الكتاب عبارة عن مذكرات لمؤسس ورائد التجربة، وقائد المسيرة الأولى للمصارف الإسلامية، الذي حمل شعلة الفكرة وانطلق بها واتخذ منها قضية حياته، فكان شاهدا عن قرب وعاملا بنفسه في ميدانها.
ليطلعنا في الكتاب على حقائق قد لا نجدها في كتاب آخر حول مخاض الولادة، ومحاولات وأد التجربة وأسباب النجاح والفشل التي منيت بها المصارف الإسلامية في مسيرتها، ودور الحكومات ومواقفها في الترحيب أو الرفض والعرقلة لقيام التجربة.
كما تناول الدكتور أحمد عبد العزيز النجار في كتابه رصد تاريخ حركة البنوك الإسلامية وتدوين أحداثها، مؤصلا لجذورها، ومشيرا إلى بداياتها، ومناقشا لقضاياها، محللا مراحلها وفلسفتها وفكرتها، مستعرضا ما تسلل إليها من أعراض وآفات، طارحا وسائل التصحيح وأساليب العلاج، مقدما في اسهاب مناهج التدريب والتأهيل التي يراها ضرورية لها. وذلك على النحو الآتي: لا يوجد نص متاح لهذه الصورة
- تضمن الكتاب في مطلعه عرضا لتجربة بنوك الادخار المحلية في ميت غمر، والتي كانت بداية البدايات، ومن ثم الهجرة بالفكرة إلى السودان مبشرا بها وداعيا إلى تطبيقها.
- وعقب ذلك تناول الكتاب نشأة البنك الإسلامي للتنمية، انطلاقا من مؤتمر وزراء الخارجية الثاني لمنظمة المؤتمر الإسلامي سابقا (منظمة التعاون الإسلامي حاليا) في كراتشي، عبورا بمتاهة المناورات السياسة لإصدار قرار خاص لصالح البنك الإسلامي للتنمية في مؤتمر وزراء الخارجية الثالث، وذلك في جلسة من أطول الجلسات التي شهدتها المنظمة، ختاما بصدور "بيان العزم" لإنشاء البنك الإسلامي للتنمية.
- وتناول الكتاب بعد ذلك عرضا لطلائع البنوك المحلية الإسلامية من بنك دبي الإسلامي، وبنك فيصل الإسلامي المصري، وبنك فيصل الإسلامي السوداني.
- كما تناول الكتاب الحديث عن الاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية الذي تعرض للصعوبات والتحديات من الوهلة الأولى لانطلاقه.
- عقب ذلك تناول الكتاب الحديث تجربة المعهد الدولي للبنوك والاقتصاد الإسلامي.
- كما تم التعريج على المؤسسات المالية الإسلامية في الساحة آنذاك كدار المال الإسلامي، وبنوك البركة، وختاما ببنك قبرص.
- وكانت المحطة الأخيرة في الكتاب نظرات حول أزمة البنوك الإسلامية.
- وانتهى الكتاب بملحق للصور موثقا لمقتطفات من سجل حركة البنوك الإسلامية.
وبالرغم من التراجع أو التعثر أحيانا إلا أن المصارف الإسلامية ما زالت تمثل المشروع الحضاري للأمة الإسلامية، ومازالت تحمل الأمل للأمة في أن تكون هي الطريق لتأكيد هويتها السياسية، وبناء نفسها اقتصاديا، وتنمية وإعمار مجتمعاتها.
وفي الختام لا يسعنا إلا الامتنان للدكتور أحمد عبد العزيز النجار سائلين المولى عز وجل الرحمة والغفران.
ورد في ثبت موسوعة الشخصيات البارزة بمحافظة الغربية بأنه ولد في 17 مايو (أيار) 1932، بمحافظة الغربية، حصل على بكالوريوس تجارة ـ جامعة القاهرة 1952، وماجستير معهد العلوم السياسية ـ جامعة القاهرة 1954. وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة كولونيا بألمانيا الغربية 1959، شغل وظيفة مدير عام مشروع بنوك الادخار المحلية من (1963 ـ 1967)، وأستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة أم درمان الإسلامية من (1967 ـ 1969)، وعمل نائبا لرئيس المعهد الدولي للادخار والاستثمار بألمانيا الغربية من (1969 ـ 1971)، ورئيس الدائرة الاقتصادية لمؤتمر وزارة الخارجية الإسلامي من (1971 ـ 1973). وعمل مستشارا لبنك ناصر الاجتماعي من (1973 ـ 1975)، وأستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة من (1975 ـ 1978)، ثم أمين عام الاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية منذ 1978، عضو لجنة خبراء الدول الإسلامية لإقامة النظام المصرفي الإسلامي (القاهرة 1971)، واللجنة التحضيرية لإنشاء البنك الإسلامي للتنمية (جدة 1973).