عمل أدبي استغرقت كتابته بين تسعة إلى عشرة أعوام. تستعرض فيه الكاتبة بصورة غير اعتيادية بعض الرؤى والمشاهدات الحياتية التي يمكن أن تؤرق المرأة المسؤولة والمتميزة بحمل هموم بلادها ومجتمعها وبيتها على عاتق الأمل في إحداث تغيير. المرأة في الرواية هي نموذجاً للمرأة الناضجة التي تريد الكاتبة من خلالها اثبات قدرات جيل كامل من النساء على طرح التساؤلات العميقة وتوجيه عين الحكمة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، إذ لطالما كانت الحكمة ضالة المؤمن! وليست حكراً على عقول الرجال فحسب! في العمل يتجلى الجهد الفكري المبذول جنباً إلى جنب اللغة الشعرية الوجدانية التي تخرج بالعمل من دائرة الحكاية النمطية إلى أفلاك الشعر الشاسعة، من خلال الشخصية الرئيسة البتول التي تكشف عن مواقف فارقة محيّرة في حياتها وهي ابنة، ثم مطلقة، وعاشقة، ثم زوجة لرجل لا يمت لها بصلة! في انعزالية تامة عن الحب والحياة الراقية لخلق بيئة أكثر أمناً واستقراراً لها كملاذ تهرع إليه باختيارها.
غلاف النسخة الإلكترونية من تصميم سيبويه للطباعة والنشر الرقمي
الرواية مجملاً تتحدث عن المجتمع السعودي أو الذكوري كما أطلقت عليه الكاتبة . وتهميش المرأة وسلب حريتها وإلغاء كرامتها .. وهي تجربة مرت بها البتول مع زيجات عديدة .. وعلاقات عاطفية كلفتها الكثير . بين ثنايا الرواية نجد حديث عن صديقات الطفولة وأحوالهن وعن استغلال بعضهن البعض . لغة البوح التي اتخذتها الكاتبة رحاب أبو زيد في بعض المواقف جميلة ورقيقة .. ويستشف منها التحدي لأوضاع أو عادات فرضت على المرأة واستطاعت التخلص منها .. لكن بخسارة ! الرواية من إصدارات دار أثر ، الطبعة الثانية 1435ه / 2014م من القطع المتوسط وتحوي 111 صفحة
الرواية جيدة إجمالا ولكن عنوانها الكلاسيكي وغلافها ربما لم يكونا موفقين. إضافة إلى ذلك فإن صدورها عن دار نشر شبه مجهولة )بالنسبة لي على الأقل) قلل من فرص انتشارها وذيوعها أكثر