بـدت الأربعينات لــي مرحلة متقدمة عندما كنت في العشرينيات من عمـري. ليست مرتبطة بالجدات لكنهـا بالتأكيـد ليسـت شـابة، لطالمـا اعتقدت أن مـن بلغوا الأربعين عامـا يجـب أن يشعروا ببعض الحزن بشأن بلوغهم هذه المرحلة من حياتهم. لـم أكـن أعـرف أن معظمهـم يشـعر بالشـعور نفسه الذي كان داخـل رأسي العشريني ولكن بشكل أفضل وأكثر حكمة وثقة، لم يكن لدي أي طريقة لمعرفـة أن معظمهـم لـن يفضلـوا العودة إلـى العشرينيات مرة أخرى حتـى لـو دفعـت لهـم الأموال، وأنهم يحبون بالفعل كونهم في الأربعينيات. لـم أعلـم قـط كـم يمكـن أن يكون التقدم في العمـر جميـلا ومفعمـا بالسـلام. إنـك ببساطة تتوقـف عـن الاهتمام بالأشياء غير المهمـة. ومعظم الأشياء ليست مهمة جدا.
كاتبة ومترجمة ومدونة سورية ، تقوم بالترجمة من اللغة الإنجليزية الى العربية، والعكس، تعمل حاليا على مدونتها الخاصة، التي تقوم خلالها بنشر مجموعة من المقالات الإنجليزية المترجمة، في مجالات تطوير الذات.
حتى وقتنا هذا فقد صدر للكاتبة السورية علا ديوب خمس كتب، هي : أشياء جميلة ، آباء أكفاء، أبناء عظماء. تكلمي الآن أو اصمتي للأبد ، أغرب عادات الشعوب.
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات أجنبية لمختصين أو أصحاب تجارب واقعية.. ترجمتها الأستاذة: عُلا ديوب للغة العربية ترجمة سلسة وأنيقة ورشيقة.
ويقع في 155 صفحة، قسمته بعد المقدمة إلى 4 فصول ثم خاتمة:
*الفصل الأول: يتحدث عن فترة الأربعينات من العمر، والطمأنة أنها ليست مرحلة مخيفة أو مرتبطة بالضرورة بالعجز والأمراض والتقدم نحو التقاعد أو الموت !! في هذا الفصل تقدم شروحات منطقية، علمية ونفسية، للتغيرات التي تحدث للإنسان في الأربعينات من عمره والفرق بينها وبين عشرينات العمر، مع بعض النصائح الأساسية لكيف تجعل من مرحلة الأربعينات متعة.
**الفصل الثاني: تحاول فيه المترجمة جمع المقالات التي تشرح وتوضح العلاقات والمشاعر في منتصف العمر (الأربعينات والخمسينيات) وكيف يجعلها المرء مفتاحاً لمزيد من السعادة والخير له ولعائلته...
***الفصل الثالث: تقدم لنا المترجمة تلك المقالات التي تتحدث بإسهاب أكثر عن الجسد في الأربعينات.. والخرافات الشائعة حول موضوع التجاعيد والعناية بالبشرة والجسد للتظاهر بمظهر الأصغر عمراً! وعرجت بآخر مقالين في الفصل على صحة المرأة ثم صحة الرجل خصوصاً في هذا العمر..
****الفصل الرابع: في هذا الفصل سردت لنا تجارب واقعية لأناس في مرحلة الأربعينات وكذلك في مرحلة الخمسينات من العمر... وجدوا متعتها وجمالها الخاص وفيها أبدعوا وأنجزوا الكثير.. أو بدؤوا مشاريعهم الناجحة.. حتى أنهم لا يتمنون العودة للعشرينات... ففي رأيهم ورأي المترجمة: الأربعينات جميلة والخمسينيات أجمل!
****** الخلاصة الكتاب لطيف وفيه حيوية وايقاظ لهمة ورغبات المرء، شخصياً أدعو كل من بلغ الأربعين من عمره (أو قاربها) او زاد على ذلك ولو بلغ الستين.. أن يقتنيه ويقرأه، فالكتاب جميل ولا يخلو من الفوائد، والأفكار التي ينتفع بها.
عجبني الكتاب وبديته وخلصته خلال ساعة تقريبا. قرأت لها قبل متعة أن تكون في الثلاثين وعجبني كمان. حلو إنه نظرة مختلفة للحياة وللتقدم في العمر مع كل التغييرات اللي تحصل و مع الضغط المجتمعي. ازا كنت على نهاية الثلاثين، أعطي الكتاب فرصة فقد يفتح عينيك على زوايا أخرى في الحياة. بالنسبة لاسم الكتاب( متعة) فهو مايتحدث عن متع هذه الفترة وإنما يخليك تشعر بالامتنان و القبول والتصالح مع مايحدث وإنه تستمر دايما في النمو والتعلم
اليوم هو فرصة عظيمة لك عندما تنظر اليه بعد سنوات عدة ستراه يوما كنت مفعماً فيه بالشباب و الإمكانات و قد تراه نقطة التحول التي اتخذت فيها خياراً كان جيدا لمستقبلك هذا الوقت الذي تعيشه الان وقت جيد حاول استغلاله إلى اقصى درجة …
المترجمة ذويقه في اختيار المقالات والاقوال الملهمه ولديها معاني عميقه وجميلة عن النمو والتطور في مرحلة الاربعينات والخمسينات وما فوق.
تعلمت منها ان دائما هناك فرصه لتعلم شي جديد و لبدء مشروع جديد. راقت لي هذه العبارة : لا تخشى من تتألق, تذكر أن الشمس لا تكترث إن أعمت عيناك. "لديك قدرة على الشفاء عليك أن تدرك ذلك"
يقدّم الكتاب طرحًا جديدًا حول مفهوم العمر، إذ يحفّز القارئ على تجاوز كل ما رُسِمَ له اجتماعيًا من قوالب جاهزة تجعل الإنسان رهينة للزمن، وتقيّد تطوّره وتقدّمه، بل وحتى قدرته على الاستمتاع بالحياة. تسعى الكاتبة، من خلال جمع عدد كبير من المقالات والأقوال وترجمتها إلى العربية، إلى تفنيد الفكرة الشائعة القائلة إن الرقم العمري هو العامل الحاسم في تحديد واقعنا ومستقبلنا وصحتنا وأمزجتنا وقدراتنا وإنجازاتنا. فالإنسان، بحسب روح الكتاب، هو ما يختار أن يكون، ولا فرق إن كان دون سن الأربعين أو فوقها بقليل أو بكثير.
تتّسم المقالات بالقِصر والمتعة، كما أن الأقوال المقتبسة إيجابية وتدور جميعها في فلك الموضوع العام. الأفكار متناسقة ومتدرجة في طرحها، رغم غلبة شيء من الإجمال والتعميم في بعض المواضع. أما الترجمة، فهي تتراوح بين الجيدة والمتوسطة، وهو ما يفسّر منح الكتاب تقييم نجمتين.
في العموم، يُعدّ الكتاب ممتعًا ومفيدًا، ويمكن قراءته بالكامل في أقل من ساعتين.