يا زينب، منذ عام 1996م، كنتِ وقتها في خامستكِ، وأنا أجاهدني بالكتابة إليكِ، اشرعُ أسوّدُ عشرات الصفحات ثمّ انقلبُ عليّ جرّاء يقيني إنّي في غفلة منّي أكتب بانفعال غير مبرر، أصرفني عن الكتابة سنة أو أكثر، ريثما يعود توقي للتواصل بكِ، أُقبل على الكتابة، لأنصرف عنها بعد قليل للسبب إيّاه، كل بداياتي تلك حفظتها داخل ملفات تحمل تأريخها آملاً أعودُ إليها أوظّفها ضمن مشروع واحد أتمنّى وصوله إليكِ كاملاً، الليلة اتخذتُ قرار البدء من جديد دون العودة لما راكمته في مرات سابقة، كذلك آليتُ على نفسي أكتبها خبط عشواء، غير ملزم بتسلسل الأحداث حسب المنطق المعتاد لتواليها، منساقاً لتداعي لحظتها الآنيّة حتّى لا أتذرّعُ بصعوبة التنسيق فانصرف عن المتابعة.
مجتزأ من مقدمة الشاعرة سعدية مفرّح:
في حضرة العنقاء والخل الوفي، ينطلق اسماعيل فهد اسماعيل مستعيداً ذاته الكامنة في ما وراء الكلمات والشخصيات والمواقف، ليصنع روايته الجديدة وكأنه يصنع روايته الأولى، بعد تجريب كتابي طال وتمدد بين سنوات العمر وتضاعيف الموهبة وتداعيات الحياة بكل معطياتها.
في هذه الرواية يبدو هذا الروائي المخضرم شاباً موهوباً، للتو غادر السبعين من عمره كي يبدأ الكتابة في خضم الدهشة واسترسال الاكتشاف وزهو الموهبة الفريدة.
ولعلي لا أبالغ إذا قلت أنني شعرت وأنا أقرأ هذه الرواية وكأنني أقرأ لاسماعيل فهد اسماعيل للمرة الأولى في حياتي، أنا التي اطلعت على معظم رواياته الخمس والعشرين السابقة والتي أصدرها على مدى أربعة عقود كاملة، ربما لأنه يحاول من خلالها أن يقدم نمطا كتابيا جديدا يخلط فيه وفقا لمقادير محسوبة، من دون أن تخل بعفوية الفن الروائي في ذلك الشق، بين الحياة كما عاش بعض مواقفها فعلا، وبينها كما يريد أن يعيش بعض مواقفها، وبين ما يتوقع ان تكون، وبين الحلم. وأيضا لأنه في هذه الحياة التي كتبها بين ثنايا رواية اختزل الكثير مما يقال في سبيل التطلع الى قارئ نوعي ومتلق جاد وذكي..والأهم عاشق للرواية.
«في حضرة العنقاء والخل الوفي» إذاً رواية «صعبة» ليس على صعيد الكتابة وحسب، بل أولا على صعيد القراءة، وأتوقع أن المتلقي لا بد وأن يجتهد كثيرا في سبيل استخلاص المتع الراسبة بين نهايات الفصول حتماً.
ولد في البصرة (العراق) عام 1940. مقيم في الكويت- فهو منها أصلاً. تلقى تعليمه في الكويت وفي العراق، وعمل في حقل التدريس مدة (11) سنة (بين العراق والكويت) وتعاون مع الإذاعة (إعداد وإخراج) مدة ثلاث سنوات وهو الآن مسؤول عن التسجيلات الصوتية في وزارة التربية في دولة الكويت (إعداداً وإخراجاً).
عضو جمعية القصة والرواية.
مؤلفاته: 1- البقعة الداكنة- قصص- بيروت 1965. 2- كانت السماء زرقاء - رواية- بيروت 1970. 3- المستنقعات الضوئية- رواية- بيروت 1971. 4- الحبل -رواية- بيروت 1972. 5- الضفاف الأخرى -رواية- بيروت 1973. 6- ملف الحادث 67 -رواية- بيروت 1974. 7- الأقفاص واللغة المشتركة - قصص - بيروت 1974. 8- الشياح- -رواية- بيروت 1976. 9- النص - مسرحية- بيروت 1980. 10- القصة العربية في الكويت- دراسة- بيروت 1980. 11- الفعل والنقيض في أوديب سوفوكل- دراسة- بيروت -1980. 12-خطوة في الحلم - رواية- بيروت -1980. 13- الطيور والأصدقاء - رواية- بيروت -1980. 14- النيل يجري شمالاً- البدايات ج1- رواية- بيروت -1981. 15- الكلمة الفعل في مسرح سعد الله ونوس- دراسة - بيروت 1981. 16- النيل يجري شمالاً- النواطير ج2- رواية 1982. 17-النيل يجري شمالاً- الطعم والرائحة ج3- رواية 1988.
ولأول مرة أحس إن ال٥ نجوم مش كفاية.. ولأول مرة بعد الانتهاء من كتاب أقول لنفسي لو الكتاب دة حيكون أخر قراءاتي لأي سبب أنا حوقف قراءة و أنا مبسوطة.. في روايات كتبت لكي تعاش ليس فقط لكي تقرأ و هذه الرواية بالتأكيد واحدة منهم❤️
في حضرة العنقاء والخل الوفي رواية آسرة للكاتب الكويتي المبدع إسماعيل فهد إسماعيل وهي رواية تناقش قضية ومأساة البدون والتي تعتبر واحدة من أهم التحديات المجتمعية الراهنة في الكويت و التي منذ صدور قانون الجنسية في بداية الستينات وحتى الآن بلا حل حقيقي...
بطل الرواية المنتمي لفئة البدون اسمه منسي وهو فعلاً كان منسي.. منسي من زوجته..من ابنته..منسي حتي في وطنه.. لاخيار أمامه غير أنْ يواصل الحياة عند الهامش أو حتي فيه أحياناً...
"أنا في خانة من الأوراق الرسمية غير كويتي، إنْ كنت كذلك أنا ماذا.."
هو بدون..بدون جنسية..بدون جواز سفر ..مخالف لقانون الاقامة، مقيم بصورة غير شرعية..يحاول في رسالة لإبنته الوحيدة -التي لم يراها-أن يكتب تاريخه، ويستعيد تفاصيل معاناته.. هو الأب بدون وطن يعيش في بلد تعتبره عبء ثقيل و تجهدُ في الخلاص منه ..
"هناك مواطِن، وهناك غير. من حقّ المواطن أنْ، ومن حقّ غيره أنْ يشرب البحر..."
السرد في الرواية شبيه لإسلوب ساراماغو في الكتابة بل أقدر أقول إنه أصعب منه كمان ... الرواية كلها فصل واحد..السرد متداخل مع الحوار ومع أفكار البطل التي تدور في رأسه...مفيش أي فاصل بينهم...رواية مكتوبة بإحترافية و صعبة جداً في قراءتها ...محتاجة تركيز جامد لدرجة إن في بعض الجمل مبتورة بطريقة مقصودة و عليك إنت إنك تكملها بنفسك و كإن القارئ مشارك في كتابة هذا العمل الأستثنائي...
علي الرغم من صعوبة العمل إلا إن قراءته كانت ممتعة بشكل غير عادي ..في حميمية و دفء في كل كلمة و حتلاقي نفسك مش قادر تسيب الكتاب حتي و إنت مرهق من كتر التركيز...ومن كتر ما العمل حقيقي وموجع في تفاصيله أنا شكيت إن الكاتب ممكن يكون هو نفسه بدون..
الأحداث مشوقة جداً ...مفيش كلمة واحدة بالعامية الكويتي... مفيش جملة موجودة بدون داعي ...في تنقل مذهل بين الحاضر و الماضي ومش لازم يعمل دة في فصل أو حتي في جزء كبير من الصفحة ولكن أحياناً بجملة واحدة بياخدك في حتة تانية و زمن بعيد...
الرواية زي ما فيها معلومات كتير عن البدون و مفيدة جداً لأي قارئ غير ملم بالموضوع و لكنها أيضاً فيها جزء كبير عن فترة اجتياح العراق للكويت عام ١٩٩٠ وألقي الضوء علي المقاومة الكويتية..تأثير الحرب علي نفسية المواطنين وحاجات كتير ويمكن تكون من أحلي الروايات اللي قرأتها في كيفية تناولها لهذا الموضوع المهم و بذكر تفاصيل كنت أول مرة أعرفها كمان....
هذه الرواية بعتبرها من أحلي الروايات العربية التي قرأتها منذ فترة طويلة و بجد ممكن أعتبرها من أجمل ٥ روايات قرأتهم في حياتي كلها... رواية متقنة في كل جوانبها...مبهرة في تفاصيلها..استثنائية في طريقة كتابتها...
ويبقي السؤال في كام واحد زي منسي؟ كام واحد حاسس بغربة في وطنه ومش شرط يكون بدون.. ؟ كام واحد بيطالب بحرية..بعدالة إجتماعية..بكرامة إنسانية؟ مشكلة البدون مش مشكلة في الكويت بس ..مشكلة البدون هي مشكلة المواطن في كل البلاد العربية !
"أيّهما مرهون بالآخر وثيقة تملك بيت أم وثيقة إنتماء لوطن.."
هكذا تكتب الروايات و لمثل هذه الكتب فقط...أنا أقرأ 😍
مشكلتي مع هذه الرواية أنني أحببتها؛ ولهذا لم أكن أريد الانتهاء منها، وقضيت معها هذه المدة الطويلة لسببين: الأول لأني أحب هذا الأسلوب في الكتابة، عندما يكون السارد داخلي تكون أقرب إلى نفس البطل، تشعر باضطراباته، تعيش مأساته.. السبب الثاني أني أحب الكاتب الذي يتقن التنقل بين الأزمنة بسلاسة متناهية، والكاتب هنا برع وتميز في هذه النقطة.
ربما واجهتني مشكلة في الثلاثين صفحة الأوائل مع تنسيق الرواية، للوهلة الأولى وجدت أني أمام رواية لا يوجد بين سطورها أي فواصل، السطر مليء بالكلام يتبعه السطر يتبعه آخر... إلى آخر الصفحة، فالحوار مختلط بالسرد لا تميز بينهم إلا وأنت تقرأ، لكني سريعًا ما اعتدت على هذا وسلمت به، بل وأحببته. صدقت سعديّة مفرّح عندما قالت: " في حضرة العنقاء والخلّ الوفيّ إذًا رواية صعبة، ليس على صعيد الكتابة وحدها بل على صعيد القراءة، وأتوقع من المتلقي أن يجتهد كثيرًا في سبيل استخلاص المتع الراسبة بين نهايات الفصول حتمًا."
تدور الرواية حول عدة قضايا في دولة الكويت في الثمانينات والتسعينات، تحدث عن قضية الأشخاص غير الحاصلين على جنسية (بدون)، وبطل الرواية والسارد هنا منسي يمثل هذه الشخصية، والذي وصفه ناجي العلى بحنظلة الكويتي، والذي يعد مواطن في درجة أقل من الكويتي، بالرغم من أنه كويتي المولد لكن أباه بدون، حيث يعامل بأسوأ شكل ممكن باعتباره مواطن درجة ثانية. ويتطرق الكاتب للفترة التي احتل فيها الجيش العراقي الكويت، وما ترتب عليها من آثار.
الرواية هي رسالة من منسي إلى ابنته زينب التي لم يرها مطلقًا بدأها في العام 1996 وظل ينصرف عنها ويعود إليها حتى2010 وهو في الخمسينات من عمره، يعود فيها إلى نشأته وطفولته ومراحل حياته المختلفة. لن أخوض في أحداث الرواية من قريب أو بعيد، ولن أتحدث عن شخوصها، فقط ما سأقوله بأي هذه الرواية حالة أدبية فريدة ومميزة وموجعة، وشخوصها تم بناءهم بامتياز، وبديعة على مستوى الأسلوب والسرد والعاطفة.. هذا النوع من الروايات هو المفضل لديّ، وهذه الرواية واحدة من أفضل ما قرأت بالتأكيد.
ما أزعجني كثيرًا هو الأخطاء اللغوية المتناثرة في الرواية بشكل كبير، وعندما يئست من كثرة الأخطاء حاولت أن أتحاشى التركيز فيها نهائيًا، لكني لم أفلح في هذا أيضًا، فقد أصر الكاتب على أن ينغص علىّ قراءتي بالأخطاء الساذجة، شككت في أنه يتبع لغة أخرى تضع الأسماء العشرة ضمن باقي الأسماء التي تكتب بهمزة القطع، فيصر على إنها: إبن، إسم، إمرأة، أثنتان... وهكذا. ربما هي النقطة الوحيدة التي أزعجتني في الرواية، لكنها لم تكن كافية لكل تقتل استمتاعي أو تقلل من هيامي بها.
بالرغم من أن هذه الرواية سكنت بقلبي وأحببتها كثيرًا، إلا أنّي لن أجرؤ على نُصح أحد بقراءتها، أو ربما أنصح بها بشرط، أن يكون قارئ عاشق للرواية.
قد نشأت بيني وبين الرواية رابطة جميلة لا أحرِ لها مسمى صادقتنى هذه الرواية، فلا ألبث أعود لها كلما افترقنا لابتسم وأضحك وأبكى مع المنسى الذى لا ينساه قلبى أبدًا
المستحيلات ثلاث: الغول والعنقاء والخل الوفى وفى العنوان نجدنا فى حضرة العنقاء والخل الوفى وكأن الكاتب بنفيه للغول منهم ينفى عن روايته أى توحش يمكن أن يشينها ويؤذيها وقد كان فكانت الرواية على صعوبتها من أرق ما قرأت ولمس شغاف قلبى
23\5\2016 _____ (المراجعة) _____
أتدرون ما الجمال؟؟ الجمال هو هذه الرواية ماذا إذن؟ أطلبُ منكم أن تتحملوا ثرثرتي هذه المرة فجمال الرواية يفرض علىّ أن أحاول بقدر طاقتى أن أوفيها حقها لنبدأ باسم الله...
أولًا أريد الاعتراف بأن هذا العنوان عبقرىّ ففى حين أن المستحيلات الثلاث هم: الغول والعنقاء والصديق الوفىّ يأتى إسماعيل فهد ليضع بين أيدينا العنقاء والصديق الوفىّ (بدون) ثالثهم الغول وهنا يظهر البدون الأول للرواية فى العنوان العبقرىّ ما يجعل العنوان عبقريًّا أيضًا هو المقصود بكل من العنقاء والخل الوفىّ ولعل قارئها يضع يده بكل اطمئنان على الخل الوفىّ المتمثل فى مبارك سويّد وسليمان الياسين فأين العنقاء إذن؟ أين الطائر بالغ الجمال والقوة ذو الريش الذهبي الذى يحترق بعد موته ليبعث من جديد من تحت الرماد؟؟
الحقيقة أننى احترتً كثيرًا حتى توصلتُ للإجابة العنقاء هى الكويت نعم العنقاء هى الكويت التى احترقت خلال الاحتلال وتصاعد الدخان ورائحة الشواط ثم استقلت لتنهض وتُبعث من جديد
أعتقد أنكم الآن تفهمون سبب طلبي لكم بتحمل ثرثرتي فكل هذا فى العنوان فحسب فماذا عن الرواية حسنًا سأحاول الاختصار بأقصى حد
الرواية تحمل قضية البدون فى الكويت وهم هؤلاء الساكنين بها الذين خانهم الوقت فتأخروا قليلًا فى تقديم طلب الجنسية فقضوا بقية عمرهم بدون جنسية كويتية يورثون البدون لأبنائهم فأبنائهم وهكذا
وإذا أكملت قضية الرواية فالحقيقة أنها كما قالت سعدية مفرح فى تقديمها تمثل حالة خاصة من البدون فتعيش مع المنسي بن أبيه كل اللحظات التى حكاها
وفى نفس الوقت يعترف إسماعيل فهد بأن هناك نوع ثانٍ من البدون متمثل فى المرأة فاعترف بظلمها وغصبها حقها
وأما أسلوب الرواية فحدث ولا حرج ذلك الأسلوب القوىّ الخالى من التنقيط والفصل بين المتحدثين تجد الكلام كله متراصًا بجانب بعضه وأكثر ما ميز أسلوبه هو تلك الجمل المبتورة عمدًا مثل" جزيرة فلينكا لم." ثم يكمل بجملة أخرى تمامًا ولعل هذا الأسلوب عبقرىّ كالعنوان
فإن تلك الجمل المبتورة عمدًا تجعلنا فى حضرة أخرى من البدون فها هى جمل (بدون) تكملة
إن تلك الرواية جاءت متماسكة لحدٍ بعيد كبناء كل حجرٍ فيه يؤدي غرضًا معينًا
هل قال أحد أن الرواية صعبة؟؟ فهذا حقيقىّ لحد بعيد فكما قالت سعدية مفرح فى تقديمها أيضًا أن الرواية ليست صعبة فقط على صعيد الكتابة بل صعبة على القارئ أيضًا الذى سيبذل جهدًا كبيرًا لاستخلاص متعتها
وأعترف أننى استثقلتها جدًا فى البداية وكعادتى فى إعطاء فرصة للكتاب الذى بين يدىّ قلتُ أكملها حتى الصفحة المائة ثم أكملها أو أتركها ولم أتجاوز الصفحة الخمسين حتى وجدتنى قد أحببتها حتى النخاع
وعلى مدى قراءتى لها التى استمرت ستة أيام لم أشعر بالملل أبدًا منها بل كنت أذهب وأعود لها وكأنما أنا على لقاء مع صديقٍ حبيب
لم أنتهى بعد من التعليق عليها فما زالت الأحداث تحتاج إضافات أخرى ولكن لنؤجل هذا لوقتٍ لاحق =)
هى الرواية التى خُلقت لتُقرأ . لا , ولكن خُلقت لتترك أثراً فى نفس قارئها . عمل سردى من أعظم ما يكون , رواية متكاملة الأركان متناسقة. إنسان يكتب تاريخ حياته كلها , بل يكتب تاريخ وطنه , وطنه الذى لم يعترف به وانكره ووضعه على الهامش . إنسان (بدون) , وما البدون ؟ يبدو ان هذه القضية شائكة فى المجتمع الكويتى شائكة للدرجة التى يصعب فهمها , ولكن لنضع قضية خاصة بالمجتمع الكويتى (على جنب) وننظر للأمور بنظرة عامة....من منا ليس (بدون) ؟ منا لم ينكره وطنه وينبذه ؟.
صحفى يكتب تاريخه الشخصى عبر 40 عام فى رسالة لابنته المزعومة التى لم يرها .
هى رواية المهمشين فى أوطانهم بامتياز. قدم الكاتب تحليل شامل للمجتمع الذى يعيش فيه , وتناول قضاياه بكل سلاسة. حديثه عن فترة احتلال العراق للكويت فى غاية الدقة , وصوّر ما احدثته الحرب فى النفوس.
خطاب سردى طويل , مونولوج شخصى من أبدع ما يكون . اللغه ممتازة , والأحداث والشخصيات من أبدع ما يكون . العمل ككل عمل احترافى جدا . رواية رواية . راعى فيها الكاتب البناء المحكم فخرجت عمل رائع . الغريب فعلا : اذا كان هذا العمل لا يستحق البوكر , فما الذى يستحقه ؟
" أنت لست على طبيعتك . أنا على طبيعتي. حدقت في مستغربة. الناس أمثالي يتهيبون مواجهة ما هو جديد . لم أفهم . اغتنمت الفرصة . أنا بدون ."
تحضرني قصيدة درويش وخاصة هذه الجملة : " كم انت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك "
ربما لانها تحمل اسم بطل روايتنا " منسي" ..
رواية من قلب الكويت تحمل لنا قضية البدون يقدمها لنا بتفاصيلها صديقنا منسي ليحكي لنا معاناته ويكون مثال لنا عن معاناة البدون في الكويت من خلال رسالة يكتبها المنسي لابنته زينب .
"حين يهينك مسؤول لا يعرفك يبتذل فيك انسانيتك لسبب تجهله ولا تملك من جانبك سوى عجزك عن الرد تنتابك سكين مسننة الحواف عند الخاصرة"
منسي الذي التقي ناجي العلي فرسم له واسماه " حنظلة الكويتي "
"ناجي العلي لم يخطأ بتسميته لي حنظلة الكويتي ، ونحن في الطائرة قال سليمان الياسين . حنظلة رمز للإنسان المضطهد، حنظلة في حالاته كلها مضطهد ،لكنه رغم ذلك جرئ ."
يحكي لها قصة حياته ومعاناته وتفاصيل لقاءه بأمها عهود وطبيعة شخصيتها وقصة حياتها وطبيعة علاقتهم من بدايتها .. ثم دخول حرب الخليج والأحداث التي حدثت معهم وماحدث لمنسي خلال الاحتلال وبعده..
" حزن البدون صار مزمناً بحكم التقادم ."
يبدو أن هناك من يأتي للحياة ليس ليحياها ولكن لينجو منها فقط .. تختار له الحياة والاخرين حياته ولا يملك هو من أمره شيئا سوى الانجراف مع التيار.
"حياتي حتى الان مقفرة فقيرة لأحداث وخبرات جديرة بالافصاح . مستحيل . البعض محكومون بالبقاء على الهامش ."
قدم إسماعيل فهد إسماعيل حكاية منسي بأسلوب جميل وطريقة سرد مختلفة ذكرتني بسارماغو في عدم وجود فواصل والفقرات التي تمتد للصفحات وعدم وجود فوارق بين السرد والحوارات والأفكار الداخلية للشخصية ، لذا قد تكون صعبة القراءة خاصة في البداية بسبب صعوبة هذه الطريقة في السرد خاصة لمن لم يسبق له القراءة لسارماغو . وكمثال لذلك هو اقتباس بداية المراجعة.
بجانب التنقل في الزمن حيث يبدأ مثلا الفقرة بكتابته عن حياته في الوقت الحالى ثم ينتقل لحكايات الماضي او العكس بدون فواصل فقرات . بجانب الجمل المبتورة ...
الرواية إجمالا جميلة وأحد اسباب جمالها وتميزها و هي طريقة الكتابة ولغة الكاتب . تحتاج لتركيز في القراءة.
أول معرفتي بالكاتب واول لقاء ولدي رغبة في القراءة له مرة أخرى .
وقتي الساعي لإنهاء الرواية خارت سرعة قواه تمعناأمام جمل الكاتب المعبرة....هذه الرواية تقرأ علي مهل مستحق ...رواية صعبة مسترسلة لا إطناب فيها.......في عرف التصنيف لا أظنني أجرؤ على مقارنة هذه الحالة الروائية بمثيلاتها من الروايات.......هذا الالهام السردي الرائع المنقطع النظير لا تحضرني كلمات والإطراء إزاءه.....في رواية إسماعيل شحذ للذاكرة تعالت هممه قي أغوار الذاكرة المنسية لتتعالى صورهاصانعة تعابير تتجلى فوق الهامات.....فاجأتني جمله المعبره وأطروحاته الموضوعية......رواية صعبة ترفع سقف الذوق العادي لتصعب على الروائيين منصة العلو بنص نخبوي تتقبله العامة الشعبية....نص روائي يغرد محلقا خارج السرب
هذه رواية ممتعة .. وآسـرة، كل ما في هذه الرواية يدفعك دفعًا إلى التهامها، والتعاطف حد الشفقة والألم، مع صاحبها، وربما مع كاتبها أيضًا، .. هنا قضية لفرط ما اعتدناها تكررت، مأساة رجلٍ اسمه (بدون) ومن منَّا في أوطاننا العربية الشقيقة ليس (بدون) بدرجة من الدرجات، رجل يريد أن يعيش، فقط، ويحب .. فلم يكون هذا صعب عليه إلى هذا الحد، ولماذا يعامله المجتمع كله بتلك القسوة! .. هنا تجتمع المآسي لتجسد ألم الإنسان العربي الذي يجد أنه ليس أمامه في سبيل مواجهة هذا كله إلا "الصبر" .. يصبر حتى يحصل على الجنسية، فيأتي الاحتلال، يصبر على الزواج من حبيبة! فيطالبونه بتطليقها، يصبر حتى المقاومة فيتهم بالغدر! .. لم يعد أمامه إلا تلك الوريقات التي يكتبها لابنته! لعلّ، وعسى! ..... هنا رواية كبيرة، ولكنك تعجب لكونها "مكثَّفة" جدًا، تأتي كلها هكذا سطورًا تلو سطور وأحداث يليها أحداث، ومشاعر متضاربة ومتلاحقة، تجعلك ترافق المنسي ابن أبيه، في رحلته وفي مآسيه! .. أعجبني ما كتبته الشاعرة "سعدية مفرح" في تقديم هذه الرواية، ووصفها أنها (قلق ينتج قلقًا، وكتابة تتغوّل على كتابة، وهامشُ يتعالى على المتن، ونصوص تتسامى على كلماتها الحادة في جملها الناقصة، وشخصياتٍ نعرفها في إطار الواقع وسياق المتخيّل.. وأخرى نتوقعها تتمشى داخل نسيج الرواية لكنها تتفلت منّا كلما حاولنا الإحاطة بها.. ) بالمناسبة، لا عجب ولا غرابة أن تخرج تلك الرواية من قوائم "بوكر" فمثل هذه الرواية مكانها "القلوب" وليست للجوائز! لا عجب ولا غرابة، فقد اعتدنا أن تتصدر روايات "غريبة" قوائم البوكر، إذا استثنينا العام الماضي مثلاً، لاعجب ولا غرابة فمقاييس لجنة أمناء بوكر، أو لجنة تحكيمها أصبحت أكثر عجبًا وغرابة! ... يحسب لبوكر على كل حال أن عرفتنا عليه، أما بعد اكتشافنا لجمال كتابته وثراء عالمه، واحترافه، فالكبير سيبقى كبيرًا. ... لا يجب أن ننسى أن نشكر الصديق العزيز @ketab على توفير هذه الرواية الكترونيًا، فلولاه ما حصلنا على هذه المتعة http://goo.gl/oeHhap
ليست لدي نية لكتابة مراجعة .. فقط أود أن أقول أني طوال قراءتي للرواية كنت أتخيل - ولا أدري ما السبب - أن الكاتب شاب وهذه الرواية أول أعماله .. لُِأصدم بعد انهائها بمعرفة أنه جاوز السبعين من عمره وقد كتب العشرات من الكتب سابقا !!! بغض النظر عن عمره ، لكني موقنة أن من كتب هذا العمل روح شابّة .. شابة جدااا والله 💙
يقول أحد الشعراء أن المستحيلات ثلاثة؛ الغول والعنقاء والخل الوفي. ويخبرنا إسماعيل فهد إسماعيل بأن اثنين منهم سيحضران بروايته، فنخطو نحو روايته متوقعين أن تكون مليئة بالأحداث الخيالية، واحتمال وجود رحلة رمزية، أو حكاية أسطورية، لنكتشف أننا مع الواقع الذي يكاد أن يكون في ذاته خيالاً، فكيف يكون كل ما مر به "منسي ابن ابيه" أمراً عادياً وواقعياً؟ كيف ينجو المرء من الحياة؟
وجد "منسي" من اسمه نصيباً في الحياة، ولد لأم كويتية الجنسية، ولكنه بدون، لم يمقت حياته بل ظل فيها سائراً بلا توقف، أينما تضعه الحياة يسير، لا كلمة له على حياته، لا توجد رفاهية الاختيار فيها، خط سير واحد لا يملك إلا أن يسيره، حتى التوقف ليس متاحاً، فقط السير وإتخاذ اللازم من الاحتياط لتقليل الأضرار، للنجاة، من حياة صعبة ومريرة، حياة كل ما فيها صعب حتى البديهي منها، العمل والسكن والزواج والدراسة، أي حركة يخطوها تحتاج العديد من التصاريح اللازمة والعديد من الصعوبات التي يجب أن يُذللها. يحكي منسي حكايته في منتصف خمسينيات عمره، يحكي لابنته "زينب" التي لم يرها ولا مرة! يحكي حكاية تُشبه الأساطير، ويا زينب كم كان والدك صلباً، كم كان والدك مُتحملاً لكل القسوة التي واجهها، حكى لها عن لقاءه الأول بأمها "عهود" التي سحرته، وسحبته، أرادته فاستجاب، خنع لها، تملكته قلباً وجسداً، لم يكن يعلم أن غايتها تُبرر وسيلتها، ولكن عهود يا زينب، كويتية الجنسية، وأنا بدون، واجه مصاعب عديدة، تتمثل في الخال، سعود، كان يحتقرني، كان لا يراني، كأنه يملك شيئاً، وأنا بدون. ولكن يا زينب، لكم كنت أتمنى أن ��الك فقط هو الشخص الوحيد الذي علي أن أقلق بشأنه، لم أكن أعلم أن الحياة تُخبأ لي أكثر مما تُبدي، على الأقل خالك كان يُظهر لي دائماً ما يشعر به تجاهي.
أحياناً يُعجبك في رواية أسلوبها، شخصياتها، أحداثها، سرد الكاتب، من النادر أن تجدهم كلهم مجتمعين في رواية واحدة، من الأساطير كالغول والعنقاء والخل الوفي، وإكمالاً لحضور الأساطير، نجد رواية بهذا الإتقان، من أول صفحة تعرف أنك على موعد مع رواية لا مثيل لها، سرد مختلف لم أقرأ مثله من قبل، قطعة واحدة من السلاسة والدهشة، تدخل الحوارات بداخل السرد، يتنقل من سارد إلى آخر ومن شخص إلى آخر بنفس السطر ونفس الجملة، دون الشعور بأي ملل أو ارتباك، تتملكك الدهشة وأنت تقراً، ولا تعرف أهي دهشة الأحداث، أم دهشة السرد المتلاعب والذكي والذي استغل كل الفرص لكي يُبهرك فتكون الرواية غنية بسردها أيضاً، وليس فقط تقلبات الأحداث وسودوايتها، وتضافر الحكاية، فصول سرد الغزو العراقي للكويت كانت مُبهرة ودقيقة، تفاصيل شديدة الخصوصية، تناسب موضوع الرواية ولا تعرف أهي الحقيقة أم الخيال؟ وكلما تظن أن السرد والأحداث وصلت القمة، تجد ما يليها يبلغ قمة أعلى من التي سبقتها، إسماعيل فهد إسماعيل، هذا كاتب لو اكتفى بهذه الرواية لكفى ووفى.
هذه الرواية هي خير ممثل للتاريخ الفني والأدبي للكويت، ولا يأتي ذلك فقط من قيمة وأهمية الرواية، ولكن أيضاً من الشخصيات الحقيقية التي ادرجها الكاتب كشخصيات مُتخيلة وتضافرت بداخل النص، فأصدقاء منسي جميعهم معروفين، مخرجين وكتاب وقضاة، كأنه يجمع تاريخ الكويت، في محاولة للتضافر، كأنها تذكرة لما مروا به وعانوه، وكأنها تحية إجلال وتقدير لشخصيات أثرت في الوعي الثقافي والأدبي الكويتي، فكانوا بمثابة الخل الوفي في الحكاية، ولمنسي، كانوا خير السند والتعريف الحقيقي للوفاء والتقدير. الرواية تحتوي جنسيات عربية عديدة، كويتية وعراقية وفلسطينية، تذكير بالمعاناة العربية على مستويات عديدة، لم تحاول شيطنة جانب على آخر، بل كانت تقف أحياناً بجانب من شيطنهم الجميع، ففلسفة الرواية أن للكل حكاية، فلو سمعتها، لربما تغير رأيك وربما لا.
ختاماً.. بكل تأكيد رواية "في حضرة العنقاء والخل الوفي" هي واحدة من أفضل الروايات العربية التي قرأتها في حياتي، رغم أنها رواية ضخمة ودسمة، ولكنك بمجرد ما تدخل عالمها السحري، ستنجذب لها ولا يسعك فقط إلا أن تتذوق جمال سردها، وتلعن واقعيتها الحزينة، ويكون منسي ابن ابيه/ حنظلة الكويتي، بمثابة رمز للمعاناة والقهر، رمز للصمود والبأس، وأن نكون نحن من نجعل منسي، غير منسياً. بكل تأكيد يُنصح بها.
بنبرة مأساوية، ومواضيع مستفزة، وسرد لا يترك القارئ يلتقط أنفاسه، تمخض الأدبي الكويتي عن هذه الرواية الجادة حيث يخدم الأدب القضية ولا صوت يعلو فوق صوت الإنسانية.
غربة في شبه وطن البعض منا يُبتلى بسمة يُحكّم بها عليه طوال حياته: عاهة جسدية، انتماء لعرق أو دين أو مذهب معين، حضوره موقف ما أو فعل يقترفه. هذه السمة تُشكّل سلوكه وعلاقاته وتحركاته وعمله...والأهم من ذلك: نظرته إلى ذاته. البدون، أي من هم بدون جنسية، هم فئة مهمشة في المجتمع الكويتي ويحتاجون إلى من يوصل معضلتهم إلى الرأي العام. سخّر إسماعيل فهد هذا النص لتصوير معاناة البدون في مختلف الأحوال: الزواج، السفر، العمل، القضايا الجنائية، الخلافات الشخصية وغير ذلك. لا شك أن القارئ بعد خوضه غمار النص يجد نفسه في ثوب البدون، يتذوق مرارتهم ويشعر بالفصام الذي يداهمهم والضياع الذي يكتنف مصيرهم. غير أن القارئ غير المطّلع على هذه القضية سيفتقر إلى خلفية تاريخية عن أصول المشكلة وكيفية تشكّل هذه الفئة. بالإضافة إلى أن وجود شخصيات بدون رئيسية أخرى بظروف مختلفة كانت ستعطي القارئ نظرة أعم وأشمل.
الأزمة وتصحيحات لازمة الغزو العراقي، أو حرب الخليج، أو الأزمة كما تسميها شعوب المنطقة، هي من العلامات الفارقة في التاريخ العربي المعاصر. استل الروائي الكويتي قلمه ليسرد لنا وقائعها بتجرد، وكان جلياً حرصه على توضيح نقاط قد تغيب عن القارئ أو وصلته عنها معلومات مغلوطة. من بين تلك النقاط: تفاصيل عن نضال المقاومة الكويتية، موقف الفلسطينيين القاطنين في الكويت تجاه الغزو، دور البدون في المقاومة وكذلك التحاق بعضهم في الجيش العراقي الشعبي، تصوير سلوك الجنود العراقيين إبان الاجتياح، والمحاكمات العرفية للمتهمين بالتعاون مع المحتل. تشعر بأن الكاتب يسعى لأن يكون صوت من لا صوت له، وأن يصدح بما يعتقده حقاً لا أن يُسمع الجمهور ما يعجبه.
سرد بلا سد تتدفق بعض النصوص كنبع سلس، ولكن هذا يهدر كسيل عارم. إذا شئت الاختصار فهو كأسلوب ساراماغو، وإن أردت تفاصيلاً فلك ذلك. الجمل متتابعة، الكثير منها قصير وتتواصل دون فقرات لعدة صفحات. الحوارات غير معنونة بالأسماء وليست مقسمة كالأدوار. تطالعك الصفحات مترعة بالحبر، تنزلق عينيك على السطور كالسقوط الحر، لا تملك التقاط أنفاسك ولا التوقف في مكانك. لا جدال أن التنقية السردية صعبة ولكن لها ما يميزها: النص يحتويك، يحيط بك، يكتنفك كلحاف سميك في ليلة صقيع. عدا ذلك، الخط الزمني للأحداث واضح، ليست هناك منعطف ولا حيل سردية.
شخصيات في خدمة النص باستثناء عهود المتقلبة الجريئة الضعيفة الشهمة الظالمة، نجد أن بقية الشخصيات تقريباً ليست بذات الدرجة من التعقيد. الغالبية تمثل صفة معينة تحملها معها طوال الرواية: الخير، الشر، الوفاء، الشجاعة، الإنصاف...إلخ. لن تميز الشخصيات من حواراتها أو تصرفاتها مالم تطالع الأسماء، كما لن تتذكر الشخصيات ككائنات حيوية بعد فراغك من الرواية بوقت وجيز. من ناحية أخرى، الحبكات الفرعية في رواية من هذا الحجم ليست حاضرة بشكل ملحوظ. مجرد قصص خفيفة هنا وهناك.
للأدب مهمة نبيلة، بإمكانه أن يُقاضي المجتمع ويترافع عن المظلوم ويذكرنا جميعاً بمعاناة الآخر. لمثل هذه المهمة كتب إسماعيل فهد هذه الرواية
نسيت أن أقول أن العنوان عبقري! ثلاثة ليس لهن وجود ... غول و العنقاء و الخل الودود إسماعيل فهد أفسح لهم مكانا للتواجد في ظل حكايته
-----------------
أول رواية أطالعها للكاتب إسماعيل فهد إسماعيل و هو ثالث كاتب كويتي أقرأ له بعد سعود السنعوسي و بثينة العيسى مقارنة بالكاتبين المذكورين، إسماعيل فهد ينتمي إلى جيل آخر، أكثر خبرة و أوفر إنتاجا أدبيا
الرواية تتحدث عن المنسي بن أبيه، صحفي في جريدة السياسة، و هي عبارة عن رسالة طويلة إلى ابنته زينب التي لم يرها
أولا، الأسلوب ملفت، بجمله المتراصة التي لا تراعي قواعد التنقيط الأساسية, لا الحوار يتخذ شكل حوار و لا الفقرة تقسم إلى جمل تفصلها نقاط، و لا الفقرات ذات وحدة معنوية معقولة! ربما لو كتبت بشكل طبيعي لتجاوز عدد الصفحات الـ 600 الجمل مبتورة منقوصة، تنتهي مفتوحة على "ماذا" و "من" و "لم" و "ما"... و تترك للقارئ إكمال نقصها. لكن الأسلوب ذو جاذبية لا تنكر و اللغة رشيقة و منمقة بعناية
ثانيا، الأحداث تدور في فترة الثمانينات و حتى تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، و تسلط الضوء على مأساة البدون. لم أكن أعرف شيئا عن البدون قبل قراءة "ساق البامبو" و هذه الرواية لم تأت بجديد، لكنها كتبت عن قضية تستحق كل اهتمام و جعلتها في مركز الأحداث و ليس مجرد حدث عارض
ثالثا، الشخصيات الرئيسية، المنسي بن أبيه، اسم شهرة لخص كل شيء. هو البطل و الضحية و الراوي. ترددت بين التعاطف معه و السخط عليه. بدايته الانهزامية و شخصيته المهتزة لم تدع مجالا للتعاطف، لكنني بحثت له عن الأعذار لاحقا... أوليست صفة البدون السبب الرئيسي لمأساته، فأفقدته ثقته بنفسه، خاصة مع الجنس الآخر؟ فكان من السهل على عهود أن تتحكم به و تبقيه طوع بنانها. لكن ما تلا من مصائب لحقت به كانت قدرا، و ظلما سافرا لا دخل لشخصيته فيها... و مع ذلك، أولو تكن البداية السلبية في علاقته بعهود هي السبب المباشر أو غير المباشر؟
الشخصيات النسائية كانت شبه غائبة عن الرواية، و تتلخص في شخصيتي عهود و الأم. و مع أن الكاتب بدا مساندا للمنحى الليبرالي في العلاقات و الحريات، و أظهر الدين في شكل "غول" في شخصية سعود الأخ المتعصب، فقد جعل كليهما (الدين و الليبرالية) عبر شخصيتي سعود و عهود يتحالفان أخيرا ضد "البدون" في شخصية المنسي
مشهد التابوت في الشاحنة، توقعت على الفور ما يحويه مصادفة ترأس القاضي صلاح الفهد لمحكمة أمن الدولة، كنت أتوقع حتى آخر لحظة أن يحصل له مكروه و لا تتم تبرئة المنسي شخصيات مبارك السويد و سليمان الياسين من أجمل شخصيات الرواية. المنسي كان محظوظا بأصدقائه طوال الوقت. لولاهم لما كان لحياته معنى
النهاية بقيت مفتوحة، لن نعرف أبدا إن كانت زينب ستتلقى رسالة أبيها
و يبقى السؤال الملح، كيف خرجت هذه الرواية من القائمة القصيرة للبوكر و بقيت الفيل الأزرق؟
"أنا المنسي اسمًا في الوقت ذاته أجزم إني منسي حقيقةً".
هذه الرواية حالة أدبية إنسانية فريدة وموجعة لحد الإرهاق 😭
أولًا يجب أن أسجل إعجابي الشديد بعنوان هذه الرواية "في حضرة العنقاء والخل الوفي" عنوان عبقري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
"لما رأيتُ بني الزمانِ وما بهم .. خِلٌّ وفيٌّ للشدائد أصطفي أيقنتُ أنَّ المستحيل ثلاثة: الغُول والعَنقاء والخِل الوَفي – الشاعر "صفي الدين الحلِّي"
من المعروف عند العرب، أن المستحيلات هي ثلاث: الغول، والعنقاء، والخل الوفي. لكن هنا اختار الكاتب "إسماعيل فهد إسماعيل" عنوان روايته مستحيلين، وانتقص الثالث (الغول)، ولكنه ليس غائبًا، ستجده في تفاصيل الرواية، حتى وإن لم يتم ذكره بالاسم.
ثانيًا هذه أول رواية مفتوحة النهاية أقيمها بخمس نجوم، أنا شخصية لا تقبل النهايات المفتوحة ولكن هنا تقبلتها لأنها بكل المعطيات ليس هناك حل غيرها.
هذه أول رواية أقرأها للكاتب إسماعيل فهد إسماعيل" وقد ندمت كثيرًا على تأخر القراءة له حتى الآن.
تدور أحداث هذه الرواية في فترة الثمانينات حتى تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، و تسلط الضوء على مأساة البدون التي يتناولها معظم الكتاب الكويتيين في أعمالهم، ولكن هذه الرواية غير..
تتميز هذه الرواية بشخصياتها المرسومة ببراعة فنان، وبأسلوبها الملفت وعبقرية السرد، البطل هنا هو المنسي بن أبيه صحفي في جريدة السياسة، والرواية تعتبر رسالة طويلة إلى ابنته زينب التي لم يرها في حياته مطلقًا. البطل هنا هو الضحية - حنظلة الكويتي كما وصفه ورسمه ناجي العلي - وهو الراوي الذي يسرد ما يدور داخله طول الوقت لذلك تشعر باضطراباته، وتعيش مأساته بسهولة، كما برع الكاتب في التنقل بين الأزمنة بسلاسة متناهية.
"الخيانة أوجه، أشدّها شناعة أنْ يأتيك من ينتهزك، يوهمك بما تراه عادلًا، يسايرك مبيّتًا غدرًا، وحتى إذا بحثت في الأسباب، التي ولّدت لديه حافز الغدر، وجدتها غير مبررة، وهو لن يكسب من وراء غدره، سوى فعل الإيذاء المبرمج والممتد في زمانك كلّه".
أحببت قلم الكاتب إسماعيل فهد إسماعيل وأحببت القراءة له ❤️
هذه هى قراءتى الثانية للسيد إسماعيل فهد،كانت الأولى روايته الجميلة-طيور التاجي وتأتى في حضرة العنقاء فى المركز الثاني ترتيبا وإعجابا من ناحيتي.
**********
كانت وماتزال قناعتي الراسخة بأن الفن لمن يحيا فى بلاد كبلادنا لابد له من دور ما لابد وأن يشتبك مع الواقع البغيض دوما ليحيلنا إلى مساحات الجمال المنزوية أو المأمولة التى يمكن لنا أن نركن إلى ظلالها ونسعى جاهدين إلى الوصول إليها أو إيجادها واقعا إن لم تكن موجودة،،،
**********
فى روايته هذه بدءا من العنوان يشتبك نص الكاتب مع موضوعه فى حضرة العنقاء والخل الوفي طيب أين المستحيل الثالث،أين الغول؟ إذن العنوان منقوص عن عمد،العنوان"بدون" وكذلك شخصية العمل الرئيسة"منسى" هذا اسمه وبدون هذه صفته،وواقعه معلق بين سماء الحلم وواقع الإقصاء،،،
**********
البدون خنجر ماض فى خاصرة الوطن\الشعب\الدولة الكويتية لا يستطيعون إعادته إلى غمده الطبيعى والمأمول من قبل أصحابه ولايقدرون\يرغبون أن ينتزعوه ويلقوا به بعيدا فيستريحون ويريحون\يُغضبون،،،
**********
تدور الرواية حول حياة منسي ابن أبيه،ذلك الرجل الموسوم\الموصوم بكونه"بدون" يحيا على أرض يوقن بأنه منها وأنها له فيم ترفض الأوراق الرسمية أن تثبت له هذا الحق\الإدعاء ومن ثم يستعرض المذكور فى روايته\رسالته الطوووويلة جدا إلى ابنته التى لم يرها منذ ميلادها زينب\بمعنى ما زينب هى القارىء أو العكس،،،
تفاصيل رحلته الممتدة منذ الصبا وبواكير الشباب حتى لحظة كتابته السطور وقد صار شيخا يتحسس طريقه نحو عامه الستين خريطة علاقاته الإنسانية من صداقات\عداوات\محبة\كراهية\سجن\هرب\عزلة الخ
**********
تسيطر على منسي أثناء الكتابة مشاعر الفقد والحنين يغلب على نبرته الأسى،يستعيد ماكان بوصفه حاضرا لم يزل ويمنى نفسه بشىء واحد ووحيد أن يرى زينب أو أن تصلها رسالته الوداعية إن لم يتيسر اللقاء،،،
**********
كعادتي لا أحب الخوض فى تفاصيل العمل ولا أحب كذلك الإطالة فى تبيان التفاصيل كون ذلك الأمر يتطلب مقالا مطولا عن الكاتب وعمله لكن بطبيعة الحال لا بد من ذكر بعض الملاحظات المتعلقة ببناء العمل وأجوائه:-
1-
موضوع الرواية كان ومايزال حساسا ومؤرقا فى تناوله لأى كاتب مهما كان اسمه أو ذيوع صيته فى النهاية الكويت كمصر وباقى الدول العربية الحرية فيها ولأهلها وهم كبير لذلك يحسب للسيد إسماعيل خوضه غمار القضية وطرحها فى ثوب فني\روائى له من الجاذبية والجمال\الألم الكثير.
2-
شخصية منسى الرئيسية عبر الكاتب من خلالها عن خليط الأفكار\المشاعر الذى لا يجتمع إلا لإنسان يبحث ليل نهار عن هويته\من يكون وماقيمة حياته فى زمان ومكان يلفظانه ألف مرة على مدار اليوم ربما يري البعض فى شخصية منسي تساميا\خنوعا زائدا عند مواجهته لكثير من الأزمات التى اعترضته أثناء الرواية ربما كذلك تبدو شخصيته نموذجا دالا على التردد\الإستكانة\السلبية\ الإنهزامية التى لا يبررها فقط كونه بدون لكن نشأته وبيئته وعزلته الظاهرة والباطنة وصراعه النفسى الأبدى كان لها كبير الأثر فى ذلك
3-
شخصيات الرواية الأخرى سواء أكانت فى خانة الأصدقاء كمبارك سويد،سليمان الياسين،صلاح الفهد،العم فرحان أو خانة الأصدقاء الأعداء عهود وأمها أو خانة الأعداء الخلص سعود وما أدرااااك ما سعود من ناحية البناء أو المساهمة فى تطوير الأحداث ودفعها فى إتجاهات معينة كانت جيدة وإن شاب بعضها تناقضا أو غموضا فى التصرفات"مثلا عهود دمشق\مقارنة بعهود الكويت ما بعد الإحتلال"،،،
4-
حبكة العمل الرئيسة منسي وحياته،والحبكات الفرعية منسي\عهود،منسي\سعود،منسى\الأصدقاء،منسي\الإحتلال تداخلت وامتزجت بصورة شكلت معمارا فنيا جميلا نعم شابه بعض من الترهل فى بنية السرد فى المرحلة الدمشقية ربما، وأيضا ما بعد الإحتلال لكن هكذا أمور مما يستسيغه البعض ويمجه آخرون،،،
5- نمط الحكى\السرد بضمير المتكلم أعطى العمل حميمية وصدقية فى تناول التفاصيل وعرضها، إعتماد الكاتب الجمل القصيرة المتكاثفة المتراصة بجوار بعضها المنقوصة عن عمد أحيانا كان عاملا هاما فى شحذ أذهان القراء ودفعهم للقراءة بانتباه وتريث
عموما هذه الرواية لا تُقرأ على عجل أبدا وإن خاطر الكاتب بمثل هذا الأسلوب فى الكتابة والذى قد لا يروق لكثيرين،ويرهق أيضا كثيرين لست أدرى لماذا تذكرت ساراماجو وطريقة حكيه المشابهة نوعا لما جاء هنا مع فارق أن سارماجو يصيبك بالجنون بلا أدنى ذرة من شفقة
6-لغة السيد إسماعيل فهد رائعة\فاتنة\آسرة حقيقة أستمتع بعذوبتها كلما أسعدنى حظى وأتاحت لي الظروف قراءة عمل من أعمال هذا الحكاء المخضرم،،،
7-
قد أكون أطلت عن غير قصد،لكن من الثابت عندى "سواء أحببت هذه الرواية أم كان لك رأى مغاير وفضلت "أعمال أخرى للكاتب عليها فالقراءة للسيد إسماعيل فهد متعة خالصة ومتحققة لمن أرادها وسعى إليها أتمنى أن يتاح لي مستقبلا قراءة المزيد من أعمال هذا القلم الفذ كما أتمنى كالمعتاد لقامات كهذه أن تنال حظها ونصيبها اللائق من الإحتفاء\التقدير قبل رحيلهم عنا وليس"بعد" كما هو حالنا دوما ... -----------
تفاصيل وأبعاد الأمر ربما يرغب من يود الإطلاع على بعض تفاصيلها إلقاء نظرة هنا للتعرف على أهم تفاصيل القضية بالطبع التأكد من صدقية المعلومات الواردة ليس بيدي،لكن غالب الظن أن التعريف بهم على الأقل صائب:-
ظلم ! ظلم أن تقرأ عن الظلم، قبل أن يمهّد لك أحدهم بذلك ! ما ذنبي ؟ أصارع رغبةً بالبكاء، وإخرى بالصّراخ ! ... هذه الرواية مشحونة بالإنسان.. بصوره وقذارته وحقيقته المرّة أنصح بقراءتها رغم التعب المصاحب لذلك.
هناك روايات تشعر أثناء قراءتها بالخوف كلما اقتربت من النهاية ، تلك اللحظة التى تعنى المفارقة وطوى الرواية وما جاء فيها والشعور بأن احساس المتعة بالرواية انتهى سريعا ،، هذا ما ستشعر به عزيزى القارئ خلال رواية " ف حضرة العنقاء والخل الوفى " . بداية يجب توجيه السؤال إلى القائمين ع جائزة البوكر هل قمتم بقراءة تلك الرواية بالفعل ؟ هل لم تجدوا المتعة الكافية خلال القراءة ؟ هل لم تجدوا اى عنصر من عناصر الاكتمال داخل الرواية ؟ لا اعلم حتى الآن كيف لهذه الرواية بهذه الدرجة الكبيرة من الجودة المتوافرة ع صعيد الفكرة والاسلوب والحوار وحتى الحبكة ان لا تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر ؟ إذا لم تصل رواية مثل تلك من يستحق الوصول إذا ؟ تعد تلك الرواية اول قراءاتى لذلك الكاتب العظيم " إسماعيل فهد إسماعيل " ولا اعلم كيف لم اقرأ له من قبل ،، أسلوبه فريد من نوعه ،، أسلوب يجعل القارئ يتحول من مجرد مستقبل للكلمات إلى مرسل وفاعل لها ،، تعمد إختيار تكتيك جديد ف الكتابة ألا وهو بتر الجمل ليجعل القارئ متحفز الذهن قادر ع إكمال الجملة من صنيعه الشخصى ومتحد مع الكاتب ف بوتقة واحدة إلى درجة الانصهار لتتحقق بذلك المتعة الكاملة للقارئ لا تضاهيها أى متعة أخرى . لا انكر إننى ف البداية انتابتنى بعض الدهشة حيال ذلك الأسلوب ولكن المؤلف كان يمتلك من القدارات الابداعية ما يؤهله لجذب انتباه القارئ وتخطى حاجز الدهشة ليصل إلى درجة الانغماس ف احداث الرواية بشكل سريع ! اجمل ما ف تلك الرواية - أو بمعنى اصح السيرة الذاتية لبطل الرواية المنسى بن ابيه - إنها لم تقتصر ع حياة البطل فقط بل تخطتها لتلقى الضوء ع الحالة السياسية للمجتمع الكويتى ف ذلك الوقت وحالة الحرب بينها وبين العراق ، وكم كانت دهشتى من معرفتى لمعلومات كانت غائبة عنى للاسف حول هذا الموضوع الهام ،، وف هذا إجابة ع من يسأل وما فائدة قراءة الروايات ! الكاتب البارع هو من يجعلك تنتهى من قراءة عمل له لتقرر بعدها ع الفور قراءة باقى أعماله ،، وهذا ما فعله مع الرائع إسماعيل فهد إسماعيل . لو كان هناك تقييم أعلى لكنت منحته ع الفور دون تفكير ،، يا ليت كل القراء يقرأون تلك الرواية ولا يعتدون برأى القائمين ع جائزة البوكر ،، فبعد قراءتى هذه ايقنت ان للجائزة اعتبارات آخرى للاسف !
واهم شئ توجيه الشكر لموقع كتاب ع رفعه لمثل تلك الروائع واتمنى الاستمرار ف ذلك :)
رواية ناضجة، تفوح منها رائحة العبقرية السردية و اللغوية.
تحكي الرواية عن "منسي" المنسي بالفعل، ومعاناته بسبب فقدان الجنسية، فهو ضائع في وطن لا يعترف بوجوده، بل يسعى إلي قتله بالبطيء. أصابت الحياة "منسي" بالعطب، جعلته مفرد في مجتمع لا يرحم، أصبح عُرضه للأختراق النفسي بسبب ما حصل له.
اسماعيل فهد اسماعيل إنسان عظيم ويصعب علي ان اكتب رأيي في روايته العنقاء والخل الوفي! اسماعيل هو هامة ادبية كبيرة نشأت في ظلها في الكويت عندما احببت القراءة! مع هذا سأحاول ان اعبر عن شعوري بإحساسي الناضج . الرواية تبدأ بداية ممتازة مليئة بالوعود ! اسماء فنانين معروفين تزدحم في البداية وتاخذ دايما ب يد منسي الكويتي البدون. ولاني ولدت ونشأت في الكويت العصر الذهبي للفن والأدب والمسرح، اغراني اسماعيل بكل هذه الأسماء وأماكن مسرح الخليج وجعلني اعيش جو ولا اروع ولكن !! منسي نفسه يتدهور كثيرا في قبوله للواقع وفي تقبله حسنات أصدقائه الكويتيين ! اعتقد ان الكاتب أراد ان يوضح لنا ماساة الانسان البدون في كمية الذل الكبيرة التي تلقاها منسي! مع هذا هناك أشياء غير منطقية! هو يفسر حب منسي لزوجته الكويتية بانه نوع من قلب منسي الكبير ! منسي الذي يتلقى الصفعات من وطنه ومن عنصرية شعبه ! منسي الملاك! هل هذا يعقل؟ يتسلل إليك الإحساس ان زوجة منسي نسرة معتبرة وأنها لم تكن تحبه بل كان هو أفضل شي متاح لها حتى تنجب طفلة خاصة وأنها مطلقة! هل يعقل ان منسي لا يحقد ولا يغضب لكرامته؟ لا اعتقد ان اسماعيل أضاف فهمًا اكبر لنفسية الانسان البدون في شخصية منسي! ربما في الجزء الاول من الكتاب ولكن كل شي تدهور بعد زواج منسي! تغيرت القصة الى وطنية تافهة ممطوطة وغير مستساغة ! وكأنها نشيدة وطنية عقيمة في حب الكويت الظالمة !! اعتقد ان اسماعيل كتب شخصية منسي في البداية بصورة جيدة لكنه وقع في فخ نظرة الكويتي المشفقة المحسنة للشخص البدون! هذه هي المشكلة الكبيرة! منسي ضاعت ملامحه بالنظرة التقليدية الكويتية! ربما نحتاج آلى بدون حقيقي لوصف ماساة الانسان البدون النفسية! مع هذا حبكة اسماعيل مشوقة خاصة إبان الغزو العراقي والجيش الشعبي وملابساته.مع هذا المبالغة شديدة في وصف دفن ام منسي وكأني في فيلم مصري من اخراج حسن الامام!! ميلودراما حادة! الصراحة احسست انعدام كرامة وكبرياء رهيب في ام منسي ومنسي لدرجة الغثيان! ناجي العلي كان اضافة جميلة رغم إحساسي الدايم ان منسي لا يستحق كل هذه البطولة التي رسمها له ناجي العلي! طبعا الشقة وكون ان امراة كويتية تستأجرها وتستقبل منسي فيها هو مشهد غير واقعي! اسماعيل كان موفقا في وصف العنجهية الكويتية والعنصرية ضد المراة والفئات الضعيفة في الكويت من خلال شخصية اخ الزوجة وكيف ان المراة تحتال ضد الاضطهاد العام في تمسكنها والتظاهر بالتدين والاستقامة وايضا في هروبها من المجتمع في شخصية الأخت الصغرى للزوجة ! نجح اسماعيل ايضا في توصيل الصورة ان رجال الكويت القدماء كانوا اكثر تحررا في الفكر من الجيل الحالي بمقارنة والد الزوجة ب اخيها الشرير. احس دايما ان الجزء الأخير كتب على عجلة وهذا الشي تحسه ايضا في كتاب الصهد ل الظفيري! كانهم يقعون في أزمة إنهاء الرواية! العنقاء رواية طويلة ومليئة بالاحباط والكآبة! فيها نوع من فقدان الأمل في الكويت الحالية ، مع هذا انطبعت في تفكيري وهذا يحسب للكاتب ويعتبر دليل نجاح. افتقدت كثيرا النظرة الفلسفية والصور الشعرية آلتي تهز ضمير المتلقي في سطور الرواية. احسست انها رواية لأحداث كثيرة مشوقة مختلطة ب شخصيات معروفة لها بريق. طبعا الشعور بأنها خاضعة للرقيب كان موجودا نوعا ما في غياب اي صورة جريئة لمشاعر الحب بين منسي وحبيبته او انتقاد السلطة في الكويت . اتوقع ان اسماعيل كان يمكن ان يعطي زخما اكبر في هذه الرواية لأَنِّي تعودت منه هذا وخاصة ان منسي كان شخصية حساسة غير عادية تتسم بموهبة الكتابة الفنية والنقدية. على كل الرواية قيمة وارشحها للقراءة خاصة لمن يود ان يعرف عن البدون في الكويت وتداعيات موضوعهم بعد الغزو العراقي. تحياتي ل اسماعيل فهد اسماعيل على تكريسه رواية كاملة لانسان بدون رغم خيبتي في تسطيح شخصيته نوعا ما وجعله يعيش على حسنات أصدقائه الكويتيين. شكرًا لك اسماعيل فهد اسماعيل لروحك الكبيرة واهتمامك ب المهمشين. شكرًا لك لتذكيري ب ميزة من مزايا الكويت المنسية وهي وجود عقليات رائعة ومبدعة في الأدب والفن والمسرح والإنسانية في عصر الكويت الذهبي. انت واحد من هؤلاء العظماء المتواضعين الذين جعلوني لاازال اشعر انني من الكويت.
وأخيرا 😌 منذ فترة طويلة وأنا أرغب بالقراءة لإسماعيل فهد إسماعيل وها أنا أبدء أولى تجاربي معه بروايته الأهم -كما توصف- "في حضرة العنقاء والخل الوفي".
كان هذا العمل البديع هو ما أختتم به قراءات السنة وكأنه جاء كتتويج لكل الأعمال البديعة التي قرأتها هذا العام الذي كانت حصيلتي القرائية فيه أعلى من أى عام مضى وأيضاً حصيلتي من الأعمال البديعة التي أعجبتني كان كثيراً وكثيراً جداً ❤ ... "تواجد الآخر مادياً أمامك في متناول عينيك، لا شيء يهم، ولا يهم أن تبذل جهداً لتأكيد حبك له، لا كلمة دالة ولا نأمة، تكفيكما تفاصيل أيامكما المشتركة، جلوسٌ حول مائدة طعام، السرير دثارٌ واحد، مشوار المستشفى الصدري مصطحبين أمي مرتين شهرياً. غياب الآخر بعيداً، يعني أن لا شيء يهم سواه، هذا الفرح الداخلي الآخذ بالاتساع إلى أين؟ اللهفة التي تسارع الأنفاس، الشوق العارم والمعذَّب، معاناة حضور الآخر الغائب متحققاً داخل الوجدان. يا منسي، تُراك تكتشف كما لم يسبق، تنفرد بك، تقول لك، لو جاءت عهود لن أُغفلها أنني أحبها!" ... بمجرد أن تعرّفت على شخصية "منسي" بطل الرواية، تذكرت رواية للطيب صالح بعنوان "منسي: إنسان نادر على طريقته" فهو حقاً ينطبق عليه هذا العنوان فهو نادر على طريقته!
"منسي" كاتب صحفي سياسي عديم الجنسية "بدون"، يعيش مع أمه في غرفة صغيرة "عشة" لكنه يرى فيها العالم كله، برائحة أمه وسجادتها، بملفاته التي عكف على كتابتها وتجميعها. كونه بدون جعله مضطر للتخلي عن الكثير من متع الحياة، ممنوع من السفر والتنقل خارج الكويت، برغم بلوغه الثلاثين لا يفكر بالزواج، فمن التي ترضى لذريتها بأب بدون! إلى أن يلتقي ب "عهود" وأين! خارج الكويت، في الشام! أى أن هناك قانونين قد تم وضعهم مسبقاً وتم الإخلال بهم معاً!
"عهود" التي أعطت كل شيء، وأخذت كل شيءٍ أيضاً. لكن أجمل ما جاءت به هو ابنتهم التي سيجلس منسي بعد مرور الزمن ليسرد عليها حكايته وحكاية أمها عهود. وكل ذلك عبر رسالة طويلة محفوظة داخل صندوق خشبي نُقش عليه اسمها "زينب". ... حتى الآن لم أقرأ لكاتب "كويتي" إلا وله رواية -على الأقل- تناقش موضوع "البدون" إذا لم يكن يتطرق إليها في كل أعماله.
لكن هذه الرواية غير. ما كان لي أمامها إلا أن أحبها، أن أتعلق بها وبأبطالها وأتأثر بهم بل وحتى أشعر أنني معهم وأقاسمهم مشاعرهم! ... أحببت قلم إسماعيل فهد إسماعيل وأحببت القراءة له وأرغب في الإستزادة مما عنده وأحمد الله على أن ما عنده كثير وقد بدأت رحلتي معه من الآن.
لا أحد يشبه اسماعيل فهد.. لا في سرده ولا في أسلوبه ولا حتى في طريقة تناوله للحدث. اسماعيل فهد اسماعيل عالم قائم بذاته، فهو بالتأكيد الأب الروحي للأدب الكويتي تجمعه علاقات المودة والإنسانية مع التيارات والأجيال الأدبية كافة. رواية إنسانية مؤلمة، بمأساة فقدان الوطن وانعدام الأمان لطبقة إجتماعية إسمها "البدون" والذين تسميهم الحكومة الكويتية غير محددي الجنسية. البدون حالة كويتية خاصة.
الرواية تتحدث عن منسي ابن أبيه. منسي رهن اعتقال في زمن احتلال. منسي.. لا تعاون خليجي ولا جنسيات أخرى.
لا تُشبه شيئًا قرأته من قبل، وأصعب من أن يتم تقييمها، إذ تطلب العمل مني أيامًا بعد الانتهاء منه كي أهضم ما كتبه اسماعيل فهد اسماعيل، وأشرع في إبداء رأيي المتواضع بروايته الأخيرة. أول عملٍ أقرأه لإسماعيل. أذهلتني اللغة، والتراكيب اللغوية التي ما سبق لي وأن قرأتها. المنسي ابنُ أبيه، بطل الرواية الذي ظلّ يرقد في هامش أحداثها حتى النهاية. استعرض الروائي كافة أدواته ليخرج لنا عملًا بهكذا مستوى، أحداثٌ عصفت بـ (المنسي)، وعوالم مختلفة رسمها ببراعة، وبدقة متناهية، بدءًا من سكنه المتواضع في (النقرة)، مرورًا برحلته مع فرقة المسرح الشعبي إلى (دمشق) حيث التقى بـ (عهود)، ثم يأتي لصلب الحدّوته عندما يستحضرُ فترة (الغزو العراقي الغاشم)، بأسلوب مختلفٍ عمّا تم تقديمه من خلال الأعمال الأخرى. استعان الكاتب بشخصياتٍ حقيقية، ليصنع من العمل سيرةًٍ ذاتية لشخصية مجهولة الهوية، كالمخرج الراحل (صقر الرشود) و(سليمان الياسين) و(مبارك سويّد) وآخرين..
رواية جميلة بطلها شخص كويتي بدون - اسمه "المنسي" يحكي قصة حياته لابنته "زينب"، يدخلنا الاديب المرحوم إسماعيل فهد دائما في عوالم ساحرة من لغته العذبة، فنتوه في عبق الشام والكويت وروعة الأماكن والزمن والحياة القديمة والشخصيات والمشاعر التي يصفها باتقان على لسان بطله المنسي.
كان المنسي شخصية ضعيفة ومضطهدة عاش يتيما مع امه المريضة بالتهاب رئوي مزمن وكان ضحية باستمرار ومثارا للتحقير والهوان من العدو والصديق، التحق المنسي بالمسرح الكويتي في السبعينات وهنا تظهر لنا أسماء حقيقية معروفة كمبارك سويد وسليمان الياسين وهما شخصيتين بارزتين في الرواية وهناك أيضا عبد العزيز السريع وفؤاد الشطي وصقر الرشود وصلاح الفهد وطبعا ناجي العلي بحنظلته.
هكذا يبقى المنسي منسيا حتى يشتعل قلبه بحب "عهود" فتاة كويتية مطلقة تكبره عمرا، تعرضت الى ظروف سيئة في زواجها الأول وظروف سيئة مع اخيها سعود، يتعاطف المنسي معها وتنشئ تلك المحبة المتصاعدة ابتداءا من أجواء دمشق الى الكويت وتتوج أخيرا بالزواج.
بالزواج بدأت المشاكل بالحدوث، سعود كان حجر عثرة حيث سعى في تطليق اخته من هذا البدون ولكن دون جدوى، ولم يلبثوا سوى مدة قليلة حتى حدث غزو الكويت، وللمفارقة كان غزو الكويت باعثا لإيحاش قلبي هذين الزوجين، فاظهرت عهود باستمرار ان هناك فرقا بينهما فهي الكويتية المحزونة بوطنها، وهو وأمه وكل البدون يشمتون بالكويتيين، فما كان منها الا ان تغادر الى بيت ابيها وظلت هناك وهي حامل بابنتهما زينب، وبينما كانت القوات العراقية الصدامية تحكم الكويت تقدم سعود بدعوة طلاق الى القوات العراقية ضد منسي، يقبض الضابط على منسي ويخيره بين امرين السجن أم الالتحاق كجندي في القوات العراقية فماذا سيحدث يا ترى له ولامه وزوجته وابنته؟؟
شهادة تاريخية تشكل الرواية شهادة تاريخية مهمة تصف وتنتقد كثير من الوقائع التي حدثت، فمن المسرح الكويتي الى تفاصيل الغزو وأساليب المقاومة والمحاكم العراقية قبل التحرير والكويتية بعد التحرير، والسجون، ولا ننسى كل التفاصيل عن البدون وعن الظلم الذي تعرضوا له، هذه الرواية كشفت لي تفاصيل لم اعرفها عن الغزو وعما حدث بعده وعن وضع البدون ، نعم الرواية فيها قدر كبير من الالمام بما يجري وبتعبير رائع عن قضايا البدون.
إطالة وغياب تشويق الرواية طويلة تقترب من 400 صفحة بالخط الصغير، أسهب الكاتب كثيرا في الحديث عن أمور لا تشد القارئ، تفاصيل تفاصيل، واستطرادات لا داعي لها تسري على مهلها، وفي نفس الوقت لا يوجد تشويق مستمر يدفعنا لموصلة القراءة، ولكن يبقى الجانب الادبي مهيمن وفي اعلى درجاته، هذه الرواية تذكرني بروايات عكسها تماما، تحمل قصة واحداث مشوقة جدا ولكن لا يوجد ثمة حس روائي، فهنا نعرف ان الادب ليس مجرد قصة واحداث وانما لغة وفلسفة وتساؤلات ونظرة خاصة للحياة والامور المختلفة، وعلى اية حال بداية الكتاب ونهايته جميلة كجمال الواحات الخضراء، اما الوسط فكان مملا وخاليا كالصحراء، في نظري لو كانت الرواية مختصرة الى 150 صفحة لكانت أجمل بكثير.
عمق التجربة أسلوب راقي وفريد في اللغة الجميلة ويبدو بوضوح عمق التجربة، لما سقط المنسي في الحب اكتست الرواية بجو خاص وظننت ان الرواية رومنسية، ولما حدث الغزو تغيرت الرواية الى شكل اخر، الرواية تذكرنا بالحياة، طويلة تتغير ويتغير فيها دورك وتتغير اولوياتك وقيمك ومزاجك، تتساقط مع الأيام اعمار من نحبهم، وتحدث المشاكل باستمرار وهكذا تمضي الحياة.
نحن في العالم ذاته من قراءتي له وجدت ان الكاتب اسماعيل فهد اسماعيل لا يحب خلق عالم متخيل، وانما يعيد الحياة التي رآها ولكن عبر قصة متخيلة .. الاماكن والزمان والاشخاص والشوارع كلها مر بها اسماعيل وظلت عابقة في ذاكرته. فمثلا حين يذكر الكاتب في الروايتين الوحيدتين التي قرأتهما له عن شارع موسى بن نصير في النقرة في الكويت، يمر القارئ دون ان يعني له شيء ولكن إصرار الكاتب على ذكر هذا الشارع في روايتين معناه انه يعني له الكثير، وفي هذا الامر اجد ان الكاتب يشابهني في نظرته الشاعرية للماضي وللأماكن التي زارها والاشياء التي ألفها ولذلك الحنين الغامض للذكريات.
الغاز الرواية نحن في حضرة العنقاء فمن هو طائر العنقاء الذي بعد ان يحترق ينفض نفسه ويخرج من بين الرماد؟ هل هو المنسي؟ ومن هو الخل الوفي هل هو مبارك سويد و سليمان الياسين وجميع اصدقاء منسي؟؟ الرسمة في غلاف الرواية غريبة ايضا، ما دلالة الاسد والراعي النائم .. لا اعرف ولكنها اعجبتني.
الشخصيات الحقيقية المنسية ما دلالة اختيار الكاتب شخصيات حقيقية وبالذات الممثلين .. هم ممثلين ادوا اداءا كبيرا ولكنهم مغمورين و (منسيين)، هل كان اسماعيل فهد يريد تكريم هؤلاء المنسيين ام كان يريد التوضيح لنا كيف اننا كجمهور لا نرى الا النجوم ونغفل اولئك المنسيين الذين لم يحالفهم الحظ في ان يكونوا ابطالا ونجوما ، لكنهم حتما سيكونوا ابطالا في الادب الروائي الذي ينحاز لاولئك المنسيين.
منذ زمن اردت قراءة الرواية كونها اشهر روايات الكاتب وحصلت على جوائز وتوقعت ان تكون الرواية اجمل من ذلك.. في رأيي هي ليست افضل روايات اسماعيل فهد، رواية (على عهدة حنظلة) مثلا غير مشهورة ولكنها اجمل، واحسب ان افضل اعماله هي الكتب القصيرة.
هنا شيء مختلف .. هنا رواية ليست كغيرها .. هنا كاتب أسلوبه بديع لا يصح أن نقارنه بأحد .. هنا رواية ستشارك الكاتب كتابتها ومعاناتها !..هنا رواية ليست للمبتدئين - للأسف - .. هنا رواية ستحتاج لأن تبذل جهداً كبيراً في قراءتها فأنت من جهة شريك للكاتب في ما يكتب وستحتاج لأن تكمل بكلماتك وأسلوبك الخاص الكثير من الجمل الغير مكتملة ومن جهة أخرى ستشارك بطل الرواية معاناته يوماً بيوم وتفصيلاً بتفصيل !!
في حضرة العنقاء والخل الوفي رواية تحكي معاناة أحد الكويتين الــ " بدون " مارةً بكل التفاصيل وأنواع المعاناة التي عاشها هذا المواطن - الغير مواطن - بدءاً من الطفولة وحتى الكبر مارة بفترة مهمة جدا من نظري هي فترة الاحتلال العراقي للكويت ربما هي المرة الأولى التي تصادفني رواية تذكر هذه الفترة بهذه التفاصيل والتي أبدع الكاتب اسماعيل فهد اسماعيل في الربط بينها وبين حياة بطل الرواية الشخصية
الكثير من الآلام ، الكثير من المعاناة ، الكثير من الجهد في القراءة إلا أنها بلا شك كانت فترة جميلة تلك التي قضيتها في قراءة هذه الرواية أخذتني إلى عالمها بعيداً ، وتذوقت فيها نوعاً جديداً من فن الرواية
شكراً إسماعيل فهد إسماعيل هي المرة الأولى لكنها لن تكون الأخيرة بالتأكيد :)))
تقول الشاعره سعديه-في مقدمة الكتاب- التي قرأت للكاتب معظم اعماله أن هذه الروايه استثنائيه لا تشابه أي مما سبقها . أنا المقبل لأول قراءة لي لذلك الكاتب المخضرم ماذا أقول؟
نجحت هذه الروايه -معي- بأمساك تلابيب مشاعري والتوجه بها الى محطات الحزن والأسى والفرح وكامل تقلباتهم وتفرعاتهم ،كيفما أرادت . مازلت في حالة انتشاء وشجن لا متناه ونضوب في التعبير الخارجي لما يستعر بالداخل، جراء أنتهائي من قصة المنسي للتو.
هل انصح بها . ليس للكل طبعا " لكني سأتوسم خيرا بقارئ هذه السطور وسانصحه بها ". بسيب صعوبة سردها المتضمن للحوار بين شخوص الرواية مع التنقلات الزمانيه اضافة الى لغة الكاتب الرفيعة وتراكيبه الفريدة .
لم اتحدث بعد عن القصه بعد . انها تتناول مأساة البدون . ستتسع لكم صفحات الروايه لتحكي لكم عن تلك المأساة .
تكمن عبقرية اسماعيل فهد اسماعيل في قدرته الرائعة على العزف على الوتر الحساس. هذه الكلمات التي تنساب في شريان القارئ وترغمه على التوحد مع المنسي بوجعه ومعاناته وظلم المجتمع له!
اسماعيل فنان بكل معني الكلمة البوكر لن تضيف له تقديرا
لو فاز بها لأضاف لها مصداقية
ندمت لأنني لم أقرأ له من قبل الان انا أفكر في قرأوا طيور التاجي
وأدعو الله أن يعطيك الصحة وطول العمر يا استاذ اسماعيل
صدقا، لا أذكر آخر مرة اندمجت فيها مع كتاب وشخصياته بهذا العمق. *في حضرة العنقاء والخل الوفي* ستبقى عالقة في ذاكرتي طويلا، فقد عشت مع منسي معاناته، وتمنيت حتى اللحظة الأخيرة أن يلتقي بابنته زينب، لكن الظلم والغدر حالا دون ذلك💔 ، الحظ الوحيد الذي رافق منسي كان وجود الخل الوفي: مبارك وسليمان. 🌟 استغرقت وقتا طويلا في إنهاء الرواية، وهذا البطء زاد من تعلقي بها. الرواية ليست سهلة القراءة، وسيرك معها غالبا سيكون بطيئا لكن هذه إحدى نقاط قوتها، أسلوب إسماعيل فهد إسماعيل مدهش ومتفرد، والسرد المتواصل الذي يتخلله وصف دقيق للمشاعر والانفعالات والحديث الداخلي يدفعك للتوقف والتأمل، مما يجعلك تقترب من منسي حتى تشعر بآلامه وكأنها تخصك. تبلغ الأحداث ذروتها مع بداية الغزو العراقي للكويت وما تلاه، فلا تستطيع التوقف عن القراءة مهما شعرت بالاستنزاف النفسي من كثافة ما يجري. أما على مستوى القضايا، فقد تناول الكاتب بعمق قضية البدون، وتفاصيل الاحتلال العراقي والمقاومة الكويتية، وتأثير كل ذلك على النفوس والقوانين فيما بعد التحرير. ومن الجميل أنه ضم إلى السرد أسماء كويتية بارزة، لتصبح شخصيات محورية أو محركة للأحداث، مما جعل الرواية تلخص جزءا مهما من تاريخ وثقافة الكويت.