جاء المسرح الياباني المعاصر جديدا شكلا ومضمونا وتمثل تجديد الشكل في ثورته على المسارح الضخمة التي شيدت مع عصر الحداثة كتقليد للمسارح الغربية وفي طريقة تقديمه للمسرحيات الكلاسيكية القديمة ومن ذلك أعمال شكسبير وغيره وحتى في إرتداء الممثلين ملابس ذات أصول غربية خالصة وفي الإعتماد على النص أكثر من أي شيء آخر.
أما تجديد المضمون فتمثل في انفصاله معظم الأحيان عن المؤثرات الغربية الكلاسيكية فهو لم يعد يتناول موضوعات تحمل السمات الأوروبية بل لجأ إلى موضوعات تحمل الخصوصية اليابانية.
جاءت حركة "المسارح الصغيرة" كانتفاضة شاملة على كل ماهو قبل النكسة في عام 1946 مـ فهي التي رفضت المسرح الغربي الحديث وجاءت كجسر يعمل على تواصل الفنون المسرحية التقليدية بالحياة المعاصرة إلا أن شرارة الانتفاضة التي انطلقت منها أصالة المسرح المعاصر هي الخبرة المشتركة بين أصحاب هذه الفرق المسرحية الصغيرة والتي اكتسبوها من خلال اشتراكهم في المظاهرات التي قامت في الفترة من 1959 مـ حتى 1960 مـ المعروفة بمظاهرات اتفاقية انبو وذلك عندما كانوا طلابا من ضمن مئات الآلاف من الطلاب الذين اشتركوا في هذه المظاهرات ونددوا بالاحتلال الامريكي لبعض جزر اليابان مثل جزر أوكيناوا وزرعوا الكثير من القواعد العسكرية في كل أنحاء اليابان مازال بعضهم قائما حتى الآن.
لابد من جو خاص لقراءة كتاب مليء بالاسماء والأحداث مثل هذا. معلومات كثيرة باسلوب جيد جدا عن نشأة المسرح الياباني وأنواعه وخصائص كل مسرح.. راقني وجود ملخص عن أشهر المسرحيات اليابانية، تأثرت بمسرحية نساء هيروشيما ورحيل الآنسة طوكيو وغيرها، كما أحببت وجود نبذة عن أشهر رودا المسرح الياباني. حقا كتاب غني بالمعلومات لكن لابد -كما أسلفت- من قراءته في جو خاص كي يستوعب المرء كم المعلومات بشكل جيد.