اولا احب ان اوضح النظرة التي يتحرك منها أركون ، فهو يقول عن نفسه أنه مؤرخ أولا ، ولذا تجد النظرة العلمية تطغى عليه ، لكن وجوده في الحيز الثقافي الغربي ، خلق حافز الهوية لديه ، لذا يهتم دائما بتبيان موقع الإسلام من الفكر الإنساني ، و موقفه هو بلورة للكيان التحديثي ككل في الفكر الإسلامي بين حربين يخوضهما على مستوى الداخل الإسلامي وعلى مستوى الخارج الإنساني ، و لا أنسى أن أقول أن صفة التدريس التي تلحقه تبين إهتمامه بدراسة الفكر الإسلامي والأنسني عموما ، فكل منا حسب موقعه لديه إهتماماته ثانيا ملاحظتي تدور حول منهج أركون نفسه ، على الرغم من اثراء هاشم صالح لهذا الكتاب بالشروحات والتعليقات و والذي أشكره عليه على الرغم أني لم أحبذ فكرة أن تكون مفصولة في النهاية ، قراءة أركون سهلة لكن ما خلف المقروء يبقى هو المشكل ، فمصطلحاته وإن تم توضيحها يتحدث البعض عن تكونها في اثناء الكتابة و لذلك عليك بقراءة اغلب أعماله وبعد ذلك ستجد أنه ليس لديه نظام محدد يمكن من عبره قراءة المشروع ككل إلا أن يتم الإستبطان بعمق لتحديد ملامح هذا النظام ، و العمومية التي تجدها في كتابته هنا يفسرها على أنها مجرد شق طريق ليعبر فيه القادمون ، الا انني سأذكر عدة نقاط بشأن منهجه على العموم : اولا الاستفادة من المناهج الحديثة عموما في السيمياء والالسنيات و غيره في معرفة النص و المجتمع حال النص و وضع قراءة مختلفة له وهنا يهتم بالبحث التاريخي النقدي والذي يضم كل العلوم الحديثة للقراءة النقدية للتاريخ .. هذا الموقف يجعله يقف موقف الرافض للفكر الاسلامي الحالي .. يتخذ من العصر الكلاسيكي ذريعته للتعبير عن قوام هذي النظرة حيث عصر الانفتاح الاسلامي في الفكر والعلوم ويحترم لكل عصر قراءته وتفاسيره .. يعيب على الفكر الغربي انكار البعد الروحي للانسان وللمجتمع ككل و يرى ضرورة اعادة هذا البعد .. يعيب على المستشرقين الفيلولوجيين وعلماء اللغة والتثبت من النصوص وقوفهم على بعد تجميع وتراكم المعلومات دون القراءة الاركيولوجية والتاريخية النقدية ويبرز تأثره بفوكو جليا عند ذلك في حين قراءتي للكتاب قرأت أحدهم يكفر أركون ، ألحق إليه نصوص جعلتني أفكر أين قال أركون بها ، مررت على أحدهم ينكر عليه ، قرأت هاشم صالح و هو ينكر عليهم في مخيلتي هذا الهجوم ، وقبلا رأيت أحدهم يقول لا تقرأ لأركون والجابري وعلي حرب الا بعد تكوين قاعدة شرعية جيدة ، حسنا لكن ماذا يعني ذلك ^^
الفكر الاسلامي نقد واجتهاد الكاتب اركون محمد ٣٣٢ ص دار الساقي تضمن هذا الكتاب فقرتين، نصفه الاول عبارة عن اسئلة دينيةيجيب عنها المفكر وفق نظرته الاكاديمية وليس بلغة رجل دين ، اما الفقرة الثانية فكانت حوار بين المترجم هاشم صالح والكاتب ، ليختتم الكتاب بملتقى بين الاديان اين القى اركون فقرة مميزة عن حقوق الانسان والدين الاسلامي أين لفت انتباه رجال دين كبار مسيحيين ويهوديين. بالعموم اللغة التي كان يجيب بها عن الاسئلة كانت صعبة ومرهقة نظرا للغته الاكاديمية واستعماله لمصطلحات تحتاج شرح وفهم، فقد كان يجيب باسلوب المؤرخ وليس الفيلسوف اي بموضوعية اعتمادا على العلوم الجديدة ابسستمولوجيا، علم اللسانيات وغيرها في حين برأيي ان فقرة النقاش بين الكاتب والمترجم كانت اكثر افادة لي لأنني استطعت فهم منطلق المفكر ، ولم تعرض لنقد شديد لانه يركز ويكرر دائما بأنه مؤرخ بالتالي يجب ان يمتاز بالموضوعية والعلمية ، يركز اركون على ضرورة قراءة تاريخ الاديان من منطلق تاريخي موضوعي واستعمال العلوم الحديثة، واضافته للمناهج التعليمية وحتى بالدول الاوروربية التي نزعت الدين من مقرراتها كليا مما سبب فهما ناقصا له. الكتاب يحتاج لدراسة تحليلية ونقدية بموضوعية حتى نتمكن من فهم اركون اكثر. وبالتالي فانه من المفكرين الذين نحن بحاجة ان نزيل عنه الغبار ونحاول فهمه بعيدا عن كل انواع الاتهامات ، نظرا لما يحمله من اضافات فكرية حديثة في مجال دراسة تاريخ الاديان والتاريخ الاسلامي بالخصوص.
اشتريت هذا الكتاب من معرض الكتب في مدينتي عندما شدني عنوانه ولاني كنت قبل فترة قررت الا احصر نفسي في اطار محدد وان لا استمع لاراء الغير المسبقة عن كتاب او قارىء معين بدأت رحلتي مع الكتاب في محاولة الكاتب تعريف المثقف وذكر كثير من النمازج لمثقفين عرب او مسلمين وكيف انه كان كثر من التاريخ الاسلامي يحظي بكثير من العصف الذهني داعيا الى الاجتهاد ثم بدأ الكتاب ياخذ منحا اخر في الصراحة احترت في تقييم هذا الكتاب فانا دائما ماكنت مناصرا لتحكيم العقل والاجتهاد واستنباط الاحكام فالدين صالح لاي مكان وزمان ولكن اختلافي مع السيد اركون في دعوته لفتح الاجتهاد للجميع والاجتهاد له شروط ومتطلبات اما الاجتهاد وفتح بابه امام الجميع بمجالاتهم المختلفة فلا اعتقد انها فكرة سديدة ولالخص الامر ساقسمه الى ما اعجبني في الكتاب والى الامور التي كان علي ملاحظات فيها وهي الاغلبية
ما اعجبني في الكتاب 1الدعوة الى الاجتهاد واستنباط الاحكام مع ما يناسب العصر 2الاشارة الى كثير من الاسامي والمفكرين ما ثار في حب التوسع والبحث عن ما اتو به 3 ان الدين لله ولا يوجد وسيط بين المسلم وربه ولا يوجد كهنوت بلعب دور الوسيط 4 الاشارة الى بعض من يحسبون نفسهم الاسلام معتقدين بان الدين ملك لهم فقط واستغلال البعض الدين لاغراض سياسية وشخصية 5 اعجبني بعض من الجزء الخاص بالحوار وبان الاسلام لا ينطبق عليه كل ما ينطبق على المسيحية وان الكنيسة التي اسقطتها العلمانية والثورة الفرنسبة لا ينطبق الحال بالنسبة للدول الاسلامية
اما ما عارضه ولم يعجبني 1 ذكر اسم الرسول صلوات ربي وسلامه عليه مجردا وصحابته رضوان الله عليهم 2 يدعي ان القران هو الكتاب الذي انزل واما النصحف فهو مجرد كلام لا يستحق التعظيم وانه يجب النظر فيه وفي من جمعه 3نفس الامر ينطبق على الحديث يدعي انه لايجب الاخذ بهم ويجب مراجعته ومراجعة قائليه وناقليه وكاتبيه 4 تحامله الشديد على رجال الدين وهجومه الشدي عليهم واصفا احامهم بالكهنوتيه 5 استخدام مصطلحات كالهنوتيه وهي الاحكام الشرعية الاذرذوكسية . ومصطلحات علم الاجتماع التي لا تنطبق على شرائع ومصطلحات الاسلام 6 الدعوة الى العلمانية وفصل الدين عن الدولة وفصل العلماء عن اي دور سياسي او اقتصادي وحصر الدين وتعليمه في المساجد والمعاهد الدينية فقط اما الجامعات فيدرس الدين دراسة تاريخة تحليلة لا اكثر . 7 لقد بجل الخوارج وتعتبرهم قسما كالسنة والشيعة كما واعتبر ان المعتزلة من اهم رواد الفكر الاسلامي ان الاسلام قد انتهى فيه الفكر او اوشك بفقد الاسلام للمعتزلة وفكرهم . 8 بجل التجربة العلمانية للاتاتورك مدعيا انها هي الطريقة المثلى داعيا كل الدول الاسلامية والعربية من الاستفادة من التدربة الاتاتوركية العلمانية وتطبيقها 9 تبجيل الثورة الفرنسية والعلمانية الغربية ويرى انها يجب ان تكون المرجع لنا لكي نتطور ونصبح في مصاف الدول المتحضرة وان كان يعترض على علمانيتهم المادية البحتة ولكن يرى انها هي الكمال العقلي الذي يجب ان يسعى الجميع لتحقيقه والكثير لا يسع ذكره حاليا عموما لست من دعات عدم قراءة كتاب ما لانه يدس السم في العسل او لان كاتبه زنديق وكافر كما يقول البعض فلا يوجد احد مهما كان مخطأ 100%فلابد من ان تجد ما يفيدك وان لم تجد فقد دعمت وجهة نظرك وستطيع نقد الفكرة بعقلانية وسيكون كلامك وردك من وجهة نظر محاورك وعلى قول انيس منصور اذا كنت تصدق كل ما تقرأ فلا تقرأ
الكاتب محمد اركون درس وترعرع بين ظهراني اليهودية والمدارس الاستشراقية ويتجاهل عبارات التعظيم والتنزيه لله (سبحانه وتعالى) او حتى الصلاة على رسوله محمد إبن عبدالله صَل الله عليه وسلم ...والقرآن في نظره ليس إلا مجرد مصحف ليس له تعظيم لان الكلام الذي فيه تم جمعه وليس بالضرورة يكون جميعه قول الله ، يحاول في كتاباته الاستعراض في المصطلحات اللغوية ( ميتافزيقيا - ايدلوجيه- سوسيولوجيا - انتربلوجيه ) يستخدمها بكثرة خصوصا في هذا الكتاب وهنا يصف البعض ان كتابه هذا للمتخصصين وأعارض ذلك من واقع قراءة متأنية ايقنت من خلالها منهجه وهو نسخه طبق الأصل للمستشرقين والذين اهدافهم لا تبتعد عن هدم وتقويض الاسلام وزعزعة العقيدة في المسلم البسيط.. كيف لا وهو يقول شخصية محمد صل الله عليه وسلم شخصية إسطورية قابلة للنقاش والآراء كما القرآن !! والدين الإسلامي لا يناديه إلا بالتراث .زوثم اكثر شخصية ناجحة هي شخصية اتاتورك والذي يبجله على العلمنه والبروز بتركيا خصوصا بعدما الغى الخلافة فيها وفصل الدين عن الدولة ..
قد فضى الى امر ربه هذا الاركون ولكن هنا احبببت ان احكي بإيجاز عن افكاره في هذا الكتاب وبقية كتبه الاخرى والتي لا تبتعد بعيدا عن عقليته الموشوشة.. والله المستعان
يضع محمد أركون القرآن في مواجهة الصيغ النظرية للفكر الحديث هادفاً من ذلك إلى إنشاء رؤية نقدية في ميادين العلوم الإنسانية، مما يتجاوز التفاسير المتداولة عبر الإجابة على 21 من الاسئلة الاكثر خصوصية في عمق هذا المجال اللغة التي يستخدمها أرغون جد متعبة و مفرطة في الأكاديمية والاختصاص
يقول ارغون في كتابه: "ينبغي على المثقف العربي المعاصر أن ينخرط في استراتيجية شاملة للتدخّل العلمي من أجل فتح العقليات المغلقة وتحريرها. وربما قادته هذه الاستراتيجية إلى تركيز الجهود على الفعاليات الأربع التالية ذات الأولوية: 1 ـ نقد الخطاب. 2 ـ التاريخ النقدي للفكر العربي ـ الإسلامي. 3 ـ البحث الأنتربولوجي. 4 ـ إعادة الاعتبار للموقف الفلسفي"
كتاب ممتاز للمفكر الجزائري محمد أركون .. ناقش أركون مواضع عديدة في الفكر الاسلامي وقدمها وطرحها على طريقة 21 سؤال .. ابتدأ اول شي في مقدمة شرح فيها دور المثقف في العالم العربي والاسلامي وماهي مهامه ؟ وتكلم عن الوضع الفكري الحالي في الساحتين العربية والاسلامية ( وطبعا هالكلام على 1989 وقت صدور الكتاب ) بس المقدمة فيها جزئية جيدة شرحها أركون بتفصيل شوي واللي هي نقطة " السياج العقائدي المغلق " . أركون شرح المصطلح هذا على أنه هو سياج فكري تسيطر عليه مجموعه تعتقد انها تملك الفكر الصحيح وجميع ماعدا هذا الفكر هو خاطئ ومخالف , فهي لما تبني هذا السياج معناه تحدد للناس وشي المواضيع والمجالات اللي يفكرون فيها وتمنعهم من التبحر أكثر والخروج عن هذا الفكر .. ففكرة السياج هو حصر جميع الناس داخل مجال فكري واحد يناسب توجه صاحب السلطة , وهذا الأمر يتبعونه دينيا سواء في الاسلام او المسيحيه أو غيرها .. ومن يخرج عن نطاق هذا السياج ويترك لتفكيره ان ينطلق يحارب ويتهم بالكفر والزندقه وربما يقتل !
طبعا أركون هنا يرى أن السنة والشيعه وغيرهم من المذاهب والملل من يجبر نفسه للتفكير فقط داخل هذا السياج لا يمكن تسميته مفكر لأن المفكر ينبغي أن يطلع على جميع الحيثيات ويطلع على جميع وجهات النظر سواء أكانت تتفق مع وجهة نظره أم لا , لأجل ذلك نجد أركون في الكتاب يذكر مصطلح " اللامفكر فيه " في الإسلام ويقصد فيه المواضيع والأطروحات الفكرية اللتي تنبع من خارج هذا السياج ودائما ماتجد من يحارب مثل هذه الأطروحات بحجة انها مدعاة للفساد والانحراف عن الدين الصحيح .
اتجه أركون لطرح الاسئلة والاجابة عليها وكانت تتعلق عن كيفية نظرة الغرب للاسلام ؟ او ماهو المتخيل الغربي عن العالم الاسلامي وكيف يتخيلون المسلمين ؟ وايضا طرح اسئلة عن ماهو الوحي وكيفية نزوله ؟ وتكلم ايضا عن العلاقة الترابطية بين أديان الوحي الثلاثة ( الاسلام والمسيحية واليهودية ) وماهي الاشياء التي احنفظ بها الاسلام من اديان الوحي التي سبقته ؟ وتكلم عن علاقة الاسلام بالعلوم والفلسفة ؟ واخر شي تكلم واسهب بشكل كبير بنظرة الاسلام للإنسان وهل هو حط من قدر الانسان ام رفع من شأنه ؟
بعد إجابة أركون للأسئلة اجرى معه المؤلف لقاء وكان شيق جدا كان قرابة 100 صفحه لكني استمتعت فيه .. فكر أركون جيد هو ينتمي بشكل كبير للحداثه العلمية والتطور اللي حصل في اوربا وبالذات في فرنسا .. وهو دائما يثني على التطور العلمي والفكري للغرب وينتقده قليلا في مواضع أخرى لكنه يدعو لتوجه علماني للعالم العربي والاسلامي مشابه للتوجه الغربي وهذا الشي اللي خلاه محارب من قبل الاغلبيه .
هو مثله مثل سهيل بشروئي يدعو لحوار الأديان ولتقاربها وهو دكتور للفكر الاسلامي في جامعة السوربون وهي جامعة عريقة في باريس , ممكن المشكلة اللي خلت العالم يهاجمون أركون غير طبعا توجه الفكري المخالف لهم هو انه عايش في فرنسا ومتأثر كثير في الفكر الغربي وهذا الشي ربما كفيل بتجييش الحملات عليه بحكم ان العالم يعتقدون انه تابع للغرب وكعادتنا كعرب نكره كل ماهو غربي وننفر منه ..
عموما لازلت اعتبر مابعد اطلعت لفكر أركون ولازلت ما امتلك المقدرة اني اتكلم عنه بشكل اكبر احتاج اني اطلع عليه اكثر واكثر خصوصا ان اللغه اللي يكتب بها اركون صعبه شوي ويستخدم مصطلحات علميه بحته تخليك كل شوي تبحث عن معنى الكلمه بس للأمانة متحمس اني اقرا له كتب اخرى لأني مازلت ارغب اني اطلع اكثر على فكره .. ممكن اكثر شي ماعجبني بالكتاب هو عدم احترافية المترجم اللي اشغلنا بآراءه ! صحيح ان كان له ايضاحات جيدة بس برضو كانه له تدخلات وكلام ماله اي داعي !
أركون هنا يبحث في تكوينية الفكر الإسلامي ماراً به من بداياته عبر التاريخ حتى يصل للأسباب التي جعلت من الفكر الإسلامي ينغلق على ذاته من بعد ما كان منفتحاً و متوسعاً في مرحلة من مراحلة و ما لبث أن اجترته الدوغمائية لتخلق منه رجلاً متعصباً لا يقبل إلا ما قال به العلماء الأسبقون فأصبح من بعده الخطاب العربي خطاباً رجعياً و المثقفون ممتقعون من ما يرونه من إنفتاح و توسع في الخارج و انغلاق و تزمت في بلادهم من ما خلق اهتزازيه و اضطراب في نفوسهم و بالتالي كتاباتهم . على أنني قصرت في قرائتي لهذا الكتاب إلا أن رجوعي له إلزامي في وقت يتنسى لي قراءته بتمعن أكبر .
يقسم محمد أركون كتابه المهتم أساسا بقضايا تخص المجال والفكر الإسلامي إلى ثلاث محاور بدأها بمقدمة تمهيدية لخص فيها مهام المثقف المسلم بدوره في إستيعاب وحلّ الإشكالات المعرفية والمنهجية التي تواجه الفكر الإسلامي اليوم، بعد هذه المقدمة أجاب أركون على أسئلة وإشكاليات أساسية تدور حول: الوحي، المعرفة والتراث الإسلامي ، المذاهب، المجتمع والسياسة ، العلمانية ، وقدم أركون هذه الإجابات بكونه مثقفا مسلما وفي خلالها مارس أركون تصوره للمثقف، ودوره ورسالته وضرروة تبنيه الموقف الفلسفي أو النقدي المستقل ”نقصد بالمثقف هنا ذلك الرجل الذي يتمتع بروح مستقلة، محبة للاستكشاف والتحري، وذات نزعة نقدية واحتجاجية تشتغل باسم حقوق الروح والفكر فقط. ويمكننا هنا تسمية نماذج كبرى من المثقفين الذين مارسوا مثل هذا الموقف الحر والمستقل: فمثلا الجاحظ والتوحيدي يعتبران من أكثرهم جرأة و”حداثة”. عارض أركون كثيرا من خلال أطروحته السياج الدوغمائي المغلق هو الخطاب الديني الذي تمحور حول الله والحكم والجنس والذي احتكر ـ ومازال ـ لنفسه حق الحديث عن هذه الثلاثة، رافضا ومكفرا كل قراءة تتعارض ورؤيته التمامية، ودعى أركون إلى تبني رؤية المؤرخ الحيادي بالنسبة للتراثات الإسلامية الناتجة عن أحداث الفتنة : السنة ، الشيعة، الخوارج . وضرورة إعادة أنتاج تراثها المعرفي بما يخدم مسمى المسلم عامة بدل النسخة المطروحة منذ قرون، والتي ولدت صراعا وتفككا معرفيا لا طائل منه.كما بين أن القرءان يدخل ضمن الوحيين السابقين : التوراة والإنجيل، وهو بذلك يرد على المستشرقين أوعلماء الإسلاميات الكلاسيكية، وركز أركون على مساهمته الخاصة في هذا المجال بما دعاه الإسلاميات التطبيقية في مواجهة علم الإستشراق الذي قرأ فيه علما سطحيا أما تبجيليا أو محطما في رؤيته للتراث المعرفي الإسلامي وه بذلك أصبح يمثل الناقدد المزدوج بين قرائتين أو منظومتين في الفكر. يختتم أركون أطروحته بملحق من لقاء صحفي مع مترجمه هاشم صالح طرح فيه مشروعه الفكري وخاصة مسمى " الإسلاميات التطبيقية " وجزءا من حياته الشخصية والعلمية ومحاضرته في الأكاديمية الفرنسية بعنوان الأصول الإسلامية لحقوق الإنسان. " تعليق" لا يمكن بحال إسقاط مساهمة المفكرمحمد أركون في تشكيل وعي معاصر للفكر الإسلامي، وكذا دفاعه عن قيمه وأصالة معارفه في الغرب "فرنسا بالتحديد"، أما من ناحية أخرى فهو يطلق كثير من المصطلحات والكثير من النقاط التي يقول يجب عملها لكنه لم يعمل منها شيئا يمكن القول أنه نفسه لم تكن لديه الرؤية الكاملة لمشروعه ولكنه كان ممنهجا وأكاديميا بإمتياز،كما أنه كجلّ الحداثيين العرب انتقائيّ في التعامل مع التراث المعرفي الإسلامي ومفكريه ، وأركون يعتبر جريئا في نقد الفكر الإسلامي ويقول أن الفضاء الاجتماعي والثقافي العربي غيرُ ملائمٍ أو مناسبٍ لتوجيه النقد بشكلٍ صريح إلى العقل الإسلامي، لأن ذلك يثير حساسيات من المفضل تغاضيها في الوقت الحالي. لذا وسم أطروحته ب الفكر الإسلامي : نقد وإجتهاد.
الفكر الاسلامي قراءة نقدية الكتاب يبحث في تاريخ الفكر الاسلامي ويحاول اعاده تحديد مفهومه لدى الغرب كما لدى الشرق. بيد أن الكتاب يستخدم لغة علمية تكون معقدة على الغير متخصص والتي ايضا قد تكون معقدة للمتخصصين كما صرح أركون بنفسه. ولكن في ذيل الكتاب ينقل هاشم صالح (المترجم) حوار مطول اجراه مع أركون والتي يبين فيها وجهة نظر اركون. وأخيرا نقل محاضرة عن الاصول الاسلامية لحقوق الانسان والتي تبين حجم المعركة التي يخوضها هذا المفكر مع اصوليي المسلمين واصوليي المستشرقين.
انصح بقراءة المحاضرات بذيل الكتاب للتعرف على أركون
رائع كالعادة...يستحق اكثر من هذا التقييم لكن وجدت نوع من الصعوبة في اغلب فصول الكتاب الواقع في حوالي 300 صفحة دسمة. الكتاب هو فعلا دراسة بحثية ترسم الخطوط والامال العريضة لتطلعات اركون عن الفكر الاسلامي وماله وماعليه. الشكر الجزيل لهاشم صالح لادراجه شروحات للكثير من النقاط المبهمة للقارئ الغير متخصص.
يحاول اركون قراءة الاسلام وتقديمه عن طريق مناهج علوم الانسان الحديثة ولكن هذه مهمة طويلة وتحتاج لجهد كبير لذلك فهو يقدم الخطوط العريضة لمشاريع البحث القادمة التي يجب ان تنجز , لذا انا اعتقد ان هذا الكتاب يناسب ذوي الاختصاص اكثر
حقيقة وبلا اي مبالغة هذا الكتاب من امتع ماقرآت تحدث عن الدين بشموليته من تاريخه وتطبيقه وفهمه وكيف مورس ومن جميل وغريب ماقال "ايوجد دين متفوق بشكل مسبق على الاخر خاصة الاديان التوحيدية"