هذا الكتاب ضروري، لمن يعي أهمية، معرفة المقدمات التاريخية، والمحتوى الفكري للأيديولوجيا البرجوازية، والثورة الفرنسية. الكتاب يتألف من ستة فصول، أولها تعرض "الأحكام المسبقة"، والـ"تقاليد" التي انبرى مؤسسوا الأيديولوجيا البرجوازية لنقدها، وإن بروح المصالحة مع الإقطاع كفولتير، ومونتسكيو. ومرورا بنظريات الفيزيوقراطيين الاقتصادية، فرانسوا كينه، وتورغو. والموسوعيين، دينيس ديدرو، دولباخ وهلفيسيوس وماديتهم. الى روسو وحالته الطبيعية وعقده الإجتماعي، الى اليوتوبيات الاشتراكية لمفكري القرن الثامن عشر، مسلييه، مورلي، ومابلي. وصولا إلى عشية الثورة المظفرة على الإقطاع والدين والاستبداد قبيل أن تنقلب على ما حملته من تلك المنجزات التاريخية الفاصلة. والتي نعتبر نحن الماركسيون، كما يقول الفيلسوف الماركسي الفرنسي جورج بوليتزر، الورثة الحقيقيون لها.
المميز في قراءة فولغين لعصر وفلسفة الأنوار أنه لم يصنم ويختزل هذا العصر ويعزله عن سياقه الاقتصادي/الطبقي ، ويحوله لمجرد أيقونة لرغبة أوروبا المتأصلة بالتقدم والتنور ، بل نتيجة لوعي طبقي برجوازي إزاء الاقطاع والكنيسة ووقوفهم عقبة أمام تطور علاقات الإنتاج .