بعد مقتل تشي غيفارا، اعتقلت السلطات البوليفية الكاتب والمناضل الفرنسي ريجيس دوبريه، وحكمت عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاماً، ولكن انقلاباً حدث عام 1970 خفف عن دوبريه تعود الزنزانة في "كامبري"، فسمح له بأن يقرأ ويكتب، قبل أن يؤدي تدخل الحكومة الفرنسية إلى إطلاق سراحه وهذا الكتاب هو ثرة أفكاره وتأملاته في السجن، وفي كثير من المقاطع يخاطب الكاتب نفسه متحدثاً عن كثير من هموم المناضلين والمثقفين، ويقوم بنوع من النقد الذاتي، من غير أن ينسى أنه ينتمي في أصله إلى "البورجوازية الصغيرة".
Intellectual, journalist, government official and professor. He is known for his theorization of mediology, a critical theory of the long-term transmission of cultural meaning in human society; and for having fought in 1967 with Marxist revolutionary Che Guevara in Bolivia.
الترجمة لم تكن جيدة .. والكتاب ممل جدًا لو لم تكن شغوف بالاطلاع والقراءة
هذه كتابات كتبت في فترة إعتقال لمثقف فرنسي مثير للجدل دائمًا حتى في تحولاته الفكرية .. فنحن أمام رجل تلاحقه إتهامات قتل جيفارا عن طريق إفشاء مكان تواجده لسلطات البوليفية .. ومساندته ل ميلوسوفيتش الصربي ضد تدخل حلف النيتو . حفظ دوبريه النزعة العقلية من الماركسية في تأولاته إلا أنه تخلى على حد قوله عن الماركسية منذ عام 1968 يقدم دوبريه العالم من خلال تجرة الاعتقال على أن العالم كا هو إلا كوكبة من الخلايا متروكة مع سجين خلف الابواب ينوت ليل نهار ينكر دوبريه شعار "يا عمال العالم اتحدوا" وينعتها بأممية الخرافة الماركسية الكبيرة ويعود يأكد أنه يدافع عن الكوكب حتى لا يتحول إلى سوير ماركت لا يحترم إلا قانون العرض والطلب , فالنظام الرأسمالي هو فكر لا ينطوي على قيم أخلاقية. فالرأسمالية بربرية تعريفاً، وينبغي أن نناضل ضد هذه البربرية في العمق، إذا كنا نؤمن بذلك". يعود دوبريه ويسأل عن أهمية السوق وهل له بديل ؟ لكن قد نغير السؤال قكذبة السوق جاءت لتعطي الحرية في حين أن الصين ودول ديكتاتورية وشمولية استطاعت أن تستخدم السوق لإستعباد الانسان إذا فشل في تحقيق هدفه لذلك يجب البحث عن بديل . أغفلت الماركسية في نظر دوبريه عدة أبعاد أهمها البعد السياسي فبدءاً ليس الاقتصاد مركّزاً بحسب مزاعم لينين . فثمة وضع مستقل للسياسي حيث أن السلوك السياسي للمتحدات البشرية لا تبدِّل منه التغيّرات التي تطرأ على نمط الإنتاج الاقتصادي كما يرى الأديان والإيديولوجيات أعراض عبثية باللاوعي السياسي المستمد من البنية الخاصة للمجتمع البشري . يضع دوبريه إلى جانب التاريخ التقني لعلاقات الإنسان بالأشياء، وهو تاريخ ديناميكي، تراكمي ومفتوح (مثلما يدعوها)، التاريخ الديني لعلاقات الإنسان بالإنسان وهو (تاريخ) استعادي وقابل للبرمجة . وإذن فلا يحصل تقدم تقني، برأيه، إلاّ على الصعيد التقني، ولكن ليس بالضرورة على الصعيد السياسي. يرى دوبريه الليبرالية والماركسية وجهان لوهم واحد هو (الوهم الاقتصادي) . حيث تصبح كل قواعد ماركس وسمث وريكاردو تنويعات على فرضية خاطئة من وجهة نظره حيث يحاول دوبريه أن يبني ماركسية خالية من الأوهام على حد تعبيره .
تمنيت لو أنني قادرة على قراءة النص الأصلي .. كما قال دوبريه للمترجم : الكتاب صعب، ويتطلب فهمه الإدراك المسبق للبواعث والحالات. مؤمنة أن الترجمة - مهما أُجيدت - فهي لا تُوصل النص بالشكل المُراد من قبل الكاتب للأسف الشديد