الهدف من الكتاب هو التنبيه على أهمية عبادة التفكر والتأمل، وكيف أنها عبادة يسيرة نستطيع فعلها فى كل وقت وحين، ﻻ تطلب جهدًا وﻻ مالًا ومع ذلك فهى من أكثر العبادات التى تزيد الإيمان.
كتابٌ مبهجٌ، مائة صفحة تقريبًا من القِطع المتوسط، صدر أيضًا باسم: "تأملات إيمانية" عن دار الأمل. وكما هو جلىٌّ من عنوانه يتحدث عن التفكر والتأمل، لا فقط أن تجلس فى الصحراء أو فوق سطح البيت وتتأمل السماء والطبيعة، بل يعلمنا كيف نتأمل مواقف من حياتنا اليومية، ويذكر بعضًا من تؤملات المؤلف نفسه التى لا تخلو من تواضع وأدب، والكتاب سبعة فصول: الفصل الأول: فضل عبادة التأمل والتفكر ذكر فيه أنه سمة أولى الألباب من المؤمنين والمحسنين، واستدل بالآية الكريمة: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} سورة آل عمران:190-191 وذكر أيضًا أنه فريضة بعد الفريضة كما قال ابن عباس -رضى الله عنهما-، وأنه سببٌ لزيادة الإيمان، وطريقة متميزة فى استغلال الوقت على الدوام فى طاعة الله عز وجل، وسببُ للتجارة الرابحة مع الله عز وجل. - الفصل الثانى: منهاج السنة فى عبادة التفكر وهو فصلٌ لطيف الفصل الثالث: التفكر فى الأعمال اليومية وعدّدَ الأمثلة فى ذلك فمنها: 1-إذا استيقظ العبد من نومه استحضر أنه ربما مات فى نومه، وقد قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} الزمَر:42 ولكن الله مد فى عمره عساه أن يتوب ويعمل صالحًا، فليحمد الله على هذا، وفى الحديث: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا استيقظ قال الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"(رواه البخارى)، وكان يقول أيضًا: "الحمد لله الذى عافانى فى جسدى ورد علىّ روحى وأذن لى بذكره"(رواه الترمذى وحسنه الألبانى). إخوانى.. كم من رجل نام على المعصية فمات فى نومه، فمن أمده الله منكم بيومٍ فليعمل صالحًا.. وإلا كان يَومُهُ كَعَدَمِهِ! انتهى صـ11 وهكذا 16 فائدة إذا قمت من نومك وإذا دخلت الحمام ثم إذا توضأت، وإذا ذهبت إلى المسجد، وإذا أقيمت الصلاة وقال الإمام استووا، وإذا قضيت الصلاة، وإذا مررت بخبّاز أو حدّاد وهكذا، يفتح لك أفكارًا ربما لم تخطر ببالك من قبل جزاه الله خيرًا - الفصل الرابع: تأملات إيمانية عامة ذكر فيها الدكتور هشام تأملات فى مواقف شخصية حدثت له أو أفكار جالت بخاطره، وهى تجارب ممتعة فعلاً وتأملات رائعة منها على سبيل المثال: متى يتقدم العبدُ للإمامةِ: دخلت مرةً للإمامة، فحاولت تحسين صوتى وتجميله مباهاةً، فكان سيئًا وما تدبر أحدٌ.. ودخلتُ مرةً وأنا كارهٌ لا أريدها، فكان صوتى جميلًا وتدبرَ الناسُ، فقلتُ: كأنه لا يُوفَّق للعمل إلا من لم يطلبْهُ! وفى الحديث: "لا تسأل الإمارة، فإنك إن أُعطيتَها عن مسألةٍ وُكِلْتَ إليها" (متفقٌ عليه)، فهكذا كل الأعمال! ثم قلتُ: كأنه أيضًا من أرضى اللهَ بخضوعِهِ وإخلاصِهِ نال مرادَهُ، ومن راءى الناسَ لم يَنَلْ شيئًا.. وقد قال بعض السلف: "إذا كرهتَ الإمامة فتقدم، وإن أحببتَها فتأخرْ"، وهذا إذا وجد المرء من يحسن الصلاة غيره. انتهى صـ18 وهكذا أربع وخمسون فائدة من تأملات الشيخ جزاه الله خيرًا أنْ نقلها لنا - الفصل الخامس: تأملات فى آيات قرآنية والفصل السادس: تأملات فى أحاديث شريفة وهما فصلان ماتعان رائعان حقًّا - الفصل السابع: تأملات فى بعض معانى الأسماء والصفات يعنى أسماءَ الله -سبحانه وتعالى- وصفاتِه وهو فصل ممتاز يربطك طوعًا بهذه المعانى العالية، فمما ذكر: سبحان البديع: تأملتُ صور المخلوقين من بشرٍ وطيرٍ وأسماك ونباتٍ وحيوان، فوجدتُ فيها صورًا جميلة المنظر مبهجة للنفس عدلها الله وسوّاها، ووضع الأعضاء فى المكان اللائق بها، فلو كانت عين الإنسان مثلاً فى جبهته لفسد منظرُهُ، ولو مشى على يديه وكانت قدمه فوق لفسد حاله..! فقلتُ: سبحان المصور الذى خلق وسبحان البديع الذى لا مثيل له ولا نظير له! انتهى بتصرف يسير جدا صـ94 -