هذا المبحث مشاركة في المؤلف ترمي إلى جلاء أمر الفصاحة بغية التحلي بها واكتسابها، وتتبع الآفات التي تعتور اللسان بغية تحاميها واجتنابها، فهو إذاً يعنى باللسان شكلاً ومضموناً أما الشكل فيه يؤدي اللسان وظيفة الكلام على النحو الأمثل، نطقاً للأصوات، وتأليفاً للحروف، وتركيباً للكلام وتجويداً للأداء، وتوخياً للبلاغة، وإبداعاً في الكتابة... وأما المضمون فهو ما يستقيم عليه أمر اللسان من الصدق في القول، والوفاء بالعهد، واجتناب الفحش... وعلى ذلك فقد قسم المؤلف البحث إلى قسمين: استقل الأول بفصاحة اللسان، واستقل الثاني بسلامته. أما القسم الأول، وهو فصاحة اللسان، فقد توزعته فصول أربعة استهلت بمدخل في تعريف اللسان والفصاحة. تناول الفصل الأول أهمية الفصاحة وكيف غدت قيمة اجتماعية موروثة لدى العرب، وتناول الفصل الثاني خصائص الفصاحة وشروطها عند علماء البلاغة من جهة، وعند أهل الأدب والبيان من جهة ثانية، وعند أهل الفصاحة واللسان من جهة ثالثة. وتناول الفصل الثالث أثر الفصاحة في صاحبها وفيمن حوله، وطرق اكتسابها وتربية الأجيال عليها، وعرض الفصل الرابع لنماذج من فصيح القول ضمت متخيرات من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر والأمثال والحكم من أجمل ما قرأت أو سمعت. وأما القسم الثاني وهو سلامة اللسان من الآفات فقد توزعته فصول ثلاثة. كان أولها مدخلاً إلى سلامة اللسان وشرف حفظه، واختص ثانيها بعرض آفات اللسان آفةـ فبسط الكلام على أنواعها وآثارها وطرق اجتنابها. وبين الثالث السبل الكفيلة بحفظ اللسان من جميع هذه الآفات.
أعتقد أنه من الواجب على كل عربي أن يقرأ هذا الكتاب لعلنا نقوِّم لغتنا ونعتز بها، فهي لغة ديننا الحنيف، وبها نزل القرآن الكريم. وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: خذوا الناس بالعربية فإنها تزيد في العقل وتثبت المروءة.
يحتوي الكتاب على قسمين: الأول يتعلق بفصاحة اللسان، أهميتها، خصائصها، وغيره. أما القسم الثاني فيتناول سلامة اللسان من الآفات وسبل حفظه منها.
استقى الكاتب محتوى كتابه من عدة مراجع رئيسية في علم اللغة مثل البيان والتبيين، أدب الكاتب، إحياء علوم الدين، الأغاني، جواهر الأدب، وغيرها.