أَذن الله رب العالمين لعشرة أرواح ، كانت قد جازت إلى رحمته منذ سنين عددا ، أن تهبط الأرض ، و قد زعمت أنها قادرة أن تهدى الضالين و تنشر الخير ، حيث بدا لها أن الشر عم ، و أن الخير أضحى غريباً
و أنذرتها الملائكة أنها لن تستطيع ، و لكنها أصرت على أن ترفع ضراعتها للسدة العليا ، و جاء الإذن بالهبوط ، و رافقتها الملائكة إلى أن جاوزت ملكوت السماء ، ثم أسلمتها إلى مصيرها ، فلما مست أجسادها الأرض ، أحست أن التراب فيها سيثقل ، و لكنها تعزت بأن فيها أثارة من طُهر ، و ظنت أنها قادرة بهذا الطهر الباقى أن تبلغ ما تشاء من هداية أهل الأرض
و كان العشرة أشتاتاً من جنسيات و أديان و أقطار مختلفات ، تمثيلاً لما فى الدنيا من أشتات و جنسيات و أديان و أقطار مختلفات ، و قد عادوا إلى الأرض بالحالة التى كانوا عليها حينما قُبِضت أرواحهم لأول مرة
و جاسوا خلال الديار بذكريات ناقصة فى أرض جاوزتهم بعشرات السنين ، و خاضوا تجربة الهداية و الارشاد .. عاد إليهم التراب كاملاً ، و لكن ظلت فى أرواحهم لمحة من القدس الآلهى ، و كادوا أن يضلوا ، و كادوا أن يُدفنوا فى " وادى الشرور " و لكن التعلق بالحياة الجديدة التى وُهِبت لهم دفعهم إلى الصراع و الكفاح ، فأنشأوا بترابهم الثقيل أمة رفعت عليها راية الحب و السلام
كانوا فى السماء لا يفرق بينهم دين أو جنس أو لغة ، فلما بلغوا الأرض افترقت بهم الأديان و الأجناس و اللغات ، و قامت المشاحنات و المنافسات ، و أطلت عليهم الخطيئة بوجهها الكئيب ، فكادوا أن يقعوا فيها
كان فيهم الشيخ و القسيس و الكاهن و الثائر و المحارب ، رجل القنبلة الذرية و العالم و المبشر بالدين و المنكر للدين ، كان فيهم الراقصة بائعة الجسد ، و العذراء التى يرف عليها ثوب الطهر و العفاف
أنذرتهم الملائكة أن الخطأ فى الحيــاة الجديدة ســيكون مُضاعَف العقاب ، فهل أخطأوا أم أثابوا .. ؟
محمد زكي عبد القادر (1906 - 7 مارس 1982) - أحد كبار الصحفيين المصريين، رئيس تحرير جريدة الأهرام، ثم أخبار اليوم، و عمل بالجامعة.
له كتب في الصحافة، والقصة القصيرة، والرواية، والقانون.
أسس مجلة أدبية استمرت قرابة خمسة عشر عاماً : الفصول (1944-1958)
وهو من مواليد قرية (فرسيس) محافظة الشرقية سنة 1906.
من مؤلفات محمد زكي عبد القادر ---------
1-أبو مندور، القاهرة 1963م 2-أجساد من تراب، كتاب اليوم، العدد (133)، القاهرة ـ يناير 1978م 3-الله في الإنسان، كتاب اليوم، العدد (47)، القاهرة ـ يناير 1976م 4-البطالة ووسائل علاجها، القاهرة 1936م 5-تأملات في الناس والحياة، القاهرة 1962م 6-الحرية والكرامة الإنسانية، القاهرة 1959م 7-حياة مزدوجة، القاهرة 1964م 8-الخيط المقطوع، القاهرة 1963م 9-الدنيا تغيّرت، دار ومطابع المستقبل، القاهرة 1966م 10-ذنوب بلا مذنبين، كتاب اليوم، العدد (47)، القاهرة ـ فبراير 1972م 11-رسائل وسائل، القاهرة 1963م 12-الصدفة العذراء، القاهرة 1961م 13-صور من أوربا وأمريكا، القاهرة 1960م 14-صور من الريف، 1949م 15-على حافة الخطيئة، كتاب اليوم، العدد (65)، القاهرة مايو 1973م 16-لستُ مسيحاً أغفر الخطايا، كتاب اليوم، العدد (30)، القاهرة ـ ديسمبر 1970م 17-محنة الدستور، القاهرة 1955م 18-نماذج من النساء، القاهرة 1965م 19- أشتات من الناس ، كتاب اليوم
الفكرة تستحق الاعجاب "يوتوبيا جديده"الكاتب مبدع حقا
وانا أقرا الروايه تخيلتها فيلم سينمائى قوى اعجبنى شخصية جبرييل بشدة
جزء من حوار بين باتريس وجبرييل
قالت باتريس وهى تنظر الى جبرييل : ما كنت اعرف أنك لا تؤمن بالأديان
أجاب : ولكننى أؤمن بالله خالق الأديان ..
وسار الى جوارها .بين الحدائق الغناء والشجر المتكاثف والسحر الشامل حتى اذا ابتعدا عن زملائهما قالت : بياتريس :أشعر أن ما ربط قلبى بقلبك قد فرقه عدم إيمانك ..
همس فى اذنها همسا رقيقا وقال : ولكننى لم أحبك لان لك دينا من الاديان
قالت: ولكننى أريد ان أهديك اشفق عليك ان تكون من غير دين
ومن قال اننى من غير دين ؟
انت
وما هو الدين ؟ اليس عقيدة فى الخير والجمال فى الله والسلام بين الناس ...هذا هو دينى.
تُعد من أبرز أعماله الأدبية التي تعكس تأملات الكاتب الفلسفية والإنسانية العميقة من خلال عشرة أرواح من خلفيات وجنسيات وأديان مختلفة، للآخرة ثم أُذن لها بالعودة للأرض لتعيش تجربة الحياة البشرية مرة اخرى، وتخوض تجارب متنوعة تعكس الصراع بين الروح والمادة، والخير والشر، والحرية والقدر ومن خلال هذه الرحلة يستعرض الكاتب تساؤلات وجودية حول معنى الحياة، والهوية، والمصير الإنساني.
يتميز أسلوب محمد زكي عبد القادر بالسلاسة والعمق، حيث يستخدم لغة أدبية راقية تُحاكي الأسلوب الفلسفي دون أن تفقد جاذبيتها كما يعتمد على السرد التأملي الذي يدفع القارئ للتفكير والتأمل في القضايا المطروحة.
"ثم ماذا تغير فى الحياة؟ هل تغير ما فيها من عواطف وانفعالات وخطيئة وفضيلة.. هل تغير ما هى قائمة عليه من صراع بين الخير والشر؟ لا يزال الناس كما تركناهم يسعون بين بعضهم البعض.. يتقاتلون على السلطان، ويجرون ذات اليمين وذات اليسار.. أساس حياتهم الجنس والسلطان.. هل تغير وضع المرأة؟ هل ..تغير وضع الرجل؟ هل تغيرت فكرة الحرب والسلام؟هل تغيرت فكرة الدين والإيمان"
.نجمتين للفكرة ونجمة لرسم الشخصيات والحوار للأسف المغلطات المنطقية والتبرير والتكرار اللى زيادة عن اللزوم أفقد القصة جمالها؛ وده علشان (محمد زكى عبدالقادر) مش قَصَّاص، هو صحفى بيحاول .يترجم أفكاره وتأملاته على شكل قصة
رواية رائعة وجميلة ومثيرة رغم عدم منتطقيتها الدينية والعلمية ولكنها مغامرة جميلة وحكاية تجعلك تتسأل ماذا لو اعطيت فرصة ثانية فى الحياة هل اكون فرد صالح ام اكون نفس الشخص الاول ؟؟