صدر هذا الكتاب لمجمع الأحياء والدنيا مشغولة بحرب عالمية أخرى هي أشد هولاً وأوسع مدى وأقوى احتلافاً على المبادئ والأراء من الحرب التي نشبت قبل ثلاثين سنة . فإذا كان هناك خاطر يرد على الذهن في تصدير هذه الطبعة خلال هذه الحرب القائمة ، فذلك الخاطر مما يزكي موضوع الرسالة ويؤدي نتيجتها ، أو يسير بنا في وجهتها وهي أن الصراع الأكبر الذي نشهده اليوم سينتهي أيضاً إلى عاقبة فيها بعض الاطمئنان أو كل الاطمئنان ، لأنها تناقض القوة العمياء : قوة الحديد والنار ، وتشايع القوة البصيرة : قوة العدل والحرية .
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
الوعظ في القصة لا يمكن أن يسحر القارئ كثيرا . هذا ما تعلمته من كتب النقد والقراءة المستمرة للقصص والروايات. أما أفكار العقادفي هذه الكتاب فسطحية رغم توهم البعض عن عمقها. النجمتين منحتهما للغة التي هي قوية والأسلوب الرائع .لغويا استفدت كثيرا ولكن المضمون لا يجب أن نبالغ .
مثل رسالة كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار للمقدسي ، يعرض العقاد رؤى متنوعة للعالم ، متخذا من شخصيات الحيوانات الأصوات التي تعبر عن الفلسفات المتعددة ، كتبه العقاد بعد الحرب العالمية الأولى محاولا تفسير تصورات الأنماط الفكرية للأخلاق ، كعادته يأخذ قارئه إلى رحابة التاريخ الحضاري للإنسانية ، ولا يتركه إلا بعد أن يوضح له الأبعاد المختلفة للموضوع الواحد ، فيرسم خريطة للأفكار ، ويتعمق في تلوينها بدرجات تضعها للتأمل ، لا يقل أهمية عن كليلة ودمنة ، ومزرعة الحيوانات
أنا من المبهورين بالعقاد والمحبين له هذا بعد فترة جفاء بيني وبينه طالت كثيرا في حياتي والجفاء سببه معلوم، فالعقاد أسلوبه كما كنت أراه قديما أسلوب ليس من السهل هضمه أو بالأحري نحن تعلمنا التعامل مع القصص والحواديت ولم نتعلم التعامل مع الفكر المجرد بعيداعن القصص لكن العقاد في هذا الكتاب لا يكتفي بالفكر بل يمزجه بالقصة بطريقة تشبه ماورد بكتاب كليلة ودمنة عبر ومواعظ بلسان الطير والحيوان حيوانات مختلفة منها المفترس ومنها الماكر ومنها اللعوب كلها اجتمعت للحديث عن عدد من قضايا الفكر كالحرية والديمقراطية والعدالة وغيرها كل حيوان أدلي بوجهة نظره من موقعه حوار مميز بين مجموعة حيوانات
اخذني هذا الكتاب في تفكير عميق ... واجبرني علي اعادة النظر في موقفي من الحياة...ان حديث العقاد في مقدمة الطبعة الثانية بالاخص وفي الكتاب عموماً ،يقدم خطوط عريضة للانسان كي يهدأ الي فلسفة يعيش بها في مواجهة عبس الحياة، وا ان شئت ان تقول وطأة الطبيعة
الحياة وما يحدث بين البشر هُنه على ألسنة الحيوانات.
هكذا كان العقاد في مجمع الاحياء، يسرد واقع الحياة من منظور فلسفي عقلاني، وينتقل بين الموضوع والموضوع، ليُعطينى ثلّةً من آراءه عن هذه القضاياء الحياتية المُعاشة.
لا يجدر بنا الا ان نقول بإن هنه سنرى العقاد الفيلسوف، العقاد ذوا الفكر الحر، المتكلم بالمنطق ترب الواقع.
كتابٌ مملوء بالحكمة والتجربة، كتابٌ اجرى فيه العقاد؛ الحكمة على ألسنة الحيوانات. تتجلى في هذا النص البديع كل سمات وملامح العبقرية، هذا الكتاب يشبه في فكرته كتاب كليلة ودمنة وكتاب مزرعة الحيوان لجورج أوريل. لمن قرأ هاذين الكتابين.
كتاب خفيف جدا وجميل، يعرض من خلاله الأستاذ العقاد عدة وجهات نظر على لسان عدة حيوانات (يمامة، ثعلب، قرد، أسد، انسان). ناقش عدة مواضيع أبرزها الخير و الشر، العقيدة، المرأة و الرجل، الحداثة و الحرية. الكتاب بسيط و بليغ في نفس الوقت، و لا يخفى علينا أسلوب الأستاذ العقاد السهل الممتنع
كتاب فلسفي قصير يبدأ الكتاب بإجتماع الحيوانات في غابة ثم يصعد المنبر حيوان تلو الأخر ويعبر كلٍ منهم عن صراع القوى والشر وتباين موازين الجزاء وغاية الكون والفضيلة والرذيلة
الكتاب عبر عن أفكار تقليدية مكرره في أغلب الاجزاء بصورة أدبية بليغة
كتاب رائع جدا فوق الخيال . لم اتصور في حياتي ان اقرأ اجمل من عذا التصوير لواقع الحياة بعد الحرب العالمية الاولى. وفق العقاد فيه بالبلاغة والمجاز وحسن السرد ومهارة الربط . وحسن الختام.