الكاتب - كان عمر شكيب وقتئذ سبعة وعشرين عامًا - ولكونه سليل الأسرة الأرسلانية، الأسرة التي مدحها الشيخ ناصيف اليازجي بعشرات القصائد.
يخبرنا الأمير، أن هذه المعركة الأدبية، التي انتصر فيها لشوقي، قد قضت على علائق الود بينه وبين الشيخ اليازجي، لكن شكيب كان من ذوي الوفاء والمروءة، ومن طينة الرجال النبلاء، الذين لا يحفلون بالخصومات الشخصية، ومن أظهر الدلائل على هذا الوفاء، هو أنه ودّع الشيخ إبراهيم اليازجي بقصيدة رثائية في يوم وفاته.
_ من طريف ما يروى عن الشيخ اليازجي، هو أنه اطلع ذات مرة على رسالة أحمد شوقي المسماة بعذراء الهند، فكتب عنها فصلا في مجلته البيان، قال فيها: "كيف يرضى إنسان بعد أن يكون في الشعر هو الأول، أن يكون في النثر هو الأخير"
_ من مناقب أمير الشعراء العطرة، أنه كان حيي الطبع، عفّ اللسان. لم يتخذ الشعر مطية لهجاء المخلوقين، وتحقير الشانئين، ولو أن شوقي ضرب بسهمه في هذا الباب، لجندل خصومه وصرعهم بهجائه، ثم يبقى ذاك الهجاء سبّة تروى في كتب الأدب.
_ رغم ما عرف عن شكيب من حب شديد لصديقه شوقي، إلا أنه كان منصفا في كثير من أحكامه النقدية، وأكتفي للدلالة على هذا الأمر بهذه النقول المجتزأة. يقول شكيب عن معارضة شوقي للبردة: " لو استشارني في هذه المعارضة لنهيته عنها" " متى ما قابلت أبيات شوقي بالبردة، فقدت رونقها" " كُتب في اللوح المحفوظ، وجفّ القلم وآثر الله البوصيري ببكارة البردة، وأعجز كلّ فحلٍ عن افتراع مثلها" " اجتهد شوقي بقدر إمكانه، أن يقلّد البوصيري في نهجه، وأن يأتي بمثل ديباجته، وأن يقابل بيتًا ببيت ويحذو قذة بقذة، فحام وما نزل، ورمى وما قرطس"