أيار 2008. بيروت غارقة في اشتباكات مسلحة. أمير صغير يرسم على جدران بيروت. كاتب يبحث عن قصة. امرأة حامل تحل شبكات التسلية. مسلّح يخرج من ماضي الحرب الكبرى إلى حاضر الحروب الصغيرة. طبيب يصاحب جثث المستشفى، ويكتب لحبيبته. حاملين قصصهم الخاصة، يقترب هؤلاء من بعضهم. يتلاصقون. يتنافرون. وتحت وطأة الإيقاع الجديد للمدينة، يُدفَعون للحافة، ويعلقون في الليمبو.
تحتوي الرواية على رسوم داخلية لفنانين عرب هم: فادي عادلة (سوريا)، برّاق ريما (لبنان)، جنى طرابلسي (لبنان)، محمد جابر (مصر)، والغلاف لجورج عزمي (مصر)
+++
هلال شومان من مواليد بيروت 1982. متخصص في هندسة الاتصالات. إلى جانب عمله في التسويق والإعلام الرقمي، ينشر مقالاتٍ ونصوصاً غير دورية في جريدة "السفير" وصحف لبنانية وعربية أخرى. يقيم حاليًا في دبي. إضافةً لـ"ليمبو بيروت" (الحائزة على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون)، له روايتان: "نابوليتانا" (2010) التي صدرت عن دار الآداب اللبنانية ومحترف "كيف تكتب رواية"، و"ما رواه النوم"
صفحة الرواية على موقع الكاتب: http://www.hilalchouman.com/?p=25
Hilal Chouman (Ar: هلال شومان) was born in Beirut, Lebanon, in 1982. He is the author of Four novels in Arabic: "Stories of Sleep", "Napolitana", "Limbo Beirut" (translated into English), and "Once Upon a Time, Tomorrow". He currently lives in toronto.
هلال شومان روائي لبناني الجنسية، وُلِد في بيروت في العام 1982. نًشِرَ له بالعربيّة حتى الآن أربع روايات: “ما رواه النوم” (دار ملامح – 2008)، و“نابوليتانا” (دارالآداب – 2010)، “ليمبو بيروت” (دار التنوير – 2012)، و"كانَ غدًا" (دار الساقي - ٢٠١٦). يتابع نشر المقالات النقدية والنصوص الأدبية بشكل غير دوري في مواقع وصحف لبنانية وعربية. يقيم حاليًا في تورونتو.
حصلت على الرواية منذ لحظات رغم أنني كنت موجودًا يوم توقيعها في معرض الكتاب في بيروت ولكن كنت قد صرفت كل ما أحمله وعدت وصادفت الكاتب يومًا آخر في المعرض ربما في اليوم الذي تلا يوم التوقيع.المهم كل شيء فيها يبدو محفّزًا للقراءة. خاصة أنني لم أقرأ أي رواية لهلال شومان رغم أني تابعته لفترة طويلة في السفير إضافة للشكل المميّز للرواية وللإهداء الجميل في البداية.وللجمل الثلاثة الأولى التي للصدفة تشبه شيئًا كتبته منذ أسبوعين تقريبًا: قال أنها مليئة بالاحساس بالفقد والخسارة وكان يقصد حكايته. لا يزال يذكر ذلك الشتاء, بيروت غارقةٌ في العتمة منذ أيام, الكهرباء مقطوعة والعاصفة التي لم يمر مثلها منذ زمنٍ طويل تحجب نور الشمس. "انتا متلي بتكتئب بالشتا؟" متدثرًا بغطاءه في سريره يفتح عينيه فجأة أثناء نومه وينظر للحائط قربه, ليجد شعاعًا من نورٍ عليه, يحدق في .الضوء لثوانٍ طويلة قبل أن يذوب وتعود العتمة المدينة لا تزال نائمةً في هذا الصباح الشتائي. يغمض عينيه ويستسلم لشهوة الحلم وفي رأسه تتصادم صورتها والكلمات. هل كانت تلك بداية عهده بالغثيان؟ الغثيان من رائحة النوم؟ ***** سأؤجل شكسبير وإنيادة فرجيل وسأقرأ ليمبو بيروت (: ______________________________________________________ جميلة, جميلة, جميلة أحببت الرواية كثيرًا, وهناك عدّة أشياء لفتتني. شعرت أن الرواية أخذت منحًا تصاعديًا من فصلٍ لآخر,بعد البداية البطيئة بعد الشيء في الفصل الأول انطلقت الرواية في باقي الفصول وبلغت ذروتها في الفصل الأخير الذي أشعر أنه الأفضل فيها إلى جانب فصل سلوى, فصل سلوى أشعر أنه كان الأفضل بصريًا أيضًا.. أعتقد ان هناك تشابه بين فيلم غوس فان سانت "فيل" الحائز على سعفة كان عام 2003 وبين هذه الرواية تحديدًا وذلك من خلال تقنية السرد المستخدمة, رغم أن هذه التقنية والقائمة على سرد حكايات متفرقة وربطها في النهاية-وهذا ما فعله فان سانت في فيلمه والذي استمد عنوانه من حكاية الحكماء الصينيين المكفوفين الاربعة مع الفيل- مستعملة في عدد لا بأس به من الروايات والافلام لكن في حال فيلم فان سانت والرواية كانت الأفضل والأكثر تشابهًا. والرواية جميلة وجميلة وشكرًا لهلال شومان (:
القراءة الأولى لشومان، و قد استحسنتها إلى درجة كبيرة حيث يروي شومان بطريقة بديعة و بأسلوب فني غير تقليدي. تأخذ الرواية شكل المجموعة القصصية في الصفحات الأولى و سرعان ما تتضح الصورة بشكل أكبر عند نهاية كل قصة. يأخذ بيدنا نحو شخصية أخرى تساعدنا على مراقبة الحدث عن كثب و من زاوية مختلفة. إن إغفال أي مقطع - و أحياناً أي جملة - كفيل بتعطيل الفهم و الحدّ من المتعة الموعودة. تحتشد الرسومات - على النمط القديم - بداخل الرواية و لا يعني ذلك أبداً التقليل من جديتها. قصص متداخلة تتقاطع بشخوصها لتحكي عن العوالم السفلية لبيروت، عن الحرب، عن القدر و الحب أيضاً.
بين ثلاث نجوم ونصف وأربعة، .. وبما أني منحاز لـ هلال .. يبقى أربعة وأمرنا إلى الله :) 4 قصص/حكايات .. متصلة منفصلة .. على ليبمو بيروت .. تلك المسافة الفاصلة بيننا وبين ما نريد .. بيننا وبين ما نحب .. استطاع هلال شومان أن ينسج خطوط روايته الجديدة باقتدار .. بين الحرب الأهلية والعلاقات العاطفية والبحث عن الذات يدور أبطال هذه الرواية .. كالناس العاديين جميعًا يحكون حياتهم التي تنضح بالحكمة حينًا والحزن والمرارة أحيانًا أخرى .. أعجبني الفصل الأخير، وجاء موفقًا جدًا في مكانه (اللحظة الفارقة) وفي الرسومات الداخلية أيضًا .. أصلاً فكرة الرسومات الداخلية تستحق الإشـادة والتحية لكل الرسامين المحترفين المشاركين في صنع تلك الحالة الفنية التي ترنو إلى الكمال .. . الرواية جميلة، وتحتاج إلى قراءة أخرى تتم بها عملية الربط أكثر بين الحكايات المتشعبة تلك اقرؤوا ما كتبه الفخراني عنها هنا : http://www.almasryalyoum.com/node/148... . شكرًا هـلال شومان دومًا
تأخرت حتى قرأت ليمبو بيروت. هي هذه العادة السيئة بقراءة بضعة صفحات، ثم الابتعاد فترة عن الكتاب، ثم العودة بالحيرة نفسها: هل أبدأ من جديد، أم أتابع من حيث توقفت (ولا أعلم أصلا أين توقفت).
هكذا بقي يلاحقني ذنب القراءة أكثر من سنتين، وأقول في نفسي، بما أنه صديقي، فلن أقرأها هربا من ذنوبي العالقة.
قراءة هلال متعبة في الأساس. شيف نخبوي حداثوي، الجلوس إلى مائدته يشبه تناول الطعام في مكتبة عامة. نخبوي و، سأكتبها، شديد الاهتمام بأناقة طبقه. تجده بينما تقرأ حاضرا ما في مكان ما حلوك ليقترح عليك نوع النبيذ الملائم لطبقك، أو ليشغل الموسيقى الملائمة، أو حتى لينشغل بتعديل الإضاءة كي تكون لحظة وضع حلول شبكة حبكته المتقاطعة لحظة التقاط ذكي للنكهة المتكلفة التي ركّبها بصبر صانع عطور. وهي لحظة من دون مبالغة، وقد تنسى أو لا تنسى لكنها لا تجنح في الدراما.
حتى أنه، بينما يعد لقارئه مفاجاءاته الصغيرة، يعطيه ما يكفي التلميحات لكي يوصله إليها من دون أن يجفله، كأنه يتوطأ معه في كشف الخدعة قبل أن تنكشف عليه. تواطؤ من الكاتب على الكاتب لا شك أنه أبقى من وقوع مفاجآت حبكات الروايات البوليسية التي يكون راويها مخادعا وكالابله، وهو يضحك فاركا كفيه ببعضهما، مستمتعا بأنه راو نذل.
حسنا إذن. هلال راو شهم لكنه راو متطلب. يفضحه تطلبه صفحة بعد صفحة، ويمكن الإحساس بثقل فعل الكتابة عليه كي يجعل نصه على هذه السلاسةن من دون خفة ومن دون تنازل. يفضحه أيضا ولعه بتقنيات كتابة الرواية (الرجل مهندس وإذا نظر في الآي باد ذهب نظره إلى الحشوة التي تصنع هذا الجهاز، وليس الجهاز نفسه).
ولعه بالتقنيات، الحبكة، التصعيد الدرامي، في دوائر متداخلة بذكاء، اصوات الأنا عند الشخصيات والتي تختلف من واحدة إلى أخرى. الصدف البسيطة التي ستمر في حيوات هؤلاء من دون ان يقفوا عندها لأنها من المستحيل أن تدلهم إلى شيء، العلاقات بين الغرباء، العابرة في الظاهر، والتي يمكن تكثيفها في المخيلة. شغفه ببطء المشهد، وبتثبيت الكاميرا على رأس نملة، لرؤية العالم بعينيها.
هذا المتطلب أضاف على ليمبو بيروت ما لا أعرف إذا كانت ستبقى هي نفسها من دونه: الرسومات.. أظنها كانت شريكا أصيلا في العمل، ماهرا في حركته بين الصفحات، متدخلا في شكل النص (المطبوع) أحيانا، ناسخا منه، مبعدا بين فقراته، أو مبتعدا عنه، يأخذ مساحته الخاصة، صانعا مفاجآته الخاصة بدوره.. الرسامون الخمسة، من الغلاف حتى الصفحة الأخيرة، بات عملهم يشبه قراءة مرة ثانية للرواية، من دون الخضوع للنص. قراءة تقتصر على فرجة متتابعة للصور.
مع أنني لست جائعا، أظل أفكر بينما أختم هذه المراجعة بأنه ينبغي علي التأكيد بأنه شيف ماهر.. شومان.
يملك هلال شومان هنا الموهبة لفطرية لراوي القصص، التي تجعله قريباً من كافة أطراف قصته طوال الوقت، وتجعلهم مستقلين عنه أحراراً في الوقت نفسه. وكتاب "ليمبو بيروت" ينتمي لنوع حميمي من الكتب أصابني بالانحياز التام له منذ بدايات نشر مقتطفات له أثناء إعلان صدوره.
يبدو أبطال الرواية كمن يعيش في طوابق بيروت السفلى، متقاطعين بحظ عاثر أجاد الكاتب وصفه وتبريرة مع أكثر أحداث مدينتهم غرائبية وألماً، موهبة خلاقة خلف الصفحات تركت التخييل يقود الحدث وليس الكاتب أو البطل، تتقاطع أحداث وآلام الأبطال في منعطفات حادة مفاجئة، مع ذلك لا يبدو الكاتب معتداً بأدواته، السرد بسيط واللغة المونولوجية تركت التهويم غير الضروري جانباً وإنصرفت إلى لغة بسيطة متخلصة من التراكيب المعقدة والوصف الكمالي.
أستطيع القول إن الكتاب كان ممتعاً على عدة مستويات، المستوى القريب الذي ينشده أي قارئ لا يريد البقاء بعيداً، ببساطة، عن متعة قراءة حكاية. والمستوى الأكثر صعوبة المتمثل في قراءة كتاب جديد عن بيروت بعد سنوات من الأعمال الروائية والأسماء التي شرّحت المدينة بكل الطرق، وهو تحد أنهاه شومان بنجاح عندما كتب ليمبو بيروت على شكل حكايات تتطابق مثل أطراف "أوريقامي" متقن، وإن ظل الأبطال محتفظين بملامحهم الخاصة طوال صفحات الكتاب.
هذه ليست مراجعة، وليست حتى موقفاً انطباعياً يحيط بكل شيء يخص الرواية، هذه ـ على الأكثر ـ محاولة مني لتبرير الحماس الذي يصاحب عادة إصراري على الأصدقاء بسرعة قراءة الرواية طوال شهر مضى.
ماستر بيس هلال شومان فنيا حتى الآن، وإن ظلت ما رواه النوم المفضلة لدى. يقدم هلال بناء محكم فنياً ومحسوب بالكلمة، اللغة حساسة دون مبالغات جمالية. والرسومات تفتح نوافذ وأبواب متعددة لكل قصة من قصص الرواية.. كنت أفضل الاهتمام أكثر بالاخراج الداخلى والاشتغال على علاقات بين النص والرسم، لكن حتى هذا الضساع او سوء التأويل يضيف أحيانا للرواية ويجعلها قابلة للقراءة بأكثر من شكل بكيت مرتين وأنا أقرأ الرواية... وهى في رأى يفضل أن تقرأ على نفس طويل ومراحل
مدينة أنا بالابتسامات التي لا أزال أحاول تفسير معناها لهلال شومان. تجتاحني عاصفة من الافكار بعد انتهائي من الرواية، فهل أفكر بالطريقة التي مكّنته من نثر أعمال فنية بدقة كهذه بين كلمات هذا النص الأدبي؟ أم أفكر بالاسلوب الروائي الذي بدا عليه عتق أدبي حقيقي ممزوجاً بروح حديثة فكانت النتيجة لوحة أدبية فنية "غير"؟
لا يخلو كل فصل من قضية تمس لبنان وغيره من البلدان التي عانت وتعاني من حروب ونزاعات دائمة تنهك شعوبها، ويترك الكاتب بين طيات كل قضية كلماتاً يلفّها جمال اللغة حتى تكاد تنفجر. تحدث كل هذه الضوضاء في النص في ظل أحداث منفصلة ومترابطة، تجعل من الرواية فتاةً لعوب لن يتمكن القارىء من افتلاها من بين يديه حتى تقرر هي ذلك.
Around the World Reading Challenge: LEBANON === Really excellent book told in multiple chapters all from different and interconnected perspectives following the events of May 2008, when Hezbollah militants and Sunni fighters clashed in the streets of Beirut. Each section's voice was quite distinct, and I enjoyed the stories unfolding and the way we got to see some of the same events from different perspectives. Fairly quick read as well, and I mainly picked this up for the queer rep, which I thought was well integrated. There are also drawings and illustrations throughout the book that brought a visual perspective and really made this feel like an even more cohesive art piece. Very pleased to have picked this one up!
حسنًا، نحن هنا أمام رواية أقل ما يقال عنها إنها غريبة، ليس في فكرتها، ولكن في تركيبتها، شعرت أثناء قراءتها أنني أضع نظارة تجعلني أرى بشكل مشوش ثم تتضح الرؤية رويدًا رويدًا حتى أصبحت نقية أمامي، هذه الرواية "فيسفساء" مكونة من خليط مركب من المشاعر تجاه كل شيء، الوطن، السياسة، الحرب، الجنس، الحب، الكره، الفراق، خليط ليس متجانس ولكنه مثّل في النهاية وحدة مترابطة.. ما أضفى المزيد من الجمال على تلك الرواية هي الرسوم لدرجة جعلتني انتظرها أكثر من الحديث المكتوب
كانت هذه الرواية من أجمل وأمتع ما قرأت خلال هذا العام.
إن أكثر ما ينفرني من الروايات العربية الحديثة هو محاولة أصحابها التصدي لقضايا عظيمة ومهمة في نظرهم، مما ينتج روايات ليست قادرة على تقديم معالجة تتسم بالحد الأدنى من الجدية أو حتى الفهم لتلك القضايا، أولا، وثانيا، وهو الأهم، أن ذلك ينزع عن الرواية تفردها كفن أدبي له حظوته من نفسه. فبينما يحاول الروائي أن يقدم عبر روايته دعاية ما، وأن يقول خطابا سياسيا، وأن يحلل المجتمع ثقافيا، لا يبقي شيئا للرواية في ذاتها. تختفي الرواية، ولا تصير إلا مطية وواسطة لما سبق، فلا شرعية لها من ذاتها.
ليمبو بيروت تخرج عن هذا الإجماع المكرس، إنها رواية (فرد الطبقة الوسطى العربي) إذا صح الوصف. لا تعثر في الرواية على بطل، إلا بالمعنى الفني الأدبي، أي الشخصية المحورية في القصة. فأبطالها، أو بالأحرى لاأبطالها، ليس فيهم من البطولة التي تعرفها الحياة أو حتى السينما ما يوحي إلى ميزة غير عادية. إنهم متقلبون وخجولون وضعفاء ومترددون وربما جبناء، مثل أي واحد فينا يعيش في هذا العصر. ومثل ذلك تقريبا جاءت الرواية. أي أنها لا تحوي أفكارا عظيمة أو لم تُطرق مسبقا. ولكنها، مع ذلك، تمسّ أعمق أعماقنا، أو الأفضل القول أعماقي أنا. رواية ليمبو بيروت هي رواية كل منتمٍ للطبقة الوسطى في العالم، مع كل ما يعنيه ذلك من صعوبات في العلاقات العائلية والعمل والصداقة. أستطيع القول أن الرواية من ذلك النوع من النصوص الذي لا يمكن أن يخرج منه المرء كما دخل. وفوق ذلك أيضا، يتميّز كاتبه بأنه صاحب "صنعة" لا يمكن للقارئ إلا أن يغار منه، من معنى وسرد وحوار ووصف وغيره. وهي رواية لا يمكن أن تستبدل فيها كلمة بأخرى. لا وجود لسرد فائض، كل الكلام مهم، لا أحداث زائدة عن حاجة النص، ولا إمكانية لحذف أو تجاهل أي شيء تقريبا. ويبقى القول بأن الطريقة التي جمع فيها الكاتب مصائر شخوص الرواية كانت ممتازة وبعيدة عن الإفتعال. وأن اختيار الرسوم المستعملة في الرواية، وفكرة إدخالها داخل النص، بدل وجودها كما اعتدنا في نهاية الفصل أو المقطع، وإخراج الكتاب عموما، كان عظيما.
بدأت قراءة الرواية وقت صدورها منذ أقل من عام، ثم انشغلت عنها وعاودت القراءة مرّة أخرى هذه الأيام. وأنا بشكل ما سعيد لهذا التخاذل الذي جعلني أقرؤها في هذه الأيام الشبيهة جداً بعالم عالم ليمبو بيروت.
يقول الراوي (طبيب الطوارئ) الذي شهد على نهايات أو أجزاء من قصص ناس لا يعرفهم، هم أبطال الفصول الأولى من الرواية، يقول: لكأن الغرباء كانوا يستهدفونني في تلك الليلة (الشاب الرسام / المسلح / المرأة الحامل في الطوارئ)، كيف أصبحت شاهداً على حياة كل هؤلاء؟ كيف اقتحمت حياتهم، وكيف اقتحموا هم حياتي؟ كيف دخلت هكذا، وصرت جزءاً من قصص لا أفهمها؟ وهل يتسنى لي، فيما لو كان اقتحامي مقصودا، أن أتابع دوري؟ هذا هو مغزى الرواية ككل. وهذا هو الجزء المنظور أو المخفي من حياة كل آدمي. شاهد ومشهود. شاهد على بدايات ونهايات لم يختار أن يكون شاهدها. وكذلك لن يختار من يشهد على نهاياته وبالأحرى بداياته. نحن جزء بسيط من كل. نحن نكمل منظومة الخلق ونكتمل بوجودنا داخلها. الموت / الحب / الانفصال، هي ثيمات الرواية. الموت هو الإطار. والباقي تفاصيل. الحياة تسير بطريقة تشبه التمهل أو البطء أحيانا، لكن عند اندلاع المواجهات المسلحة / الحرب الأهلية / الثورات، يتقدم الموت نحو العمق متنازلا عن وجوده في الإطار. إنه يثب نحو العمق. وسط الشوارع والأحياء السكنية. في طوارئ المستشفيات. في المطارات والمعابر. في حيوات الأبطال وغير الأبطال. كلنا في لحظة نعمل عنده، ونخدم حوله. حول الجثث. حول جلال الموت وسطوته. في الرواية تتعدد الأصوات السردية. في الرواية تنويعات جميلة من الحكايات و الحيوات المختلفة. والرسم؛ الرسم مصاحب للقصص الخمس التي تدور على متن الرواية. رسوم لا تقل جمالا وابداعا عن الكتابة. ليمبو بيروت هي حكايات تنسج مدينة. ومدينة تنزف موتا وتفرز حياة. ليمبو بيروت إبداع خالص : اللغة / طريقة السرد / الرسوم / الفكرة. كل شيء فيها خلق بطريقة خاصة متفردة. إبداع مصفى.
كنا دائماً هكذا، نفتقد التواصل السليم. أنا كنت مرتاحاً في العلاقة. مرتاح لأني لا أشرح، ولأننا لا نستفيض. كنت أقنع نفسي أن العلاقة هذه علاقة ناضجة، لكني كنت على خطأ. متى عرفت ذلك؟ عندما رأيت المرأة تحمل طفلها في غرفتها بالمستشفى. متى عرفت ذلك؟ عندما دخل زوجها الشاب الغرفة فجأة وصارا يبكيان، وعندما أخذ يعتذر منها، وهي تقول له أن لا يعتذر، وعندما حمل طفله، وعندما.. عرفت أني كنت أبحث في المكان الخاطئ، وأني أنا الملام في فشل علاقتنا. أنا الذي كنت أتذرّع بذرائع واهية وأهرب منك عندما تقتربين مني. وأنا الذي كنت عندما أراك متعبة أو حزينة أسألك ما بك فتنفين أن بك شيئاً، فلا أعود أسأل. حتى عندما نمت معك للمرة الأخيرة، كان ينقصنا شيء. لم أسألك سؤالاً واحداً ونحن نمارس الحب. لم أتوقف مرة وأتأكد منك قبل أن أباشر بخطوة أخرى. كنت تستقبلينني كل الوقت من دون أن تقولي شيئاً. كانت فرصتي الأخيرة وأضعتها. كنت دائماً هكذا ولم أنتبه.. حتى اليوم. وددت أن أتصل بك. أتيت برقمك من صديقة بعد إلحاح، ثم تراجعت عن الاتصال وأنا أطلب الرقم الأخير. لا أريد أن أؤذيك أكثر. لقد واصلت حياتك، وعلي أن أفعل المثل، ولو كان مقدراً لنا أن نلتقي ذات يوم، وهذا قد يحصل، سأحرص أن أعتذر منك من دون أن أشرح الكثير. أعتقد أنك ستفهمين، وستفهمين أني فهمت، ولعلك أيضاً، ستبتسمين. من يدري؟
لدي الكثير من الكلام، لذا سأختصر الآن وأحاول أن أكتب عن الرواية أكثر لاحقًا. بداية، النجوم الخمس تعفيني من ذكر انطباعي. بإيجاز، الرواية جميلة، محكمة، الصنعة واضحة فيها، وتقول ما عندها بلا تكلّف. ظلّ، طوال القراءة، يحضرني فيلم "Elephant" لغوس فان سانت. المشهد نفسه يتكرّر مرارًا من وجهة نظر جميع الحاضرين. لماذا "Elephant" وليس "Babel" أو "Pulp Fiction" مثلًا؟ لأنّ التقنيّة كانت أكثر كثافة وزخمًا في Elephant من الفيلمين الآخرين، وكذا في ليمبو بيروت (مع وضع مدّة الفيلم القصيرة بعين الاعتبار). ولأنّ ليمبو بيروت رواية لا فيلمًا، فأظنّ أنّ الوصول لهذا الإتقان أمرٌ بالغ الصعوبة، وبذا بالغ الجمال. طبعًا الرواية ليست تقنية فقط، حديثي عنها كان لأنّها العنصر الأبرز في الرواية. القصص الخمس كانت مذهلة، كلّ واحدة بطريقتها الخاصّة، وإن كان لي أن أختار الأجمل، فسأقول قصّة سلوى (انعكاس إجابات الكلمات المتقاطعة على النّص والعكس) والطبيب في الآخر (التقطيع الداخلي للفصل وعناوين الفصول الصغيرة). أصوات الرّواة مميّزة وأصيلة، وإن كنت أعتقد أنّ النقلات بين لغة شخصيّة وأخرى شابها الاهتزاز بداية قبل أن تستقرّ على هويّة لغوية واضحة.
أحبّ هلال شومان كاتبًا للمقالات، لكنّي أحبّ هلال الروائي أكثر. الآن، بات انتظار العمل الرابع واجبًا.
بين الرواية والمجموعة القصصية والمشاهد الداخليّة المرسومة، تبدو جرأة التجريب هي المُسيطر الأساسي على "ليمبو بيروت"
مضفورة التفاصيل بعناية، مقطع عرضي من حيوات مُختلفة لشباب لبناني بعد الحرب الكُبرى، لم يتخلّص من آثارها بعد، أبسطها " الحس الأمني" ومعرفة متى يجب الخوف ومتى يجب القلق فقط في شوارع العاصمة، متى تكون الأخبار في التلفاز مجرّد مكلمة أخرى ومتى يجب أن نمشي من الحواري الفرعيّة كي لا نقابل الموت في الشوارع الرئيسية.
في الحروب الصُغرى يتحوّل العام إلى خاص جداً، فنغرق في الشخصي،وفي أفكار كُل شخصية عن حياتها وفهمها ونظرتها إلى الحياة، وصلة لطيفة لي بعد القراءة عن الحرب الأهلية اللبنانية، هذه الرواية تجيب عن تفصيل صغير من "ماذا بعد الحرب؟"
الجزء الأخير في الرواية \ المجموعة هوَ الألمع والمصقول والمُفعم بالعاطفة والتفاصيل الدقيقة، وهوَ الذي يحاول أن يربط الفصول كلّها بشكل الرواية، لنعرف أننا قرأنا تكويناً جديداً في السرد.
لا أعلم كيف تعثرت بهذه الرواية لكنها كانت جميلة حقاًّ ! رغم كونها قصيرة نوعاً ما ولكن سلاستها وواقعيتها لا يقاومان.. شبكة سلوى كانت الجزء المفضل بالنسبة لي وعلي أن أعترف بأن الرسومات في هذا الجزء من الرواية كانت عبقرية. البحر والصخرة واستعارات الكلمات المتقاطعة وسلوى نفسها اجتمعت لتكون بضع صفحات من العذوبة. أنصح بقرائتها ورقياً لأن النسخة الالكترونية لم تعط الرسومات حقه ******
إن الأشياء حولنا محايدة. إنها سواء. نحن من نرفعها إلى مراتب عليا أو نهوي بها إلى تحت. حتى التقزز، هو تعريفنا. حتى الأخلاق، هي تعريفنا. الصح تعريفنا. والخطأ تعريفنا.. ونحن من ننهمك بتعريف غيرنا من دون أن يعني ذلك التعرّف على من عرّفناه. نحن نعقد الأشياء ونبسّط العلاقات فيما بينها. نقوم تماماً بعكس الحقيقة.
كلمة عامية من ثلاثة أحرف بمعنى مختلف. الجواب : غير لحسن حظي أنني كنت من محبي حل الأحاجي منذ صغري، وعلى الرغم من هذا لم أحل أحجية هذه الرواية بسرعة بل دفعني حبي ذاك لإعطاء كل كلمة وكل تفصيل وكل اللوحات أو الرسومات في هذا الكتاب الوقت الكافي للتلذذ بهذه الأحجية . وإني أقتبس من كلمات الكاتب عندما أقول بأن هذا الكتاب وبكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى "غير" ا
منذ مدّة وأنا أريد الدخول في تجربة القراءة لكتّاب مشروع ليلى، أو كتّاب ليلى، وهو إسم قمت بإختراعه شخصياً لوصف مجموعة من الكتّاب ظهروا في نفس فترة ظهور فرقة "مشروع ليلى" ويمتازون بنفس مواصفات الفنية للفرقة في كتاباتهم، فهم يمتازون بروح الحداثة، والعصرية، والتجريب، بالإضافة إلى الجرأة وكسر التابوهات، وما يجعلهم أيضاً يستحقون هذا اللقب هو إرتباطهم المباشر بفرقة مشروع ليلى، إما بالمعرفة الشخصية أو الكتابة الدائمة عنهم أو الإستماع الدائم لهم وإعتبارهم الفن المثالي للحالة الإبداعية كما رأيت وسمعت بنفسي من أحدهم، وهذه المجموعة من الكتّاب هم : هلال شومان (لبنان) ، أحمد ناجي (مصر) ، محمد ربيع (مصر) ، محمد مصراتي (ليبيا) ، هؤلاء من أعرفهم ، وأعرف صلتهم الوثيقة ببعضهم، وربما هناك آخروون لا أعرفهم ويسعدني التعرف عليهم وإضافتهم لهذه المجموعة.
التقنية المستخدمة في كتابة ليمبو بيروت أعجبني جداً، وهو تكنيك جديد نسبياً يقوم بسرد مشهد أساسي واحد متعدد الشخصيات، ولكن كل مرة بشكل مختلف حسب رؤية كل شخصية، هلال شومان لم يكتفي بهذا التكنيك بل خرج من إطار هذا المشهد ليسرد قصص هذه الشخصيات لتكتشف في نهاية كل فصل أن الشخصية التي تبدو في البداية لا علاقة لها بالأحداث مرتبطة إرتباط وثيق بباقي الشخصيات والمشهد الأساسي في عوالم ليمبو بيروت.
هناك شخصيات كانت أكثر جودة وملحمية من شخصيات أخرى، وهو عيب طبيعي في الرواية متعددة الشخصيات، تقنية الكلمات المتقاطعة في رأيي كانت الأفضل في السرد، وفصل الطبيب كان الأضعف، النهاية جاءت جميلة في نظري ومعلقة، وإن كانت كارهي النهايات المفتوحة لن تروق لهم.
تزامن قراءتي لرواية تتحدث عن مجريات الحرب الأهلية في لبنان مع معاصرتي لمجريات الحرب الليبية أضاف كثيراً لمتعتي بالنص اللذي تحدث عن أشياء نعيشيها بشكل حميمي وقريب وواقعي جداً .
تجربة الصور في الرواية لم تضايقني، بل أضافت نوع من الخفة والرشاقة للرواية في نظري، جعل من تقليب الصفحات وإختزال النص متعة إضافية.
التجربة والقراءة لهؤلاء الكتاب تجربة ممتعة وجميلة، بدأتها بأحمد ناجي في روايته روجرز ، والآن ليمبو بيروت وسأواصل القراءة للبقية الباقية، ليمبو بيروت بالمجمل رواية أعجبتني وأستمتعت بقراءتها .. ومتشوق لقراءة المزيد سواء من هلال شومان أو من بقية المجموعة.
كنت ناوية احط 3 نجوم بس .. حسيت بملل بيتدرج طول الرواية بين كل قصة و التانية في قصة محطوطة علشان توزن الوضع و ترجعلك الحماس انك تقرا .. فصل اللحظة الفارقة و ال ربط كل الاحداث .. عندي تحفظ ع الالفاظ و ال ضيع متعتي فعلا لما ابتديت اقرا .. ف الاخر مقدرتش احط ال 3 نجوم .. الرواية تستاهل اعلي .. حبيت قصصهم و حبيتها :)
.. عظمة على عظمة يا شومان... فعلا من اجمل ما يمكن ان تقرأ على شواطئ سالفادور... مريحة جدا.. خطوة بخطوة.. العلاقة بالاماكن مبررة وجميلة (حاليا احلم برحلة اخرى لهامبورغ وزيارة تلك البحيرة التى اعطيت الرواية النبض لها مرة اخرى)... شكرا شومان وفى انتظار المزيد.
متى تبدأ الإعادة؟ وماذا يحصل عندها؟ هل يستولي علينا الملل؟ أم أننا نعيش الشيء جديدًا خالصًا كما تبشرنا وردة في واحدة من أغانيها؟ هل نصبح ناضجين فعلًا عند الإعادة؟
قابلت صعوبة شوية فى الانسجام مع اول فصل، كانت اول مرة اقرا عن علاقة مثلية وأول مرة اقرا رواية فيها رسومات برضه. عجبتنى فى اجزاء اللغة فى بعض الاحيان كنت بحسها غريبة او ترجمة للانجليزى مثلا لكن آخر فصل كان افضلهم حتى الاسلوب كان اقوى
This entire review has been hidden because of spoilers.