يهدف الكتاب إلى بيان الضوابط التي تعتمد فيها المصلحة عند الاجتهاد دون إخراج ذاك الاجتهاد عن مساره. البحث في ثلاثة أبوابٍ، صدَّره المؤلف بتمهيدٍ ومقدمةٍ، فعرف بالمصلحة لغةً واصطلاحاً، وقارن بإيجازٍ بين المصلحة في الشريعة، والمصلحة كما رآها الفلاسفة: وذلك لمنع التباس المصالح الشرعية بما يُسمى المصالح في المدنية الغربية. خصص الباب الأول للتدليل على أن الشريعة الإسلامية وافيةٌ بمصالح العباد، تتضمن كل ما فيه سعادتهم في دنياهم وآخرتهم، ودحض الشبه التي يثيرها بعضهم أمام هذه الحقيقة. وفي الباب الثاني بيَّن الضوابط الخمسة للمصلحة الشرعية؛ فعرض لبعض تفصيلات هذه الضوابط بالعناية والدرس، وضرب الأمثلة والآراء، وناقشها، وحذر من المجازفة في السير وراء ما يسمى المصلحة اكتفاءً بعنوانها. وبحث في الباب الثالث موضوع المصالح المرسلة، فبيَّن أهميته، وكثرة ما قيل فيه، وشدة الحاجة إلى ضبطه، وتحرير المقصود به. وردَّ من خلاله على ظنون بعض الباحثين بأن مالك بن أنس يأخذ بالمصالح المرسلة، وإن عارضت عموم النص أو إطلاقه. وبيَّن مواقف العلماء من الاستصلاح، بدءاً بعصر الصحابة إلى عصر الأئمة. وختم البحث بخاتمةٍ قصيرةٍ، أوجز فيها أهم ما انتهى إليه، وأوضح أخطر ما ينبغي على الباحثين والمجتهدين التنبه إليه لدى الأخذ بالمصالح.
ولد في قرية جيلكا التابعة لجزيرة بوطان - ابن عمر - الواقعة داخل حدود تركيا في شمال العراق. هاجر مع والده ملا رمضان إلى دمشق وله من العمر أربع سنوات. أنهى دراسته الثانوية الشرعية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق والتحق عام 1953 بكلية الشريعة في جامعة الأزهر. وحصل على شهادة العالمية منها عام 1955. والتحق في العام الذي يليه بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر ونال دبلوم التربية في نهاية ذلك العام.
عُيّن معيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960 وأُوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وحصل على هذه الشهادة عام 1965. عُيّن مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965 ثم وكيلاً لها ثم عميداً لها. اشترك في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة. كما كان عضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمان، وعضواً في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد.
يتقن اللغة التركية والكردية ويلم باللغة الانكليزية. له ما لا يقل عن أربعين مؤلفاً في علوم الشريعة والآداب والفلسفة والاجتماع ومشكلات الحضارة وغيرها. رأس البوطي قسم العقائد والأديان في كلية الشريعة بجامعة دمشق. كان يحاضر بشكل شبه يومي في مساجد دمشق وغيرها من المحافظات السورية ويحضر محاضراته آلاف من الشباب والنساء.
اشترك في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة تتناول مختلف وجوه الثقافة الإسلامية في عدد من الدول العربية والإسلامية والأوربية والأمريكية. و قد كان عضو في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد في إنكلترا. كتب في عدد من الصحف والمجلات في موضوعات إسلامية وقضايا مستجدة ومنها ردود على كثير من الأسئلة التي يتلقاها والتي تتعلق بفتاوى أو مشورات تهم الناس وتشارك في حل مشاكلهم. وقف مع نظام بشار الأسد في سوريا خلال الثورة في عام ٢٠١١، وكان يرى أن ما يحدث خروج عن طاعة الإمام ومؤامرة تم تدبيرها من أعداء الأمة الإسلامية تلقى بسبب ذلك اتهامات كثيرة بالخيانة وتشكيك في نيته وانخفضت شعبيته بشكل كبير وتم مقاطعة كتبه من قبل الكثيرين تم اغتيال الشيخ خلال درس له في دمشق، وذلك خلال انفجار في المسجد ليلة الجمعة الموافق 10 جمادي الاول 1434, 21 مارس 2013.
Name: Mohamed Sa'id Ramadan, but more famous with the name al-Buti.
Birth: In the year 1929, in the village of Ayn Dewar, Northern Syria.
Location: The Shaykh immigrated with his father to Damascus at the age of four where he resides.
Studies: The Shaykh received both his primary and secondary schooling at Damascus, and in 1953 he joined the Faculty of Shariah at al-Azhar University from which he graduated in 1955, securing a first-class in the final exams. The following year he obtained a Diploma in Education from the Faculty of Arabic Language at the same University.
Engagements: The Shaykh was appointed a teacher in the secondary school of Homs in 1958. And in 1961 he was appointed a lecturer in the Faculty of Shariah at Damascus University. In 1965 he was back at al-Azhar University where he completed a doctorate with high distinction and a recommendation for a teaching post. In the same year he was appointed as a teacher in the Faculty of Law at the University of Damascus, thereafter an assistant professor, and finally appointed as a professor.
In 1975, he was given the position of the vice dean at the same college, and later in 1977 as the dean. He has now retired but with an extended contract with the same university as a lecturer. Academic activities:
1] Several of the Shaykh's religious and social programs are broadcast via satellite channels, including: 'The New Miracle in the Quran, Islam in the Scales of Science, Scenes, and Lessons from the Quran and Sunnah, and Quranic Studies.
2] He continues to participate in international seminars and conferences in various Arab, Muslim, and European countries.
3] He conducts regular programs in Masjid al-Imaan of Damascus (one of the largest mosques of the city). These 'Druze', as they are known, take place every Monday and Thursday. He also delivers the Friday sermon every week at the Grand Umayyad Mosque of Damascus.
4] The author of many articles which appear in academic journals and newspapers.
جميل، يعرّف الكتاب بمعنى المصلحة الشرعية و ما دار حولها من اصطلاحات في التراث الأصولي كالاستحسان و الاستصلاح و غيرهما، ثم يشرع في بيان الضوابط التي تُعتبر بها المصلحةُ مصلحةً شرعية يصلح اعتبارها في عملية الاجتهاد الفقهي. كتاب جيد و مفيد الحقيقة لمن يريد أن يفهم كيف تؤثر المصالح على العملية الاجتهادية في التشريع الإسلامي.
ولقد كنت كلما قرأت أو سمعت رأيا يدعو للاجتهاد في هذا العصروتحكيم المصالح في فهم الشريعة ، أشعر بسؤال ملح يقفز إلى خاطري قائلا: ولكن ما هي ضوابط المصلحة التي يدندنون حولها ؟ وإذا كان من واجب العلماء اليوم الاجتهاد في الأحكام مرة ، أفلا يكون من الواجب عليهم قبل ذلك مئة مرة الانكباب على الاجتهاد في فهم حقيقة المصالح الشرعية وحدودها وضوابطها وأسسها ؟ وكيف يصح لإنسان أن يدفع نفسه للمسير فوق أرض منحدرة من الجليد الأملس ، دون أن يمسك بما يحفظ عليه سلامة المسير وأن يحدد أمامه معالم الطريق ؟