هذا الكتاب هو بحق كنز ثمين , يناقش فيه مسألة إعجاز القرآن الكريم ,من حيث اللغة , ويرد على جميع الطاعنين , وبه فصل كامل في الرد على الملحد المشهور أحمد بن يحيى الراوندي .
محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي التيمي البكري (من بني تيم من قريش يلتقي مع أبي بكر الصديق به) الرازي المعروف بفخر الدين الرازي الطبرستانی أو ابن خطيب الري. وهو إمام مفسر شافعي، عالم موسوعي امتدت بحوثه ودراساته ومؤلفاته من العلوم الإنسانية اللغوية والعقلية إلى العلوم البحتة في: الفيزياء، الرياضيات، الطب، الفلك. ولد في الريّ. قرشي النسب، أصله من طبرستان. رحل إلى خوارزم وما وراء النهر وخراسان. وأقبل الناس على كتبه يدرسونها، وكان يحسن الفارسية. كان قائما لنصرة الأشاعرة، ويرد على الفلاسفة والمعتزلة، وكان إذا ركب يمشى حوله ثلاث مئة تلميذ من الفقهاء، ولقب بشيخ الإسلام. له تصانيف كثيرة ومفيدة في كل فن من أهمها: التفسير الكبير الذي سماه "مفاتيح الغيب"، وقد جمع فيه ما لايوجد في غيره من التفاسير، وله "المحصول" في علم الأصول، و"المطالب العالية" في علم الكلام، "ونهاية الإجاز في دراية الإعجاز" في البلاغة، و"الأربعين في أصول الدين"، وكتاب الهندسة. وقد اتصل الرازى بالسلطان محمد بن تكشي الملقب بخوارزم شاه ونال الحظوة لديه. توفي الرازي في مدينة هراة سنة 606 هـ.
لغة الحرف والكلمة ودراسة الالفاظ بمختلف الجوانب والبحث في مدلولاته وعرض الصور المختلفة له وجمع ادق تفاصيله ولطائفه الادبية ومدركاته الحسية والعقلية ليست بسهلة لذلك محظوظ هو من انعم الله عليه بهذا العلم وفتح كنوزه عليه
فكم من قارئ جهل المعاني وعجز عن فك رموز الحروف؟! وأنا منهم :(
ان العلوم العقلية متأخرة عن الادراكات الحسية في الزمان فلا جرم الف النفس مع الحسيات اتم من الفها مع العقليات فاذا ذكرت المعنى العقلي الجلي ثم عقبته بالتمثيل الحسي فكأنك قد نقلت النفس من الغريب الى القريب, ان المعنى وان كان معلوماً يقينياً الا ان التمثيل المحسوس يفيده زيادة قوة كما اخبر الله تعالى عن ابراهيم عليه السلام في قوله(بلى ولكن ليطمئن قلبي))
الكتاب متقدم في علم البلاغة وهو تلخيص وتنقيح لكتابي إمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز. وأنا ليس لي اشتغال ولا اطلاع سابق في علم البلاغة، وليس مقصودي من قراءة هذا الكتاب تعلم علم البلاغة -وإلا كان هذا اختيارا سيئا لعدم مراعاة التدريج-، وإنما اخترته للمطالعة لرغبتي في الاطلاع العام على هذا المبحث، كلام الرازي، طريقته في الكلام في علم البلاغة، وقد كانت تجربة ممتعة جدا.
قلت في تويتر: "الآن، أنا لا درست البلاغة بشكل منظم من قبل، ولا عندي معلومات كثيرة فيها، بل ليس تعلّمَ البلاغة مقصودِي من قراءة الكتاب. وإنما أطالعه هكذا، من أجل القراءة والمتعة فقط. لن أذكرَ مع آخرِ الكتاب أنواعَ التجنيس وأمثلته، ولن يبقى في بالي تعريفَ الترصيع. إنّما يبقى في ذهني دهشتي واستمتاعي بالتفصيلات والاستدلالات والتفسيرات وطُرق ضربِ الأمثلة وإيرادِ المشكلات ومعالجتها. فيها متعةٌ، وتقويةٌ للذهن، ومساعدةٌ في معرفة مجال المرء واهتمامه، فإنك ما لم تسِر مستكشِفًا، ضللت طرقا لربما أذهلتك جنانُها."
قال: "أن المتشابهين متى كانت المباعدة بينهما أتم كان التشبيه أحسن .. والسبب فيه أن المباعدة متى كانت أتم كان التشابه أغرب، فكان إعجاب النفس بذلك التشبيه أكثر؛ ﻷن مبنى الطباع على أن الشيء إذا ظهر من مكان لم يُعهد ظهوره منه، كان شغف النفوس به أكثر، والله أعلم. "
يعد هذا الكتاب واحدا من الكتب المهمة في علم البلاغة للإمام فخر الدين الرازي المتوفى عام ١٢٠٩م. بنى الرازي كتابه على كلام الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابيه دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة اللذين هما مدار علم البلاغة، حيث رأى الرازي أن كلام عبد القاهر عابه عدم الترتيب والتصنيف والتبويب، فعمد إليه قراءة وفهما ثم حرج بكتابه نهايةالإيجاز في دراية الإعجاز،وكما هو واضح من عنوانه فإن الكتاب إيجاز دقيق وإلمام شامل للأفكار التي طرحها الجرجاني في كتابيه، قام الرازي بتبويب الكتاب وتصنيفه لفصول وأبوب تساعد طالب العلم على ترتيب الأفكار. ولم يكتف الرازي بالإرتكاز على ما كتب الجرجاني فقط بل تطرق إلى كلام وآراء علماء البلاغة ومنهم الإمام الزمخشري. والمتأمل في الكتاب يجد أنه وهذه المؤلفات هي الأساس الذي قام عليه علم البلاغة بشكله الحديث وأبوابه الثلاثة: البيان والمعاني والبديع، فكتاب الرازي مثلا لم يتطرق إلى تقسيم البلاغة بهذه المسميات ولكن نجد الكتاب تناول كافة الفصول التي تندرج تحت هذه الأبواب. إن هذه الكتب ومثيلاتها هي المورد الأول والأنقى لهذا العلم الذي يجب على كل قارئ أن ينهل منها ويلم بما فيها وهي أيضا قاعدة الإنطلاق للباحثين وطلاب علم البلاغة. ولاشك أن دور الدكتور نصر الدين أوغلو كان واضحا في إخراج هذه النسخة من الكتاب، حيث أنه قام بتحقيقه من ثلاث نسخ مخطوطة وقام بترتيب المصادر والمراجع، وأضاف على الهوامش بعض التعليقات والتعريفات التي زادت الكتاب وضوحا وإثراء.