"عبد الرحمن رأفت الباشا" رائد من رواد الأدب الإسلامي وممن اجتهدوا في الدعوة إليه نظريا وتطبيقيا .
ولد "عبد الرحمن رأفت الباشا" عام 1920م في بلدة "أريحا" شمال سورية، وتلقى دراسته الابتدائية فيها، ثم تخرج في المدرسة الخسروية بحلب؛ وهي أقدم مدرسة شرعية رسمية في سورية.. أما دراسته الجامعية فتلقاها في القاهرة؛ حيث نال الشّهادة العالية لكلية أصول الدّين في الأزهر، وشهادة اللّيسانس أيضًا في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، ثم درجتي الماجستير والدّكتوراه من هذه الجامعة التي أطلق عليها فيما بعد اسم جامعة القاهرة.
اشتغل مدرسا فمفتشا، ثم كبيرا لمفتشي اللّغة العربية في سورية، ثم مديرا لدار الكتب الظّاهرية المنبثقة عن المجمع العلمي العربي في دمشق، وأستاذًا محاضرا في كلية الآداب في جامعة دمشق.. ثم انتقل إلى السّعودية للتدريس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ وقد شغل منصب رئيس قسم البلاغة والنّقد ومنهج الأدب الإسلامي، وكان عضوا في المجلس العلمي في الجامعة منذ أن وُجِدَ، وعُهِدَ إليه بلجنة البحث والنّشر في الجامعة ذاتها.
- الكتيب لا بأس به لكنه عاطفي الطرح، وجداني المقاصد بينما كان يجب ان يكون علمياً، دقيقاً، واسعاً وعملياً لنخرج بزبدة ونتيجة، لا ان نكتب وجدنيات لا تسمن ولا تغني.
- مشكلة معظم من كتبوا في هذا المجال هو الربط بين العرق واللغة والدين ككيان واحد عضوي، وهذا خطأ جسيم فلا العرق عربي صافٍ ولا الدين واحد للذين يتكلمون العربية فأنت لتجد البربري والكردي والأشوري والسرياني والمسيحي و ..وو يتكلمون العربية ويدافعون عنها ويخرجون منها اجمل الأدب والشعر والإنتاج وذلك عبر التاريخ الى يومنا الحاضر والامثلة كثيرة وكثيرة جداً!
- لنبدأ من العنوان، "العدوان على العربية، عدوان على الإسلام" لنسأل السؤال الأول: ماذا عن غير المسلمين؟!، طيب لنسأل السؤال الثاني: ماذا اذا كان العدوان من دول مسلمة على اللغة العربية؟ رغم ان الكاتب سوري ولكني اعرف انه يعرف ما كانت خطة جمعية "تركيا الفتاة" في اواخر الحكم العثماني ويبدو انه تغاضى عن ذلك!! اذهب الى كيليكية وديار بكر وانطاكية لترى كيف تتم عملية التتريك، اذهب الى الأحواز وقراها لترى الفرس كيف يمنعون اللغة العريبة من التداول، المشكلة مشكلة امم والأمة الأقوى تفرض على الأمم الأضعف ثقافتها ولغتها.. ونخن ضعفاء وجداً
- على الصعيد العملي، المثل الإيرلندي الذي استشهد الكاتب به لا يمكن تطبيقه على ارض الواقع، فالعالم العربي فيه مئات اللهجات المختلفة، وما نجح في ايرلندا ليس بالضرورة ان ينجح عندنا.
- الكتاب صادر عام 96، ومنذ ذلك الحين تغيرت اشياء كثيرة، ونحن بلا شك بحاجة لدراسات عقلية وعلمية لإعادة اللغة الفصحة الى مكانتها.
- ص7:"إن ارض جزيرة العرب كانت منبتاً للعربية... وستبقى حصناً منيعاً لذلك الكتاب ولغته"، فيما يتعلق باللغة فحمياتها ليست حكراً على احد بل واجباً على الجميع، وهذه اللغة تطورت كثيراً حين دخلت بلاد الشام ومصر والمغرب والأندلس...
- ص 37:" وقد نال احد شبابنا لقب دكتور في الأدب العربي لأنه قدّم بحثاً عن قصة عنتر" يبدو ان هذا الصديق بدأ التحكيم في احدى جوائز الكتب!!
- ص 41" هي (اللغة العربية) تراث العرب والمسلمين" وماذا تقول لجبران خليل جبران، ومخايل نعيمة ومي زيادة؟؟!
- في الختام، لا بد من القول ان الأمم القوية تفرض هيمنتها على من حولها، والأمم الضعيفة تتلقى هذه الهيمنة، وعودة اللغة العربية الى مكانتها مرتبط بعودة امم هذا العالم العربي الى قوتها، والى ذلك اليوم (البعيد نسبياً) يجب التفكير بحلول على صعيد النخب العربية بطرق عقلية واضحة... اما بالنسبة لي شخصياً فهذه اللغة اذا اتاها قاتلٌ ورشف من رحيقها فسوف يسجد في ظلال بتلاتها لبتمتع بسحرها، فيصبح القاتل قتيلها! (هذه وجدنيات، الطريقة العملية غير هذه بالطبع)!
كتاب رائع يستعرض من خلاله الكاتب ما وصلت إليه اللغة العربية من هوان على يد أبنائها، ويمثل رسالة-ربما تكون انفعالية وحماسية بعض الشئ- لكل عربي غيور على لغته الفصحى
كتاب قيم جدًا .. ثري جدًا جدًا لم أشعر بـ قِلّة عدد صفحاته .. بل كان رسالة موجزة ولكنها كافية و وافية لموضوع مهم عندنا قصور فيه، وقَلَّ من ينجح في الكتابة فيه ويوفق في مساعيه ليصل لطرح منظم شامل للمشكلة والحل وخطوات العلاج ..
ربما لم نصل للعلاج وذلك في رأيي لأننا لم نتناول الدواء من الأصل، بل مازلنا نشرب من كأس الأعداء ما يسقوه لنا من رحيق خادع وبريق مزيف..
كتاب عن العربية .. عن لغة القرآن عن تميزها .. انفرادها بين اللغات كيف وصلت لنا رُغم كل الصعاب وماذا فعلنا ومازلنا نفعل بها حتى الآن
كيفية العدوان الذي يحرص من قديم الأزل على إظهارها بصورة الضعف والنقصان
الخطوات المدروسة على مر العصور .. حتى تصل لنا الآن كلغة في المسمى ولكن في المعنى نحن بعيدين عنها كل البعد .. لا نفقه منها إلا القليل والقليل ضعيف 💔
من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين أبو منصور الثعالبي النيسابوري .. من مقدمة كتاب فقه اللغة
(لغتنا العربية - أيها السادة - ليست قومية فحسب، وإنما هي لغة دينية أيضاً)
فاللغة هي الأساس الذي تُرسى عليه دعائم الوحدة، والنواة التي تتجمع حولها الشعوب، وقد عرف العدو أثر هذه اللغة في جمع الشمل الشَّتِيت، واستيقن من قدرتها على حفظ كيان هذه الأمة، ودفعها إلى النهوض على قدميها، فشن هجومه عليها في جميع الميادين. فالسيطرة على الأقوام لم تعد بالحديد والنار فحسب، وإنما تكون بالسيطرة على العقول، وإن السبيل إلى ذلك إنما يكون بإضعاف لغة الأمة، ومحوها حتى تبعد الشُّقَّةُ بين الشعوب وماضيها، وتتقطع الأسباب بينها وبين تراثها، فَتغْدُو كإنسان فقد ذاكرته، وأصبح لا يملك من قوة ماضيه ما يُعِينُهُ على دعم حاضره، ولا يجد في تراث أَمْسِهِ ما يَسُدُّ به حاجة يومه، وبذلك يستكين لسلطانها، ويخضع لطغيانها بعد أن بات شعباً لا ماضي له.
ومن الدعوات التى انتشرت من أجل هدم لغة القرآن :
■ الدعوة إلى نبذ الفصحى وإحلال العامِّيَّة محلها وجعلها لغة الكتاب كما هي لغة الخطاب . ومن حججهم لفعل ذلك : ١- التباين الكبير بين لغة الكتاب ولغة الخطاب مما يجعل العلم وقفاً على طائفة محدودة من الناس. 》وللرد على هذه الحجة يوجه الكاتب لهم سؤالاً عن العامِّيَّة التي يريدوننا أن نأخذ بها قائلاً: أفنأخذ عامِّيَّة العراق التي لا يفهمها إلا العراقيون وحدهم، أم نستعمل عامِّيَّة الجزائر أم عامِّيَّة اليمن أم مصر أم الشام ؟! وإذا كان الغرض من الأخذ بالعامِّيَّة هو تنشيط العلم وتيسيره على الناس، فهل يتفق ذلك مع ما تؤدي إليه الدعوة من وَأْد آلاف آلاف الكتب التي دونت بالفصحى خلال تاريخنا الحضاري .
٢- قصور الفصحى عن الوفاء بحاجات الحضارة المتجددة النامية يوماً بعد يوم. 》و يرد الكاتب على هذه الحجة قائلاً: كيف هذا مع أن اللغة العربية عُرِفت بغزارة مفرداتها حتى عَبَّرت عن أدق دقائق الحياة، ووَعَتْ أعظم ما حفل به التراث الإنساني من طب وكيمياء، وغيرهما من العلوم والفنون والمعارف فلا تزال آلاف الكلمات الحضارية في اللغة الأوروبية تشير إلى أصلها العربي.
■︎ الدعوة إلى إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي وقد ظهرت هذه الدعوة في مطلع القرن العشرين وكانت الحجة التي ادعوها أن رسم الكلمات بالحرف العربي لا تتيسر معه قراءة النصوص قراءة مسترسلة مضبوطة وذلك بسبب التشكيل - الحركات على الحروف - والتي بتَغيُّرها نتيجة لعدم ضبط الكاتب أو الناسخ أو الطابع قد تتغير معاني الكلمات.. فمن هنا يدعون أهل العربية أن يأخذوا بطريقة تُيَسِّر لهم كتابة لغتهم على وجه لا تحتمل فيه الكلمة إلا صورة واحدة من صور الأداء وذلك عن طريق استبدال حروف العربية بالحروف اللاتينية .
و يدعو الكاتب إلى :
♡أن نُيسر لأبنائنا تعلم هذه اللغة لا أن نُمنيهم بتيسير اللغة نفسها، وأن يعتنى بهذه اللغة عناية كافية في مدارسنا.
♡ أن تكون اللغه الفصحى هي المستخدمة في وسائل الإعلام، وأن يُحرموا العامِّيَّة تحريماً قاطعاً فيما يُبث من خلال وسائل الإعلام، بجانب سن قوانين تُلزِم المؤلفين والمترجمين باستعمال الفصحى في كل ما يقدمونه للناس، ولا يُسمح بنشر كتاب مهما كانت صِبغته إلا إذا خضع لقواعد اللغة، فكل هذا كفيل بأن تنساب لغه القرآن على كل شَفَهٍ وتتردد على كل مَسْمَع، فتنشغل بها النفوس وتستمتع بها الأفئدة، وتأنس بها الأذواق ، لأن اللغة لا تُعلم إلا بالممارسة والمحاكاة.
ماذا لو يرى - رحمه الله- الكتب المُتأخرة وكيف باتت تتشدق بالعامية تشدقًا مريبًا، فأدخلوا إليها الكثير من الكلمات الأعجمية والتي تَمُجُّها العين قبل اللسان... والله المستعان
دفاع عن العربية ضد محاولات التهميش والتخوين من شأنها وإضعافها وتأكيد على أهميتها في حفظ الدين ووحدة الأمة وعرض للمحاولات الخبيثة الخفية التي قام بها البعض للإطاحة بها وتبديلها باللغات ��لأجنبية واللهجات العامية لا يعيبه إلا أنه كان قصيرا للغاية وقد كنت أرجو أن يطول ويتوسع في قضيته فوجئت ببعض محاولات تشويه العربية في الماضي، وأن بعضها أخذ موضع التنفيذ، وأتحسر لأننا اليوم لا تكاد نستشعر الخطر الذي تواجهه لغتنا
. . عنوان الكتاب : العدوان على العربية عدوان على الإسلام . اسم المؤلف : عبدالرحمن رأفت الباشا . عدد الصفحات : 58 صادر عّن : دار الأدب الإسلامي .
خلاصة الكتاب :
يُقدم الدكتور عبدالرحمن الباشا في هذا الكتاب وصف للمحاولات التي يعلو صوتها من وقت لأخر للعبث باللغة العربية وإضعاف قوتها من خلال صرف أبناءها عنها . قسم الكاتب المحتوى على خمسة فصول : خصص الأول للحديث عن قيمة اللغة في حفظ كيان الأمم والدور الذي تلعبه اللغة في استمرار ثقافة وحضارة الأمة وعرج من خلاله على تبيان أهمية لغتنا العربية على وجه التحديد مُبيناً حاجتنا إلى إعادة اعلاء قيمتها في نفوسنا فهي لغة الدين الباقية ببقاءه . استوقفني هنا حديث الكاتب عن إيرلندا التي اندثرت بها لغتها الأم بعد الإحتلال الإنجليزي حتى فقد الشعب الإيرلندي هويته الخاصة بفقده للغته ، ولكن هذا الحال لم يَدم اذا نهضت في أنفس بعض أبناء الشعب الإيرلندي الروح الوطنية واستشعروا أهمية إعادة إحياء هويتهم الوطنية فكانت حركات التحرر التي قادها "إيمون دي فاليرا" لتُعيد للغة الإيرلندية لأبناءها . ولَم يكُ العالم العربي بمنئ عّن هذا ، إذا شاهدنا كيف عمد الإستعمار الأجنبي للعديد من الدول العربية آنذاك بطمس اللغة ومحاربتها بمحاولات باءت بالفشل أمام جهود رجال الأمة الذين اعتنوا باللغة سراً وجهراً وهذا ما تطرق له المؤلف في الفصل الثاني واستذكرت سيرة الشيخ المصلح عبدالحميد بن باديس الذي كان له دور كبير في إيقاف استمرار الهيمنة الفرنسية على اللغة لدى الشعب الجزائري الشقيق . في بقية فصول الكتاب تحدث الباشا عّن بعض من مميزات الخاصة باللغة العربية وعن دورنا في الحفاظ عليها وايصالها لأجيالنا اللاحقة .
أهم ما أضاف لك الكتاب ( ماذا بعد القرّاءة ) ؟ يقول عمر الفاروق رضي الله عنه : تعلموا العربية فإنها من دينكم وأعربوا القرآن فإنه عربيّ .
ما يحدث اليوم ونشاهده من إهمال متعمد من قبل بعض الأسر
التي تسعى لإكساب أبناءها لغات عدة مع تهميشهم للغة العربية سيترتب عليه في المستقبل آثار سلبية عديدة لعل أهمها فقدان شباب الأمة لهويتهم العربية وهذه تحتاج لوقفة صادقة من الفرد والمجتمع فلا ضرر من تعلم اللغات الأخرى ولكن يجب علينا أولاً أن نحسن ونتقن لغتنا هي وعاء الدين الذي به نتعبد ربنا .
مستوى الكتاب من حيث السهولة والوضوح ؟ سهل مستوى الكتاب من حيث القوة الإستدلالية ؟ قوي مستوى الكتاب من حيث معالجة الموضوع ؟ ممتاز
"إلى الذين قد عقدوا العزم على أن يُعيدوا لأمتهم ثقتها بنفسها، وبتراثها، وبدينها، وبلغتها بعد أن خامرها الشك في كل ذلك."
في كتاب قليل الصفحات كثير الأفكار، يعرض الكاتب الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا قضية قديمة متجددة دائمًا، قضية اللغة العربية والعدوان عليها.
بدأ الكاتب بتوضيح دور اللغة في تحقيق وحدة الأمة العربية وكينونتها التي تميزها عن سائر الشعوب، ثم استفاض في عرض دعوات هدم اللغة الفصحى وفنَّد كل حجة بما يناسبها، ثم ضمَّن في الكتاب فصلًا عن جمال اللغة العربية وثراء مفرداتها وروعة أسلوبها، ثم ختم بتقديم حلول مقترحة لعلاج ما تعانيه اللغة الفصحى في عصرنا الحالي.
مما يميز الكاتب أنه عرض الأفكار منظمةً و مدعومة بأدلة وتبرير لوجهة نظره، كما أن أسلوبه سلس في غير ركاكة ولا تكلف، وأضاف هوامش لتوضيح معاني الكلمات التي قد يجد القارئ صعوبة في فهمها.
اتففت مع الكاتب في عرضه المشكلات التي تواجهها العربية، لكني لم أتفق معه في بعض الحلول التي قدمها، كنبذ اللهجة العامية تمامًا من الوجود، حيث لا نشرات أو برامج أو تمثيليات أو روايات تستخدم العامية، بل يجب أن نلتزم بالفصحى في حديثنا اليومي أيضًا! كان رأيه هو جعل لغة الخطاب هي لغة الكتاب، لكني لا أتفق معه، حيث شئنا أم أبينا هذا واقع تفرضه علينا الحياة اليومية، من الصعب وغير العملي استبدال الفصحى بلهجتنا العامية في كل الأوقات، كما أنني أرى إن لهجتنا المصرية المعاصرة لا تختلف اختلافًا كبيرًا عن أصل الفصحى، كاللهجة المغربية والجزائرية مثلًا، بل هي مفهومة لأغلب الشعوب العربية لسهولتها وقربها من الأصل الفصيح.
كما أنه انتقد الاهتمام بالأدب الشعبي "الفلكلوري" كقصص عنتر والزير سالم وتغريبة بني هلال، وهذا أيضًا لم أتفق معه، لأن أدبنا الشعبي واسع ومهم وثري، نفتخر ونعتز به كما نتعز بلغتنا الفصحى، ويجب علينا العمل على إحيائه ودراسته ونشره.
وفي ملحق الكتاب، ناقش الكاتب فكرة دراسة العلوم المختلفة في جامعاتنا بغير اللغة العربية، وبصراحة، استفزتني أفكاره للدفاع عن دراستي الطب بالإنجليزية، لأن وضعنا الحالي لا يسمح أن ندرس -منعزلين عن العالم- الطب بالعربية، ثم نجد كل مصادر دراستنا إنجليزية، وكل ما ينشر يوميًا في الأبحاث الحديثة ينشر بالإنجليزية، وكل فرص العمل أو السفر تشترط الدراسة بالإنجليزية. فهل من المنطقي أن نغرد خارج السرب ونتفرد بالدراسة غير المجدية بالعربية؟ لكن الكاتب قدم الحل، وهو تطبيق الدراسة باللغة العربية في جامعات الوطن العربي أجمع، والترجمة المستمرة لجميع المصادر والمراجع، وبهذا تُحَّل إشكالية عدم مواكبة التطور العلمي. هل هذا ممكن؟ حقًا لا أعلم.
مجملًا هو كتاب ثري في أفكاره وأسلوبه، ورأيي أن الكتاب الذي يدفعني للتفكير والنقاش هو كتاب جيد حتى إن اختلفت مع آراء كاتبه.
"إن اللغة العربية أعجوبة الأعاجيب في وضعها المحكم وبنائها الدقيق المنظم، فمن أتيح له أن يستجلي غوامضها ويقف على دقائقها؛ أيقن أن هذه اللغة الكريمة قد وُضِعت بإلهام الحكيم جلت قدرته وعلت حكمته."
"إهداء - إلى حملة القرآن وحُماة اللغة. - إلى المرابطين الذين يدركون أنهم مرابطون. - إلى الذين يحملون شعلة القرآن وفُصحاه، ويقفون بها في مهابّ الريح في كل مكان. - إلى الذين هم قليل في نهار أُمتهم الباسم، كثير في لياليها الحالكة. - إلى الذين قد عقدوا العزم على أن يُعيدوا لأمتهم ثقتها بنفسها، وبتراثها، وبدينها، وبلغتها بعد أن خامرها الشك في كل ذلك." .. كتاب صغير الحجم، يتحدث عن أهمية اللغة العربية وأنها لغة أمة وليست لغة شعب بعينه، وأنها لغة ثابتة مفهومة على مر العصور على عكس باقي اللغات التي تتطور وتتغير مما يجعل اللغة القديمة بها غير مفهومة في العصر الحديث.
الكاتب يحمل قضية الدفاع عن اللغة العربية على كاهله، ويتحدث بحماسة شديدة، ولا ألومه على ذلك.
كتاب أو رسالة قصيرة تتحدث عن محاولات الهجوم على الإسلام من خلال الهجوم على اللغة العربية التي هي محور الإسلام وعموده, لم يأت د. عبد الرحمن رأفت الباشا فيها بجديد، ولكن ما يميزها حقيقة هي اللغة الرصينة القوية التي صيغت بها عبارات هذه الرسالة، لغة رائقة ماتعة تشعر بمذاقها وحروفها وأصواتها القوية على لسانك. كأنها تنساب من معين عذب فتروي وتسقي. رحم الله المؤلف فهذا ليس بجديد عليه ومن قرأ الصور يعرف مدى روعة وجمال لغة هذا الرجل.
(الصور : أقصد صور من حياة الصحابة وصور من حياة التابعين وصور من حياة الصحابيات وهي ثلاث كتب مشهورة للمؤلف)
"وإنما هي -اللغة العربية- تُراث العرب والمسلمين جميعاً على اختلاف ديارهم وأقطارهم... يَنهلون من موارده، ويتزودون من معارفه، ويترمنون بشعره ونثره، ويتمثلون بحكَمه وأمثاله، ويهتدون بِعبره وعظاته، ويُغذون عواطفهم بما وعاهُ آياتِ الفن والجمال..."
جميل ويفتح العيون على بعض الجوانب التي قد تخفى في : 1- أهمية اللغات في تكوين هويات الأمم لا سيما الإسلامية. 2- الوسائل شديدة التنوع التي تستخدم لتقويض الانتماء اللغوي عند العرب والمسلمين. 3- الوسائل التي ينبغي الحرص عليها بجانب تدريس اللغة العربية كي تقاوم تلك الهجمات.
,قَالَ الثَّعَالِبِيُّ: « مَنْ أَحَبَّ اللَّهِ أَحَبَّ رَسُولِهِ الْمُصْطَفَى-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سلم- وَمَنْ أَحَبَّ النَّبِيِّ الْعَرَبِيَّ أَحَبَّ الْعَرَبِ، وَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبِ أَحَبَّ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي بِهَا نَزَلَ أَفْضَلُ الْكُتُبِ عَلَى أَفْضَلِ الْعَجَمِ وَالْعَرَبِ، وَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبِيَّةَ عُنِّيَ بِهَا، وَ ثَابَرَ عَلَيْهَا، وَ صَرَفَ هِمَّتَهُ إِلَيْهَا، وَ مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ، وَ شَرْحَ صَدْرِهِ لِلْإِيمَانِ، وَ آتَاهُ حَسَنَ سَرِيرَةَ فِيهِ، اعْتَقَدَ أَنَّ مُحَمَّدًاً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -خَيْرُ الرُّسُلِ، وَ الْإِسْلَامُ خَيْرُ الْمِلَلِ، وَالْعَرَبُ خَيْرُ الْأُمَمِ، وَالْعَرَبِيَّةُ خَيْرُ اللُّغَاتِ وَالْأَلْسِنَةِ، وَالْإِقْبَالِ عَلَى تَفَهُّمِهَا مِنْ الدِّيَانَةِ، إِذْ هِيَ أَدَاةُ الْعِلْمِ وَمِفْتَاحُ التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، وَسَبَبُ إِصْلَاحِ الْمَعَاشِ وَالْمُعَادِ». ---------------------------- فِقْهُ اللُّغَةِ و سر الْعَرَبِيَّةِ ( ص/ 5 ) _ العدوان علي العربية عدوان علي الإسلام هو كتيب صغير موجز و مختصر جدًا جدًا ، يعرض فيه كاتبه الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا أهمية اللغة في حفظ كيان الأمة و وحدتها ويستعرض مكانة العربية الدينية و العلمية و الثقافية و يحث أبنائها علي رعايتها و صيانتها و حفظها من محاولات التقليل من مكانتها و مجابهة تلك الدعوات التي تحاول التقليل منها. الموضوعات التي طرحها الكاتب: * قيمة اللغة في حفظ كيان الأمم. *العدوان على لغة القرآن. و وضح أن العدوان على لغة القرآن يتخذ الأشكال الآتية : * إحلال العامية محل الفصحى. * إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي. * الضربات الخفية. _ الكتيب جيد لا بأس به، لكنه عاطفي جدًا صاغه الكاتب من منظور القومية و عبر فيه عن مشاعر غيرته علي لغته العربية و وجدانياته فلم يكن موضوعيًا دقيقًا ولم يقدم الحلول العملية لمواجهة محاولات التغريب التي تتعرض لها لغتنا العربية. _ إقتباسات " فإن اللغة هي الأساس الذى ترسى عليه دعائم الوحدة ، و النواة التى تتجمع حولها الشعوب "
اتسعت نهجية العولمة وصار انحسار الثقافة والهوية أمرًا حتميًا، وتلبَّست اللغة برداءٍ غير رداءها ومطيَّة لغير أهلها.
اللغة العربية لغة فذّة حصينة لا تقاد ولا تنساق، فكتبت العلوم كلُّها بدءًا بالعربية، في الطب برعت، وفي الكيمياء بزغت، وفي الفلك أبحرت، وفي الرياضيات تفرَّدت، فبقيت حتى الآن مرجعًا رئيسيًا للمعرفة ولا تقوم العلوم دون الرجوع إليها.
وكما يقول: (لغتنا العربية -أيها السادة- ليست قومية فحسب، وإنما هي لغة دينية أيضاً)!
تحدث الكاتب عن أهمية اللغة في الحفاظ على وحدة الشعب وترابطه وتطوره العلمي والاستفادة من تراثه فإذا كان في التاريخ الغربي نماذج نجحت في توحيد شعوبها من خلال ربطهم بلغة موحدة، فمن باب أولى أن يكون اهتمامنا منصبّا على الحفاظ على لغتنا العربية خاصة لكونها أيضا مرتبطة بالقرآن العظيم وعلوم التراث الإسلامية والعربية التي وصلت إلينا جيلا بعد جيل، فهي لغة دينية بالإضافة لكونها لغة قومية
فبعد أن ذكر الكاتب أهمية اللغة في الحفاظ على كيان الأمم، ذكر بعض النماذج من العدوان على اللغة العربية، ودحض بعض حججهم التي استندوا عليها في إسقاطهم للغة بشكل منطقي وواضح، وقدم نصائح عامة في آخر الكتاب للجيل القادم
الكتاب رائع لكنه قصير وكنت أتمنى لو استفاض بشكل أكبر
ماذا لو إطلع الكاتب علي حال الأمة حاليا و رأي التدهور الذي وصلت له اللغة بسبب هجرها ؟ لا شك أن الكثير و الكثير يهمل تعلم اللغة العربية لآن في إعتقاده أنها لن تفيده بشئ و أن الأفضل هو تعلم اللغات الأجنبية التي ستفيده في أمور كثيرة و حقا نحن لا ندرك أهمية هذه اللغة في حياتنا و المؤسف أن بلادنا لا ترسخ في أذهاننا أهميه اللغة العربية و لا تعمل علي تعليمنا إياها منذ الصغر بل في الغالب تضع قصص تافهة ضعيفة لا تسمن ولا تغني و النتيجة نراها بأعيننا الآن
غير عميق ومناقشته سريعة، تعرض لأهمية اللغة كقومية والعربية بالنسبة للإسلام.. ومناقشة سريعة أيضًا لبعض دعوات تجديد للغة العربية في عصر النهضة كما يسمى وهي لي مدخل وموجز لآثار الاغتراب والتحديث على اللغة. لكنه لم يناقش أسباب تلاقي الهوة المحتومة بين العامية والفصحى، بل إني أخالف الكاتب أن أبناء العربية يفهمون قصائد النابغة وشوقي بينما أبناء الإنجليزية لا يفهمون شكسبير! رغم أنه قبلها ببضع صفحات أقر أن عامة شعوبنا لا تحسن الكتابة لأنها لم تتعلم النحو والفصحى
عامةً لي عودة له بعد أن أكون قد أخذت جولة في فلسفة اللغة واللسانيات قريبًا
العربية خير اللغات والألسنة وهي مفتاح التفقه في الدين . وجب على الدولة ان تحرّم استخدام العاميّة في وسائل الاعلام تحريماً قاطعاً لأن فيها من القدوة ما لا تملكه المدارس حتى لا يسمع الناشئة منها ما يفسد عليهم لغتهم ويشوّه لهم نطقهم!! ان من الواجب على الأدباء وحملة الأقلام ان يؤمنوا بأن لهم رسالة لغوية الى جانب رسالتهم الفكرية وأن هذه الرسالة تحتم عليهم ان يؤثروا الفصيح من القول وان يبتعدوا عن العامية!!
بين هذا الكتاب تميز اللغة العربية على غيرها، وقدرتها بالوفاء بمطالب الحياة والنهوض بأعباء الحضارة، وبين ان الازدهر والنهضة تبدا باللغة والاهتمام بها. وذكر المؤلف الحرب التي شنها الأعداء على اللغة والدعوات التي ابتدعها اصحابها في السر والعلانية للقضاء على اللغة وناقش حججهم وكشف مقاصدهم التي تكمن وراء هذه الحرب
إن اللغة باعتبارعا وعاء الفكر, يضمنها الواحد منا قناعاته وأفكاره, هي سبيل الوحدة الأول. فما اجتمعت أمة إلا على أساس من الوحدة اللغوية. يضرب لنا الدكتور عبد الرحمن رأفت باشا ألمانيا وإيرلندا مثالين صارخين لما لعبته اللغة من دور في لم شتات الأمتين. وهذه أمتنا العربية المسلمة التي تجمعها روابط اللغة والدين تعاني الأمرين على مدى تاريخها الحديث, فهذه محاولات المستعمر لفرض لغته على شعبنا وتلك محاولات أبناء هذه الأمة لاستخدام العامية تارة والحرف اللاتيني تارة أخرى. تحت ذرائع تختلف من مدع إلى آخر وتتآلف في كونها واهية فارغة من الحجة والدليل. يرد الدكتور رأفت باشا على هذه الادعاءات في كتابه هذا كما يسلط الضوء فيه على مزايا اللغة العربية التي لطالما قضت مضاجع معادي الإسلام, فيذكر تنوع معجمها المادي والمعنوي ودقته في وصف كل ذي صفة بما يناسبه وحده دون غيره. كما يذكر تفردها بالاشتقاق والإعراب عن غيرها من اللغات. والأهم من هذا وذاك أنها لغة تتعالى على الحدود الجغرافية فهي ليست ملكا لشعب بعينه بل يشترك فيها كل مسلمي الأرض لكونها لغة القرآن العظيم. الكتاب يبين بوضوح الأسباب -التي كان معظمها خافيا علي- لما نشهده اليوم من تردٍّ في مستوى فصاحة أبناء المسلمين, وانقطاع عن لغة آبائهم الذين دأبوا على حفظ هذه اللغة منذ القدم.