هل تحوّل الربيع العربي إلى خريف أصولي كما يقول البعض؟ فاجأت الانتفاضات العربية معظم المثقّفين العرب والأجانب عندما انفجرت كالقنبلة الموقوتة بعد طول احتقان. وأشاعت في الجو نكهة جديدة من عبق الحرّية والانعتاق. ولكن يبدو أن الشباب الذين دشّنوها ليسوا هم الذين قطفوا ثمرتها في نهاية المطاف، وإنما التنظيمات الإخوانية – السلفية. يحاول الكتاب قراءة الظاهرة من خلال منظور فلسفي بعيد المدى. ويتساءل: لماذا تبدو الانتفاضات العربية أقرب إلى الثورات الدينية منها إلى الثورات العلمانية الحديثة؟ هل كان يمكن للثورة الفرنسية أن تدشّن عالم الحداثة والحرّية لولا أن فلاسفة التنوير كانوا قد سبقوها ومهّدوا لها الطريق ...؟
هاشم صالح مفكّر وكاتب سوري مقيم في فرنسا. صدر له عن دار الساقي "الاستشراق بين دعاته ومعارضيه" و"الانسداد التاريخي"، "معارك التنويريين والأصوليين في أوروبا".
•كاتب وباحث •سوريا، فرنسا •كاتب ومترجم سوري مقيم في باريس. •دبلوم الدراسات العليا من جامعة دمشق 1975. •دكتوراه في النقد الأدبي الحديث من جامعة السوربون 1982. •نقل العديد من مؤلفات محمد أركون إلى العربية. نشر مؤخراً 3 كتب صدرت عن "رابطة العقلانيين العرب"، الأول بعنوان: "مدخل إلى التنوير الأوروبي"، والثاني بعنوان: "معضلة الأصولية الإسلامية". والكتاب ثالث تحت عنوان: "الانسداد التاريخي. لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟".
النظرية التي يطرحها الكاتب، أو بالأحرى يستعيرها من فيلسوف التاريخ "هيغل" هي كالتالي: لكي يتجاوز العرب مرحلة التخلف التي يرزحون تحتها منذ عقود لا بد لهم من الإلتصاق بكل ما يمت لها من صلة كالتعصب، والعنصرية، والمذهبية، وكبت الحرية .. إلخ حتى إذا ما اكتووا بنارها، طلقوها بالثلاث وتركوها ترحل إلى حيث ألقت أم قشعم برحلها. إذ لا يمكن الدخول في المرحلة التنويرية من التاريخ (والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى خير وسعادة البشر) دون المرور وتجاوز مرحلة التخلف. هذا هو موضوع الكتاب الرئيسي والذي تناوله هاشم صالح في الفصول الأولى من الكتاب، وأعاد تناوله ب "عشرطعش" طريقة أخرى في الفصول الباقية.
أمتع كتاب قرأته خلال هذا العام. ما أجمل أن ينهي مفكر عملاق كهاشم صالح كتابه بمديح مطنب لأمين معلوف ككاتب عالمي و مفكر تنويري و لا أستطيع أن أشبه هذا المديح إلا مديح على طراز مشابه لمديح كانط لفولتير أو نجيب محفوظ لطه حسين. نعم أصدقائي الأجيال القادمة ستذكر هذا المديح التنويري بين نهضويين. و سأخبر أبنائي و أحفادي بأني عشته و قرأته في كتاب. أنصحكم بقراءة الكتاب بشدة فلم أجد أصدق ولا أعمق تحليلا لوضعنا الراهن من نظرة هاشم صالح.
كتاب مهم ومهم جدا لصاحب "مدخل إلى التنوير الاوربي". يُخضِع الكاتب الانتفاضات العربية لمجهر فلسفة التاريخ وبالاخص فلسفة هيغل. يرى صالح ان فشل الانتفاضات العربية وتحولها الى انتفاضات إخوانية وسلفية ناتج عن كون هذه الانتفاضات انفجار عفوي غير مرتب له نتيجة لتراكمات عقود من كبت وتسلط وظلم الأنظمة العربية الشمولية ومحاولاتهم الدائمة كبت التيارات الاسلامية السياسة من جهة، و بسبب تراكم عقود بل قرون من المشاكل الطائفية والدينية والإقتصادية وليست نتيجة لتراكم تنويري فلسفي ممهد من جهة أخرى. صالح يرى أن ابن رشد هو أخر مفكر تنويري عربي (حتى مجيء ارغون) وهذا الفراغ او "القطيعة الابستيمولوجية" كما سماه تم ملؤها بمفرزات التيارات السلفية المتشددة عبر العقود التي طمست التيارات التنويرية فطغى ابن تيمية على ابن عربي والسلفية على المعتزلة والغزالي على ابن رشد.
صالح يرى ان الثورات كانت ردة فعل عفوية على ظلم الانظمة الدكتاتورية العربية لكنها لم تتبنى اي حامل فكري او فلسفي يضمن استمراريتها ووصولها الى التغيير و بناء عقد اجتماعي ناجع، فاضطرت الحشود المنتفضة لان تتبنى الحامل الفكري الوحيد المتوفر لديها والمتمثل بالأيدولوجية الأسلاموية باختلاف تدريجاتها وألوانها والتي ،في نهاية الأمر، فشلت في الإجابة على معطيات القرن الواحد والعشرين .
لكن ورغم ذلك، يرى صالح (بتفاؤل) بأنه ورغم الصعوبات الجسيمة فإن مايحدث للانتفاضات العربية هو لازمة وصيرورة تاريخية (رغم انها متأخرة عن الغرب بقرنين على الاقل) يجب ان تمر بها الشعوب العربية لتكمل دورة التاريخ وتصل الى دولة المواطنة المدنية. فالثورة الفرنسية كانت نتيجة لثورة وتراكم فلسفي وفكري سبقتها بقرنين على الاقل ابتداء بمارتن لوثر وهيغل وكانط وليس انتهاء بفولتير بينما عاش العرب قطيعة فكرية عميقة عمرها اكثر من ١٠ قرون خلت من اي منجز فلسفي او فكري يمكن أن يشكل حامل فكري لمنجز حضاري او عقد اجتماعي ناجع لمابعد الثورة.
عاب الكتاب (حسب رأي المتواضع) اشادة الكاتب بتجربة اردوغان - إخوان تركيا وتجربة الغنوشي -إخوان تونس (ولو بتحفظ) ولكن علّه بسبب صدور الكتاب في ٢٠١١ وحينها لم تظهر شناعات الإخوان للعلن كما هي اليوم بعد عشر سنوات.
الكتاب جيد، يشخص حالة موضوعية حول الثورات العربية من حيث كونها بداية تحرر سياسي لكنها لا تكفي لدخولنا عصر الحداثة أو النهضة مالم تتبعه ثورة فكرية، فالتنوير الغربي بدأ بنهضة فكرية تمخض عنها نهوض سياسي، غير أن ما يحدث لدينا اليوم يحدث بطريقة معكوسة، تحرر سياسي وتفجير لكل المشاكل المتراكمة والمسكوت عنها كالطائفية والتخلف الديني والحضاري.
من هنا يظهر تفسير سيطرة التيارات الإسلامية وصعود نجمها وهو ما يعتبر خطوة إلى الوراء غير أنها خطوة لازمة لنهوض مأمول وهو ما يعرفه هيغل بمكر التاريخ.
ثمة تفاوت واضح في السوية بين الأفكار الخاصة للمؤلف والأفكار العائدة للفلاسفة الكبار وهو أمر مفهوم لكن غير المفهوم تكرار المؤلف لنفس الأفكار بشكل متواتر على مدى فصول الكتاب.
بالنهاية هو كتاب يستحق القراءة ويعطي دفعة تفاؤل في ظل فلسفة هيغل عن التاريخ.
الكاتب و غيره كثير اعتقدوا آن الربيع العربي هو مشابه لثورات آوربا و انها نقطه البدايه لمستقبل مبهر للعرب .. و لكن العكس حصل حيث آن الثورات العربيه هي تشبه لثوره ايران ١٩٧٩ .. ثوره دينيه و من ينتخب هو رجل الدين و هذا ما حصل في مصر و ليبيا و تونس و غيرها .. الكاتب يؤكد ان ستحصل الثورات التنوريه و لكن ليس الان علينا ان آولا ان نعترف بآخطاء حصلت في التاريخ و نتاجلها و علينا الاعتراف بآصوليتنا و خروج مفكر عظيم ..
الحقيقه لم آستطع قراءه الكتاب كله لانه في تكرار لاول ١٠٠ صفحه و هذا ما يعيب الكاتب المبدع هاشم صالح .. التكرار
يطرح الكاتب عدة تساؤلات و مقارنات عن الثورات العربية الحالية كما و يراها من وجهة نظر و تحليل فلسفي على طريقة هيغل و نيتشه و كانت .... هل هي ثورات حقيقية فارقة ام لا هل تترافق مع ثورة فكرية مستنيرة مصاحبة لها ام لا ... من يصنع الاخر الثورة الشعبية السياسية تصنع الفكرية ام العكس .... ثورة تعود الى الوراء ام تتقدم الى الامام ( الشبه مع الحالة الايرانية - الخميني ) هل الانسداد التاريخي الحاصل على مستوى الداخل و الخارج في الحالة العربية هو الذي ادى الى تفجر الوضع هل هو قانون تاريخي فوراء كل انسداد و كبت هائل هناك تفجير من ذات الحجم رغم مرارات هذا التفجير الذي يشمل كل شئ هل هو ايجابي في مجمله حسب التفسير الهيغلي حيث حركة متصاعدة للتاريخ نحو الافضل و حتى العامل السلبي هو ايجابي في الحقيقة لانه في النهاية يؤدي الى تغيير الاوضاع الغير محتملة ... لماذا تأخر الثورات العربية زمنيا عن ثورات اوروبا الشرقية المشابهة لها من حيث نوع الحكم القائد الواحد الحكم الواحد الجريدة الواحدة
الحركة التحررية الثورية الشبابية بين حكم دكتاتوري مخابراتي بوليسي قمعي متخشب او حكم اسلامي اصولي ... ضرورة المرور بمرحلة الاصولية للتحرر منها و اسقاطها او تطويرها ( التطور على الطريقة التركية - اردوغان و العلمانية ) علاقة الكبت الحاصل و محاولة التظاهر بعدم وجود مشاكل هو الذي ادى الى تعاظم الفكر الاسلامي بمختلف تياراته السلفية و غيرها ... ما هو الجهل المقدس في حالتنا العربية ... هل للغرب ديمقراطية و الشرق ديمقراطية اخرى تناسبه و تطبيق شعار الغرب غرب و الشرق شرق من خلال التخلي عن الانظمة الدكتاتورية العلمانية لصالح الانظمة الاسلامية المعتدلة المنتخبة ديمقراطيا ... بين صراع الحضارات و توافق الحضارات ...القضية الفلسطينية في نظر الجميع ... الكماشة الصهيونية .... بين خوف الصهيونية من وصول الاصولية الى الحكم و الاستفادة من تحول الصراع الى سني شيعي ... نظرية المؤامرة ام اوضاع لم تعد تحتمل و تقف عند حافة الانفجار ( تعليق على كتاب ميرزي حداد ) ... هل الغرب كله سئ و عدواني معنا ام ان المصالح هي التي تحكم و فقط .... اللاهوت الاسلامي و قدرته على التطوير و المراجعة التاريخية على مبدأ تطور اللاهوت المسيحي بدء من عصر النهضة ....تطور الاسلاميين و لا سيما الاخوان المسلميين على الصعيد السياسي تطور استراتيجي ام تكتيكي ... السياسة الناعمة .... جدل الديمقراطية و افراغها من مفهومها الحقيقي ....المدنية و المواطنة و النزعة الانسانية اضاءات على فكر محمد اركون ادوارد سعيد... نقاش حالات مصر .. تونس ... سوريا ... الطائفية عند الاقلية و الاكثرية بين العلماني و الاسلامي ... الاسلامي و المسيحي ... السني و الشيعي ... خيار الحكم الفيدرالي بدلا من الانفصالي في سورية ... بين مثقف السلطة و مثقف المعارضة و تشابههما احيانا .... بعد النخب المثقفة عن الشعب ... تنوير الشعب الذي عانى طويلا على كافة المستويات و التدرج في العملية للوصول الى الديمقراطية الحقيقية و في صدد ذلك اضاء الكاتب عن طريق التنوير الطويل الذي قادة المفكرين الاوربيين من ديكارت الى سبينوزا الى فولتير الى مونيسكو الى جان جاك روسو حتى فيري و هيغل و كانت و نيتشه و فيخته و هيدغير .... غيرهم و تراوح التفكير بين المقول و اللامعقول و اللامفكر الذي يتولى بالتدرج الزمني .... حتى المفكرين الذين طالبو بالتحرر و العدالة و المساواة الانساني للانسان الاوربي تدرج تفكيرهم حتى شمل الاعراق الاخرى بعد ان كان متعصبا للعرق الاوربي و محتقرا للباقي بدرجات متفاوته ( النظرة الى السود – اليهود - العرب ....تبرير الاستعمار و النظرة الاستشراقية و الاستشراق الرضيين ....لن يحدث التحول الحقيقي بنظر الكاتب حتى ينتصر الفكر المستنير على المستوى الجماهيري اطروحة دانيل مورنيه و روجيه شاريته حول الثورة الفرنسية ...علمنة الدولة ( أتاتورك – بورقيبة ) هل من مصلحة الغرب أن يصبح العرب ديمقراطيين مستنيرين ... المثقف الحر النقدي ك دانييل لندن بيرغ ... و العضوي المتعصب ك ( المحافظون الاوربيون الجدد و عيونهم الاسرائيلية ) ك ليفي و ادلير و غيرون الساعيين للاستفادة من هذه الثورات بشتى الوسائل .... بين التعصب و العنصرية ضد العرب و النزعة الانسانية المستنيرة ... هل تستحق و تصلح الشعوب العربية للحرية و الديمقراطية كبقية الشعوب المتحضرة ... باسكال مينوريية الثورة المصرية سقوط لويس بدون سقوط سجن الباستيل ....ادغار موران و تغيير النظرة السائدة عن العرب كشعوب تطالب بالحرية و الكرامة و هذه الثورات ليست مدينة بشئ للغرب الداعم للمستبد حتى اخر نفس يمكنهم الاستفادة منه و لكن للفكر المستنير الاوربي الذي اخترع الديمقراطية و المدنية ... جان كلود غيبو بداية الطفرة المعرفية في العالم العربي .... معضلة التحرر السياسي و التحرر اللاهوتي ... الانفصال عن الواقع الموروث القائم على الخنوع و الذل .... برنارد ليفي و القضية السورية .... الجميع ينفذون مخطط اسرائيل شاؤؤوا ام ابو ....التقسيم .... الخوف من اجهاض الانتفاضة الوطنية و استبدالها بانتفاضة طائفية .... هل العلمانية ضد الدين ( علمانيات عديدة لا واحدة .... علمانية منفتحة متصالحة مع الدين .... علمانية اصولية غير مقبول ) .... تودروروف و المحافظين الجدد ... طرح تودوروف التفريق بين الاسلام كدين و الفهم المتطرف له ( هل نحاسب المسيح عل محاكم التفتيش ؟ ) ... النهضة التونسسي الاكثر تقدما من الاخوان المصري ... ليبيا المفتوحة على المفاجاات ... نقد تطرفات الحداثة و العلمانية الالحادية ( علمانية ستالين ) ... التجديد الاسلامي و شخصيات تونسية اسلامية مساهمة ك عبد الوهاب المؤدب و فتحي بن سلامة و عبد المجيد الشرفي و غيرهم ...اقتراب الاسلاميين من هموم الشارع بينما نأي النخبويين العلمانيين عنها و اكتفائهم بالتنظير ادى الى تفاضل الاول على الثاني .... بين اردوغان و الغنوشي ... احتجاجات ثورية على العالم ... كتبو عن الثورات سمير امين ... ستورا ... غيدير .... أمين معلوف و اختلال العالم
من الناحية النظرية و بالمجمل أتفق مع الكاتب في كثير من الافكار و الاسقاطات المطروحة و خاصة بالتشديد على ضرورة قيام حركة استنارة فكرة حقيقية و تطوير و مراجعة للفكر و الموروث الاسلامي بالإضافة الى ضرورة اندماج النخب بالناس ... اتفق معه ايضا في التبرير المنطقي حالة الانفجار الحاصل و الفوضى الخلاقة بالانسداد التاريخي ... المقترح الفيدرالي بدل الانفصالي و في نقط اخرى كثيرة ..... اما من الناحية العملية و رصد التجارب الثورية فانني اختلف معه في بعض التفاصيل التي هو بعيد عنها بطبيعة الحال لكونه مقيما في فرنسا و لكونها نظرة قديمة عن المجتمع الذي اختلف كثيرا تركيبته من حيث السيادة و القوة في العقود الاخيرة و لاسيما المتعلقة بشرح الطائفية الاقلوية و الاكثرية بين دفاعية و هجومية و تمييع الاسباب الرئيسية لهذه الطائفية و قسرها على الاختلاف الديني و عقدة الاقلوي المضطهد تاريخيا .... هناك تكرار و اعادة كبير ة للافكار على مدى صحات الكتاب و لكنه كتاب مهم و يستحق القراءة بشكل كامل حتى ان الحواشي تحمل الكثير من الافكار و المعلومات و من وجهة نظر الكاتب ... اعجبني بالمجمل و كانت الخاتمة رائعة بعنوان " ليس لي مكان "
يقوم هاشم صالح بمحاولة تفسير و تحليل الثورات العربية من خلال مقارنتها بالثورات الفرنسية و الأوربية و الأمريكية، و يحاول الإجابة عن السبب الذي يجعل الثورات تبدو و كأنها الرجوع للخلف بدلاً من التقدم للامام. على الرغم من محاولة الكاتب على أن يبدو رافضاً لفكرة خلط الدين مع السياسة و الدولة لكنه لا زال يحاول و لو بطريقة غير مباشرة إثبات ان الاسلام لا يتعارض مع الديموقراطية والعلمانية, و لا زال يتخد موقفا متذبذبا تجاه فكرة أن الدين بكل تفاسيره الحالية و نصوصه يناقض كلّ حقوق الانسان و المرأة و الاديان الأُخرى ناهيك عن المذاهب الإسلامية المختلفة. على الرغم من إعجابي بكتابات هاشم صالح بشكل عام الا أن هذا الكتاب لم يكن بمستوى ما توقعته، بسبب الإطالة و التكرار في كثير من الفصول، كما لم استسغ محاولة الكاتب في إضفاء نوع من الفكاهة على تعليقاته.
مجمل الكتاب أن الثورات لا تنجح بدون ثورة فكرية تنويرية...والفكرة نفسها تكرر في كل الفصول تقريبا النصف الثاني من الكتاب أفضل من أوله
يحسب للكاتب اطلاعه على آراء الفلاسفة الفرنسيين . ويرى الكاتب أن المعركة الفكرية-الثقافوية معركة حتمية لا بد منها على غرار ما حصل في أوروبا في حروبها المذهبية والدينية القاتلة
عيوب الكتاب تتمثل في التكرار..- اعجابه بشخصيات عربية تصفق للأنظمة القديمة أو للعسكر..ويحسبها الكاتب ثورية و تنويرية بسبب خصومتها مع السلفيين.كأن ذلك يمنحها شيك بياض لمواقف مخزية اتخذتها إلى جانب الثورة المضادة.
أيضا التيار الليبرالي أو التنويري يبدو تقريبا ملائكيا أو الفرقة الناجية بسبب خصومتهم أو تدافعهم مع التيار الديني. أعلم ما يقصد، والتيار الديني وأفكاره الماضوية يعد بحق تحد هائل ولكن ليسوا هم الوحيدون الذي يعانون عطبا فكريا بل جميع التيارات ونفهم تركيزه على التيارات الدينية لأن خرابها وانحرافها عواقبه خطيرة ولأن الموضوع هو من اختصاص الكاتب وفي مجال اهتمامه وكتبه وتراجمه
الكاتب المحترم هو الذي ينقل فكرة معيّنة بمنظوره الشخصي لا ان ينقل منظوره من خلال فكره معيّنه فيستثمر الفكرة ليمرر اراءه الشاطحة ، يتشدق بفلاسفة التنوير و حقوق الانسان و الحداثة و هو ينقض كل هذا اذا تكلم عن حقوق الآخرين من المعسكر الاسلامي ، كتاب عنوانه سياسي و فكري و تاريخي لكن خادع تماماً فالمفترض يكون عنوانه "الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة هاشم صالح" هيغل منهُ براء
العديد من الأفكار الرائعة، ونظرة فلسفية إلى الربيع العربي أتفق معها تماماً... لكن التكرار المفرط قتل متعة القراءة كان يمكن اختصار الكتاب الى نصف عدد الصفحات وربما أقل
الكتاب مجموعة من المقالات كُتبت أيام عنفوان ثورات الربيع العربي. يحاول الدكتور هاشم صالح تفسير الواقع العربي و أسباب رفض الحداثة بمعناها الأوروبي.
للأسف الكتاب يحتوي على كمية من التكرار و يفتقر إلى السيولة فالكاتب في يوم متحمس لنتائج الثورات و في الأخر متخوف من فشلها و أنا لا ألومه فكلما مررنا بهذا التأرجح بين الخوف و الأمل. و أكن وضع هذه المقالات في كتاب بصورة عشوائية لا تفيد القارئ.
يعيب الكتاب أيضاً أيمان الكاتب المطلق بالتقدم المستمر للبشرية تبعا لأطروحة كانط. و أعتقد أن التاريخ لا يُفهم بمثل هذا التبسيط
الكتاب جميل ومليء بالتحليلات العميقة للثورات العربية وتمنيت فعلا لو تمهل الكاتب والمفكر العظيم عدة سنوات بعد ما يسمى بالربيع العربي ليكون الكتاب أكثر نضجا في تحليل الثورات باعتبار ما تبعها من تمزقات عجيبة.
وأخيرا انتهيت من هذا الكتاب بعد توقفات كثيرة ، شدني عنوانه يوما فتصورت اني ساجد بين ثناياه تحليلا علميا اكاديميا ، و خدعتني فقرات الابتداء حينما طرح مناقشة موضوع الثورات من وجهة نظر هيغلية تؤمن بحتمية الصراع وان التجاذبات و الصراعات ودفع الناس بعضهم لبعض خير من السكون و التعمية على حزازات التاريخ وان ظهور البثور خير من نموها الداخلي بكثير وهي فكرة أصيلة في فلسفة التاريخ ، غير ان ما عكر صفو الكتاب هو ان كاتبه يعاني من مرض وهم الكمال ، انه مثله مثل السلفيين يتصور ان الكمال قد تحقق في ما يسمى فلسفة التنوير الأوربي فهو يُؤْمِن بها بصورة لا يمكن توصيفها الا بالسذاجة الفكرية انه يتصور ان بلوغ ما بلغه الأوربيين هو حتمية تاريخية على كل امّم الارض في صبيانية فلسفية مستغربة من باحث يفترض انه يبحث عن الحقيقة و ياللعجب و التعالم ، باختصار إن وهم الكمال هو المحرك الأساسي للعديد من السياسات السلبية التي تؤثر على التعاطي الإنساني فوهم الكمال يجتر الماضي و يحاول أن يطبق سياسات الإحتواء فإن أتت أكلها و إلا كان التهميش و الإقصاء و النفي و الإيذاء معنويا كان أم حقيقيا ً لذى تجد ترابطا بين وهم الكمال و بين الحركات الماضوية ترابطا متينا بغض النظر عن هذا الماضي الذي يأبي أن يكون جزاء من الحاضر أو رؤية للمستقبل أو أريد له أن يكون هكذا لتوهم الكمال ... إن اعتبار الكمال في السحيق هو فكرة قديمة قدم التفكير ذاته و إن هذه الفكرة لا تؤدي إلى إنشاء حضارة و لكن تؤدي إلى محاولات اجترار و قولبة يتبعهاانفصال عن الحاضر .. أي صيرورة الفعل المحرك للتاريخ أو هذا التاريخ الذي يمتد منذ البدء حتى الآن إلى فعل ماضي بكل دلالات هذا الماضي خصوصا البناء و السكون الملازم له و مناقضته للحركة تلك الملاصقة للتاريخ باعتبارها فعله ... و من هنا نشأة أفكار النهايات عبر التاريخ ليس بدء من أفلاطون و الكمال الفلسفي و ليس انتهاء عند الكمال العربي البياني و حتى نهاية التاريخ عند الليبراليين الجدد يلاحظ أن وهم الكمال دائما ما يقود إلى سياسات متطرفة تبدأ من محاولة الإحتواء .. و تنتهي بالتهميش و التنفير و الإقصاء بكل صوره .. .. إن وهم الكمال هو المؤسس الحقيقي لأفكار الإقصاء و التهميش وهذا ما تعيشه اليوم الحركة الليبرالية حتى نادوا بالإنسان الأخير و الحضارة الأخيرة و النظام الإجتماعي الأخير في صوفية و عدمية تتكرر في كل عصر يتوهم أهله الكمال .. الكمال لله عز و جل و كل البشر ناقصون و التاريخ يكتب بالفعل و المضارع منه يرفع و أما الماضي فلا يحق له إلا البناء ساكنا كان أو منفتحا هزيلا ... غير هذا بالجملة الكتاب عبارة عن مقالات غير مترابطة مليئة بالإطناب ووهم الكمال والتصورات المسبقة خصوصا فيما يتعلق بالحركة الاسلامية
لغة سلسلة اتبعها الكاتب لإيصال افكاره، وطرح يستند في مجمله الى الفلسفة الهيغلية التي يلخصها الكاتب في بعض الاحيان بما معناه " لابد من المرور بالسلبيات للوصول الى تحقيق الايجابيات" فمثلا دون موت الالاف في شوارع باريس لما تحقق التغيير الجذري في فرنسا. يتحدث الكاتب في اغلب فصول الكتاب، حول البعد الفلسفي لما تمر به البلاد العربية من انتفاضات وموجات تغيير، ويركز ايضا حول نقطة وصول التيارات الدينية الاصولية للحكم كناتج من نواتج الحكم الاستبدادي لسنوات، وبحسب وجهة نظر الكاتب فإن هذا امر جيد، اي انه وبإعتقاده لن يتخلص العالم العربي من حكم الاصولية الدينية حتى يجربها. الكتاب ولكونه دسم فهو بإعتقادي ممل بعض الشيء كونه دار لعدة اجزاء في نفس الفلك وحول نفس الفكرة، ولكنه يستحق ان تخوض فيه.
الكتاب يتناول الثورات العربية ويقارنها بالثورة الفرنسية وكيف سبقها ثورة تنويرية وهذا ما لم يحدث في الثورات العربية ويرى بأن ازمة التنوير لدينا يحاصرها الاستبداد والأصولية والصهيونية . ايضا يعود الكاتب ويؤكد على فكرة مكر العقل لــ هيغل بمعنى أن الشر من (صراعات وحروب )له وظيفة ايجابية فلولاه لما اكتشف الناس معنى الخير العامل السلبي مهم في تقدم التبشيرية نرجع الى الخلف خطوتين لنقفز الى الامام وكذلك يركز الكاتب على ضرورة مراجعة تراثنا لأنه سبب رئيسي في تخلفنا ..
الكتاب بشكل عام ممتاز عيبه الوحيد التكرار لبعض الافكار (إلا تقتنع بالقوة )
أعيب على الكتاب التكرار فقط و احيانا عدم ترتيب الافكار و النقاط المراد طرحها .. و رغم عدم اتفاقي مع بعض نقاط الكاتب ، و اهم هذه النقاط التي لا أتفق معها هي مسألة تأويل أو إصلاح الدين ﻷني أعتقد بأننا جاملنا الدين بما فيه الكفاية و حان الوقت لنقده و تفنيده هو بعينه و ذاته ! إلا أن الكتاب اضاف لي و امتنعي بشكل عام .
شكرا هاشم صالح ، تأكد أن احلامك لن تموت لدينا نحن الشباب و لو حتى عام 3000 !
الكتاب بصفة عامة جيد ومن أفضل ما قرأت حول توثيق حال الثورات العربية ولكن به بعض النقاط التي كانت تثير علامات الاستفهام والنقد في ذهني بصفتي أميل إلى المنهج الإسلامي تمنيت لو ناقشت فيها الكاتب شخصيا !!
مقدرتش اكمله لسببين اولا حاسس ان العنوان ملوش علاقه بالمحتوى ثانيا الكاتب ملل وبيعيد ويزيد فى فكره واحده النجمتين لان الكتاب اضافلى رويه جديده مكانتش عندى اللى هى رؤية المستشرقين كما يقال عنهم
لغة سلسلة تجذبك في البداية غير أنه مع الاستمرار تتكرر ذات الأفكار و ذات الآراء . ربما لكونها مجموعة من المقالات الصحفية التي كان ينشرها هاشم صالح . غير عميق