إن كنت بحريني فاقرأ هذا الكتاب لعلك ترجع لبعض الذكريات في التسعينات وحتى لو كان بعضها سيء لكنها تبقى ذكريات ثورة وطن و نهوض شعب.
لولا ثورة التسعينات لم تكن ثورة اليوم.
مع هذه المذكرات تذكرت ما عشته بأيام الصبا أو الطفولة، تذكرت شخصيات وطنية وعرفت عنها بتحدث الشيخ علي عاشور عنها مثل الشيخ الجمري رحمه الله و الاستاذين عبد الوهاب حسين وحسن مشيمع فرج الله عنهم.
قرأت عن شخصيات اعرفها ومرت علي في حياتي ولكن لم أعلم بما عانت، وهنا ذكر بعض معاناة الآخرين مثل أخوه الشيخ حامد عاشور.
وأنا أقرأ كنت استمع لأناشيد ثورية لأعيش الأجواء أكثر، وعندما تحدث عن شيخ الشهداء النجاس أقرأ وانا استمع لبعض كلماته على اليوتيوب، أثرت فيني الكثير من الأجزاء عندما تحاصر بني جمرة لاعتقال الجمري و عندما يموت شهيد و عندما يثور السجناء.
الأحداث في هذا الكتاب وكأنها تعيد نفسها في هذه السنوات. الجميل هو ذكره لمعاناة زوجته في تلك الفترة وحسن تصرفها وتدبيرها للأمور، وكأنما ذكره للمعاناة ليفتح أعيننا وكما ذكر في الفصل القبل الأخير عن معاناة أهل السجين عندما ينقطع عنهم المعيل.
يوثق الشيخ علي عاشور لمرحلة مهمة ومفصلية في تاريخ البحرين إبان الاحتجاجات في حقبة التسعينات التي اجتاحت البحرين.
وهو يتحدث عنها من باب كونه أحد سجناء حقبة التسعينات لمدة 5 سنوات؛ ممن كان مع قادة احتجاجات التسعينات كمشيمع وعبدالوهاب حسين والشيخ عبدالأمير الجمري رحمه الله وآخرون.
غلب على الكتاب الطابع التقريري؛ وإن لم يخل من تهكمات عاشور؛ كما تحدث بمرارة عن تولي سجانين لا يتقنون العربية التحكم بمصائر أبناء البلد العربي المسلم البحرين فيمنعون إقامة الأذان تارة؛ ويصادرون نسخ القرآن أخرى وتلتهب سياطهم على السجناء مرات ومرات هذا غير أساليب التعذيب الجسدي والنفسي ومرارات الحبس الانفرادي.
الكتاب كان ماتعا بالنسبة لي كونه يتحدث عن حقبة التسعينات التي عايشت تداعياتها عن قرب مثل الكثير من أبناء جيلي على هذه الجزيرة الصغيرة التي يتوق أبناؤها الى اليوم الذي تسود فيه قيم العدالة والحرية والكرامة ربوع هذا البلد.
اسم الكتاب : مذكرات سجين اسم الكاتب : الشيخ علي عاشور نوع الكتاب : سيرة ذاتية نوع النسخة : إلكترونية
يتحدث الكتاب عن الألم والمعاناة خلف قضبان السجون وبالتحديد يشرح الكاتب معاناته في السجون البحرينية في ظل انتقاضة التسعينات و لمدة تقارب الست سنوات من الصبر والتحمل ..
الكتاب جميل جدا ويجعل القارىء يعيش في اجواء الاحداث وكأنه احد شخوصها ، يبين الكاتب عدة جوانب تطرأ داخل المعتقل وتكون تحت إطار التكتم والسرية حيث لا يعلم بها المجتمع الخارجي ..
يعمد الكاتب على طرح هذه الجوانب بتفصيل دقيق حيث يجعل القارىء يتصور أن الأحداث تقع أمان ناظريه في الوقت الراهن ، كما يبين ردود الفعل المختلفة من جميع الجهات ويعمد الى تبيان وجهة النظر الخاصة بالكاتب ازاء الاحداث الواقعة في الكتاب ..
تناول الشيخ علي عاشور الجانب النفسي للسجناء وأهاليهم والجانب النفسي للسجانين وأقرانهم وكيف تكون إدارة الأمور في غياهب السجن بالإضافة الى مقتطفات من جولات العقوبات بحق السجناء..
واستخدم الكاتب اسلوب الاستهزاء في بعض المواقف ليبين وجهة نظره ومدى سلبية الأحداث على نفسه في إطار يبعث في القارىء مدى الألم المحيط به..
في الجانب الآخر ، على الرغم من استخدام الكاتب لطريقة سرد تجذب النظر ، إلا ان الكاتب عمد الى اسلوب التكرار في كثير من الأحيان و كذلك الوصف التفصيلي الذي يجعل القارىء يشعر بالملل من المتابعة في القراءة بكل شغف كما بدأ للوهلة الأولى ..
تعقيبي الشخصي : الكتاب جميل ومشوق ومناسب لمن يحب قراءة سيرة ذاتية تحمل العديد من الوقائع ولكن في وجهة نظري لا يصلح للقراءة لجميع الأعمار لما يحمله الكتاب من احداث قد تسبب ألم نفسي للقارىء ..
انا من المولعين بادب السجون لكن هذا الكتاب هو الثاني الذي اقرأه لمؤلف من بلدي
قرأت رواية جو ولم اتوقع قدر الوحشية المذكور فيها واعتقدت ان عنف السلطة يتوقف عند هذا الحد لكنني اكتشفت ان هذا هو امتداد لسنوات طويلة مارست فيها السلطة التعذيب النفسي والجسدي في حق النشطاء
الشيخ علي عاشور من الخطباء المشهورين في زمننا هذا له خبرة ليست بالهينة في سجون النظام كثير من الشخصيات المذكورة في هذا الكتاب كانت ولا زالت تمارس النشاط الحقوقي بعضهم تهجر وبعضهم سجن مرة اخرى وبعضهم من توفي فهو في رحمة الله
هذا الكتاب غلب عليه السرد اكثر من الوصف فهو يحكي قصة معاناة فضيلة الشيخ في السجن
كان الله في عونه وحفظه واعتقد ان ما ذكره الشيخ ليس الا جزءا مما تعرضوا له في تلك السجون وما خفي اعظم