دراسة متعمقة لتنوع أشكال الديانات الوثنية في غرب القارة الأفريقية وشرقها وحوض وادي النيل وجنوب القارة، ولدخول الإسلام ثم المسيحية من بعد وتأثرهما بالموروث الديني، مع التنبيه إلى الأهمية القصوى للدين في بنية النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي لشعوب القارة السمراء.
هذا الكتاب تأكيد على أن دراسة الديانات هي أحد الأساليب الحديثة لاكتشاف أفريقيا.
عاوز نُبذة سريعة عن نشأة الديانات في أفريقيا؟ عاوز تعرف مدى توغل الديانات السماوية وتأثيرها في تكوين شكل أفريقيا الحالي؟ عاوز تكتشف إن رؤيتنا لأفريقيا مشوهة بالكامل؟ يُنصح بقرائته هذا الكتاب.. صغير نسبياً، بس يحتوي على كم عظيم من المعلومات (أحياناً قد تزيد المعلومات ديه أكثر من اللازم أثناء شرح القبائل أو فرق المِلل اللي بيتبعوها، بس ما زال كتاب قيم للغاية)
كتاب الديانات في أفريقيا السوداء.. تأليف هوبير ديشان.. ترجمة أحمد صادق حمدي.. مراجعة محمد عبد الله دراز وتقديم مصطفى لبيب.. كتاب جيد.. مقدرش أقول أكتر من كدا للأسف.. مشكلتي مع الكتاب دا، بعيدا عن الغلطات الإملائية اللي عدت على تلت أشخاص، إنه لا يذكر الدين اليهودي..يعني كتر خيره على المجهود الجبار من الكاتب الحقيقة.. لكن لما يذكر الأديان السماوية المسيحية والإسلام.. المفروض يذكر اليهودية.. لإن سواء شئنا أم أبينا هي موجودة من زمان.. وتعد باب إمبريالي أصلا.. اللي هو مقدرش بكل سذاجة أتجاهلها عشان عندي مشاكل شخصية معاهم.. وبالتالي بيلعب في مصداقية الكتاب.. فهي حاجة من الاتنين: 1. لا هوبير ديشان أصلا مذكرش اليهودية وانتشارها في أفريقيا في النص الأصلي.. ودا لا أعتقده.. لأنه فرنسي أصلا وملوش مصلحة إنه يتجاهل حاجة زي كدا.. 2. لا المترجم جود من عنده.. وبيتعامل مع القراء على أنهم جهلة. في الحالتين.. الكتاب معلوماته لطيفة على الرغم من عدم صحة انتشار الإحصاءات الديموغرافية وتتطابقها مع الواقع الحالي نظرا لرجوع تاريخ تأليف الكتاب لأكثر من 70 سنة.. فهو بالنسبالي للقراءة لمرة واحدة فقط لتكوين فكرة مبدأية لا أكثر.
إزاي تعرف إن الترجمة بهوأت من المترجم وبدأ يجود من عنده في ظل استحالة إن الكاتب الأصلي يكتب دا. 101 كمية التناقض رهيبة... أنا حاسة إنه بيكلم بهايم مثلا.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. دا أنت لما بتدور على الاسم بيطلعلك administrateur colonial français... دين إسلامي إيه اللي هيشكر فيه.. وبعدين ثانية معلش اشرحلي تاني حتة التشابه بين الوثنية ومدى استعداد الشخص إنه يؤمن بالإسلام لتشابه أسس العقيدتين.. طب وهما بالعقل المشركين كانوا قرفنا ليه مدام العقيدتين متشابين.. صداع من كتر التجويد.. صداع.. جود يا فنان.. جود.
تمتلك أفريقيا من الأساطير ما يوازي إمتلاك اليونان لها ولكن يبدو أن قدرة الغرب على نشر حتى أساطيره تتفوق على القارة السوداء .. لم نفلح في تسويق أي شيء نمتلكه بالرغم من أصالته وعبقريته
هو المصطلح الذي اُتفق عليه لتسمية ديانات أفريقيا السوداء، على غرار المسيحية أو الإسلام كمسميات للدينين الكبيرينpaganisme الملاحظ إنّ في كثير من المعتقدات السائدة في أفريقيا السوداء شائع هنا في مصر، المرأة التي تأخر حملها فتذهب للمقابرالتماسًا لبركات الأسلاف عادة الختان لديهم ليس المقصود بها الطهارة كمفهومه الشائع، غرض الختان تحديد جنس المولود-أيّ والله- فالإنسان يولد كذكر وأنثى في الوقت ذاته ولا يحدد نوعه إلا بعد ختانه، تبًا للنظرية الجنسية يا أخي .إذا كنت متعوس الحظ وولدت كألباينو-عدو الشمس- فستكون طعامًا للآلهة، كبش فداء لتجنب سخطهم .ما لفت نظري حقًا نظريات الخلق لديهم وسعة خيالهم لدرجة صعوبة الفهم التام لمفاهيم تلك النظريات
ده مش مجرد كتاب عن ديانات موجود في بقعة من بقاع الأرض دي نبذة شاملة وسريعه عن أفريقيا السوداء القارة اللي منعرفش عنها أكثر من ان سكانها بنقول عليهم "زنوج" وأن الأفضل نقول السود عن اننا نقول زنوج..ولكن عن تراث وعقائد ومراث تاريخي كبير جداً موجود في القارة دي..منعرفش حاجة.
الكتاب بدأ بداية عظيمة من أوله* وهو ماشي بمبدأ التدرج..مفهوم الدين..مين هو الاله..العقائد..الآلِهه الصغيرة والإله الكبير خالق الوجود..وأخيراً دخول ديانات سماويتين للقارة.
*كمان حاجة ممتعة في الكتاب أنه شرح ببساطة عادات القبائل هناك..وسمح للقارئ "اللي هو ميعرفش هيكون من أي بلد" يقدر بكل سهولة يفهم المجتمع هناك ماشي ازاي..وبأي طريقة.
*من الجميل أنه أثناء القراءة ووأنت بتشوف الديانات الافريقية الكثيرة بيتردد في ذهنك أنه الديانات دي تشبه لحد كبير أي ديانه سماوية في الجوهر يمكن في اختلافات كبيرة ولكن في أجزاء "لا يمكن نكران كبرها" متشابهه بين الديانات السماوية، ومع القراءة هتلاقي الكاتب نفسه بيردد نفس اللي ورد في ذهنك..ويبتدي يمسك أوجه التشابه بين الديانات السماوية والافريقية.
*الحقيقة الكاتب تعب في الكتاب..وتعبه كان ظاهر في كم الاحصائيات اللي بيوردها عن كل قبيلة..وبالأكثر مع دخول القبائل دي ف الديانتين السماويتين زي الاسلام والمسيحية وأنه كل قبيلة أتطورت ازاي بعد دخول ديانه من دول..لا والأهم كل قبيلة طورت الدين ازاي معاها! الحقيقة أن الاسلام او المسيحية كمثال "واحد في العالم" ولكن كل بلد بتفرض الدين عليها بطريقتها الخاصة..وده اللي وضحه الكاتب في أن القبائل الافريقية صبغت الدين الاسلامي او المسيحي بصبغة وثنية..وخرجوا عن المألوف..لدرجة ان في بعض القبائل فضلت تمارس السحر وتبارك الآلِهة الخاصة بالأرض او المطر أو أو زي ما كنت بتعمل ده قبل دخولها للدين السماوي.
*الكتاب غني جداً ومفيد..بالأخص لأي شخص حابب يبتدي دراسة عن أفريقيا ف هو يعتبر بمثابة مدخل لدراسة أفريقيا السوداء.
طبعا الاعداد أصبحت أضعاف أضعاف ما الكتاب لأنه قديم و أيضا العادات و الشكل الاجتماعي لهم، ومع ظهور مشاكل الدولة المصرية مع أشقائها الافارقة وتدهور نفوذها و ظهور مصائب ما يعلم بيها إلا ربنا سد النهضة أولها و ما خفي أعظم . لازم نفهم الناس ده بتفكر إزاي عشان نعرف نبني علاقاتنا معاهم صح لكن نقول لمين ؟ الدنيا كفتة
في هذا الكتاب سيكون للقارئ رحلة إلى الأدغال بصحبة هوبيرت ديشان ، الذي شغل منصب حاكم المستعمرات الفرنسية في غرب أفريقيا في أوائل القرن الماضي ، متطرقاً في كتابه بالحديث عن الشعوب البدائية ، يرجع أهمية هذا الكتاب كون صاحبه أستاذ في علم الأجناس البشرية بجامعة باريس ، وأخذ بتسمية كتابه بالقارة السوداء دلالة على الشعوب التي تقطن في أفريقيا الغربية وشرقها وجنوبها تمييزا عن الشمال الأفريقي أو مايعرف بـ بلاد المغرب العربي.
قسم هوبيرت كتابة إلى قسمين ، في قسمه الأول عن العقائد الموروثة ، مستعرضاً الطقوس الوثنية من تقديس الأسلاف إلى حفل الختان وتعدد الزوجات ، سنلاحظ تعددية المعتقدات من قبيلة لأخرى لكنهم متفقين بأن الكون ومافيه من قوى الطبيعة وحيوانات جزء لا يتجزأ منه ولا سلطة هو عليها بل ذهبت الكثير من القبائل إلى تحريم ذبح بعض الحيوانات لما لها من تقديس كالأفعى والحمل .
في الماضي وتحديداً في سواحل غينيا كان القربان عبارة عن ضحايا بشرية وكان شرفاً لمن يضحي بنفسه لإسترضاء الآلهة إيماناً منه بأن روحه ستحتل جسد ذو مكانه رفيعه في القبيلة ، كما كان نحر الذبائح في مجمله أمراً ضرورياً لاستعادة القوى التي نهكها المرض أو معصية ، أما تقديس الموتى فهم يؤمنون بأن الميت على تواصل مع عالم الأحياء فيظهر لهم في المنام كناصح او معاتب لمن لم يحسنُ في تقديم القرابين له ، ومن شدة تملكهم هذا الاعتقاد توصلت قبائل البانتو لطريقة تخلصهم من موتاهم بأكل لحم الميت ، وحرق عظامه إلى أن تُحال إلى رماد!
ظلت القارة السوداء على وثنيتها ، إلى أن انتشرالاسلام عن طريق إحدى الطرق الصوفية ، وحملات التبشيربالدين المسيحي ، وهذا ما تطرق إليه الكتاب في قسمه الثاني بعنوان الدينان الجديدان ، يرجع الفضل الأكبر لإعتناق الزنوج الإسلام لإحدى الطرق الصوفيه "القادرية" والتي تنسب إلى أحد الأولياء الصالحين عبد القادر الجيلاني ، مؤكداً هوبيرت أن إنتشار الاسلام في تلك البقاع حدث بالسلم ، أما تنصر بعض القبائل تعود لحركة الاكتشاف والتي مهدت فيما بعد حملات التبشير بمختلف مذاهبها والإستعمار لعب دور كبير في ذلك ، ونظراً لبعد القارة السوداء عن بلاد المغرب العربي ، ظل الكثير من الأفارقة متمسكين بمعتقداتهم الوثنية سواء من اسلم أو تنصر بل بعضاً منهم حارب المبشرين ووصف اعتناق المسيحية" بالموت الشخصي ".
هذا الكتاب على الرغم من دسماته خاصة في قسمه الأول الذي استغرق مني أكثر من جلسة قرائية ، إلا أنه ممتع لمن يرغب في التعرف على النظم السياسية والاقتصادية والحياة الاجتماعية والثقافية للشعوب الأفريقية ، وهوبيرت عالم لا يمكن الانقاص من قدره ، فلم ينحاز لطائفة مسيحية دون غيرها ، وتعمقه بالإسلام و التصوف مكنه من التفرقة بين المبتدع والورع.
مواقع ضعف الكتاب ظاهرة لمن تحرى اولها ان مؤلفه من الطليعة المستعمرة بل و حاكم لمستعمرة الصومال ابان الاحتلال الفرنسى ، و ذلك وحده يورث فى القلب شئ ... بل ان استقاء المعلومات عن الديانات الافريقية من افواه قساوسة التبشير يضيف الى الامر مزيد من الريبة و الحذر ...
و على الرغم من كل ذلك و غيره نهتم بالكتاب و بالاطلاع عليه و ترجمته لاسباب عديدة : اولها الاحترام الذى يكنه المؤلف لتلك المناطق و القبائل و رغبته الظاهرة فى ازالة اوهام البدائية و الهمجية التى التصقت بعقول علماء اوروبا ، و اللهجة التقريرية الواضحة و كأنها تأريخ و توثيق للوضع الذى شهده المؤلف قبل ان يندثر او يتطور فنجده قلما يطرح رأيا للنقاش
اما حديث الكتاب نفسه عن الطوطم و انواعه ، ارتباط الانسان ال"بسيط" بالارض و بعناصر الطبيعة كالنار و الماء و المطر و خلافه ، السيطرة الابوية و منزلة الام ، و اختلاف نموذج الالهة و مجمع الالهات و انصاف الاله و سكون الروح و تباين ذلك من قبيلة لاخرى، و مفاهيم القرابين و التطهر ...و غيرها من مواضيع الكتاب فمشهورة معروفة للمهتم بعلم لانثربولوجى عموما لكن بداية من الفصل الرابع يبدأ التحليل و التفكيك و نتخلص من اللهجة التقريرية قليلا لنبدأ التفكير ...لتتم المقارنة بين الديانات الافريقية و ديانات بحر ايجه اليونانية و اديان الرومان و مصر القديمة ********* ثم يرصد دخول الاديان السماوية فى القارة ، ليخصص فصل كامل عن انتشار الاسلام و المسيحية فى القارة و تاريخ محاولات التعريب التى بدأت حتى قبل العصر الفاطمى
يبدوان شعوب افريقا كانت ولا زالت غرقاُ في الجاهليه اكثر من شبه الجزيره العربيه فاكتاب شيق وممتع تحدث عن كثير من المعتقدات القديمة جدًا في أفريقيا السوداء فكان منها العجيب والغريب وكثيرًا ما ارتبطت هذة المعتقدات بأرواح الأموات فبرغم موتهم ومغادرتهم الحياة إلا أن الأحياء لا يزالون يعتقدون بوجود أرواحهم تحوم حولهم ويرهبونهم. وأما عن دياناتهم ونظرياتهم حول تكوين الكون فقد اختلفت كثيرًا في مناطق مختلفة فبعضهم يعتقد بإله السماء والآخرين يعتقدون بوجود إله الأرض وغيرهم أيضًا ولكن الغالب عليهم أنهم يعتقدون بوجود إله واحد ولكن ليس له تصرّف بالأحداث لذا فهم يلجئون للآلهة الصغرى واسطة كالموتى من أجدادهم وأسلافهم وغيرهم فكل آلهة مختصة بأمر معيّن. وأخيرًا رغم انتشار الإسلام والمسيحية لديهم إلا أن وثنيتهم وبعض عاداتهم ومعتقداتهم لازالت ظاهرة لديهم ومنتشرة فبعضهم
أهم ما في الكتاب أنه يلقي الضوء على مناطق مجهولة لدى القارئ العربي خاصة أنها تأتي ممن كان حاكمًا لإحدى المستعمرات، مع ما يفرضه هذا من حذر في التعامل مع ما يطرحه خاصةً حديثه عن دور حملات التبشير المسيحية في أفريقيا المصاحبة والمحتمية بالاستعمار، وهو لا يدين هذا المسلك ولا يكشف عن اهدافه الاستعمارية المستترة التي عملت على سحق الهوية الإفريقية خدمة للمحتل الغربي.
لا أستطيع القول بأني قرأته، بل طالعته. هذا وصف أفضل. الكتاب جيد على العموم، يلقي الضوء على معتقدات الأفارقة وعلى طبيعة هذه المعتقدات وقوائمها وركائزها، ويسلط الضوء على العقائد الوثنية والإسلام والمسيحية خاصة. ثمة شبه هنا كبير يجده من يلاحظ بين طبيعة القبيلة وغيره من القبائل على الأرض كقبائل السكان الأصليين بالقارات الغربية، وقبائل العرب ووسط آسيا. ثمة مشترك هو السعي نحو وحدة ورباط وركيزة. الكل يشترك تقريبا في تعظيم تلك القوة التي يظنون وجودها نظرا لما حولهم في الكون. كتاب لطيف لغير الدارس والمتخصص، وبداية للدارس جيدة. وأظن أنه لو كان هناك إخراج أفضل للخرائط وجداول توضيحية أكثر للقبائل وتوزيعاتها ودياناتها كان ليصبح أفضل. جلست معه لساعتين من الليل أمس، فتحته لغرض التصفح، فطالعته سريعا، وأغلقته.
كتاب مميز و ممتع به العجيب و والغريب عن ديانات الشعوب الافريقية تحت الصحراء. لغته سهلة و بسيطة و معلوماته مباشرة بدون تعقيد. الفصلان الأخيران عن الاسلام و المسيحية في افريقيا و كيف استقبلهما الزنوج إضافة متميزة
الديانات في أفريقيا السوداء.. أهي السوداء أم السمراء؟ لم يوفق المترجم في ترجمة العنوان من الفرنسية إلي العربية، لأنها أفريقيا السمراء بالعربية ليست السوداء دالة ع اللون الأسود الحالك، ليس ع الأسمر الجميل. تعمقًا في قراءة هذا الكتاب يتضح لي شبه كبير جدًا بين التقاليد المتوارثة عن ديانات القبائل الأفريقية الوثنية في أغلب الوقت أو الروحية وبين تقاليد الديانة الإسلامية في شمال أفريقيا تحديدًا مثلا مما أوقفني "تعتقد قبائل "يوروبا" أن اليد اليسرى والجانب الأيسر من الجسم غير طاهرين"، "كما تعتقد قبائل الأشانتي أن السحرة يستعن على إياذء شخص باستعمال جزء من ملابسه أو جزء من جسمه كخصلة شعره أو أظافره" مما يساوي عندنا "حاجة من أطره" ومواقف أخرى مشابهة.. مما يوحي بأن الثقافات الأفريقية كانت قوية كفاية للتراث في الثقافة الإسلامية كاملة عبر البحار وأظنها كذلك بالفعل.. تلك النقطة الأولى. النقطة الثانية دائمًا ما نجد تمجيد للإستعمار الفرنسي أو غيره لأنهم نشلوا أفريقيا السمراء من جهل الماضي، لكن هذا ليس حقيقيًا بالمرة، من هذا الكتاب ومن كتابات أخرى يتضح أن أفريقيا كان لديه علم قوي، ورؤية إنسانية حقة تجاه العالم وإن الإستعمار لم يفعل شئ غير أنه احتل ودمر.. فمثلا إن قبائل ساحل غينيا كانت تستنكر عادة الختان وتستهجنا لكلا الجنسين ولا تقبل بأمير لها أن يكون مختونًا، وفي جنوب الجابون أدرك الطول والعرض والعمق عن طريق آله قسم الأرض إلي تلك أبعادها الثلاثة، وإستطاعوا في مناطق عدة من جنوب غرب أفريقيا إستخلاص النباتات الشافية واستخدمها السحرة في شفاء الناس. النقطة الثالثة كانت شاعرية الديانات الأفريقية الوثنية والروحية والتي أذهت هوبير حسب قوله فلقد رآهم "فهم يعيشون في كنف الطبيعة وعلى نظامها، حيث لا يتميز الإنسان على الأشياء ولا الأشياء على الآدميين"، "ولا يرى المجتمع القبلي في الحيوان والنبات ولا في الجماد، إلا مخلوقات لا يختلف هو عنها وليس له عليها سيطرة ما" ، كان رائعًا ما وضحه الكاتب الفرنسي في ترابط الأفارقة مع الطبيعة واندماجهم الروحي، وأنه حتى الأموات لازالوا جزء من تركيب الكون وتسيير أمور الحياة، فقد بلغ الصياد من إيمانه بقوى الطببيعة وتناسق الكونه كله في كنف واحد أنه كان يستأذن فريسته كي يقتلها، فتلك الديانات أضافت الجمال والشاعرية على الإنسان في أفريقيا السمراء حتى شملت أرجاء الكون وأقتبس "بدلا من أن يحصروا كل همهم في نفس البشرية وحدها، تلك البشرية التي أسرفت المدنية الحديثة في جعل مصلحتها هدفها الأسمى، ووضعت لذلك ما وضعت من فلسفات متباينة". النقطة الرابعة المرتبطة بالديانتين الإسلامية والمسيحية، حيث أن الأفارقة السمراء شابهوا المصريين في تطبيع الديانات على تراثهم وثقافتهم، فمثلا قبائل باسوتو رغم اعتناقهم المسيحية لازالوا محتفظين بتقليد قديم من ديانتهم الوثنة ألا وهو حفلات التلقين التي يتحول فيها الطفل من طفل إلي مراهق يبدأ خطواته في حياة الرجال، ومثلا قبائل البوزو التي مع اعتناق الإسلام لازالت تعتقد بوجود الآله فار، لكن النقطة الأكثر إثارة ما قاله الكاتب الفرنسي انتشار الإسلام "وقد لجأت الجيوش الإسلامية في غزوها إلي تخيير الوثنيين بين ثلاث: الإسلام، الجزية أو الحرب". نقطة أخيرة لاحظت تحيز من المترجم إلي الديانات السماوية وخصوصًا الإسلام، بالطبع انا لم اعرف الكتاب الأصلي لكن كلمات كالفتوحات والتأكيد على أن الإسلام لم ينتشر بالقمع أراها انحيازًا.