يضم هذا الكتاب دراسات ستاً حول عدد من الروايات المصرية هي على التوالي: «أشواك» لسيد قطب, و«أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ, و«العمامة والقبعة» لصنع الله إبراهيم, و«عزازيل» ليوسف زيدان, و«واحة الغروب» لبهاء طاهر, و«البشموري» لسلوى بكر. وقد وصفت هذه الروايات الست بأنها مثيرة للجدل. فقد قال أحدهم مثلاً عن سيد قطب إنه قد فشل في دنيا الأدب. فلهذا انصرف إلى الكتابات الدينية أي أنه ليس أديباً. فاختار روايته: «أشواك» وناقشت من خلالها هذه الدعوى السخيفة مبيناً من خلال ذلك العمل ذاته أنه إبداع أكثر من رائع
حاصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها عام 1970 من كلية الاداب جامعة القاهره عّين معيدا في جامعة عين شمس عام .1972 حاصل على الماجستير في الادب العربي الحديث عام 1974 من جامعة عين شمس حاصل على الدكتوراه في النقد العربي عام 1982م من جامعة اكسفورد – بريطانيا يشغل وظيفة استاذ في النقد في كلية الاداب جامعة عين شمس التخصص الأدبي: ناقد أدبى ومفكر إسلامي كاتب دوري في جريدة الشعب المصرية كاتب دوري في رابطة ادباء الشام مؤلف العديد من الكتب والتي تعتبر مراجع لطلبة اللغة العربية وآدابها كاتب يومي للعديد من المقالات على الانترنت والتي تهتم بقضايا الامة الساخنة
انتهيت من قراءة كتاب ست روايات مصرية مثيرة للجدل للدكتور إبراهيم عوض الذي تشرفت بلقاءه منذ أسبوعين تقريباً ، وفي الواقع الدكتور دمث الخلق ومتواضع جداً ويمتلك حساً ساخراً على درجة كبيرة ، تلمس هذا سواء في كتاباته أو من مجرد اللقاء العابر معه ، ولا يستطيع المرء أن يدفع عن نفسه الابتسام بل أحياناً الضحك بسبب تعليقات الدكتور إبراهيم عوض الساخرة أثناء نقده الأدبي .
يري الدكتور أن سيد قطب رحمه الله أديب من العيار الثقيل ، ولا يرضى بمن يقلل من قيمته كأديب أو من يدعي أن قطب رحمه الله فشل في الأدب فاتجه للمجال الإسلامي كتابة وتنظيراً ، ومن ثم يفنّد الدكتور هذا الزعم من خلال تحليله لرواية ( أشواك) التي كتبها سيد قطب ، أو بالاستشهاد أحياناً بما سطره قطب في الظلال من أسلوب أدبي بليغ ، لأن الأدب عند الدكتور أكبر وأوسع من مجرد كتابة قصة أو شعر .
يرى الدكتور أن نجيب محفوظ أديب كبير ويستحق عن جدارة نوبل ، ويرى كذلك أن من جاء بعده من الأدباء أقزام بالمقارنة له ؛ وهذا كلام لا يجادل فيه أحد ، فهو كأديب ماهر في صنعته ، لكن على مستوى الفكر والعقيدة وما ضمَّنه في كتاباته من أراء وأفكار فاسد لا يجادل في ذلك من له عقل ؛ وهذه المقدمة لا يخالف فيها الدكتور ومن ثم نقد كلام رجاء النقاش ومحمد جلال كشك في نفيهما لرمزية رواية أولاد حارتنا ، مع أن محفوظ نفسه في خطابه إلى جورج طرابيشي يقر بأن تفسير طرابيشي أحسن تفسير للرواية ، ومعلوم أن طرابيشي فسَّر في كتابه عن نجيب محفوظ رموز أولاد حارتنا بما فسرها به علماء الأزهر وكل عاقل من تعريض بالرب جل وعلا وبالأنبياء صل الله عليهم جميعاً وسلم .
يشير الدكتور إلى أن رواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان قوية من ناحية اللغة ، لكنها لم تسلم من الهنات مثل كتابة العتّه بدلاً من العُثّ ، كما سجل على زيدان أنه يخطيء أحياناً في إعراب إسم ( إن) المتأخر فيرفعه بدلاً من نصبه ، وكذلك يقول أن من الأخطاء التي تكررت في الرواية التركيب التالي الذي يجري فيه الكلام على الأسلوب العامي كقوله ( صارت بيوت الشارع متباعدة عن بعضها ) والأصح أن يقول ( متباعدة بعضها عن بعض) . الملاحظات اللغوية سواء على رواية عزازيل - وهي أقلهم- أو العمامة والقبعة أو واحة الغروب أو البشموري ؛ هي ملاحظات مهمة ومفيدة لنا جميعاً .
يُشبِّه الدكتور تيار الكتابة الأدبية التي يمثلها صنع الله إبراهيم بتيار الكتابة الاستمنائية ، وهو الأدب الذي يدور حول الحرمان الجنسي والكبت واللواط ، ويستغرب أن يعكف روائي تطنطن له الصحافة كل تلك الطنطنة على مثل هذه الموضوعات كأنه مراهق ، يدلل برواية العمامة والقبعة على تلك المسألة حيث الألفاظ الجنسية الخادشة للحياء ، والاستغراق في الوصف الجنسي لدرجة الهوس ، فالراوي عنده ينحني فوق الجارية ثم يرفع قميصها ويمسك لباسها القطني - بنفس ألفاظ صنع الله إبراهيم- ثم يجذبه لأسفل ثم يمسك بساقيها ويرفعهما إلى أعلى ثم وجد صعوبة في دخولها فاستعان بريقه ، وعلى حد تعبير الدكتور إبراهيم عوض تعليقاً على هذا المشهد ( الله يقرفك يا شيخ !)، ناهيك عن المشاهد التي يستمني فيها على بطن عشيقته الفرنسية؛ هذا هو العفن الذي يسمى بالأدب ، وكما يقول الدكتور إبراهيم عوض ساخراً ( وهذه بعض أخطاء الكاتب الكبير ، بل أكبر كاتب في بر مصر ، بل أكبر كتاب العرب والعجم أيضاً والإنس والجن وسكان العالم العلوي والسفلي جميعاً) .
أما واحة الغروب فينقدها من ناحية الهوس الجنسي وإن كانت الجرعة فيها أقل ، وينقد فيها تعدد الرواة حيث لم يضبط هذا الأمر الروائي ، كما ينقد الحبكة من أولها إلى أخرها والتي انتهت بموت البطل دون أي مبرر وبلا أي منطق .
أما رواية البشموري لسلوى بكر فكما يقول الدكتور ( ما هكذا تكتب يا سلوى القصص!) ، فهي بها أخطاء لغوية وتاريخية وتملق للأقباط وافتراء على تاريخ المسلمين .
كتاب ست روايات مصرية مثيرة للجدل كتاب مهم ومفيد لاسيما في تعقيبات الدكتور اللغوية ، وحسبك أنه أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس ، الكتاب يقع في ٣٦٨ صفحة من اصدار مكتبة جزيرة الورد أنصح به بشدة .