تنفتح رواية "رماد الشرق" في جزئها الأول: خريف نيويورك الأخير على مشهدية إنفجار البرجين التوأمين، وعلى جاز، برفقة صديقته ميترا، وهو يصرّ على الإنتهاء من سيمفونيا تخلد جدّه الذي اخترق القرن العشرين، وعاش كل الحروب التي جعلت الوطن العربي على ما هو عليه اليوم، من إعدام الأحرار الذين قاوموا العثمانيين وآلة جمال باشا السفاح، إلى فجيعة سايكس بيكو والجغرافيا الجديدة التي فرضتها، إلى إنهيار الثورة العربية، إلى قضية فلسطين، إلى الدكتاتوريات العربية وحروبها الخاسرة... وصولاً إلى إنفجار البرجين التوأمين الذي ختم دورة القرن منهياً عصراً بكامله، جاز موسيقي أمريكي من أصول عربية، ترك الطب في وقت مبكر ليتفرغ للموسيقى، قبل أن يعود له من جديد تضامناً مع ضحايا إنفجار البرجين التوأمين.
يفاجأ جاز في المستشفى بنشوء عنصرية لم يعهدها من قبل، تخترق المجتمع الأمريكي وتكبله، لكن إصراره على الإستماع إلى قصة جدّه في توليدو الأمريكية وتجسيدها موسيقياً، تُصَالِحُهُ مع تاريخ خفي بعيد إكتشافه من خلال الموسيقى.
في الجزء الثاني من رواية: "رماد الشرق / الذئب الذي نبت في البراري"، يواصل جاز البحث في هوية كانت دفينة، من خلال مسار جدّه الحياتي، وعبر عناصر السيمفونية التي يقوم بتركيبها قطعة قطعة قبل أن تتشكل نهائياً؛ من حاضره الأمريكي القاسي الذي يعتبره عربياً ومسلماً معادياً بسبب الهجوم الإرهابي على البرجين، إلى حكايات جدّه بابا شريف، يعيد بناء صورة بداية القرن العشرين بالأبيض والأسود، وبدون أية رتوشات.
يتعرف القارئ على اللحظة الأولى التي يرى فيها بابا شريف، المناضل القومي، والده في سجن عاليه، ثم معلقاً على أخشاب المشانق في بيروت بأمر من جمال باشا السفاح، ويعيش مقاومة البطل القومي يوسف العظمة في سوريا ويكتشف لورانس العرب والأمير فيصل وأللنبي والأمير عبد القادر الحفيد، وغيرهم ممن صنعوا عصراً بكامله كانت رهاناته دولية أكثر منها عربية.
وتصبح سيمفونية "رماد الشرق" التي يعرضها جاز في أوبرا بروكلين، هي رهانه وهي وسيلته للإنتصار للحياة ولإستعادة تاريخ جدّ لم يكن في النهاية إلا وسيلته لكشف المآلات التي وصل إليها الوطن العربي اليوم.
"رماد الشرق" رواية ملحمية تستعيد قرناً من الحياة العربية من خلال حيوانات متضاربة لأناس بسطاء، لا يستطيع التاريخ قولها، وحدها الرواية بإمكانها إختراق أسرارها، لا يمكن فهم ما يحدث اليوم من ثورات دموية وإنتفاضات إلا داخل هذا الغليان الذي أشعل القرن العشرين مخلفاً وراءه تمزقات تراجيدية، ترابية وإثنية ودينية، من الصعب رتقها بالوسائل التقليدية.
جامعي وروائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه تنتمي أعمال واسيني الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها ، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها : الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الإنجليزية، الدنماركية، الأسبانية، الكردية، والعبرية وغيرها
حصل في سنة ٢٠٠١ على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، حصل في سنة ٢٠٠٥ على جائزة قطر العالمية للرواية على روايته : سراب الشرق، حصل في سنة ٢٠٠٧ على جائزة الشيخ زايد للآداب، على روايته كتاب الأمير، حصل في سنة ٢٠٠٨ على جائزة الكتاب الذهبي على روايته: أشباح القدس
"جاز" شاب أمريكي من أصول عربية عاصر فترة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .. تلك الفترة التي تأججت فيها العنصرية الأمريكية ضد كل ما هو شرقي أو عربي .. فنظمت جمعية ثقافات الشرق مع عرب أمريكا معرضا للصور الفوتوغرافية عن تاريخ العرب وثقافتهم عبر العالم .. وعندما حضر "جاز" المعرض رأي صورة أثارت دهشته وفضوله حيث أنه قد رأى مثلها عند جده .. جده العربي الذي هاجر إلى أمريكا في سنوات شبابه الأولى ..
هرع "جاز" إلى جده ليعرف السر وراء هذه الصورة .. فيفتح له جده صندوق ذكرياته ويحكي له أبرز أحداث العرب في بدايات القرن العشرين .. بدءا من الحرب العالمية الأولى وإشتراكهم مع تركيا بجانب الألمان في الحرب .. ثم الثورة العربية الكبرى وتخلصهم من الحكم التركي وما أعقب ذلك من وقوعهم في نير الإحتلال البريطاني والفرنسي طبقا لإتفاقية سايكس - بيكو وإستيطان اليهود في فلسطين طبقا لوعد بلفور .. فكم سالت من دماء وكم قُدمت من أرواح فداءً لتراب الوطن ليسطر التاريخ أعظم قصص البطولات والتضحية ..
بالرغم من ان توقيت قراءتى لتلك الرواية جاء ف وقت لا اقوى ع قراءة شئ للظروف النفسية إلا إننى وجدتها رائعة وشيقة وهو ما جعلنى أتمكن تدريجيا من العودة إلى أحضان الكتب ونسيان أى شئ
ف البداية لا انكر شعورى بالملل ورغبتى ف عدم إكمال الرواية لولا كرهى لذلك الأسلوب فقررت الاستمرار ف القراءة وحمدت الله ف النهاية إننى لم انساق وراء رغبتى الاولى .
الرواية ف إيجاز - أو بمعنى ادق الجزء الأول من الرواية - يدور حول " جاز " الذى يسعى مع رفيقته " ميترا " إلى معرفة أسرار حياة جده الذى عاش فى القرن العشرين ليخلد ذكراه ف سيمفونيا موسيقية رائعة ،، فيبدأ مع جده رحلة النبش ف الذاكرة والعودة إلى الماضى ليروى لنا فصولا من التاريخ قد لا يعلمها الكثير .
تطرقت ذاكرة الجد إلى الثورة العربية ضد حكم الأتراك وجمال باشا السفاح ثم إنصياع العرب وراء انجلترا تارة وفرنسا تارة آخرى وضياع دمشق جراء ثقة العرب الزائدة ف الغرب وتأثير ذلك ع إعادة تشكيل الخريطة العربية .
اجمل ما ف الرواية هو سرد التاريخ بأسلوب أدبى جذاب حتى لا يشعر القارئ بالملل وإن كانت هناك بعض النقاط وردت داخل الرواية كانت ف حاجة إلى مزيد من التفاصيل وإن كان ذلك يعود إلى طبيعة الرواية كونها أدب وليس كتاب تاريخى محض .
متشوقة جدا لقراءة الجزء الثانى من تلك الرواية والذى دخل ضمن القائمة الطويلة للبوكر .
أود ف النهاية التذكير بأبرز المقتطفات الواردة داخل الرواية :
“مسكين هذا الشيطان الذى نلصق به كل حماقاتنا”
“الشعوب تستحق من حين لآخر أن يقف على رؤوسها طغاة لكى تتعلم قليلا من ألمها”
“نتساءل اليوم لماذا الحكومات العسكرية ؟ كل شئ فى حياتنا يتنفس عسكر ، حتى الحكومات المدنية عسكر مزيف”
“الطاغية هكذا ، كلما أعطيته ظهرك ، نزع منه جزءا حتى ينهيك ولا يترك فيك إلا العظم”
“مشكلة العرب أنهم دائما تحت وصاية جهة ، تبيعهم لهذا ، فيبدلونها بوصى آخر”
“يجب ألا نمجد الموت والحروب ونترك الحياة تمر بدون أن نتمكن من لمسها بأناملنا الصغيرة”
تمكن لورانس الغرب الغدار الذي زرعته المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط من كسب ثقة الأمير فيصل واستدرجه الى المصيدة؛ لم يكن للعرب مخلص يخلصهم من قهر الأتراك سوى الاستنجاد بالإنجليز والفرنسيين و بعدها معاهدة سايكس_بيكو توزيع الغنائم والكعك و إعطاء فلسطين لليهود مع احتفاظ عرب فلسطين بمزارعهم.
نجمة واحدة للموضوع وواحدة تواطئاً مع واسيني الاعرج والأخيرة لاتاحتها الكترونيا قبل اصدارها ورقيا جذبني العنوان توقعت ان أقرأ واسيني كما اعتدتُ دائما.... إلا أنه اخذني في دوامة من التاريخ لا تعتمد سوى على السرد... كلنا نعلم ان التاريخ لا بد ان يكون قد زُوِر وحُرف قبل أن يصل لنا... أين الجديد في احتمالية ان يكون العرب نفسهم من خان وقتل ونكل ببعضهم البعض؟؟؟ كنتُ مندمجة جدا في البداية... إلا أنني صُعقتُ حين تحول مجرى الرواية الى عهد جمال باشا السفاح وتقسيم الوطن العربي... لستُ أدري... هل فعلا خاب أملي بالرواية.... أم ان موضوعها هو من جاء في وقت لم يرغب به مزاجي بتناول التاريخ...؟؟؟ إلا أنه رائع (واسيني) .... بعيد عن اجواء الرواية...فقد استطاع على الرغم من المعلومات المكررة ان يجذبني...تلك الصور الفنية دفعتني لأكمل الرواية... فقط كي اتذوق جميع عباراته... ارجو ان يكون الجزء الثاني منها مشجعا أكثر
كتاب جميل و سلس. يحكي قصة الثورة العربية الكبرى، و التي انهت الحكم العثماني على المنطقة العربية. الثورة التي كانت تحلم بان تؤدي الى حكم عربي مستقل على بلاد الحجاز و الشام و العراق، و انتهت بتقسيم البلاد الى ما يسمى سايكس بيكو العالم العربي. الكتاب يسرد القصة بشكل رواية، مما لا يدع للملل مكانا خلال القراءة. اعتقد فقط من وجهة نظري أن الكاتب بالغ في مكان ما بقدح الأتراك و زمهم، و ان وجودهم طيلة قرون حكمهم لبلاد العرب ما كانت الا ظلما و قتلا و نهبا.
طول الوقت وانا في بقرأ الرواية وفي غصة في قلبي لو ان الملوك والامراء لا يفكرون في الملك والجاه ولكن يفكروا في الارض والوطن والشعب .. ايه هى المصالح اللى تجعل الانسان يتخلى عن حلم الحرية ؟؟ النصائح من المقربين مرفوضة .. ولكن من الغرباء مطلوبة وبين مرفوض ومطلوب تضيع الأوطان 😔
رماد الشرق 1 عمل أدبي تاريخي عن واقع العربي في بدايات القرن الماضي الذي شهد تحولاً لموازين القوى العالمية و السيطرة على الشرق الأوسط و تقسيمها على الإنجليز و الفرنسيين و انسحاب الأتراك بعد أن تَرَكُوا العالم العربي يعيش في جهل . تمكن لورانس الغرب الغدار الذي زرعته المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط من كسب ثقة الامير فيصل و استدرجه الى المصيدة ؛ لم يكن للعرب مخلص يخلصهم من قهر الأتراك سوى الاستنجاد بالإنجليز و الفرنسيين و بعدها معاهدة سايكس_بيكو توزيع الغنائم والكعك و إعطاء فلسطين لليهود مع احتفاظ عرب فلسطين بمزارعهم !!!!!!!! تاريخ مرير و أسود مرت بها المنطقة و هي ما أوصلتهم حالياً لما نحن فيه زرع الفتن و إشعالها بين فترة و أخرى حتى لا تعيش المنطقة بهناء و تنهض الشعوب كحال بقية الامم . رواية #رماد_الشرق 1 " #خريف_نيويورك_الأخير عمل يختصر تلك الحقبة التي عصفت بالامة . عمل ممتاز أنصح به 👌🏻✨
خريف نيويورك الأخير لِـ واسيني الأعرج رماد الشرق 1 منشورات الجمل 484 صفحة ملخص الرواية: رواية "خريف نيويورك الأخير" هي الجزء الأول من سلسلة "رماد الشرق" للكاتب واسيني الأعرج، وتدور أحداثها في مدينة نيويورك. تمثل الرواية رحلة داخل عوالم الاغتراب والذاكرة والبحث عن الهوية، حيث يواجه بطل الرواية (الذي قد يُفترض أنه تمثيل للكاتب نفسه أو شخصيته المحورية) تحديات نفسية وعاطفية في المدينة الأمريكية الكبرى. تبدأ الرواية ببطلها الطبيب الذي يعيش في نيويورك، والتي تتغير حياته وتُثار نفسة ومشاعره مع حادثة تفجير برجيّ التجارة العالميين، ونظرة المجتمع له كمسلسم وكإرهابي ورفضهم له، رغم أنهُ ولد في أمريكا، فيذهب لزيارة جده لأمه الذي يسكن في أحد أكثر مدن أمريكا شبهًا بمدينة طليلة الاندلسية، وتنتقل الرواية إلى أحداث الماضي ، وتغوص في ذاكرتة وأفكاره المتعلقة بالوطن والأماكن التي تركها وراءه. يتعامل البطل "الجد" مع مسألة الهوية والبحث عن الذات، مع تساؤلاته المستمرة حول ماضيه وحاضره، حيث يعود بالزمن ليروي سقوط الدولة العثمانية وقيام وإنتهاء الحرب العالمية الأولى، وتقسيم الوطن العربي واعلان قيام وطن قومي لليهود في فلسطين. الرواية تتبع قصة بطل يتنقل بين أزمنة مختلفة، يعيد فيها النظر في ماضيه، ويروي تجاربه الشخصية مع الأهل والأصدقاء في الشرق. هذا التفاعل بين ��لحاضر والماضي يعكس الأسئلة العميقة التي يعيشها الأفراد في الشتات، وتصور كيفية تأثير الاغتراب على الحياة النفسية. كما أن الرواية تتناول واقع المنفى والمشاعر المرتبطة به، مثل الحنين للوطن والحزن بسبب الفقدان. "خريف نيويورك الأخير" ليست فقط قصة عن شخص فردي، بل هي أيضًا تصوير للمعاناة الإنسانية بشكل عام في ظل ظروف الهجرة والتشتت التي يعيشها العديد من الأشخاص من العالم العربي. يُعبّر الأعرج من خلالها عن الألم والتحديات التي يواجهها الأشخاص في البحث عن مكان لهم في هذا العالم المعاصر المليء بالتحولات السياسية والاجتماعية. الفترة الزمنية للرواية: تدور أحداث الرواية في الفترة المعاصرة، وتحديدًا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين. تتمركز الرواية في مدينة نيويورك، التي تمثل بيئة الغرب الحديثة، وهو ما يعكس صراع بطل الرواية مع مفهوم الهوية والانتماء في مواجهة الحياة في المهجر. على الرغم من أن هناك إشارات إلى الماضي العربي وحياة البطل قبل رحيله إلى نيويورك، إلا أن الرواية تركّز في الغالب على التحديات التي يواجهها في حاضر أغترابي غربي. الشخصيات: تبدأ القصة بالبطل الأول جاز، ثم تنتقل الى "الجد" ويروي الجد فترة زمنيو معقدة ومتشابكة الاخداث والشخصيات، حيث يتواجد الامير عبدالقادر الصغيرة وأخوته، الملك فيصل، الضابط لورانس العرب والعديد من الشخصيات العالمية والشخصيات العائلية، ولا ينسى واسيني الأعرج الأم والمرأة في رواياته. وكالعادة يتضح لنا من الشخصيات ورواية الأحداث ان الصورة والامور لا تبدو واضحة في ذات الوقت كما هي الان، ولم تكن تعرف نوايا الغرب تجاة الوطن العربي.
الأسلوب الأدبي: أسلوب الأعرج في "خريف نيويورك الأخير" ليس سطحيًا أو تقليديًا، بل هو أسلوب سردي متعدد الأبعاد يتميز بالتحولات الزمنية والمكانية التي تضفي على الرواية بعدًا فلسفيًا ونفسيًا. هو أسلوب سهل في عمقه، ويحتاج إلى تأمل وتفاعل عاطفي من القارئ لفهم المدى الكامل لتجربة الاغتراب والبحث عن الهوية التي يعبر عنها الكاتب، وتختلف عن رواياته الأخرى، في سرده للأحداث التاريخية بالتسلسل. المواضيع والقضايا: الرواية تتناول العديد من المواضيع الجوهرية، مثل الاغتراب، والبحث عن الهوية، والصراع بين الشرق والغرب. أعتقد أن الأعرج يعبر من خلالها عن حالة من الضياع والتشظي التي يعاني منها الإنسان العربي المعاصر. هذه الرواية ليست مجرد سرد لحياة بطل منفرد، بل هي انعكاس لهواجس جماعية تخص جيلًا كاملًا يعاني من الانفصال الثقافي والنفسي. الرمزية في الرواية، مثل استخدام "الرماد" كدلالة على الهشاشة والانكسار، تُعزز الفكرة بأن الشرق الذي كان في يوم من الأيام مليئًا بالوعود والأحلام أصبح الآن رمادًا، وهو ما ينعكس في معاناة بطل الرواية. وأعتقد أن اسم رماد الشرق يليق بها أكثر من خريف نيويورك، حيث أنها تحدثت عن الشرق ومعانأة الانسان العربي أكثر من أي شي آخر، وترمز ألى فقدان الشرق السيطرة على مصيرة والقدر على تطلعات وأحلام المواطن العربي الحالم. ولم يتحدث الكاتب أو البطل عن المواطن الأمريكي او عن تأثير حادثة التفجير على الأمريكين أو أي شي آخر. وإنما رفضهم لأي إنسان له أصول عربية او إسلامية بعد تلك الحادثة. الرسالة النهائية: كعادته واسيني الأعرج غارق في الألم، والرواية هي سردية بحت ولا تمثل أي تحليل أو شرح أو تفسير سواء للماضي أو الحاضر العربي وإنما هي سردية بكاء على الاطلال كما أعتقد. التقييم العام: نقلت الرواية تفاصيل دقيقية عن أحداث تلك الفترة، حتى أنها أكثر مما رغبت ومتحمسة لقراءة الجزء الأخر اذا كان تكملة للقصة، وللامانة القصة نحجت في نقل صورة دقيقة عن الأحداث والأماكن والشخوص، ومكتملة الجوانب الأدبية والفكرية، وأنصح للمهتمين بقراءتها، ولكنها لا تناسب أي قارئ.
المقارنة مع أعمال أخرى للأعرج: تتشابه مع أعماله الاخرى في المواضيع منها الاغتراب والعزلة، واللغة والأسلوب، وهي ذات المواضيع في رواية شرفات بحر الشمال وسوناتا لاشباح القدس والبيت الأندلسي والعديد من رواياته الأخرى، وتختلف في البعد الفلسفي والبنية السردية .
رواية تاريخية سياسية بعد ثلاثية غرناطة قد قلت اني لن اعود الى قراءة رواية تاريخية مرة اخرى وها انا ذا اعود الى التاريخ مرة اخرى اعجبتني فكرة انه يحاول ان يوثق بداية هذا القرن ، عرفت كثير من الاحداث التي كانت غائبة عني من خلال الرواية ، ربما علينا العودة الى التاريخ لفهم ما اصاب العرب من هزيمة في هذا الزمان ، السرد طوي وممل جدا في منتصف الرواية ، ولكني احب واسيني واحب كتاباته ، ذكرتني طريقة وصفه الكثير للمدن برواية ذاكرة الجسد لاحلام المستغانمي ، يبدو ان معظم الجزائرين مولعون بالمدن ووصفها
" تنفس عميقا بحثا عن لحظة متوارية في اعماقه " "اشعر بعقدة اتجاه الحياة " "في العالم شيء يسير بشكل مقلوب سيتحول مع الزمن الى قنبلة موقوتة او الى عدمية تدميرية سيصعب على الجميع تيسيرها ، حتى الذي يستفيدون اليوم من جنونها" "الأمريكية يعلم كل علوم الدنيا البراغماتية الا التاريخ البشري الذي يفتح اعين الناس على الحقائق المحفية"
"الهوية غابة يا جاز ، غابة لا حدود لمسالكها المعقدة " "فقد احدث رد فعله في نفسه فراغا كبيرا يشبه الضباب او الهوة العميقة"
"العمق الساكن يشتعل احيانا بكلمة" "امي التي اكتشفت صوتها ووجها متاخرا" " "ينتابني الاحساس يا جدي ان العالم لم يتغير الا قليلا او ربما لم يتغير الا شكله الخارجي وكان اليشرية وصلت الى حد من التطور اصبح من العسير ان تكون خلاقة الا اذا جاءت بشرية اخرى اكثر قدرة على تامل الدنيا" "لكنه وهو في عمق الكلام خرج كل شيء محموما ومجروحا وصادقا"
"هناك مشروع كبير لتدمير المنطقة وتقسيمها واذا حدث ذلك ، فلن تقوم لهذه الامة قائمة لمدة قرون وليس سنوات ، ستدخل حروب وصراعات تنمي الأحقاد والصراعات التافهة اكثر مما تعمل على تحريرها النهائي"
رواية رائعة رغم كئابتها لكنني أستمتعت بها كثيراً. الرواية مميزة تبدأ مع جاز وميترا في نيويورك والحادي عشر من سبتمتبر وما يليه من نتائج منهكة نفسية لكل من عايشوا ذلك الحدث ولجاز بأصوله العربية التي سرعان من تضعه في مواجهة لأعداء لم يكن يتوقعهم. من نيويورك إلي بيروت فدمشق رحلة طويلة نقطعها مع بابا شريف يتحدث في جنته التي صنعها عن ماض يطل من جديد بخيباته وانكساراته وبوجعه اللامنتهي . رواية كئيبة ومليئة بإنكسارات وهشاشة عبرتني وورطتني معها كعادتي مع روايات واسيني الأعرج. انتظر بشوق قراءة الجزء الثاني، في بالي أسئلة تنتظر الإجابة.
كانت من الروايات الجميلة التي كان أجدر لها ان احفظها بين رفوف مكتبتي اجتذبني اسمها بالبداية لكن سرعان ماتبين بعد عدة صفحات انني قد وقعت في سحر الأسلوب ولعل من اكبر الاخطاء انني تجرأت وقرأتها الكترونياً فلم احتفظ بها ،لكن لن اكرر الخطأ ذاته ف الجزء الثاني بإذن الله أسلوب واسيني كان يتسم بملامح الجمال حاد ورقيق في الوقت ذاته ! كانت تجربتي الأولى ولن تكون الأخيرة بإذن الله بين صفحاته كل صفحة من صفحات هذا الجزء كانت عبارة عن تفاصيل مليئة بالحركة تداخل الأضواء السيمفونيات الذكريات ... لكل شخصية موقف وذكرى ولن اغفل كونها تاريخية ولها صلة بماضي الشرق كوني اجتذب لهذه المواضيع صحيح ان الاستطراد في ذكر اسماء الشوارع المبانٍ كان نوعاً مايضايق لكن لم يخل باتزان النص :" لايسعني القول الا انه لو كان بوسعي تقييمها بأكثر من 5 نجمات لفعلت
من الممكن أن تمنح قراءة التاريخ روائيا حياة أخرى للتاريخ، وكذلك تاريخا آخر للقارئ، ولعلها تكرم الشهداء، وترفع الظلم عن المظلوم، وتمثل نقمة المجتمع على الحاكم، فيتحول الماضي إلى حاضر نعيشه، ونعيش معه وهم استعادته.
تحمل “رماد الشرق” مجموعة من الوقائع والهزائم والانكسارات، وتحولها جميعها إلى سمفونية تعزفها أيدي جيل شاب، سمع الكثير عن أرض لم يعش فيها، وحروب مرت لكنها لا تزال تختمر في النفس والروح. سخر الكاتب لروايته أدوات فنية عدة، من تقليدية وحديثة، ليعيد إلى الذاكرة مجتمعا حافلا بالتناقضات، ذاق ما ذاق من أهوال الحروب وويلاتها.
رواية ملحمية تستعيد قرناً من الحياة العربية من خلال حيوات متضاربة لأناس بسطاء، لا يستطيع التاريخ قولها. وحدها الرواية بإمكانها اختراق أسرارها. لا يمكن فهم ما يحدث اليوم من ثورات دموية وانتفاضات إلا داخل هذا الغليان الذي أشعل القرن العشرين مخلفا وراءه تمزقات تراجيدية، ترابية وإثنية ودينية، من الصعب رتقها بالوسائل التقليدية .
هذا ما وجدته على غلاف النهاية ، بعد أن أنهيت قراءتها ولكنني لست كما قال ، لم أفهم شيئا بعد .. وكأنه أي واسيني الأعرج يريد منا أن نقرأ الماضي ، التاريخ الذي ضاع منا بالغصب ، أن نقرأه بالغصب !
سأستمر في قراءة الجزء الثاني من الرواية ، علني أفهم شيئا غير حقيقة "أن العرب ضيعوا مجدهم بأيديهم"
رواية من جزأين (خريف نيويورك الأخير، والذئب الذي نبت في البراري)، فيها حنين للمشرق العربي وسرد لأحداث نهاية الحكم العثماني وبداية عصر الانتداب بكل ما يتخلل ذلك من مؤامرات ومهاترات بين وجهاء بلاد الشام للوصول إلى مكاسب هزيلة وإن كان ثمنها بيع الأوطان لكل المشترين بما فيهم الصهاينة. المعلومات التاريخية مهمة، لكن الأسلوب الأدبي بسيط، يطغى عليه السرد الانسيابي الممل والحوار الطفولي. لا أرى فيها رواية ترقى لمستوى الأدب التاريخي الرفيع.
واسينى الاعرج مبدع كالعادة رغم ان مساحة الإبداع المعتادة بالنسبة له تم محاصرتها بضرورات السرد التاريخى لكن يبقى له الفضل انه سلط الضوء بطريقة شيقة على جزء من المهم الا ننساه من الذاكرة العربية المثقلة بالذكريات المؤلمة .. قراءة رماد الشرق تجعلك تستشعر فى نهايتها بحاجتك الى قراءة المزيد عن التاريخ العربى المعاصر والمزيد من كتابات واسينى الاعرج
طبعاً مجهود كبير وحقائق كانت مجهولة لينا لكن الكاتب غرق في دوامة من اﻷسماء والتواريخ ولم ينجح في غزل التاريخ بالرواية.. ولكن من الممكن انه كان عايز يقربنا من كتب التاريخ وكمان اول جزء بتاع نيويورك كان ممتع للغاية ..
نجمة واحدة تقديرا للغة الوصفية الجيدة والنجمة الأخرى من أجل وقتي الذي صرفته فيها، مع أني رغبت بشدة في تركها و قراءة كتاب "شاهنامه" للفردوسي ، والذي كانت ميترا تقرأ منه لـجاز في خريف نيويورك الأخير!