يسعى حجة الإسلام الدكتور الشيخ "محسن كديور" في مقالته الفذة "القراءة المنسية" إلى إعادة قراءة و فهم و تلقي الإسلام الشيعي الأول لأصل "الإمامة" الذي لم يكن يرى في أئمة أهل البيت أكثر من علماء أبرار و مجتهدين أتقياء ...
و يطرح المؤلف في مقالاته اللاحقة قراءة تأصيلية للتشيع الأول و مفهوم الإمامة فيه _ التي تمثل قلب التشيع _ مبينا أن التشيع الأول كان ينظر للإمام بوصفه العالم و الفقيه الذي يفني و يعلم الناس و العارف المرشد الذي يقود أرواحهم إلى الله، و المجاهد القائم لإحقاق الحق و إقامة القسط و العدل، قبل أن يتحول مفهوم الإمامة إلى مفهوم أسطوري غيبي يجعل للإمام صفات فوق بشرية و نصف إلهية ...،
بهذه المقالات يطرح الشيخ "كديور" مفهوما تصحيحيا معتدلا للتشيع الأصيل يقترب جدا من فهم أهل السنة و نظرتهم إلى مقام الأئمة من آل النبي، رادما بذلك، الفجوة التاريخية و العقائدية التي أوجدها الغلاة من الشيعة بين السنة و الشيعة الإمامية.
منهجية كديور في التعاطي مع الموضوع منهجية أصولية، لا أظن أنه يتقنها كما يُتقنها الأصوليون، وهم، على ما أظن، أكثر تمكنًا منه في الأمر.. توقعت الكثير من هذا الكتاب وخاب ظني...
الائمة الاثنا عشر علماء ابرار، هذه هي القراءة المنسية لنظرية الامامة الشيعية النظرية التي تستحق الكثير من الاحترام والتامل ، لكن عرض محسن كديفر لها كان عرضا ضعيفا جدا اكتفى بالباب الاول باستعراض بعض اراء العلماء المؤيدين لها وبعض اركان النظرية حول ثلاث مواضيع وهي علم الامام والامامة بالنص و العصمة ..منهم ابن الغضائري وابن الجنيد الاسكافي و مشايخ قم (الى حد ما ) وابن قبة (انكر علم الغيب للامام فقط) ..وان الشيخ المفيد ومدرسة بغداد لعبت دورا مهما في ترسيخ نظرية الائمة المعصومين في قبال نظرية الاىمة علماء ابرار .. في القسم الثاني يبحث عن ماهية التشيع وحقيقته وينتهي الى ان التشيع هو الايمان بعلي ابن ابي طالب وبفهمه للاسلام اما بقية العقائد فتكونت عبر التاريخ واصبحت ضروريات مذهبية..
ثم ينتقل الى النهضة الحسينية وكيفية اختلاف مفهوم الامامة في السابق عن الحاضر مع نقد للزيارة الجامعة كتاب جيد لكنه ضيع الكثير مما كان به الاجدر بحثه في تاريخية العنوان الذي سماه القراءة المنسية
كتاب صادم لتقليديي الشيعة .. يطرح تساؤلات في نظرة الشيعة المعاصرين للإمامة ثم يطرح نقولات مختارة من التراث الشيعي فيصدمك بها .. يريد الكاتب أن يؤكد على أن القرون الأربعة الأولى من الإسلام احتوت على تشيعا مغايرا مسخ بالتشيع الحالي
يبدو أن الفرس هم من سيقودون تجديد الفكر الشيعي : شريعتي .. سروش .. شبستري .. ملكيان .. و الآن كديور !!
لب الكتاب في المقالة الأولى ، يعاني نصف الكتاب من تسرع في الاستنتاج ، أي قفز من مقدمات صغيرة إلى نتائج كبيرة ومهمةً، ويعاني ربع الكتاب من كلام عام وعظِيّ مكرر