English: Zakaria Tamer زكريا تامر أديب سوري وصحفي وكاتب قصص قصيرة، ولد بدمشق عام 1931، واضطر إلى ترك الدراسة عام 1944. بدأ حياته حدادا في معمل انطلق من حي "البحصة" في دمشق. يكتب القصة القصيرة والخاطرة الهجائية الساخرة منذ عام 1958، والقصة الموجهة إلى الأطفال منذ عام 1968. يقيم في بريطانيا منذ عام 1981.
سبق له أن عمل في وزارة الثقافة ووزارة الإعلام في سوريا، ورئيساً لتحرير مجلة "الموقف الأدبي"، ومجلة "أسامة"، ومجلة "المعرفة". كما ساهم في تأسيس اتحاد الكتاب في سوريا أواخر عام 1969 وكان رئيسا للجنة سيناريوهات افلام القطاع الخاص في مؤسسة السينما في سوريا.
شارك في مؤتمرات وندوات عقدت في بقاع شتى من العالم. وكان رئيسا للجنة التحكيم في المسابقة القصصية التي اجرتها جريدة تشرين السورية عام 1981، والمسابقة التي اجرتها جامعة اللاذقية عام 1979، وكان عضوا بلجنة المسابقة القصصية بمجلة التضامن بلندن. ترجمت كتبه القصصية إلى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والبلغارية والروسية والألمانية.
ما يميز زكريا تامر الذكاء في النقد الساخر للمجتمع، لكن في معظم القصص هنا كانت الأفكار غير واضحة والأسلوب مبهم اعجبتني قصص "الجريمة" و "القرصان" أكثر من غيرها
زكريا تامر امتهن الحدادة في مقتبل حياته قبل أن يدخل مجال الأدب، ربما هذا ما ترك أثره على كلماته؛ فجعلها حادة مسننة، يرتد عنها الشرر ويتطاير، مسبباً حروقاً صغيرة وندباتٍ لا تنمحي.
مجموعة قصصية معبّأة بالدهشة، بالقسوة المحببة، بالحقيقة المرغوبة رغم جِراحها، بالدم الحار واللحم المحترق .. بالحزن الذي يأخذك لمزيد من الحلم، بالعصافير التي ما زالت تستشعر النبض مكان الجناح المقصوص، بالرماد الذي لم ينسَ أنه كان جمراً يوماً ما.
رغم أني لم أحب إتجاه الرمزية المراوغة الذي ترتديه معظم القصص ، إلا أن زكريا تامر تجربة نتعلم منها و يستحق القراءة وأكثر من (5 نجمات متألقة ). هناك صناعة وفن وملل أيضاً. لكني أعتقد أن هناك قارىء يطربه هذا النوع من السرد المراوغ . قارىء لا يحب المباشرة .
أعجبتني قصة الجريمة ومنها :
[ وقال الرجل الأسود بتشف: (ستعدم). - (ألن أحاكم). فضحك الرجل الأسود، وقال: (انتهت المحاكمة. أنا القاضي). وتناهى إلى سمع سليمان صفير قطار. لا بد من أن القطار يهدر الآن مارّا تحت الجسر، قاذفًا دخانه في سحابة صغيرة لن تعيش طويلاً، وستضمحل إثر ابتعاد القطار. - (هل سأموت شنقًا). - (لا). - (هل ستطلق النار علي). - (لا). - (هل سأحرق). - (لا). - (هل سأدفن حيا في التراب). - (لا). وأشار إلى الرجلين قائلاً: (هيا.. نفذا الحكم بالإعدام). الساعة الآن هي السادسة تمامًا، والمدينة مستسلمة بفتور لضياء الشمس الآفلة. وكانت كامرأة ترغب في النوم قليلاً بعد أن أنهكها العمل من أجل أولادها. وعُري سليمان الحلبي من ملابسه كلها، ولم يخجل من وقوفه عاريا عريا كاملاً أمام أعين الرجال الثلاثة. وكانت السيارات تعبر الشوارع وهي تزعق بأبواقها عند المنعطفات. وأخرج الرجلان من خزانة خشبية مدية كبيرة، ثم ألقيا سليمان على الأرض، ولم يحاول المقاومة. وكان بجانب الرجل الأسود منضدة قصيرة القوائم، ملتصقة بالجدار، يقبع فوقها مذياع صغير، مدّ إليه الرجل الأسود يده. وبعد قليل انسابت منه أغنية لامرأة، صوتها مفعم بالعذوبة والشجن، ويتلاقى فيه الريح والمطر والحنان العارم. وأنصت الرجلان قليلاً للأغنية، ثم تحولا جلادين، وبترا أصابع اليد اليمنى بالمدية، فصرخ سليمان متألمًا، وتدفق الدم. خمس أصابع كانت ملكًا لسليمان الحلبي، وقد صافحت الأصدقاء، ولمست باشتهاء لحم النساء، وكان باستطاعتها في لحظة غضب خنق مخلوق ما وقال الرجل الجلاد لزميله: (يا لها من أغنية! ماذا تغديت?). فأجاب الرجل الآخر: (حساء وقليلاً من الخبز. أسناني تؤلمني). - (مسكين). وأشعل الرجل الأسود سيجارة أخري، وتركها معلقة بين شفتيه لتحترق على مهل. وقطع ساعد سليمان، فتأوه وأطلق صرخة حيوان، صرخة طويلة مبحوحة. ولقد كان سليمان يحلم بأن تنام الفتاة التي سيحبها على ساعده لا على وسادة محشوة بالصوف أو القطن. وقال أحد الرجلين بينما كانت أصابعه تلتف حول مقبض المدية كأنها تتوق إلى أن تصير قطعة منها: (ليلة أمس شاهدت فيلمًا وكان سخيفًا). - (كل الأفلام سخيفة في هذا الأسبوع). وكانت أغنية المذياع تصعد وتبوح بالعذاب المرّ الذي يبقي إثر اندثار الحب. واضمحل مرفق سليمان، وكان مرفقًا يتكئ على حواجز الأنهر ومناضد المقاهي، ويلكز الأصدقاء.]
لا يمكن وصف دهشتي عندما قرأت تاريخ الاصدار الاول عام 1963منذ خمسين سنة وزكريا يحمل هذه النبوءة في قصة الباب القديم يروي عن دمشق وابوابها واسورهاوالتى ردت الالاف المستعمرين في الماضي واليوم الجوع يرهقها والظلم ويدك اسوارها وفي قصة الجريمة والنهر يصف حكم العسكر ويعالج جرائم الشرف بطريقة مميزة في قصة ثلج اخر الليل كل ما قرات لزكريا ازددت غرقا في بحاره
حكاء ماهر بشكل استثنائئ يمكن مش اقوي المجموعات اللي قريته ليه لكنها مازالت مميزة بشدة ليه اسلوب ف الحكي مش منطقي يخليك تسرح بشكل غريب وتفكر وتدوق الحاجات وتشم الاجواء بسهولة وسلالسة
اللي علقوا معايا
*الجريمة قصة قصيرة عبارة عن تحقيق مع سليمان الحلبي من قبل عصابات الشوارع عن دوره ف قتل كليبر وازمة تزعزع الامن وشهود وحركات ويتم الحكم عليه بتقطع اوصاله طرف طرف بينما جمهور السينما طالع بيتفرج عليه بعد الفيلم
اقول ايه طيب
*الوجه الاول زي اسرة عربية بتحترم نفسها وعندهم ابن بيحلم ف بيقرورا انهم يعرفوا مصلحته بمبدأ كخ وعيب والهري دا ظلوا يعنفونه و يكسروا عينه مع انهم لو كانوا سابوه الدينا هتعمل كدا لكن غباء بقي نقول ايه لغاية ما بيشوف حادثة لطفل ف سنه ف تكون نهاية احلامه
*النهر عمر السعدي واقف علي النهر اشتبوه فيه اتسحب ع السجن بعد تحقيق عبيط اترمي ف السجن دون جريمة وهو لا يقاوح السلطة ولا احد يدافع عنه وهو مستسلم وعندما جرب مرة ان يخاطب الجندي اللي بيجبله الاكل الشلوط اللي خده خالاه يغير فكرته الي ان ف مرة تدخل قطة الزانزنة يبتدي يلاقي فيها الونس تبدأ تزعجة لانها تريد الخروج يحاول يخرج غضبة عليها لكن ف النهاية يبقي زيها ينونو لعلهم يطلعوه
أول عمل أدبي أقرأه لزكريا تامر . لطالما سمعت عن هذا الكاتب الذي يعتبر أهم كاتب قصة قصيرة في الوطن العربي بنظر العديد من المثقفين. بالنسبة لي لم يكن زكريا تامر كما توقعت. فكرة القصص تدور حول محور واحد وهو ما يعنيه الفلرد العربي من إذلال و قمع على جميع الأصعدة و من كل الاتجاهات. بعض القصص رائعة وبعضها الآخر لا يرق إلى مستوى أديب مشهور. أعجبني في أسلوب تامر أنه لا يحيد عن الفكرة الرئيسية للقصة إلا ليذكر أحداث لا تفهم ما علاقتها بالقصة إلا بعد الانتهاء منها. لن أحكم على أدب تامر إلا بعد أن أقرأ االمزيد من أعماله. ولا يحق لي أن أغفل ذكر أن مقدرة تامر اللغوية قوية جدا وتشبيهاته ووصفه دقيقين ورائعين إلى حد كبير.
وجّهني بعض أساتذتي، الله يعطيهم الصحة، إلى ضرورة رفد خبرتي في كتابة القصة القصيرة بتجربة الكاتب والقاص السوري زكريا تامر. من المؤكد أن معايير التقييم نسبية، تختلف من الأكاديمي المتخصص إلى الناقد إلى الكاتب المحترف إلى الكاتب المُبتدئ إلى القارئ، فبرغم الإشادة التي ذُكرت بحق القاص زكريا تامر، إلا أنني لم أجد في نصوصه ما أبحث عنه، أو ما قد أستفيد منه، فأنا بالدرجة الأولى تشدني كثافة اللغة وعمقها أكثر من حبكة القصة. الحداثة في القصّ، نقلت القصة القصيرة نقلة نوعية بكل عناصرها، وهذا ما تفتقده قصص هذه المجموعة. وهذا لا يعني أن القصص تخلو من الشعرية واللاحة الفلسفية، على العكس، فهي غامرة ومُتقنة من هذه الناحية، ولكن غلبت السطحية بالفكرة على كامل المجموعة.
تجربتي الأولى مع أدب زكريا تامر ، و على الأغلب ستكون الأخيرة. إستعارات و صور مبتذلة استخدمها الكاتب محاولاً أن يعطي نصوصاً مسطحة عمقاً غير موجود ، و إسلوب عطف بين الجمل يضع القصص بالكامل في حالة تقريرية ركيكة .. البعض من القصص أفضل من غيرها كـ "القرصان" مثلاً ، لكن المجموعة و بالمجمل تجربة مخيبة جدا
مجموعة قصصية (مكونة من إحدى عشرة قصة قصيرة) للأديب والقاص السوري، زكريا تامر، أصدرها كثاني انتاجاته الأدبية سنة ١٩٦٣ بعنوان "ربيع في الرماد" وهو عنوان إحدى القصص التي تضمنتها المجموعة. تجدر الإشارة إلى أن تامر عمل بالحدادة في بداياته وهو كما يروي عنه الماغوط، لم يتخل عن "المطرقة والسندان" في نتاجه ومعالجته الأدبيان.
تبنى تامر في مجموعته القصصية المقاربة الرمزية في معالجة مشاكل الواقع العربي-السوري، وطموح الإنسان وتطلعاته المتعلقة بتجاوز ذلك الواقع، والرمزية المفرطة هنا وأسلوب الإسقاطات برأيي هو محاولة من تامر لتخطي قلم الرقيب، خصوصا وان انتاجه هذا جاء في البدايات.
برع تامر في عرض الصور المركبة لشخصياته التي تجمع بين الخير والشر والعواطف البشرية المقعدة المتداخلة، كما أجاد في رسم ملامح البيئة السورية، باستحضار تفاصيلها الكامنة في المعالم المعمارية، الروائح، الأصوات، الملابس، الفصول، أنواع النباتات والأشجار، الأسلحة، الخيالات والسرديات المحلية، المعتقدات والموروث الشفهي وغيرها.
انتقد الرجعية، عبث الأنظمة السلطوية، وأبرز تهافت الحياة وحتمية تقلباتها بين الحب والكراهية، الأمل واليأس، الحرب والسلام ...الخ، كما عني بوجه الخصوص بتسبيط الضوء على اللحظات الإنسانية الفارقة في حيوات شخصياته (في حياتنا) والتي تحسب بها أعمارنا، خصوصا لحظات الحب، العطف والتماهي مع الآخر ولم يغب عنه ابراز بواعث الصراع الطبقي الكامنة في المجتمع.
أما الأفكار المهمة في كل قصة - كما بدت لي - فهي كالتالي:
*ثلج آخر الليل ص٩: عن بؤس العادات الرجعية، التوق للحياة بحرية، تنبئ بمستقبل يشبه أهله ويشبهونه.
*الباب القديم ص٢٣: مقاومة المحتل الكولينيالي، التغير في معالم المدينة (سور عال وباب -باب الحارة- موصد أمام الأعداء، إلى سور مهدم وباب مفتوح لا يغلق أمام الأخطار).
*الجريمة ص٢٩: في وصف بؤس الأنظمة الدكتاتورية والشمولية العربية الرجعية، الوحشية الباردة اللاانسانية لبطشها، وعبيثة حيوات من يعيشون تحت نير هذا البطش وسادية من يمارسونه (حيث يتم تشييء الضحية من قبل جلادها وتجريدها من كل ملمح انساني)، ناهيك عن اللذة والنشوة العارمة التي يستشعرها ساديو التعذيب -تلك الكلاب المسعورة التي تسلطهم السلطة الفاسدة على شعبها لترهيبه وإخضاعه وإخصاء إرادته الحرة- عند رؤيتهم تلاوين العذاب وخروج الأرواح البشرية من أجسادها المعذبة. التفاف ذكي من زكريا تامر على مقص الرقيب في استعارته لسيرة سليمان الحلبي (البطل الشهيد) والجنرال كليبر (الحاكم الاستعماري ورمز الاستعمار الفرنسي في مصر وسوريا)، والاسقاط على الشخصية العربية التي تعيش تحت القمع والتنكيل في ظل الحكم الدكتاتوري للأنظمة العربية الرجعية.
*شمس صغيرة ص٤١: عن الفقر، وهم الأمل وقساوة الواقع.
*الوجه الأول ص٥٣: المكابرة، الفردانية ووهم الاستقلالية.
*سيرحل الدخان ص٦٣: قدر الفقر، واختيار الكرامة وحضور الحب.
*النهر ص٦٩: الصراع بين غريزة الحرية وغريزة الخوف.
*ربيع في الرماد ص٧٩: الموت والحياة، الحب والحرب. تعاقب وحتمية تخضع لها أقدار البشر.
*القرصان ص٨٩: تشريح النفس البشرية، الإنسان المركب (نموذج القرصان) الذي يجتمع فيه الشر/الخير/الحب. تهافت الحياة، حيوات قصيرة تتعاقب، تتقاطع و/أو تتلاقح ومن ثم تمضي وكأن شيئا لم يكن.
*جنكيز خان ص١٠٣: مجادلة النفس ذاتها في رغابتها، أطماع الحرب وشهوة القوة، مقابل دفئ الحياة الرغيدة وراحة البال.
*العصافير ص١١١: بين الأمل واليأس.
مجموعة قصصية مهمة في المجمل، تفاوتت جودة قصصها من قصة إلى أخرى، أقواها من التأثير، برأيي كانت "الجريمة"، دون أن ينفي ذلك أهمية الأفكار التي طرحها تامر في قصصه الأخرى، أنصح بالكتاب.
اقتباسات:
"فتجهم وجه الرجل الأسود، وقال بصوت بارد قاس: "لماذا ولدت ما دمت بريئاً؟ جئت إلى هذا العالم كي تهلك، وستهلك دون احتجاج. أنت مجرم، وكنا نراقبك منذ أمد طويل، فالناس المشبوهون نعرفهم بسرعة ولا يستطيعون خداعنا»." ص٣٥ *الجريمة
"وتناول الرجل الأسود أوراقاً بيضاً من على سطح المكتب، وأخذ يقرأ ما كتب فيها: «في الثالث من نيسان في الساعة الحادية عشرة وثلاث دقائق تطلع سليمان الحلبي إلى القمر، وقال لنفسه : القمر سعيد لأنه لا يعيش في مدينة حاكمها الجنرال كليبر». وتألق القمر في مخيلة سليمان الحلبي، وكان قمراً تهرول نحوه سحب قرمزية. :"في يوم الحادي عشر من مايس في الساعة الثامنة صباحاً فتح سليمان الحلبي أبواب أقفاصه وأطلق سراح عصافيره". وتذكر سليمان رغبة في البكاء اجتاحته بينما كانت العصافير في بدء انطلاقها عبر الفضاء الأزرق ترفرف بأجنحتها بارتباك واضطراب." :"وفي الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الثاني من حزيران خطر في ذهن سليمان الحلبي أن العالم سيكون سعيداً لو هلك بعض الأشخاص"." ص٣٥-٣٦ *الجريمة
"وكان والده يردد على الدوام:" يولد الإنسان الفقير، وما إن يكبر حتى يركض وراء الرغيف ثم يجد نفسه عجوزاً قريباً من القبر"." ص٦٧ *سيرحل الدخان.
"وحاول أن يتذكر ذنباً اقترفه من دون أن يدري. ولم يعد عمر السعدي فيما بعد يعرف الليل والنهار. وكان يعذبه أن ينأى عنه غناء النهر الخفي. وبقي في الزنزانة دون أن يوجه إليه أحد سؤالاً ما. وكان الحارس الذي يحضر إليه طعامه الشخص الوحيد الحي الذي يبصره في كل يوم، وقد حاول مرة مخاطبته، فكان الجواب ركلة جعلت عمر السعدي ينطرح على الأرض ويطلق صيحة ألم شبيهة بنباح كلب. وقد خيّل إلى عمر وقتئذ أن الحارس ليس له لحم أو عظم تحت ثيابه. وابتدأ من ذلك الحين يرهبه ويخشاه، وكان يحس أن دمه طفل ينتحب لحظة يتناهى إليه ارتطام حذاء الحارس بأرض الممر الصلدة، وابتدأ ينسى النهر وبيته. ولم تكن الشمس تشرق من جبهته. وقد شاهد مرة في أثناء نومه امرأة بيضاء الوجه، شعرها أسود، وعيناها خضراوان، انبثقت من النهر يقطر منها الماء، وكانت فائقة العذوبة، ولشعرها رائحة قمح يابس." ص٧٣ *النهر
"فاجتاحت المهرج موجة عارمة من المشاعر الدافئة واستعاد فتوته الهاربة دفعة واحدة، وأجاب بحرارة: «الناس خارج القصر يجوعون، وأحياناً ينتزعون قلوبهم من صدورهم ويبيعونها ويشترون بثمنها خبزاً»." ص٩٨ *القرصان
"وكان أهل المدينة مغرمين بالنراجيل، وتهتز رؤوسهم بنشوة لحظة تضرب يد ما على جلد دربكة. وكانوا يركبون السيارات لأنهم لم يكتشفوا الخيول بعد، وكانت الخيول لا تزال متوحشة تعدو عبر البراري." ص١٠٦ *جنكيز خان
في بعض الأحيان تزهر وردة وسط الحطام.ينمو غصنٌ غض من الجذع المحترق.هذه هي مجموعة زكريا تامر (ربيعٌ في الرماد) من بين كل أعماله التي تصخب بمشاكلنا وواقعنا المختومة بالفجيعة والألم يصدر هذه المجموعة تأكيدًا أن النهايات السعيدة موجودة -وإن كانت نادرة- يوسف.أحمد. سميرة. رندا. القرصان…أبطال حكايا مختبئة في البيوت الدمشقية بين أسوارها العالية معلقة بين انتقال الحروف في الألم والأمل. بعض عاداتنا المظلمة تجد النور في أحد الأبطال ويعدمها. بعض النساء والمدن تحميها الأسوار والرجال من الغزاة الطامعين. بعض الحب يبقى سعيدًا وإن كانت البطون خاوية. وبعض من الموت فيه خلاص. وكل المجازر فيها حبٌّ وليد. على عادة القصة وعرابها كل عاطفة تعبر الكلمات تعبر حواسك وتعبر النهاية بك كما لو كانت نهايتك. لكن ومع ذلك لا تشعر بأن القصة تستحوذ عليك أو على تفكيرك يمكن لك أن تقرأها على أيام دون أن تذكر منها كلمات تناديك للمتابعة.
"وكانت موسيقى الحزن تنشد بضراوة محاولة أن تكون طوفان رماد، يجتاح العالم، ويطفىء كل الأنوار. آه يا أفراح الأرض المتوارية. "
برأيي أن المجموعة تحتل المرتبة الثانية بعد (صهيل الجواد الأبيض) لقلة قصصها وقصرها. سيبقى الربيع يخرج من بين الرماد ويبقى من كوم العزاء ضحكة لطفل.
ربيع في الرّماد أوّل عمل أدبي اقرأه لزكريا تامر.. تمنيت أن يكون لقائنا أكثر دفئًا.. مجموعة قصصية، امتزج فيها ليل دمشق ووجع دمشق وأزقّتها النازفة، بل ليل العَرب وذُلهم وما يتعرضونه من قمع وهزيمة.. لم أفهم الغاية في بعض القصص، والبعض الآخر لاذع للقلب... بالنسبة للمفردات فهي جزلة قوية وطريقة تشبيهه وانتقائه وعرضه للصور الأدبية رفيعة مذهلة..
"الفاجع أن يبكي القلب بعينين جافتين" "وكان النهر في القديم وحيداََ، تتدفق مياهه عبر أرض مقفرة، ولقد ظلت الأرض مقفرة والتهر وحيداً، حتى أقبل انسان ما وجثا وقبّا التراب بخشوع وعندئذٍ نبتت البيوت والدكاكين والمقابر والمآذن"
تلك الصور المؤلمة كانت مقصودة، تناولها زكريا تامر بأقسى اشكالها لتشبه الالام المختبئة بين الحارات الدمشقية الضيقة، يضيق نفسك وانت تقرأ السطوز وتشعر بغصة في القلب، قد تظنها من قسوة المشاهد، لكنك تستيقظ فجأة على حقيقة انك تعيش كل حدث منها مئات المرات يوميا. مضت عشر سنوات منذ قرأت هذه المجموعة للمرة الاولى، وهذه هي المرة الثانية. لم يتغير شيء ... اصبحت الاسلحة اكثر فتكا فقط، او لعلنا اصبحنا اكثر هشاشة.
كانت هذه قراءتي الأولى في أدب القصة القصيرة، زكريا تامر كان اختيارًا موفقًا للبدايات. مجموعة قصصية قصيرة عظيمة، بدأت ببكاء وانتهت بقشعريرة. لم تعجبني أدوار النساء وإن كنت أفهم أنه بذلك يعكس نظرة المجتمع الشاميّ.
لا شك عندي أن زكريا تامر واحد من أهم كتاب القصة القصيرة السوريين والعرب المعاصرين عموما إن لم يكن أهمهم على الإطلاق.. هذه المجموعة القصصية التي نشرت أول مرة عام ١٩٦٣ تحوي ١١ قصة قصيرة ممتعة عميقة ورمزية في آن معا كتبت بأسلوب زكريا تامر المميز الجميل.. ما إن بدأت أقرأ أول قصة حتى أنهيت الكتاب كاملا بجلسة سريعة واحدة دون ملل أو تعب.. فعلى الرغم من الجودة والعمق إلا أن إبداع المؤلف هنا لا يسمح للمتلقي أن يفقد تركيزه.. قصص سهلة هادئة من قاص مبدع مجيد.. التقييم: ٩/١٠
يمكن اختصار الكتاب بما ذكره زكريا في قصة القرصان " قالت الأميرة : الدموع في العينين أجمل من الوجه الضاحك . قال المهرّج : الفاجع أن يبكي القلب بعينين جافّتين . "
من القصة الأوى حتى الأخيرة، تمثيل للواقع القمعي في ظل سلطة الاستبداد الفوقية .. كان زكريا يكشف هذه الحقيقة في قصصة الرمزية الشيقة .
تلبسني شعور القسوة والظلم في القصة الاولى ثلج أخر الليل ، كدت أصيح من هذه الشدة التي يسلطها الأباء على الأبناء .. وبعدها عرفت ما يريد ان يقوله لنا زكريا في القصص الأخرى ، تابعت القراءة بنهم وتشويق ، وكأنني أتابع مقاطع فيديو امام عيني .
قصص قصيرة تشبه الحياة حيث لا خط فاصل بين الواقع و الخيال بين الخير و الشر بين الماضي و الحاضر بين المعنى و اللامعنى رغم ليست مبهرة ك كثير من القصص القصيرة و او الروايات لكتاب اخرين و لكنها استثنائية ب ذلك المزج الغريب الناجح بين كل تلك المكونات السابقة و بهذا الطابع الساخر السوداوي الجميل العفوي البسيط الممتنع الغير معني باثارة اعجابك ل زكريا تامر ... اعجبتني اختلافها
الكتاب الثاني لزكريا تامر, أقل جودة من ما سبق وقرأته. بعض الاستعارات والصور مصطنعة ربما. و زكريا تامر عادةً أفضل. الرعد, سنضحك,الحصرم وأكون قد قرأت المجموعة القصصية الكاملة لزكريا تامر, .الذي كان وما زال وفيًا للقصة القصيرة
تحكي قصصه عن دمشق، تنغمس في أعماقها المظلمة، وتتطلع منها إلى النجوم، تحمل العنف الجارح والقسوة المبللة بالدم. لاينتصر العدل في الصراع الضاري فيها، لكن الحلم بالرحابة والحرية لايموت كأنما السماء تتحرك فوق الإنشان، تهرب ولاتهرب.
من أجمل المجموعات القصصية التي قرأتها , كتب زكريا تامر الاحداث العادية والتي قد تكون مستهلكة من زاوية مختلفة تماما وأطل من شرفته الذهبية على الأحداث وصبغها بلونه الخاص , جماليّة أدبية وفنية غمرت النصوص وفاضت. (ثلج آخر الليل , القرصان ) أكثرهما ابداعا..
" طفلي صغير لم يتكلم بعد، كان جميلا .. ولكم كان بشعا قبيحا لحظة رأيته مذبوح العنق .. " " اخجلي يا ذئابا في أعماقنا، لا تعوي فرحة بالدم، سيقبل الموت .. " !