أعجبتني شخصية يسوع في كلماته, هو وللحق قال كلاماً جميلاً جداً في الحب, السلام والتسامح, إلا أنه أيضاً شبه المرأة الكنعانية التي أرادت منه مساعدتها بالكلاب ولولا أنها تواضعت له بقولها حتى الكلاب تأكل فتاتاً لما تحنن عليها .. وأيضاً كيف يصف زواج الرجل من امرأة مطلقة بالزنى.. والأهم من ذلك كله بأنه لم يأتي لينقض الناموس بل ليكمل, أي لم يأتي لينقض العهد القديم " الذي لا ينصح بقراءته لأصحاب القلوب الضعيفة حقيقة"
أما عن رسائل الرسل فلا يسعني أن أقول إلا أنهم قالوا بعض الأشياء الجيدة, وأخرى ليست جيدة, الجيدة منها هي تعاليم يسوع, اما الغير جيدة منها فهي خضوع المرأة للرجل والعبد لسيده, حيث أنهم لم يلغوا العبودية !
بالنسبة لرؤية يوحنا, فيمكن اختصار تلك الرؤيا بشطرين, الشطر الأول وهو فلم خيال علمي, والثاني وهو المجزرة التي تخبأها السماء لكل من لم يؤمن, أو ارتكب الخطيئة ولم يتب..
أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك، ليأتي ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض، اعطنا خبزنا كفاف يومنا، واغفر لنا ذنوبنا و خطايانا، كما نحن نغفر أيضآ لمن اخطأ واساءة الينا، ولا تدخلنا في التجربة، ولكن نجنا من الشرير لأن لك المُلك والقدرة والمجد إلى أبد الدهور. آمين.
لطالما أجلت قراءة الإنجيل، المعرفة بالتفاصيل التاريخية للحقبة الزمنية التي ظهر فيها المسيح وكتبت فيها الأناجيل كانت عائقا. لقد خضت غمار العهد القديم مفتقرا لأدنى معرفة ببني إسرائيل ومن حولهم، وبظروف تدوين التوراة وباقي الأسفار. كان طريقي وعرا، قراءات جانبية من هنا وهناك أفسدت جمال الجميل وزادت قبح القبيح، حريَ بي ألا أبدأ بها العهد الجديد!
قد يلدغ المؤمن من جحر مرتين! كانت الأولى عندما قرأت كتب العقيدة الإسلامية، وصلت بعد البحث إلى أن المعرفة التاريخية يجب أن تسبق المقارنة، لا يمكن الحكم على عقيدة _ إذا جاز أن نحكم_ بدون معرفة ظروف نشأتها ودوافع معتنقيها، تجاهلت تلك الفكرة عندما بدأت بسفر التكوين لأنني كنت مهملا، كنت أقرأ لأقرأ ثم لأسخر! تلك السخرية سرعان ما تحولت إلى قلق مشوب بشك غير نظرتي للقراءة ورؤيتي لله والكون.
يبدو للوهلة الأولى أن التاريخ يجرد المقدس من سحره، لكن سبر أغواره والغوص في أعماقه يزيده جمالا وفتنة، لا شيء أروع من نص مقدس كتب في ماض سحيق ليعبر عن الآلام والتساؤلات، والدهشة والتطلعات، والخوف من الموت والبحث عن الخلود، أو الحنين إلى الفردوس المفقود. تاريخ الدين هو تاريخ الإنسان بالضرورة فالدين كان وما زال وسيظل ملازما للإنسان ما بقي إنسان، لأنه كما عبر فراس السواح في "دين الإنسان" ليس طفولة ولا لغزا ولا فوضى، بل وبلغة صوفية تعبيرا عن "حالة الوجود الحق".
حاولت أن أنساب من بين يدي المعرفة وان أقرأ النصوص بعيدا عن أي أحكام مسبقة، قدر الإمكان لكن ليس في كل مكان، بدأت بمرقس قبل متّى وكنت مصيبا في قراري، وبعيدا عن آراء العلماء والدارسين، الملاحظة الأولية لا تدع مجالا للشك بأن إنجيل مرقس أقدم وبنيت على أسسه باقي الأناجيل. لست بصدد عقد مقارنة بين الأناجيل ولا حتى الحديث عن فكرة الفداء التي كانت سائدة في عبادات شعوب الهلال الخصيب ولا عن أي عقيدة أخرى وما أكثرها. ما شدني هو بساطة الدين في نصوصه السابقة بغض النظر عن الاعتبارات اللاهوتية التي تراكمت خلال فترات لاحقة. أن تكون مسيحيا كما تقول الأناجيل، يعني أن تؤمن بالبشارة؛ المسيح جاء فاديا ومخلصا. لا شيء آخر، نعم يجب أن تتخلق بخلقه وتلتزم بوصاياه لكن تلك خصال يكتسبها المرء تدريجيا بعد أن يسير على خطاه، ووحده من يشد رحاله سائرا في طريق يسوع يجد الخلاص.
آيات الإنجيل جميلة، يفوح منها عطر المحبة وعبير الرحمة، توجد بعض الاستثناءات التي تكون فيها سامة، لكنها استثناءات! يشبه الإنجيل القرآن، كلما قرأه المرء أكثر زاد حبه له وتعلقه به، كيف لا وهو” كلمة الله التي بها نحيا“ و” ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان“؟ آمين.
قراءة العهد الجديد كانت تجربة فريدة بالنسبة لي حيث كنت جاهلة تماما بما يتعلق بالمسيحية والانجيل.
تعرفت على الاناجيل الاساسية : انجيل متى، انجيل لوقا، انجيل مرقس، انجيل يوحنا وسفر اعمال الرسل ، ثم رسائل بولس الرسول ورسالة يعقوب ورسالة بطرس ورسائل يوحنا ورسالة يهوذا ورؤيا يوحنا اللاهوتي وجميعها سبعة وعشرون سفرا.
كنت اعتقد أن قرائتها ستكون صعبة ولكن بفضل فيديوهات قناة الدعوة الاسلامية لمحمد شاهين التاعب كونت عندي فكرة عما هي المسيحية فكانت القراءة سهلة.
الاناجيل سهلة ومتشابهة الى حد كبير وفيها تناقضات ايضا والرسائل مفهومة الى حد كبير. متخوفة من قراءة العهد القديم وليس عندي فكرة عن صعوبة او سهولة فهمه. طبعا يؤمن المسيحي بكلا العهدين فكثير من اقتباسات العهد الجديد انما هي من العهد القديم.
دافعي للقراءة هو الفضول وحب الاطلاع واعتقد ان قراءة العهد الجديد اشبعت نوعا من ذلك.
لا أؤمن بأن المسيح كتب ايا من ذلك او حتى اوحى لأي من هؤلاء بكتابة أي شيء وازعجتني فكرة العبودية وتهميش المرأة وضحكت من رؤيا يوحنا فهي اشبه بفانتازيا متكلفة.
بعد إنجيل متى و يوحنا ومرقس , بدأت بالرسائل قرأت الأولى , وابتدأ التكرار , فلم استطع إكماله الا أن بودي لو أني أقفز وأقرأ رؤيا يوحنا , ولكن ليس في الوقت الحالي , لأن قراءة الإنجيل تحتاج إلى جو من الصفاء والسكينة وهو ما لا أحظ به إلا في الأحلام