على الرغم من التألق الروحي والعقلي للحضارة العربية الإسلامية، فإن تاريخها السياسي يمثل أضعف عناصرها إطلاقاً. فقد ظلّت تعاني «فقر دم» سياسياً في التطبيق والنظم، منذ التأزّم المبكر للخلافة الراشدة إلى الإجهاض السياسي لمشروعات «النهوض» العربي في عصرنا. وإلى يومنا تبدو الأمة العربية جسماً عملاقاً برأس سياسي في منتهى الصغر. ولا بدّ من الاعتراف بأن الحالة بدأت قبل ظهور «الإمبريالية» و«الصهيونية» بقرون، ولم تقتصر على أنظمة بعينها. ولكي يستعيد العرب «قدرهم السياسي» بيدهم لا بد من «اختراقٍ معرفيّ» لهذا الحاجز السياسي: ذلك ما يهدف إليه هذا الكتاب.
الدكتور محمد جابر الأنصاري المستشار الثقافي للعاهل البحريني. كاتب ومفكر بحريني، أستاذ دراسات الحضارة الإسلامية والفكر المعاصر، وعميد كلية الدراسات العليا في جامعة الخليج في البحرين وعضو المجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون في البحرين.
ولد في البحرين عام 1939، تعلم في البحرين الي انهائة لدراستة الثانويه من بعدها انتقل للتعلم في الجامعة الأمريكية في بيروت حتي نال منها:
* بكالوريوس آداب عام 1963م * ماجستير في الأدب الأندلسي عام 1966م * الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية الحديثة والمعاصرة عام 1979م
بالإضافة لذلك تابع تعليمه وحضوره للدورات الدراسيه في عدد من الجامعات المرموقه في العالم ك جامعة كامبردج. في عام 1982 توجه الي فرنسا لدراسة الثقافة الفرنسيه في جامعة السوربون بباريس. وحين وفاته كان يعمل في منصب: مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية في مملكة البحرين
أنواع الظلم كثيرة...ولعل الظلم السياسي أبرزها لدى الناس، إلا أن ظلم الشعوب لعلمائها أشد مضاضة. وكوننا تجاهلنا ابن خلدون قرابة 400 عام ولم نلتفت إليه ولم نفتخر به إلا بعد أن قدمه لنا الغرب، فتلك طامة كبرى! فبتنا لا نبصر أنفسنا إلا بأعين غيرنا.
هذه المقدمة التراجيدية هي لشرح مدى التقصير في معرفة هذا العلم، لكن جهد المؤلف – الأنصاري – في تعريفنا به والبناء على ما شرع به ابن خلدون يقدر ويحترم، فما أحوجنا لشروحات من هذا المثيل.
العرب والسياسة...أين الخلل؟ قد يكون الخلل في العنوان نفسه...فما كان للسياسة –عند العرب – أن تذكر ولو سهواً، فهي كما العورة، لا يجوز الإشارة إليها، ناهيك عن الكتابة عنها.
يستعرض الكتاب بشكل معمق العوامل التي أدت إلى فقر الدم السياسي وخصوصية المجتمع العربي بالإضافة إلى أسطورة الوطن العربي. يربط الكاتب بين العوامل الجغرافية والتاريخية والبيئية التي ساهمت في تشكيل واقعنا السياسي.
ينصح بقراءته لكل عربي/ة مهتم/ة بالسياسة...لمن يهوى الانتحار أو يسعى لخراب بيته.
ان الخطيئة الكبرى التي قمت بها انني قمت غالطت حدسي وقررت ان اقرا الكتاب الكترونيا وليس ورقيا، فعندما رأيت الكتاب للمرة الاولى شعرت بأنه كتاب ويجب ان اقتنيه ورقا .. ولكن بعد فترة قررت ان اخالف حدسي بسبب قلة شهرة الكتاب على الموقع وياليتني لم افعل. هذا الكتاب بسيط واضح شفاف صادم. يقول الحقيقة كما هي، الحقيقة التي عشنا قرن كامل نهرب منها، نتجاهلها ونكذب على انفسنا. هذا الكتاب يحاول الاجابة على سؤال شاق وهو لماذا لا زلنا متخلفين سياسيا. إن كان هنالك عيب في هذا الكتاب فهو عدم عمقه وهذا تفسيره في رايي انه جزء من مشروع أكبر انوي قراءته باذن الله. إذا كنت مهتم بالسياسة اقرا هذا الكتاب .. وان كنت عربي اقرا هذا الكتاب. حبا في الله اقراوا هذا الكتاب
كنت ابحث عن كتب الدكتور محمد عابد الجابري في معرض كتاب بمدينة جدة …ولا أعلم ما الذي جعل كتب محمد جابر الأنصاري تقع في يدي بدلاً منه .
كنت أقرأ للأنصاري مقالات في مجلة العربي ..لكن المقالة غير الكتاب.
حملني الأنصاري في رحلة عبر تراث العرب …علمني الكثير عن تأثير الصحراء على نفسية العرب و من ثم على علم الاجتماع …علمني ان أهل البسائط قلما يسيطرون على أهل الهضاب …علمني عن اسباب ان العرب شيدوا دولاً(تدول) وليست ممالك تبقى .
بعيدا عن كل الخلفيات الأيديولوجية و الرومنسية التي "تحلل" تاريخنا, يأتي الدكتور محمد ليحفر و يربط كثيرا من الظواهر السياسية في عالمنا العربي بناء على تاريخنا,والكثير من أجزائه التي يتعالى فوقها كل خطاب أيديولوجي عربي,مما يؤدي إلى تحطّم جميع هذه اليوتوبيات على صخرة الواقع. هنالك عدّة أسباب جعلت من أمّتنا,التي أنتجت فنون و ثقافة و علوم متقدمة و متطورة,أمة تعاني من أنيميا سياسية - على حدّ تعبيره. الأسباب مُجملة تُختصر في عدة نقاط: الدولة هي مدرسة السياس,وتاريخيا لم يكن هنالك للعرب دولة مستقرّة تبني مؤسسات و تطورها,ولهذا فالعرب ليس لهم خبرة سياسية من تاريخهم,ولو نظرنا لأصل كلمة دولة,فهي تعني التغيّر الدائم و في المثل الأيام دول,بعكس مفهوم الدولة في الإنجليزية مثلا,المشتق من الثبات State - Static سبب آخر هو أن المدنية المنتجة للحضارة,خاصة بعد استقواء المتوكل بأخواله الأتراك,الذين وصفهم الجاحظ ببدو العجم,ومن ثم اضطراره لبناء سامراء ليقعدوا فيها, فُصلت عن إنتاج السياسة لفترة كبيرة. أحد أهم النقاط في الكتاب,والتي تتصادم بشكل عنيف مع الأطروحة الماركسية, هي رفض الكاتب لمسلّمة الصراع الطبقي و أهميته الكبيرة في العالم العربي, بقدر ما كانت الصراع القبلي و جدلية الحضارة/البداوة,التي يعتبرها الكاتب أخطر الجدليات في منطقتنا,والي بالطبع لن يتنبّه لها الفكر الأوروبي الذي ركز على الصراع الطبقي,وهذه الجدلية إحدى النقاط التي تميّز الصيرورة التاريخية العربية. الكتاب يحتوي على الكثير الكثير,وهو مهم جدّا لفهم سبب العقم السياسي لدينا.
من أفضل الكتب اللتي قرأتها والمتعلقة بتشخيص الخلل في السياسة العربية منذ فجر التاريخ وحتى الوقت الحاضر مع تغطية شاملة لمعظم العوامل الجغرافية والاجتماعية والسوسيولوجية المختلفة اللتي تحكم واقعنا العربي اللذي نعيشه الان ، كتاب قيم جدا جدا جدا وانصح الجميع بقرائته