"نموله حائرة " هي المجموعة القصصية الثانية للكاتب أحمد كفافى ، والتي صدرت عام 2003 وهى العمل الرابع للكاتب بعد " دعوة للموت " ، " بين بين " وكلتاهما روايتان كُتبا قبل مجموعته القصصية الساخرة " مذكرات عانس ". لقد حظت(نمولة حائرة) بتغطيات و عروض عديدة فى الصحف الثقافية فى مصر ودوله الإمارات، ولكن أجزم كل من قرأ أعمال الكاتب السابقة أنها شكلت نقلة في كتاباته إتسمت بالجدية بعد النبرة الفكاهية الساخرة التى شدت انتباه كل من قرأ مجموعة " مذكرات عانس " التي صدرت عام 1997. فى " نموله حائرة " تشدنا عالمية الموضوعات والأفكار وانسيابيه السرد وتنوع تقنياته بين التقليدية وتيار الشعور و ( الفلاش باك ) وغيرها . ضربت غمامات سوداء بظلالها على بعض القصص ولكن خفف من قتامتها ذلك الخروج عن المألوف الذى تجسد فى الصراع بين النملتين حول الفوز بكسرة خبز تقدمها الفائزة هبة لملكة النمل في مملكة " ناميل "، ولكن لا شك أن المجموعة تكتسب فحواها من تصويرها الصادق لبعض الصراعات السياسية المعاصرة والرذائل الاجتماعية المتأصلة التى لا تزال تستشري في عالمنا الحديث.
" نموله حائرة " والتى صدرت عام 2005 باللغة الإنجليزية تحت عنوان " Ant Circle " هى أول ترجمة لعمل من أعمال كفافى وهى تسجل بوجه خاص خلاصة تصوراته وانطباعاته عن مآسى الإنسانية و التى استلهمها من خلال متابعاته للأحداث الدامية عبر الصحف وشبكة الانترنيت أو من خلال لقاءاته الصحافية . يمس مضمون هذه القصص كل ضمير حي وذلك لأنها تطرح ألغازاً حول مصير العالم فى ظل ما يعتريه من تغيرات وحروب وصراعات .
لقد استهل الكاتب الطبعة العربية بقصة " نموله حائرة " ولكن من خلال متابعته لردود أفعال قرائه ظهر له أن موقعها في بداية الكتاب قد أضفى عليها نوعاً من الغموض ما جعلها غير مفهومة لدى البعض وهذا ما حدا به فى الطبعة الانجليزية إلى أن يجد لها مكاناً في قصص النهايات حتى يتسنى له أن يختبر وقعها في موقعها الجديد.
تروى نموله حائرة صراع النملتين الذى ترددت أصداؤه في صراع إمراتين حول رفات ابنهما الشهيد فى إحدى قرى شط العرب على الحدود الإيراينة العراقية وفى محنة صبى الميكانيكي الذي لا يزال يواجه شبح سخرة الأطفال حتى بعد أن أصبح أحد اكبر رجال الإعمال ، وفى المرار الذي تجرعته فضلة وأمين بعد أن تبين لهما حقيقة أقرب الناس إليهما-وهدان ووهيبه - اللذان فُقدا بعد غرق سفينة الحجاج. ينتهي القارئ إلى أن النوع البشرى لا يفوق في قليل أو كثير حفنة من النمل بما ينطوى عليه عالم تلك الزاحفات الصغيرات من ذكاء ونظام وطموح لا يعرف الحدود ،ذلك الطموح الذي قد يقود في النهاية إلى الفوضى والهلاك والانهيار.
على خلاف التصور السائد عند رؤية كل مجموعة قصصية فنمولة حائرة ليست مجموعة قصص قصيرة. قال عنها البعض إنها روايات قصيرة حتى أن كل تصلح لأن تصبح رواية بذاتها. لكن يبدو أن الشكل العام للمجموعة قد نجح في أن يحقق هدف الكاتب. نموله حائرة رؤية مفتوحة لعالم متغير فهي لا تخص الموت الرحيم كما هو الحال في " دعوة للموت " أو التطفل على استقلالية الغير الذى صوره الكاتب فى "بين بين " او شبح العنوسة الذى ظل يطارد جيجي المتمردة على الأعراف و التقاليد في "مذكرات عانس ". إنها العالم فى فجر عصر العولمة التى لانزال نتجرع تداعياتها.
"نموله حائرة " هي المجموعة القصصية الثانية للكاتب أحمد كفافى ، والتي صدرت عام 2003 وهى العمل الرابع للكاتب بعد " دعوة للموت " ، " بين بين " وكلتاهما روايتان كُتبا قبل مجموعته القصصية الساخرة " مذكرات عانس ". لقد حظت(نمولة حائرة) بتغطيات و عروض عديدة فى الصحف الثقافية فى مصر ودوله الإمارات، ولكن أجزم كل من قرأ أعمال الكاتب السابقة أنها شكلت نقلة في كتاباته إتسمت بالجدية بعد النبرة الفكاهية الساخرة التى شدت انتباه كل من قرأ مجموعة " مذكرات عانس " التي صدرت عام 1997. فى " نموله حائرة " تشدنا عالمية الموضوعات والأفكار وانسيابيه السرد وتنوع تقنياته بين التقليدية وتيار الشعور و ( الفلاش باك ) وغيرها . ضربت غمامات سوداء بظلالها على بعض القصص ولكن خفف من قتامتها ذلك الخروج عن المألوف الذى تجسد فى الصراع بين النملتين حول الفوز بكسرة خبز تقدمها الفائزة هبة لملكة النمل في مملكة " ناميل "، ولكن لا شك أن المجموعة تكتسب فحواها من تصويرها الصادق لبعض الصراعات السياسية المعاصرة والرذائل الاجتماعية المتأصلة التى لا تزال تستشري في عالمنا الحديث.
" نموله حائرة " والتى صدرت عام 2005 باللغة الإنجليزية تحت عنوان " Ant Circle " هى أول ترجمة لعمل من أعمال كفافى وهى تسجل بوجه خاص خلاصة تصوراته وانطباعاته عن مآسى الإنسانية و التى استلهمها من خلال متابعاته للأحداث الدامية عبر الصحف وشبكة الانترنيت أو من خلال لقاءاته الصحافية . يمس مضمون هذه القصص كل ضمير حي وذلك لأنها تطرح ألغازاً حول مصير العالم فى ظل ما يعتريه من تغيرات وحروب وصراعات .
لقد استهل الكاتب الطبعة العربية بقصة " نموله حائرة " ولكن من خلال متابعته لردود أفعال قرائه ظهر له أن موقعها في بداية الكتاب قد أضفى عليها نوعاً من الغموض ما جعلها غير مفهومة لدى البعض وهذا ما حدا به فى الطبعة الانجليزية إلى أن يجد لها مكاناً في قصص النهايات حتى يتسنى له أن يختبر وقعها في موقعها الجديد.
تروى نموله حائرة صراع النملتين الذى ترددت أصداؤه في صراع إمراتين حول رفات ابنهما الشهيد فى إحدى قرى شط العرب على الحدود الإيراينة العراقية وفى محنة صبى الميكانيكي الذي لا يزال يواجه شبح سخرة الأطفال حتى بعد أن أصبح أحد اكبر رجال الإعمال ، وفى المرار الذي تجرعته فضلة وأمين بعد أن تبين لهما حقيقة أقرب الناس إليهما-وهدان ووهيبه - اللذان فُقدا بعد غرق سفينة الحجاج. ينتهي القارئ إلى أن النوع البشرى لا يفوق في قليل أو كثير حفنة من النمل بما ينطوى عليه عالم تلك الزاحفات الصغيرات من ذكاء ونظام وطموح لا يعرف الحدود ،ذلك الطموح الذي قد يقود في النهاية إلى الفوضى والهلاك والانهيار.
على خلاف التصور السائد عند رؤية كل مجموعة قصصية فنمولة حائرة ليست مجموعة قصص قصيرة. قال عنها البعض إنها روايات قصيرة حتى أن كل تصلح لأن تصبح رواية بذاتها. لكن يبدو أن الشكل العام للمجموعة قد نجح في أن يحقق هدف الكاتب. نموله حائرة رؤية مفتوحة لعالم متغير فهي لا تخص الموت الرحيم كما هو الحال في " دعوة للموت " أو التطفل على استقلالية الغير الذى صوره الكاتب فى "بين بين " او شبح العنوسة الذى ظل يطارد جيجي المتمردة على الأعراف و التقاليد في "مذكرات عانس ". إنها العالم فى فجر عصر العولمة التى لانزال نتجرع تداعياتها.