What do you think?
Rate this book


515 pages, Hardcover
Published January 1, 1988
"ذلك أن البربرية تحيط على الدوام بالحضارة, وتستقر في وسطها ومن تحتها, متحفزة لأن تهاجمها بقوة السلاح, أو بالهجرة الجماعية, أو بالتوالد غير المحدود"

وزد في مباهجك أكثر من ذي قبل ،
ولا تترك قلبك يذبل ،
وسر وراء رغباتك وما فيه الخير لك ،
وهيئ أمورك على ظهر الأرض
حسبما يأمر به قلبك أنت ،
واحتفل بيوم السرور ولا تمل منه.
"ان الآريين لم يشيدوا صرح الحضارة بل اخذوها عن بابل ومصر، وان اليونان لم ينشئوا الحضارة انشاء لأن ما ورثوه منها اكثر مما ابتدعوه. وكانوا الوارث المدلل المتلاف لذخير من الفن والعلم مضى عليها ثلاثة آلاف من السنين وجاءت الى مدائنهم مع مغانم التجارة والحرب. فإذا درسنا الشرق الأدنى وعظمنا شأنه فإنا بذلك نعترف بما علينا من دين لمن شادوا بحق صرح الحضارة الأوروبية والامريكية، وهو دين كان يجب ان يؤدى من زمن بعيد."
"ما أقصر ما تبدو حياة اليونان او روما بالقياس الى السجل الحافل في حياة مصر الذي يمتد من مينا الى كليوبطرة."
"ان الكشف عن تاريخ مصر لهو اروع فصل في كتاب علم الآثار، لقد كان كل ما تعرفه العصور الوسطى عن مصر انها مستعمرة رومانية وموطن من مواطن المسيحية، وكان الناس في زمن النهضة يظنون ان الحضارة بدأت في بلاد اليونان. وحتى عصر الاستنارة لم يكن يعرف من مصر أبعد من الأهرام."
"تمثل بعض النقوش القديمة "البيت الأعظم" الذي يجلس فيه (الملك) للحكم والذي تتجمع فيه دوواوين الحكومة. وقد اشتقت من اسم هذا البيت الأعظم الذي كلن المصريون يطلقون علبه لفظ "بيرو" والذي ترجمه اليهود الى "فرعوه"، اشتق من اسمه هذا لقب الملك نفسه."
"أنشأت مصر وبابل في عصر واحد تقريبًا أقدم ما عرف من النظم المدرسية في التاريخ، ولم يرق نظام التعليم العام للشبان فيما بعد الى هذا المستوى الذي بلغه في ايام المصريين الأقدمين إلا في القرن التاسع عشر."
"لقد اعتاد مؤرخو الفلسفة ان يبدأوا قصتهم باليونان، وإن الهنود الذين يعتقدون انهم مخترعو الفلسفة، والصينيون الذين يعتقدون انهم بلغوا بها حد الكمال، ان هؤلاء واولئك يسخرون من ضيق عقولنا وتعصبنا. لعلنا كلنا مخطئون في ظننا لأننا نجد بين اقدم القطع المتناثرة التي خلفها لنا المصريون كتابات تمد بصلة بعيدة الى الفلسفة الأخلاقية ولقد كانت حكمة المصريين مضرب المثل عند اليونان الذين كانوا يعتقدون انهم اطفال بالقياس الى هذا الشعب"
"(في بابل)؛ اذا ارتكب رجل جريمة سطو وقبض عليه حكم عليه بالإعدام. اذا لم يقبض عليه كان على المسروق منه ان يدلي في مواجهة الإله ببيان مفصل عن خسائره وعلى المدينة التي ارتكبت السرقة في داخل حدودها والحاكم الذي ارتكبت في دائرة اختصاصه ان يعوضاه عن كل ما فقد... فهل ثمة هذه الأيام مدينة بلغ صلاح الحكم فيها درجة تجرؤ معها على ان تعرض على من تقع عليه جريمة بسبب اهمالها مثل هذا التعويض؟"
"واتخذ البابليون هذه الآلهة شخصيات نسجوا حولها اساطيرهم التي وصل الينا معظمها عن طريق اليهود.. واول ما نذكره من قصصهم قصة الخلق... ولما فتق مردك السماء والأرض ووضعهما في مكانيهما، شرع يعجن الأرض بدمائه ويصنع الناس لخدمة الآلهة.... غير ان الآلهة لم تلبث ان غضبت على الناس فأرسلت عليهم طوفانًا... وأشفق أى اله الحكمة على البشر واعتزم ان ينجي منهم على الاقل رجلا واحدا شمش-نيشتين وزوجته... كان قد بنى فلكًا ونجا من الطوفان"
"من بابل لا من مصر جاء اليونان الجوالون الى دويلات مدنهم بالقواعد الأساسية لعلوم الرياضة والفلك والطب والنحو وفقه اللغة وعلم الآثار والتاريخ والفلسفة"
"كانت الحكومة المحلية في بداية الأمر يقوم بها امراء الإقطاع ثم آلت على توالي الزمن الى ولاة الأقاليم ومديريها المعينين من قبل الملك. وأخذ الفرس عن الآشوريين هذا الضرب من الحكم الامبراطوري ومنهم انتقل الى رومة."
"وكان الفينيقيون تجار دهاة، أغروا في مرة من المرات اهل اسبانيا بأن يعطوهم نظير شحنة من الزيت مقدارا من الفضة لم تتسع له سفائنهم، فما كان من الساميين الماكرين الا ان استبدلوا الفضة بما كان في مراسي سفنهم من حديد وحجارة وأقلعوا بها مغتبطين"


