إذا كانت "زن" قد أصبحت شائعة في المعجم العالمي فإن معناها لا يزال غامضاً في أذهان الكثيرين.
تعني كلمة "زِنْ" التأمل والتفكر وهي ممارسة نابعة من بلاد الهند، وقد انتشرت في البلدان المجاورة لتصل إلى اليابان في صيغة "الزِنْ" وتدعو هذه الممارسة إلى الوعي بالذات تبعاً لتعاليم متواترة تتجاوز ما يقوله الشيخ لمريده من كلمات، إنها ممارسة تمر من قلب إلى آخر، وبالرغم من مفارقات الزِنْ وتعقدها فإنه ليس فيها شيء ملغز، فطريق "الدو" يبدأ من حيث نحن موجودون.
يتناول هذا الكتاب تطور هذه الديانة وتحولاتها سواء في الصين أو اليابان أو كوريا، ويعدد شخصياتها النابغة وطقوسها وطرائفها، كما يحلل انتشارها في البلدان الأوروبية، وأثرها على الفنون والموسيقى، وهو ما يجعل منه كتاباً جامعاً وممتعاً عن ممارسة عقدية تستحق الاطلاع.
قراءة غير موفقة على الإطلاق ! تمنيت لو كان المحتوى كما العنوان ( فلسفة الزِّن .. رحلة في عالم الحكمة ) ! إلا أنه أشبه بمادة بحث علمية تفصيلية بالنشأة والشيوخ والمؤسسون الأوائل !
أعتقد أن القراءة عن "الزِّن" في العظيم "ويكيبيديا" كافية ومختصرة
قرأت العديد من القصص التي تسمى بقصص الزن، وكانت هي الدافع الأكبر لقراءة هذا الكتاب للتعرف على فلسفتهم، كما يوحي العنوان
راودتني نفسي مرارا أن أتوقف عن قراءة الكتاب خلال السبعين صفحة الأولى، فلم تكن بالنسبة لي قراءة ممتعة، ولا قريبة مما توقعت، وإن اعتنى بالجانب التاريخي لنشأة الزن، فقد عالجه بجمود
وبعد السبعين تغير الحال قليلا، فقد تحدث الكتاب عن ماهية الزن، ومظاهره في الفنون والحضارة اليابانية، وتقاليد الزن في العالم المعاصر، إضافة لقائمة بالملحقات، ومعجم للمصطلحات مربك وقليل الفائدة، فالأجدى كان ترجمة المصطلحات وتوضيحها في كل صفحة
الكتاب جيد لمن أثارت هذه الفلسفة اهتمامه، ويعد مدخلا للتبحر في تاريخها وأثرها في حياة معتنقيها اليوم...وسيجد فيها العديد من المعلومات الملفتة والجديدة.
أن يستطيع المرء من نسيان نفسه ويعمل بوعي كامل وتكون لديه طاقة العمل والفعل هذا ما يبدو ثورياً في مجتمعاتنا الحديثة، كأن الزّن يريدنا أن نتمرد على واقعنا المادي الذي يحاول إقتلاع قدرة الحدس والتواصل الروحي لدينا.
يبدو أن الزّن عبارة عن طريقة صوفية يسلكها أي أحد من أي خلفية ثقافية ودينية، طريقة توفق بين الأضداد والتصالح معها بدل نبذها في العناصر الخمسة المكونة للإنسان والمؤلفة من جسد والأحاسيس والتصورات وإدراك الصور والتشكيلات الذهنية والبنيات النفسية وأخيرا الوعي.
الكتاب جيد ، هو بحث مختصر تناول نشأة عقيدة الزّن وتطوره ودعاته من شخصيات مؤثرة، كما تطرق إلى الإبتذال الذي تسلل إلى المصطلح والذي أفرغ من معناه الحقيقي التأمل والتبصر ليكون مرادفا لكلمة "كوول" أو "ريلاكس" وعرج أيضا إلى المظاهر الثقافية والاجتماعي التي طالها الزّن في الحضارة اليابانية وهذا الفصل هو الاجمل في الكتاب.
أولًا لا أستطيع تقييم هذا الكتاب بأي حال من الأحول اللهم إلا أن أجعل نجمة واحدة على الواحدة والعشرين صفحةً التي قرأتها فقط لأنني لا أحكم عليه بشكل كامله ما دمتُ لم أتمّه في هذه الصفحات القلائل حاولت تلخيصه حتى أثبت لنفسي قبل كل شيء أنني خرجتُ من الكتاب بشيء ما ولو قلّ هذا ما كتبته :
في بداية كتاب وفلسفة الزن وضح أنها عندنا ككلمتيّ كول وريلاكس .. وهذه الفلسفة كما بدت لي هنا كأن يعود الإنسان لنفسِه ويتأمل كل شيء من هذه النفس وأتذكر مقالًا لمي زيادة تقول فيه : أن كل شيء يعتمد على هذه الروح ففي الأخطاء أو التحيّر والاضطراب فما على المرء إلى الاتصال اتصالًا وثيقًا بروحهِ وحينها يتضح له كل طريق وسبيل صحيح فنحنُ نرتكز على خيارات زمانية وروحية سواءً بسواء ومع هذا فإنّه لو رأى امتلاءً في نفسه فحتما سيكون كل شيء خارجه لا يلجه أبدا .. تعرف النفس أولا أنها بحاجة للعلم والمعرفة مهما بلغت من علم .../ وبيّن لو أن هناك نهرًا مضطربًا يحوي مزيجًا من العواطف والأفكار والهالات والوهم فليس بالضرورة حين يتقي الإنسان هذه الأخطاء يعني أنه بلغ الفهم الصحيح ..! كما ذُكر في فلسفة الفن فللوصول للحقيقة يجب علينا ركوب القوارب الخاطئة كلّها حتى نصل للصواب ../ في نهاية المقدمة استشهد بكلمة في مسرحية هامليت " أن أكون أو لا أكون " وهي بالضبطِ كما جاءت على لسان والد نيتوتشكا " في رواية دوستويفسكي " لقد ترك كلّ شيء وكل موهبه ويرى أنه مع ذلك هو الأفضل دائما مما قال " أن أكون قيصرًا أو لا أكون شيئا " .../
... تاريخ بوذا : فتى يسمى غوتاما ولد في الهند .. خرج يوما من القصر فرأى عجوز ورجل مسن ومريض وجثة ميت فعرف أن الحياة اليومية ليست تخلو من أمورٍ ومآسٍ كهذه فأنتابته حالة من الزهد حتى فرّ عن زوجته وطفله ولابد أن أقول بأنني تذكرت تولستوي في هذا الموضع كثيرا وكيف أنه تخلّى عن ثروته وأهله وغادر مع الفلاحين ربّما كان هذا لتأمله في حوادث الحياة ، في عددٍ من مجلة الرسالة حين تحدثوا عن فلسفة تولستوي قالوا : كان يدعو إلى السلام والحب والتسامح .. ، ولكن غوتاما حينما انخرط في الزهد لاحظ أن هذا ليس أفضل حالًا من السعي في الملذات والهوى وهنا وصل لما يسمى " الاعتدال " ومن ثم أصبح " بوذي " وهي تعني الصاحي ، وحتّى أرباب مذهب الفيدا والبراهمية تخلّو عن مذاهبهم لكن منهم من سلك طريق الزهد فقط وآخرون تخبطوا في متاهةً راغبين في " الخلاص " ومن تعالميمه أنه قال عباره " لا أعلم إلا شيئا واحد المعاناة والخلاص من المعاناة ، وهناك أربعة مراحل لابد لنا من معرفتها : ١- الألم وأن الحياة لن تمر دون معاناة وحوادث وآلام ، ٢- أصل الألم لابد لنا من معرفة مما جاء هذا الألم وهو قد يجئ حتى في قمة لحظات السعادة تُستبدل كل هذه اللحظات بالألم هل هو وهمًا أم إحساسًا غامضًا ولماذا يلتهمنا بشكل فجائي ، ٣- وقف الألم مهما طَالَ وقته فهو منتهي لا محالة والحياة هكذا شأنها متقلّب على الدوام وكما ذكر عبدالرحمن منيف في كتابه شرق المتوسط عباره قالها أحد كتّاب الغرب " بأن الحزن لن يغلب من يعشون في القرن العشرين وسيتغلبون عليه " ولطه حسين في مقاله " عدلي " مما قاله وليس بالنص أن الناس قديما كانوا يتألمون لفقد أحد بل ولا يريدون لهذا الألم أن ينقطع أبدا ولو هو تناساهم لردّوه راغبين فيه لكن في هذه الأيام ولأن الخطوب والمواقف كثرت وتفرّقت وتعددت فلم يجد المرء لألمه إلا جزءًا يسيرا ليفكّر فيه ثم تجبره الحياة أن يتلّهى عنه وفي هذا الكتاب يبين أن الذين لا يردون الألم أعني يخافونه ويهابونه هم يمتلكون الرغبة في الدنيا والجهل وأخيرًا معرفة الطريق المؤدي إلى وقف الألم ، وجاء لذكر النيرفانا وتعريفها وهي : وجودًا ولا وجودًا في الوقت نفسه ! ومما قالها بوذا " لا تقبل بما يبلغك من الآخر لا تقبل بالتقليد ولا تبادر بالاستنتاج أن الأمر لابد أن يأخذ هذا المنحى " ..
كتاب رائع جدا يتحدث باختصار عن فلسفة الزن الزن ليست دينا سماويا بل هو طريقة التأمل في الحياة والجبال اختصر الزن بجملة "إن لم تمارس الزن فسترى الجبال جبالا والأنهار أنهارا ، وعنرما تبدأ في ممارستها لا ترى الجبال جبالا وليست الأنهار انهارا ، وعندما تتقنها سترى الجبال جبالا والأنهار أنهارا "
بدأ الكاتب بالتحدث عن نشأة البوذية والزن حيث أعتبر أن الزن هي امتداد البوذية في الشرق الأقصى حيث أن الزن بدأ في الهند ولكن تطور في الصيف في القرن السادس
* الزن لم يتطور في الهند بسبب أن البشر هناك يميلون إلى التخيل والأمور الميتافيزيقية كثيرا * الزن في الصين يسمى شان * الزن في كوريا يسمى سون * تكونت مدارس كثيرة للزن وكانت فقط مجرد طريقة حياة ويمكن الدخول إليها واعتناق تقاليدها مهما كانت ديانتك
*** للأسف الكتاب لم يحتوي على الأسلوب المطلوب ،، أقصد أفتقر للمتعة عامل الزن كمادة علمية تحتاج للبحث استعرض الشيوخ واختصر الكثير أجمل فصل في الكتاب عندما تكلم عن الزن في الفنون
الكتاب صعب لمن لا يعلم جيدا فلسفة الزن واساليبها الكتاب يعرض تاريخ فلسفة الزن وابرز معلميها وحكماءها وبعض المبادئ في فلسفة الزن ... يصاحبها تحليل نفسي للمبادي والتحليل من وحي الكاتب ليس الا . لم يعجبني الكتاب في اسلوبه وطريقة تناوله للمبادئ المذكوره وتحليله لها ربما ساقره ثانية بعد قراءات عده في عالم الزن
كتاب رائع لتأخذ منه فكرة عامة عن الزن كتاريخ ونشأة وتطور وفكرة عامة عنه كممارسة لكنه لايكفيك كي تغوص في أعماق هذا المذهب أو التوجه أو الدين إذا صح التعبير سأبحث عن كتب أخرى تتعمق أكثر في الزن كممارسة واعتقاد
هذه اهم الملاحظات والملخّصات التي استخرجتها من الكتاب ____________________________________________ الفصل الاول : أصول الزن البوذية: ولد بوذا في القرن السادس ق.م في منطقة ما في جبال الهملايا ... الحقائق النبيلة الاربعة للمذهب البوذي : 1- الوعي والمعرفة بالألم والاستعداد له 2- الحقيقة النبيلة الثانية تعبر عن اصل الألم, وهو الرغبة والجهل, وللقضاء على الالم يجب محاربة الجهل, توجد صفات متأصلة في الانسان الجاهل (الجشع, قلة السيطرة على النفس, المتعة الجنسية, الخوف من الموت, رفض قانون الكارما. 3- فناء الالم بفناء الرغبة والجهل 4- بعد التغلب على الألم يتم خلق نظام للحياة وطريقة للعيش والتفكير ويؤدي إلى العبور إلى النيرفانا. ... - للبوذية 5 قواعد اساسية لإنضباط النفس: 1- عدم القتل 2- عدم الاستيلاء على خيرات الآخرين 3- عدم إتباع اهواء النفس 4- عدم الكذب 5- عدم السكر _____________________________________________ الفصل الثاني : نشأة الزن وانتشاره - الاشتباكات السياسية والمذهبية بين الكونفوشيوسية والبوذية في الصين وتعدد الطوائف الدينية وانتشار البوذية في الصين وفيتنام واليابان وتكون مذهب الزن - هناك 5754 معبداً و39 ديراً في اليابان تنتسب كلها إلى مدرسة الزن - ذكر في الفصل بعض مدارس الزن المهمة _____________________________________________ (الفصل الثالث : الشيوخ الكبار (المعروفين _____________________________________________ الفصل الرابع : ماهو الزن؟ يتحقق الزن بالتالي: 1- عدم التعلّق 2- عدم التعلّق بعدم التعلّق 3- عدم الاشتراط بفعل عدم التعلّق _____________________________________________ الفصل الخامس : مظاهر الزن في الفنون في الحضارة اليابانية - فنون القتال والرماية والشاي وصناعة الفخار والبخور والبستنة وفن الخط والشعر والفن المسرحي والطبخ _____________________________________________ الفصل السادس: تقاليد الزن في العالم المعاصر
في البداية أقول إن مستوى هذا الكتاب بسيط جداً و يتميز بالسرد النقلي / التاريخي و يستخدم اسلوب الحشو الغير نافع بالمعلومات التفصيلية كأسماء الشخصيات و المدارس الفكرية و الممارسات، كما أن طريقة سرده لا تتناسب مع الموضوع و عمقه حسب رأيي.
أستطيع أن أقول أن الكتاب مجرد سرد "عن الزن" و ليس حديثاً مباشراً منطلقاً منها و من فلسفتها و الأساليب التي تستخدمها في التأمل، رغم انه يحتوي على هذه الاشارات لكن بأسلوب مقتضب و يتبين للقارىء عدم سعة اطلاع المؤلف و المامه ، إنما يجمع شذرات من هنا و هناك.
الكتاب يتطرق للزن و يذكر أنها فلسفة بوذية النشأة ، ثم يفصل كثيراً في تأثرها بفلسفات اسيا الرئيسية الاخرى كالطاوية و الكونفشيوسية و يشير الى احتدام الصراعات بين اتباع الفلسفات الاخرى و عدم تقبلهم في البداية لانتقال فلسفة الزن لاراضيهم.
يسهب الكتاب كما ذكرت في تفاصيل اسماء شيوخ الزن و تفاصيل مظاهر انعكاسات هذه الفلسفة على الفن و يختم بإشارات ركيكة للزن في الوقت المعاصر.
فلسفة الزن : الزن يعني في اليابانية : التأمل . وهو بإختصار ليس دينًا سماويًا بل مذهب يقوم على دحض الديانات والأفكار والمنطق وأن تكون أو لا تكون ولابد أن تكون أعلم بنفسك والابتعاد عن ( الأنا الأعلى ) لإنها غير ثابته وهذا لايعني بأن لانتجاهلها ، وأن تجرب وتحلل وتتأمل لتصل إلى النيرفانا وهذه المرحلة هي التي توصلك إلى السلام الداخلي والصفاء الذهني . - تمجيد الضحك والنكات التي تجعل النفوس الخفيفة وهذا مما تأثر به ( نيتشه ) بفترة ما وذكر هذه القيم ب كتابه ( هكذا تكلم زرادشت ) - مايؤخذ عن فلسفة الزن عندما أُستخدمت في السياسة والحروب بمبدأ ( قتل شخص واحد ليعيش الكثير ) وهو ينكر الإحسان والشفقة .
وسط 160 صفحة، لم استمتع سوى بعشرين صفحة موزعين على اجزاء متفرقة من الكتاب بمعدل عدة اسطر في كل ثلاث صفحات!
كتاب خالى ليس به سوى مجموعة من الأسماء والأرقام لشيوخ الزن وتواريخ ميلادهم ووفاتهم .. لو لم تكن من هواة التاريخ المرقم والاسماء اليابانية والهندية، فأعتقد أن ويكيبيديا سوف تفي بالغرض وتغنيك عن قراءة مثل هذا الكتاب الذي سيضيع وقتك دون استفادة.
كتاب جديد علي تماما وواجهت صعوبة في قراءته في البداية الا اني بدأت افهمه بعد قليل من الصبر في قراءته
كتاب “فلسفة الزن: رحلة في عالم الحكمة للكاتب” جان لوك تولا- بريس أحد الكتب التي حاولت تقديم تعريف كامل وحقيقي لفلسفة الحكمة والروح والتأمل، فلسفات الشرق القديمة كالبوذية بمسمياتها المتعددة والكونفوشيوسية والطاوية، وما تحمله من تعاليم وقيم و مبادئ، وماتدعو إليه من تسامح ومحبة ووعي للذات واحترام الطبيعة ، ، إلى جانب ماشهدته من تفرعات واستنساخات بأسماء عديدة في بلدان الشرق الأقصى وأرخبيل اليابان.
البوذية بعد موت بوذا عرفت تعددا كبيرا في الطوائف تبعا لتعدد التأويلات التي تمت لمواعظه وللتقاليد المحلية لكل منطقة، فالهينايانا اعتمدت على رهبان سيلان الذين ظلوا قرونا يجمعون المجاميع الثلاثة لتعاليم بوذا، بينما الماهيانا أو المركبة الكبرى فتمثل التيار الإصلاحي الذي ظهر مع بداية العصر المسيحي، ويقوم على المودة والرحمة، في حين أن مذهب الفجريانا أو مركبة الماس وهو الفرع الباطني من الماهيانية، فيقوم على إعطاء الأهمية الأولى للطقوس السحرية وسلطة الشيخ المربي. وقد استمدت أهم تمارينها الذهنية والجسدية من اليوغا.
تحمل الزن في لغات البلاد التي انتشرت فيها أسماء مختلفة، فهي في الياباني تعني “الزن” وفي التيبت تدعى “سامتين” وفي فيتنام “تين” وفي الصينية “شان” وفي الكورية “صون”، لكن انتشار اسم الزن في الغرب جاء من خلال اليابان التي أصبحت هي المركز لهذه المدرسة في التأمل. لقد جاءت الزن كما يكشف الباحث من خلال مسار طويل من الفكر البوذي نحو الشرق الأقصى، وقد اغتنت عبر تاريخها الطويل من عناصر خارجية مختلفة عن الفكر الهندي، ولذلك لم تتخذ الزن شكلها الراهن لو لم تصل إلى الصين وتحمل اسم “الشان” هناك
الموضوع برمته جديد واصداءه سمعتها هنا وهناك ويبدو ان الفضول لدي مثل الاخرين للتعرف على هذه الثقافة الا اني اعتقد انه لابد من القراءة في هذه الامور -لاسيما ثقافات الشرق والبوذية التي قد يعجب بها البعض – بتأن وحذر وفهم وعدم الانجذاب لها بما يتعارض وامور ديينا الحنيف
هذا الكتاب يتناول فلسفة الزن وهي فلسفة بوذية النشأة.. وما يجعلني محبا للاطلاع على الثقافة البوذية أن معتنقوها يقرون أنها ثقافة أرضية أي أنها ناتجة عن اجتهادات بشرية وهذا يجعل فيها بعض الفائدة التي قد يستخلصها القارئ.. وما لمسته في هذا الكتاب أنها فلسفة بحق لا دين من حيث نشأتها.. وأن الأمر متعلق بإنسان بلا دين أو له دين ولكنه يبحث عن منهج حياتي عن طريق التجربة والتفكر حتى يخرج بمجموعة من القواعد أو الأسس التي يسير عليها ليحقق لنفسه الراحة والاستقرار النفسي وهو في مجمله يتناول مسألة اللذة والألم أو المعاناة والطمأنينة..
وفي هذا الكتاب يعرض المؤلف نشأة وملامح البوذية فلسفة الزن مجملة لا مفصلة فلا يمكن الاستفادة فعليا من الكتاب في هذا الشأن فالكتاب تأريخي وإجمالي لا بياني وتفصيلي فقد تجد الكاتب يذكر الحقائق النبيلة للبوذية إجمالا دون إيضاح لتفصيلها أو كيفية تحقيقها.. هو كتاب جيد بلا شك لمن يود الاطلاع على تاريخ ونشأة والخطوط العريضة لفلسفة الزن.. لكنه عند التعمق غير كاف بالمرة.. نعم قد يكتشف الزن أي إنسان تتوافر له ظروف مشابهة لمكتشفيه وقد بين هذا أكتر من شيخ من شيوخهم فيما نقله المؤلف لكن الغالب أنه يحتاج إلى تعلم وممارسة على يد شيخ يتقنه وهذا ما يجعل هذا الكتاب مجرد مدخل تعريفي لا أكثر.
مما لاحظته في كلام المؤلف عن الماهيانا أو المركبة الكبرى في البوذية تلك النزعة الإيثارية التي قد تكون استقتها من المسيحية وذلك أن المؤلف أشار إلى نشأتها بالتزامن مع المسيحية والتي تقرر أن خلاص المجموع أهم من خلاص الفرد.. لكن هذه النزعة بدون بعد ديني هي بعيدة كل البعد عن المعقول.. ففي المسيحية قد تكون متعلقة بخلاص أخروي ونجاة وجنة.. لكن للفرد غير المؤمن بحياة بعد الموت وجزاء فلأي شيء سيقدم أن شيء لأي أحد.. لا يمكن للإنسان بحال من الأحوال أن يعيش بلا إيمان بعاقبة ثم يكون خيِّرا إلا أن يكون هذا الخير جالب لسعادته الخاصة ففي هذه الحال لا يعقل أن يبحث عن منفعة المجموع إذ أن السعادة الخاصة المرتبطة بالآخرين تحتاج إلى عاطفة تربطه بهم كحال المرء مع أهله وأحبائه.. أما الدافع الذي قد يدفعه لحب المنفعة لمجموع يتضمن من قد لا يلقاه أبدا ولا يأبه له فهذا يحتاج إلى دافع وهدف أكبر لا يتحقق إلا بدين وإيمان عميق بجزاء مدخر للقائم بمثل هذا.
ابتداءا من الفصل الرابع يتناول المؤلف فلسفة الزن ذاتها بالتعريف وذكر الممارسات الخاصة بها ثم مظاهر الزن في الفنون والحضارة اليابانية.. وهو تناول مبسط وجميل في مجمله فتح لي أفقا جديدا وعرفني أكثر على هذه الفلسفة وعلى شيء من البوذية.. وأجمل ما في هذه الفلسفة هي محاولة أصحابها ربطها بكل أمر من أمور الحياة إذ أنها بالنسبة لهم حياة أو أسلوب حياة.. وتتسم هذه الفلسفة بالمرونة الشديدة وقدرتها على التأقلم مع متغيرات الزمن ونختلف الحضارات لأنها ترتبط بالإنسان في ذاته والإنسان في ذاته ثابت من حيث مبادئ السلوك والتفاعل الحياتي مهما تغير به الزمان والمكان.
أكثر ما أتعبني في هذا الكتاب هو كم المصطلحات التي لم تلقى عناية المترجم، لكنه على كل حال كتاب جيد.
كتاب ممتاز جدا، ممل في بعض صفحاته! يعطي نبذة تاريخية ومفهومية عن هذه الفلسفة التأملية المشتقة من البوذية "الزِّن"، والتي احتضنتها اليابان وتجذب اهتمام الغرب والعالَ�� المعاصر للتخلص من آلالام الحضارة المادية. فصول الكتاب كالتالي:
الأول: أصول الزن البوذية. الثاني: نشأة الزن وانتشاره. الثالث: الشيوخ الكبار. الرابع: ماهو الزن؟ الخامس: مظاهر الزن في الفنون والحضارة اليابانية. السادس: تقاليد الزن في العالم المعاصر.
يعتبر الكتاب قيم نوعا ما، ولا بأس في الترجمة، يعطي معلومات تاريخية وفلسفية عن البوذية جيدة، في فصول لم أقراها لانها كانت تاريخ، حقيقة انا اهتم لعمق الفلسفة الداخلية ولا اهتم للتفاصيل بل كنت باحثة عن عمق الانسجام والاتحاد... لكنني درست ودونت بعض المعلومات المفيدة وسأنزلها من الكتاب حتى لا أبخل بها على القارئ. معلومات من داخل الكتاب الحقائق النبيلة الاربع التي تستند عليها جوهر البوذية، وتمثل هذه الحقائق الاربع عجلة تحريك القانون: ١- الاولى: ((الألم)) إن الوجود على هذه الارض هو رهان المعاناة والألم، وإن كل الأشخاص على هذه الارض هم محطة للمعاناة ولا يمكن لاحد أن ينجو من هذا، وهناك قانون يخضع له وهو الكارما قانون السبب والنتيجة، وأيضا دورات ولادة متجددة تسمى سامسارا، إذا بقي الإنسان حبيس الاوهام والمخاوف والقلق، فإن هذه الدائرة ستظل تتابعه حتى يصل إلى الغاية والأصل من الوجود وهي حالة النيرفانا ٢- الثانية: ((اصل الألم)) إن اصل الألم في البوذية هو التعلق والتمسك، وهذه هي الجهالة ((الأفيديا))التي تجعل الإنسان منفصلا عن ذاته وكينونته، إن الاوهام سبب في تبديد السلام والصفاء والهدوء الداخلي، يقصد بالاوهام كالجشع وحب التفوذ والسيطرة. ٣- الحقيقة الثالثة: ((وضع حد لهذا الألم)) تحرير النفس من عبودية الكارما والألم والمعاناة، وهذا التحرر يؤدي بنا إلى طريق الاستنارة وهي النيرفانا، وهي مرحلة يتخلص فيها الإنسان من التسلط الفكري والمخاوف والقلق والتأنيب التي تقضي على جودة النفس الإنسانية ٤- الحقيقة النبيلة الرابعة: المسار الثماني للتخلص من الألم والقضاء عليه. يتبع فيها منهج الطريق الثماني الذي يؤدي إلى حياة أخلاقية وإنسانية عالية.
١- إن دراسة طريق بوذا هي دراسة الإنسان لنفسه ، ودراسة الإنسان لنفسه هي نسيان الإنسان لنفسه.
وهذا يقصد به قتل الأيغو والأنا الزائفة والافكار (تهاني تلخيص الحقائق المبيلة) ٢-((قانون الفعل الذي يسمى « کرما » ، يعني العلاقة بين السبب والنتيجة وليس بتاتا القدر . لدى البوذيين ، تخضع الرغبة والتعطش للوجود عند الإنسان لدورة ولادات متجددة ( سامسارا ) وإلى فيض كرمي طالما بقي حبيس الأوهام . وهذه الدورة اللانهائية تحوم بلا توقف في بحر من الغموض ، وتحرف كمية من البوس والفوضى ، و تشكل مصادر الألم . أما الغاية الكبرى فهي التخلص من هذه البلبلة والتوصل إلى « النيرفانا »))
٣-كما أن أصل المعاناة لديهم يرجع إلى الوهم الذي يقضي على السكينة الداخلية والسلام الذهني ، وهذه الحقيقة النبيلة تعلم أن الجشع وحب النفوذ وقلة السيطرة على النفس والمتعة الجنسية والخوف من الموت ورفض قانون الكارما هي السبب في العذاب والرعب كله. ٤- الحقيقة النبيلة الثالثة : وتتطرق إلى فناء الألمم بفناء الرغبة والجهل . محو الرغبة لا يعني قمعها أو كبحها ، لأن ذلك يسبب مصدرا آخر للألم - البوذيين . للوصول إلى السكينة الثابتة التي ينعم با بها الحكماء البوذيون ، على شاكلة الأمير سیدارتا ، ينبغي التخلص من التصورات الخاطئة والقضاء على التسلط الذهني وإزالة مصادر الانغلاق ( من طمع وكره وإثم ) وذلك للتحرر من الرغبة والإفلات من الميل المرهق نحو الخوف
--- والبوذية ليست إيمانية ولا إلحادية . كل ينتقي طريقه بخياره الحر ، وبما أن كل شيء يشكل ثم يفك ، ويمتد ثم ي ينتهي فإن الحكمة تقتضي القبول بالتغيير . لذلك فإن البوذيين مطالبون بعدم التقيد بما اكتسبوه بالممارسة العملية ، وإلا ستصبح هذه الأخيرة مضرة بالتجربة ؛ ففي عالم نود لكنه غير حقيقي ، ليست الشؤون الدنيوية سوى مجرد أحلام .
لذلك فهم يدعون إلى التقيد الصارم بأدب الزهد ويتشبثون جوهرية بالأخلاق وإدراك الفراغ ، هدفهم الأسمى هو التوصل إلى حالة أرهات التي تعني حرفيا « المستحق الذي تغلب على أهوائه » ، أو ما يطلق عليه عموما « قاهر العدو » ، الذي يسعى إلى الوصول إلى النيرفانا ( السعادة القصوى ) عبر ذاته.
تعني رمزية مشهد الزهرة التي تختزل التعاليم الأساسية لسباکیاموني الذي خبر وتحقق بنفسه حالة الصحوة عن طريق التأمل من خلال جلسة اللوتس . وهي حالة من الإشراق الكامل تحصل في النفس بنفس تلقائية تفتح الزهرة ) .
- التنفس : التنفس بطريقة زازن « رکوب التنين » ، فمن استطاع بهدوء التحكم في نفسه ، والقيام بتنفس معتدل و مضبوط وطبيعي وبدون تكلف ، فإنه يتحكم في ذهنه في الوقت نفسه . ويعتبر التنفس طاقة حيوية ذات أهمية قصوى في الزازن ، فيصبح نفسة وقاعدة غير مادية بدونها لا توجد حياة روحية ، وكان بوذا ينشر ضمن تعاليمه أن التنفس طويلا كان أم قصيرة ، يجب أن يبقى كما هو.
إن الإنسان الذي يجعل من نفسه مركز العالم يستنفد قواه في سباق لا طائل منه ؛ فمركزية ذاته تفسده وتبعده عن الكون الذي هو جزء منه.
العيش في الحاضر هو الحفاظ على صفاء الفكر على شاكلة مرآة لا تكدرها آمال ولا مخاوف ...الخ
والمرحلة الأولى إذن هي عدم التعلق ، ثم لا ينبغي بعد ذلك التعلق بعدم التعلق ثم لا ينبغي أخيرا الاشتراط بفعل عدم التعلق . وهذا دليل على أن الحقيقة لا يمكن الإفصاح عنها وأن « شيخ الزن » الذي اكتشفها لا يسعه إلا اعتزال عالم المظاهر الزائفة . وهذا شيء ثابت يوكد لنا من يدعي أن الحديث عن الزن فهو حتما خارجه .
إنه طریق کمال يستخدم الجسد كاداة ، كما أنه عامل ضروري التحول الوعي . التأمل يحرر من كل التصاميم الذهنية ويقضي على الغضب وحدة الطبع والكراهية والانتقام . ولا يتعلق الأمر بمجرد الجلوس للنزوع إلى السكون وتأمل الفراغ وإنما ببحث الذات عن طبيعتها الحقيقية مع الإبقاء على الوعي دون تفكير . في هذا الإطار ، يكتشف الممارسون المبتدئون سيلا من الأفكار الجنونية التي تنمو بسرعة ، والتي يفصح عنها التأمل تدريجيا قبل أن يخفف من وطأتها . إن التأمل ليس تمرينا بدنيا فحس ب ، بل هو « رؤية دون رغبة » ، أي رؤية مباشرة تقود إلى السير قدما إلى الأمام وحضور في الذات.
« الحكمة هي معرفة روح الحب والصفاء المختفية تحت الهواجس والاعتداءات التي تسببها الأنا . التأمل هو مدخل للظواهر النفسية وهو يمكنك التعرف عليها بنفسك . تقتضيالأخلاق أن تفصح عن ذلك في طريقة عيشك من خلال القدوة الشخصية والتصرف المسؤول ، و ذلك للتوصل أخيرة إلى المجتمع الحقيقي لكل الكائنات ) .
مقتطفات من كتاب فلسفة الزن للكاتب جان لوك تولا-بريس ---------------------------- وحدها معرفة النفس يمكن أن تؤدي إلى السلام الداخلي ----------------- تعلم منهجية الزن الممارسين احترام الطبيعة و الكائنات الحية و التحرر من المادة والتخلي عن الرغبات و النجاح , و عدم الاعجاب بالاعتراف الجماعي , و التجرد من الادعاءات النرجسية ---------------- يفيد المذهب البوذي أن الحياة نهر مضطرب تجرف مياهه العكرة مزيجاً من العواطف و الأوهام و الجهالة , لكن يجب توخي الحذر , إذ لا يكفي التخلي عما هو زائف لإدراك ما هو صحيح , فالتحرر من الافكار الخاطئة لا يؤدي بالضرورة إلى الفهم الصحيح , و حتى إذا كان الامر كذلك , فالإيمان به يصبح نتاج وهم جديد ---------------- حدث أن الشيخ نان-أن الياباني أن استقبل استاذا بارزا من جامعة طوكيو كان يرغب تعلم فلسفة الزن , فإذا به يصب الشاي في كأس ضيفه دون انقطاع , فلم يتمالك هذا الاخير نفسه من الصراخ : إن الكأس امتلأ حتى فاض , عندئذ أجاب الشيخ : لا يمكنني ملء الا ما هو فارغ لا ما هو مملوء , و انت , مثل هذا الكأس , ممتلئ بآرائك الخاصة فكيف يمكنني أن أشرح لك ما هو الزن ؟ , لذلك ما دام العقل مستبداً , فإن الصحوة مستحيلة ! --------------- في زوبعة البشرية التي لا تهدأ يساهم الطابع الزائل للحياة و نواقص الاشياء في اضطراب الفكر الانساني , ينتج الألم عن مجموعة من الاسباب و لا يجب اعتباره مبدأ مطلقاً و محدداً سلفاً , وتنجم مصائرنا عن عوامل يتعين على كل كائن البحث عنها في افعاله الماضية و الحاضرة كما في حيواته السابقة , كل انسان نتاج اعماله و لا يمكنه ( رغم حفاظه على حرية الارادة ) أن يتملص من ذلك , فكل فعل ايجابيا كان ام سلبيا , يؤدي في لحظة أو أخرى إلى عواقب تؤثر على حياة فاعله --------------- الحياة تمضي حتماً و لا احد يستطيع فرض إرادته على مجرى الوجود المتقلب , لا شيء يدوم , و لا شيء يستمر , ولا شيء يبقى إلى ما لا نهاية , الكل يتحول ليؤول إلى الهلاك يوماً ما . وقتية الاشياء و تقلبات الوقت الدائمة تميز شرط حياتنا الزائلة -------------- إن جانباً كبيراً من محنة البشر تنتج بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن المعتقدات المتناقضة , عن وهم الاستقرار و عن الوهم بأن الفروق في الطباع و الشروط و المعتقدات تحدد بموجب قانون ثابت -------------- إن اتباع المذهب احتراماً او عبادة يخلق التباسات جديدة بعيداً عن تحرر حقيقي للقلب , فكل انسان خير ملجأ لذاته , لذا لا ينبغي البحث عن مساعدة خارجية , لان الصعوبة تكمن في التوصل إلى السعي للخلاص و اليقظة من داخل الذات في اطار الممارسة اليومية , خلافا للتقاليد السماوية , فإن البوذية , طريق الحكمة و الممارسة , ليست نتاجاً لوحي إلهي و انما مدرسة للتحرير , فمسألة الألوهة ليست مطروحة كما أن ��لاعتبارات اللاهوتية تبدو مستبعدة عن قصد --------------- أن ندرك أن الزن لا يدرك , تلك بالفعل هي الخطوة الأولى نحو الحقيقة , و أن نتجنب كل اثبات قطعي , فتلك ضرورة قصوى ------------------ من اختار طريق الزن لا يمكنه ان ينتظر سلبياً استقبال الصحوة , ان فعل ذلك , سيكون مثل عاطل جالس على حافة الطريق ينتظر ان يأتي منزله إليه , و ذلك ما لن يتحقق أبداً . إنه لن يجد منزله إلا إذا مشي نحوه وذلك شأن دراسة الزن , ليس الزن مجرد منهج فحسب , بل هو ممارسة حية , مباشرة و حدسية تقرب من علم المعاملات و من السلوك الداخلي او من اجراء يؤدي الى مواجهة مع الذات ------------------- أثناء رحلة طويلة , وقف راهبان أمام نهر لا يوجد عليه جسر فقررا أن يعبراه مشياً , عندما فوجئا بامرأة جذابة تطلب منهما أن يساعداها على الوصول إلى الضفة الاخرى , اقترح عليها الاكبر سنا ان تجتاز النهر فوق ظهره , فقبلت المرأة الجميلة و شمرت ذيل ثوبها , بعدما شكرتهما تابع الراهبان طريقهما , مرت ساعات طويلة من المشي في صمت , فلم يعد الراهب الشاب يستطيع صبراً , فقال : ما الذي جعلك تساعد الفتاة على عبور النهر و انت تعلم انه لا يجوز لرجال الدين مثلنا أدنى اتصال بالنساء ؟ , ابتسم الراهب الشيخ قائلاً : يبدو أنك تعبت من حمل هذه المرأة طويلاً في نفسك , أما أنا فقد أنزلتها إثر وصولنا الضفة الأخرى من النهر ----------------- إن الحاجة الملحة للتخلص من الرغبات تخفف من وطأة الوجود , الافكار تضلل و الانفعالات تعمي و الاضطراب الذهني مصدر المعاناة والانحباس , فالغرق في غمرة المشاعر و الاطماع و الاحقاد يمنه من رؤية الاشياء كما هي , كما ان مشاهدة الواقع دون البحث عن الحق شيء أساس , لهذا ينبغي الكف عن التمسك بالآراء -------------- إن إقامة الصمت داخل الذات لا تعني اعتزال العالم , بل العكس اعتناقه للشعور به و عيشه , في هذه الطريق الوعرة , تنقلب البديهيات في لمحة بصر , يقول المثل البوذي : الذي يتكلمون لا يعرفون و الذين يعرفون لا يتكلمون , و شيوخ الزن ليسوا من أهل الاطناب و يشككون في قيمة اللغة و يعتبرون الكلام مبهماً , كما لا يعبؤون البتة بالامتثالية و لا يهتمون باتباع التقاليد و المفاهيم النمطية , انهم يجتازونها بحرية , و لأن الزن عسير المنال , فيمكن تناوله بطرق مختلفة حسب التعاليم ----------------- قال أحد شيوخ الزن لمريديه : يمكنني أن اقودكم الى المسقى , لكن لا يمكنني أن اشرب بدلا عنكم , لان الظمآن هو الذي يجب أن يرتوي بنفسه و يعمل بتجرد و مثابرة و حرية حتى لو كان ذلك يؤدي الى نوع من الشعور بالشك --------------- يتميز الزن عن المدارس الروحية الاخرى بوضع التأمل في قلب ممارسته , بدعم من التركيز الذي يحفز على كسب الطاقة , و بالتنبه و الصبر اللذين يشحذان الهمة , يساعد التأمل على اطلاق المشاعر و الافراج عن الافكار و العواطف و التخلي عن الأنا و بشكل مفارق الكف عن السعي لبلوغ عدف ما للوصول إلى مرحلة من الوعي دون أداة و لا موضوع --------------- التأمل يحرر من كل التصاميم الذهنية و يقضي على الغضب وحدة الطبع و الكراهية والانتقام , و لا يتعلق الامر بمجرد الجلوس للنزوع الى السكون و تأمل الفراغ وانما ببحث الذات عن طبيعتها الحقيقية مع الابقاء على الوعي دون تفكير , في هذا الاطار يكتشف الممارسون المبتدئون سيلاً من الافكار الجنونية التي تنمو بسرعة , و التي يفصح عنها التأمل تدريجياً قبل أن يخفف من وطأتها --------------- لم يحدث يوماً ان احد قتل من اجل البوذية , لكن البعض استطاع ذلك بفضلها , ان بوذية البوشي لا تفيده الا في التحكم في نفسه و بالتالي التفوق في فنون القتال و الفنون الاخرى --------------- إن العمل على افراغ الذهن و عدم الانزعاج بأي فكرة و التجرد من العدو و من النفس و العيش في العالم في استعداد دائم للخروج منه , كلها مواقف تعرب عن تطبيق عملي لحرية الكائن بعيدة المنال , لذلك , فلا غرابة أن تتخذ زهرة الكرز شعاراً للساموراي و ذلك لما ترمز إليه من سرعة زوال الحياة , فهي هشة لدرجة انها تتلاشى قبل ان تذبل و تضمحل في اوج شبابها و مجدها ----------- يكشف الزن على أن العدو الاكثر شراسة يكمن في الذات و في أوهام الأنا , يجب مقاومة هذا الخصم بالصبر و اللاعنف , فالعدو الخارجي ليس الا انعكاسا للعدو الداخلي , ها هو القول المأثور يتوجه بقساوة لمحبي الحرب : إذا هزم رجل في معركة ألف رجل و إذا استطاع رجل آخر أن يهزم نفسه , فسيكون الفائز الأكبر هو الثاني -------------- يمكن للضحك أن يبدد غيوم الاوهام عبر التفاتة ساخرة تذكر بأن المظاهر غالباً ما تكون خادعة , لذلك تعتبر النكتة وسيلة تربوية -------------- تخفف فاعلية الهزل , بتعريتها للحالة البشرية , ثقل الحياة الذي لا يطاق , فالقهقهة تشفي ! --------------- مصطلحات ذكرت في الكتاب بوذيساتفا : كائن من الصحوة يعمل من أجل الآخرين بو شيدو : طريق المقاتل شادو : طريق الشاي دهارما : مذهب بوذا دوجو : القاعة التي يمارس فيها الزازن هايكو : قصيدة من ثلاث ابيات , تتكون من سبعة عشر مقطعاً صوتياً هينايانا : تيار بوذي تقليدي إيكيبانا : ترتيب الزهور كودو : طريق الزهور كارما : السببية كين-هين : سير تأملي بين حصتين من الزازن كوان : لغز كيوساكو : عصا خشبية في يد الشيخ كيودو : طريق القوس نيرفانا : فناء الاهواء و أسبابها رنزاي : مدرسة للزن روشي : شيخ موقر سمسارا : دورة أنواع الوجود سانغا : جماعة بوذية ساتوري : الصحوة سيشين : مرحلة التأمل المكثف سوترا : كلمات منسوبة إلى بوذا زازن : التربع للتأمل بظهر مستقيم زنغا : رسم الزن
كتاب جميل، لم أتوقع أن يكون بهذه الخفة، توقعت أن يكون دسماً ويستغرق مني وقت أطول، لم أتوقع أن يشدني إلى هذا الحد ويدفعني للاستمرار بالقراءة لفترات طويلة
يتألف الكتاب من ست فصول، وبالنسبة لي أهمها الرابع الذي تناول ماهية الزِّن وممارساته يغلب على الكتاب الطابع التاريخي لأصل الزن، وكثير من تاريخ البوذية وانتشارها من الشرق، الهند إلى الصين وفيتنام وكوريا واليابان وأخيراً وصولاً للغرب والولايات المتحدة.
على الأرجح كان التركيز على الجانب التاريخي وأصل الفلسفة أكثر بسبب الاقتباسات أدناه
"مصطلح الزِّن يعني التأمل والتبصر."
"كل واحد يجب أن يكتشف الزن بنفسه عبر التجريب ومراقبة مشهد العالم بحكمة وحنوّ."
لن أظلم الكتاب لو قلتُ بأنّ عنوانه لا صلةَ له بمحتواه! يوحي اسم الكتاب بأنه سيتحدث عن ثقافة الزن وسيستفيض في استعراض أساليبها وتعاليمها وكل ما له صلة بـ"فلسفاتها" إلا أنه لا يتعدى كونه استعراض تاريخي غير مفيد إلا لمن يبحث في الأصول والجذور. نجح الكاتب كثيراً في اثبات ارتباط الزن وممارساتها بشكل قوي بالبوذية، ففي كل فصل ومع كل سرد تاريخي تقريباً يذكر معلومة تصل بين الممارس والبوذية.
لمن يبحث عن الزن.. فليس هذا هو الكتاب المناسب؛ أما من يبحث عنه من ناحية تاريخية فقد يكون كتاباً مناسباً إلى حدٍ ما..
الكتاب غير ممتع، لذا تجاوزت الكثير من فقراته بسبب الملل، الكتاب يليق لمن يحب أن يحصل على نظرة شاملة على الزن بشكل مختصر، أما الممارسات والغوص في ثقافة الزن بعيدا عن التواريخ والأسماء وغير ذلك، فالكتاب لم يُجد فعل ذلك، وأنا لم أتحدث عن ذلك سوى لأن عنوان الكتاب فلسفة الزن، لذا لا أنصح إطلاقا بالكتاب إلا لمن يرغب بأن يكتب عنه بحثا ربما، أو يحصل على نظرة على تطوره والتواريخ والأسماء المتعلقة به.
الزن هو مذهب فلسفي يعود للديانة البوذية يحث على التأمل والتدبر ويحث على دوام تنقيح النفس من الاحقاد والحسد ويمنع التواصل مع الماضي وغايته لا يباعد اليوغا وتنتشر في اليابان وتقدر معابدها بالآلاف .. * الزن هو فن العيش بوعي وادراك
Kısa bir kitap olmasına rağmen içeriği çok zengin. Zen’in doğuşundan, diğer coğrafyalardaki ve sanat üzerindeki etkisine kadar temel bilgiler yer alıyor. Özelikle Zen’in ne olduğu ve günümüzde neye dönüştüğünün irdelenmesi başarılı.