بالتأكيد لست متخصصا في الدين (إن كان هناك فعلا تخصص)، لكن الناسخ والمنسوخ نوع من التلاعب بكتاب الله؛ آيات كاملة تقرأ رغم أنها نسخت (نسخ الحكم وبقاء اللفظ)، معناه الكفر العملي بجزء من كتاب الله، وعدم الإيمان به؛ آيات السلم كلها نسخت بآية القتال في سورة التوبة بهذا المعنى، أي أن لامجال لإستخدام آيات السلام مع الدول الأخرى! وحسب علم الناسخ والمنسوخ هذا فإن هناك آيات بقي حكمها ونسخ لفظها (آية الرجم مثلا)، فما الحكمة من هذا؟! العجيب هو القول بنسخ جزء من آية بآية أخرى. وكل هذا التكلف لتجنب متاهة التأويل التي سلكها المعتزلة، للخروج بحل لمفهوم المحكم والمتشابه من القرآن. المعضلة الحقيقية للناسخ والمنسوخ تتمثل في عدم الإتفاق على ترتيب النزول والسور المدنية من المكية وآخر مانزل من القرآن؛ ثم في عدد الآيات المنسوخة ومكانها، ومعنى هذا هو عدم إتمام للرسالة المحمدية والعياذ بالله من مثل هذا القول، لأن أتباعه لايزالون لايعلمون الآيات التي بطل العمل بها من الآيات التي وجب عليهم اتباعها. رغم أني بداهة لاحظت عدم وجود أي تناقض بين بعض الآيات (وإن لم يكن كلها) التي حاولوا درء مافهموه تناقضا عن الطريق الناسخ والمنسوخ. ملاحظة: الكتاب ليس مقدمة أو مدخلا لعلم الناسخ والمنسوخ بأي حال من الأحوال؛ بل فقط يعرض بعض الآيات التي اعتبروها منسوخة لا أقل ولا أكثر، ومن ليست لديه دراية مبدئية بهذا الأمر من الأفضل أن يبحث عن كتب أخرى.
" {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}
الأشاعرة لا يتجنبون التأويل ويؤمنون بالنسخ ولا تعارض بين النسخ والتأويل وكل له مجاله
عدد الناسخ والمنسوخ مبني على تعريف الناسخ والمنسوخ لذلك السيوطي في كتاب معترك القرآن بين أنها سبعة عشر موضع فقط إذا قلنا بالتعريف الذي اختاره وقد فصل بالتعريف الذي اختاره وقد فصل النسخ بأجمل بيان
قال الإمام جلال الدين السيوطي في معترك الأقران في إعجاز القرآن: (الوجه الثامن من وجوه إعجازه (وقوع ناسخه ومنسوخه) وهو مما خصت به هذه الأمة لِحكَم، منها التيسير. وقد أجمع المسلمون على جوازه! وأنكره اليهود ظنًّا منهم أنه بداء كالذي يرى الرأي ثم يبدو له أنه باطل، لأنه بيان مدة الحكم، كالإحياء بعد الإماتة وعكسه، والمرض بعد الصحة، وعكسه، والفقر بعد الغنى وعكسه، وذلك لا يكون بَدَاءً، فكذا الأمر والنهي. واختلف العلماء فقيل: لا ينسخ القرآن إلا بقرآن، لقوله تعالى (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) . قالوا: ولا يكون مثلَ القرآن وخيراً منه إلا قرآن. 1/83معترك الأقران "