ذكر جماعة من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام | قصة حزقيل | قصة اليسع عليه السلام | فصل في حال بني إسرائيل | قصة شمويل عليه السلام | قصة داود وما كان في أيامه وذكر فضائله وشمائله ودلائل نبوته وإعلامه | ذكر كمية حياته وكيفية وفاته عليه السلام | قصة سليمان بن داود عليهما السلام | ذكر وفاته وكم كانت مدة ملكه وحياته | باب ذكر جماعة من أنبياء بني إسرائيل بعد داود وسليمان | ومنهم ارميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب | ذكر خراب بيت المقدس | ذكر شيء من خبر دانيال عليه السلام | ذكر عمارة بيت المقدس بعد خرابها | وهذه قصة العزير | فصل:حفظ عزيرا التوراة | قصة زكريا ويحيى عليهما السلام | بيان سبب قتل يحيى عليه السلام | قصة عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وابن أمته عليه من الله أفضل الصلاة والسلام | ميلاد العبد الرسول عيسى بن مريم العذراء البتول | باب بيان أن الله تعالى منزه عن الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا | ذكر منشأ عيسى بن مريم عليهما السلام | بيان نزول الكتب الأربعة ومواقيتها | بيان شجرة طوبى ما هي؟ | ذكر خبر المائدة | فصل توجه عيسى عليه السلام نحو البحر. | ذكر رفع عيسى عليه السلام إلى السماء | ذكر صفة عيسى عليه السلام وشمائله وفضائله | فصل اختلاف أصحاب المسيح في رفع عيسى إلى السماء. | بيان بناء بيت لحم والقمامة | كتاب أخبار الماضين من بني إسرائيل وغيرهم | خبر ذي القرنين | بيان طلب ذي القرنين عين الحياة | ذكر أمتي يأجوج ومأجوج وصفاتهم | قصة أصحاب الكهف | قصة الرجلين المؤمن والكافر | قصة أصحاب الجنة | قصة أصحاب أيلة الذين اعتدوا في سبتهم | قصة أصحاب القرية | قصة لقمان | قصة أصحاب الأخدود | بيان الإذن في الرواية عن أخبار بني إسرائيل | قصة جريج أحد عباد بني إسرائيل | قصة برصيصا | قصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار فانطبق عليهم | خبر الثلاثة الأعمى والأبرص والأقرع | حديث الذي استلف من صاحبه ألف دينار فأداها | قصة أخرى شبيهة بهذه القصة في الصدق والأمانة | قصة توبة قاتل التسعة وتسعين نفسا | حديث بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها | حديث كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون | حديث إنما هلكت بنو إسرائيل | حديث بينما كلب يطيف بركيه كاد يقتله العطش | حديث عذبت امرأة في هرة | حديث كان في بني إسرائيل امرأة قصيرة | حديث إن مما أدرك الناس | حديث بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي | قصة الملكين التائبين | حديث إن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا | حديث كان رجل يداين الناس | حديث الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل | حديث أتشفع في حد من حدود الله؟ | حديث كلاكما محسن | حديث إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم | حديث لعن الله اليهود | حديث فأمر بلال أن يشفع الأذان | حديث لعنة الله على اليهود والنصارى | حديث لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر | حديث إنما أجلكم في أجل من خلا من قبلكم من الأمم | فصل: بعض القصص من الإسرائيليات | تحريف أهل الكتاب وتبديلهم أديانهم | ليس للجنب لمس التوراة | كتاب الجامع الأخبار الأنبياء المتقدمين | حديث إني خاتم ألف نبي | ذكر أخبار العرب | قصة سبأ | فصل إقامة ست قبائل من سبأ في اليمن. | قصة ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر | قصة تبع أبي كرب مع أهل المدينة | وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن | خروج الملك باليمن من حمير إلى الحبشة السودان | خروج أبرهة الأشرم على أرياط واختلافهما | سبب قصر أبرهة بالفيل مكة ليخرب الكعبة | خروج الملك عن الحبشة ورجوعه إلى سيف بن ذي يزن | ما آل إليه أمر الفرس باليمن | قصة الساطرون صاحب الحضر | خبر ملوك الطوائف | ذكر بني إسماعيل وما كان من أمور الجاهلية إلى زمان البعثة | قصة خزاعة وعمرو بن يحيى وعبادة العرب للأصنام | باب جهل العرب | خبر عدنان جد عرب الحجاز | أصول أنساب عرب الحجاز إلى عدنان | قريش نسبا واشتقاقا وفضلا وهم بنو النضر بن كنانة | خبر قصي بن كلاب وارتجاعه ولاية البيت إلى قريش وانتزاعه ذلك من خزاعة | فصل: تفويض قصي أمر الوظائف لابنه عبد الدار | ذكر جمل من الأحداث في الجاهلية | ذكر جماعة مشهورين في الجاهلية | حاتم الطائي أحد أجواد الجاهلية | شيء من أخبار عبد الله بن جدعان | امرؤ القيس بن حجر الكندي صاحب إحدى المعلقات | أخبار أمية بن أبي الصلت الثقفي | بحيرا الراهب | ذكر قس بن ساعدة الإيادي | زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه | شيء من الحوادث في زمن الفترة | كعب بن لؤي | تجديد حفر زمزم | نذر عبد المطلب ذبح ولده | تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب الزهرية | كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم | باب مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم | صفة مولده الشريف عليه الصلاة والسلام | فصل فيما وقع من الآيات ليلة مولده عليه الصلاة والسلام | ذكر ارتجاس إيوان كسرى، وسقوط الشرفات | حواضنه ومراضعه عليه الصلاة والسلام | رضاعه عليه الصلاة والسلام من حليمة | فصل ذكر رجوعه عليه الصلاة والسلام إلى أمه آمنة بعد رضاعة حليمة | فصل كفالة عبد المطلب للنبي عليه الصلاة والسلام | فصل في خروجه عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب إلى الشام | قصة بحيرا | فصل في منشئه ومرباه عليه الصلاة والسلام | شهوده عليه الصلاة والسلام حرب الفجار | فصل شهود رسول الله عليه الصلاة والسلام حلف المطيبين مع عمومته | تزويجه عليه الصلاة والسلام خديجة بنت خويلد | باب ما كان يشتغل به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوج خديجة | فصل ذكر خديجة لورقة بن نوفل عن النبي عليه الصلاة والسلام | فصل في تجديد قريش بناء الكعبة قبل المبعث بخمس سنين | فصل تعظيم قريش للحرم تعظيما زائدا أدى إلى الابتداع | مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا وذكر شيء من البشارات بذلك | فصل طلب اليهود من الله تعالى أن يبعث لهم نبيا يحكم بينهم وبين الناس | ذكر أخبار غريبة في ذلك | قصة عمرو بن مرة الجهني | قصة سيف بن ذي يزن وبشارته بالنبي | باب في هواتف الجان
هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي. ولد في سوريا سنة 700 هـ كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة. وكان مولده بقرية "مجدل" من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران وهي درعا حالياً في جنوب دمشق بسوريا, وكان أبوه من أهل بصرى وأمه من قرية مجدل. والأصح أنه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران أو درعا حالياً. انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازي الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته. قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.
تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. فأما الأشاعرة فزعموا أنه أشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة ( وهو حرف الألف) قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم "أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية". كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة - انظر طبقات السبكي.
ورأى السلفية أنه كان واضحاً وجلياً أن ابن كثير سلفي الأعتقاد في غالب بل كل مؤلفاته فكان يصرح بها ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القرآن العظيم) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية. وكذلك ما كتبه في أول كتابه الجليل "البداية والنهاية" عن علو الله على عرشه وإثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير. أما ما أثير حول كونه أشعرياً لقبوله مشيخة دار الحديث الأشرفية التي شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعرياً فهو شرط غير ملزم وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية علماء سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ أبو عمرو بن الصلاح. أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما ولم تكن في مقام البيان والإقرار.
الجزء الثاني من البداية والنهاية ويبدأ بذكر أمم أهلكوا بعامة ... وذلك قبل نزول التوراة بدليل قوله تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ ) ومنهم أصحاب الرس وعلى حسب رواية ابن عباس فهم أهل قرية من قرى ثمود والرس بئر في أذربيجان وسمي بهذا ألأسم لأنهم رسوا نبيهم فيه أي دفنوه فيه ويقال لنبيهم حنظلة بن صفوان واختلف كثيرًا في من هم ما بين أهل قرى مِن ثمود أو اصحاب ياسين أو أصحاب الأخدود والمرجح أنهم من أهل قرى ثمود بحسب رواية ابن عباس رضى الله عنه
ثم قصة قوم يس وهم أصحاب القرية .. وهؤلاء الذين أنزل فيهم الحق تبارك وتعالى تلك الآيات ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ) فجاءهم رجل من أقصى المدينة يدعوهم بدعوى المرسلين فكذبوه وهو مؤمن هذه القرية المذكور في كتاب الله فكان ناصحًا يدعو إلى الإيمان برسل الله لهم فقتلوه قيل عضًا وقيل وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه قال قتادة : فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله ( إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) وقال المفسرون : بعث الله إليهم جِبْرِيل عليه السلام فأخذ بعضادتي الباب الذي لبلدهم ثم صاح فيهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون أي أُخمدت أصواتهم وسكنت حركاتهم ولَم يبق منهم عين تطرف
قصة يونس عليه السلام .. ذو النُّون يونس بن متى رسول رب العالمين للقرية التي آمنت فرفع عنها العذاب ( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ) وهو صاحب أشهر مناجاة لرب العالمين في أشهر مكان لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين يرفع بها الله البلاء ويفرج الهم والكرب قالها في بطن الحوت فأتخذ منه مسجدًا لم يعبده أحدًا فيه قبله ولا بعده .. ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
وفِي فضل يونس عليه السلام قال رسول الله صَل الله عليه وسلم : لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى
ثم يأتي ذكر صاحب النصيبب الأكبر من الكتاب ومن قبله صاحب الذكر الأكثر في كتاب الله وقصته التي ذُكرت في القرآن الكريم عشرات المرات في غير موضع وشرفه ربه بذكر اسمه في كتاب يتلى إلى يوم الدين مائة وستة وثلاثون مرة ! موسى عليه الصلاة والسلام كليم الله وأحد أولى العزم الخمسة من الرسل فبدأ بقصته مع فرعون وإسلام السحرة وذكر لهلاك فرعون ودخولهم التيه وقصة عبادتهم العجل في غيبة كليم الله وقصة بقرة بني اسرائيل وقصة موسى مع الخضر عليه السلام وذكر الحديث الملقب بحديث الفتون والمقصود به كل ما تعرض له موسى عليه السلام من حوادث من يوم مولده كإلقاءه في اليم وبحث زبانية فرعون عنه عند إمرأة فرعون لذبحه ورد الله له مرة ثانية لأمه كل هذا وغيره من حوادث كان يقصها ابن مسعود لسعيد بن جبير رضي الله عنهما ويقول له وذلك من الفتون يا ابن جبير ثم بناء قبة الزمان وقد كانت قبة الزمان هذه مع بني اسرائيل في التيه يصلون إليها وهى قبلتهم وكعبتهم وإمامهم موسى عليه السلام ومقدم القربان هارون عليه السلام والمقصود هنا انه عندما استقرت يده على بيت المقدس فكانوا يصلون إليها ولما بادت فصلوا إلى محلتها وهى الصخرة فلهذا كانت قبلة الأنبياء بعده إلى زمان الرسول صَل الله عليه وسلم فصلي إليها ستة عشر ثم حولت القبلة إلى الكعبة
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ) هذا الذي قال فيه رب العزة سبحانه عند خروجه في زينته وأختياله فيها وفخره على قومه ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ ) فكانت قصة موسى مع قارون ..
ثم يأتي لفضائل موسى عليه السلام وحجه إلى البيت العتيق ثم ذكر وفاته عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ومن بعد وفاة موسى وهارون عليهما السلام يتجدد عهد النبوة على بني اسرائيل من جديد بنبوة يوشع بن نُون وقد ذكره الله تعالى في القرآن غير مصرح باسمه في قوله : ( وَإِذْ قَاكَ مُوسَى لِفَتَئـهُ ) ( فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ) وقد ثبت في الصحيح من رواية أُبي بن كعب رضى الله عنه عّن النبي صَل الله عليه وسلم من أنه يوشع بن نُون وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب وقال الإمام أحمد : عن أبي هُريرة قال رسول الله صَل الله عليه وسلم ( إن الشمس لم تُحْبَسْ لبَشَرٍ إلا ليوشع لَيَاِلَي سافَرَ إلى بيت المقدس ) وهو دلالة على أن من فتح بيت المقدس هو يوشع عليه السلام لا موسى عليه السلام ولما استقرت يده على بيت المقدس استقروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بالتوارة حتى قبض وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة فكان مدة حياته بعد موسى سبعًا وعشرين سنة والله أعلم
فصل ذكر قصة الخضر وإلياس عليهما السلام .. الخضر عليه السلام ولاحظت أن كل ما ذُكر من أحاديث وآثار عنه ما بين ضعيف ومنكر وموضوع لا يقوم بمثله حجة في الدين ولا يخلو أكثره من ضعف في الإسناد عدا طبعًا ما ذكر في قصته مع موسى في كتاب الله فلا تأكيد على أصله ونسبه ومسألة حياته حتى الأن والتي لا يوجد عليها أي دليل والأرجح عند ابن كثير وغيره ومنهم الإمام البخاري أنه مات أما عن نبوته فيرجحها ابن كثير والله اعلم
إلياس عليه السلام ... وشأنه فيما كتب ابن كثير شأن الخضر عَلِيهما السلام لا صحيح إلا ما ذكر في كتاب الله وغيره ما هو إلا من الموضوعات والضعاف التي لا تصح سندًا ولا متنًا ( وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ )
ويستمر ابن كثير بنفس منهج التدقيق والتمحيص وتنقية ذكر الأنبياء وقصصهم من كل موضوع وغريب ومنكر حتى تخرج من كتابه وقد أكتملت الصورة لديك على أدق وأصفى ما تكون والتالي ذكر لبقية ما تم عرضه في الكتاب من قصص وأحداث .. ذكر جماعة من أنبياء بني اسرائيل بعد موسى عليه السلام قصة حزقيال وكان قبل إلياس عليه السلام قصة اليسع وكان بعد إلياس ثم اضطراب حال بني اسرائيل بعد اليسع فانتشرت فيهم الخطايا وعبادة الأوثان وقتل الأنبياء فسلط الله عليهم بدل الأنبياء مُلُوكًا يظلمونهم ويسفكون دمائهم وكانوا يتبركون ببقية ما ترك آل موسى وآل هارون وهو تابوت الميثاق الذي كان فيه قبة الزمان فلما كانوا في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان غلبوهم عليه فانتزعوه من أيديهم فلم علم بذلك ملك بني اسرائيل في ذلك الزمان مات كمدًا فبقى بنو اسرائيل كالغنم بلا راع حتى بعث الله فيهم نبيا من الأنبياء يقال له أشمويل ومعناه بالعربية إسماعيل فكان من أمره معهم ما قَص الله في كتابه ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ..... إلى نهاية الآيات التي تقص قصة طالوت وجالوت وبداية ملك دَاوُدَ عليه السلام وثم ذكر قصة دَاوُدَ وما كان في أيامه وفضائله وشمائله ودلائل نبوته وقصة سليمان الحكيم ابن دَاوُدَ النبي ثم ذكر لجماعة من أنبياء بني اسرائيل بعد آل دَاوُدَ ومنهم .. أرميا بن حلقيا ومن بعده خراب بيت المقدس ثم نبي الله دانيال وعمارة بيت المقدس من جديد وقصة عزير نبي بني اسرائيل الذي ادعت اليهود بنوته إلى الله عليهم لعنة الله وقال فيه الله ..( ولنجعلك آية للناس )
ويصل ذكر الأنبياء إلى النهاية بقصص ذكريا ويحيي عليهما السلام والمسيح عيسى ابن مريم البتول عبد الله ورسوله بذكر معجزة مولده ونشأته وقصة رفعه وصفته واختلاف حوارييه من بعد رفعه والختام كتاب أخبار الماضين وفيه .. خبر ذو القرنين يأجوج ومأجوج أصحاب الكهف قصة الرجلين المؤمن والكافر قصة أصحاب الجنة وقصة أيلة الذين اعتدوا في سبتهم
والحمد لله رب العالمين إلى الجزء الثالث إن شاء الله ويبدأ بقصة لقمان ...
الحديث في هذا الجزء عن أنباء بني إسرائيل إبتداء بذكر كليم الله موسى (عليه الصلاة والسلام) وقصته العظيمة مروراً بذكر داوود وسليمان (عليهما السلام) ثم ذكر جماعة من أنبياء بني إسرائيل وأخبار الأمم البائدة ثم ولادة المسيح عليه السلام وماجرى له مع بني إسرائيل وقصة الحواريين والمائدة وغيرها..
ينتهي الجزء بذكر أخبار مابعد ولادة المسيح مثل قصة ذو القرنين ويأجوج ومأجوج وأصحاب الكهف وغيرهم.. وسيبدأ في الجزء التالي التمهيد لسيرة خاتم الأنبياء والمرسلين (مـحـمـد) الهادي الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام وذكر أحداثها والمرور على سيرة العرب في الجاهلية..
كنت أتمنى أن يذكر شيخنا الجليل بن كثير رضوان الله عليه، نقطة كلام الله جل في علاه، لسيدنا موسى عليه السلام، هل كان الصوت الذي يسمعه سيدنا موسى هو صوت الله أم لا؟ وهل يوجد من الشيوخ من ذكر هذه النقطة أم لا ؟
يستكمل الحافظ ابن كثير رحلته في الجزء الثاني من البداية والنهاية أولاً بذكر ما تبقى من قصص الأنبياء، فبدأها مع موسى كليم الله وعبده ورسوله إلى بني إسرائيل وفرعون الذي كذب وتجبر، وعصى فتكبر، وأنكر الدلائل والبراهين، ولم يستمع لنصيحة ناصح أمين، ولم يتعظ واهله بقصص الأولين، فأرسل الله عليهم أياته لعلهم يرجعون عن جحودهم ونكرانهم، ولكن هذا لم يزدهم إلا كفرًا، فدعا عليهم كليم الله غضباً، وإستجاب ربه لدعائه وأغرقهم في البحر، ليكونوا عبرة لكل كافر متكبر.
وبين حال بني إسرائيل بعد ذلك مع نبيهم، وعقابهم بالتيه في الأرض، واستخلافه أخيه هارون عليهم، وكيف أغواهم السامري واضلهم، لنصل لقصة موسى والخضر، وحكايته مع قارون. لنصل إلى يوشع ونبوته بعد موسى وهارون وقيامه بأعباء بني إسرائيل، واستقر بهم الحال بعد حين على بيت المقدس، وكان بعده كالب بن يوفنا، ومن بعده حزقيل بن بوذي وهو من دعا الله لأحياء اهل القرية الذي خرجوا خوفاً من الموت . واضطربت احوال بني اسرائيل، وسلط الله عليهم ملوكاً جبارين، حتى جاء شمويل وهو نبياً من الأنبياء، وأقام لهم ملكاً ليحميهم، وهو طالوت وحكاية حربه مع جالوت الذي قتله داود فتزوج ابنة طالوت واصبح له الملك والنبوة .
فورثه في النبوة والملك ابنه سليمان وعلم منطق الطيور وسائر صنوف المخلوقات، وذكر ماكان في عصره من حكاية الهدهد وخبر بلقيس ملكة سبأ كما ذكرت في القرآن . لنصل برحلتنا إلى حكاية زكريا وابنه يحيي الذي رزقه الله اياه على كبر، ومريم بنت عمران وولدها عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله . ليبدأ ابن كثير جزء أخر من رحلته بعد الانتهاء من قصص الأنبياء، بالحديث عن أخبار الماضيين، قصص من القرآن لتكون عبرة وعظة لسائر الأمم من بعدهم. لينتهي الجزء الثاني باخبار العرب وأصولهم ، وماكان من أحداث في الجاهلية حتى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم .
سلسلة البداية و النهاية من أولها لآخرها سلسة وجميلة وتبويبها مميز تأثرت أثناء قرائتي لها حيث لبست الجلابيات وزينت شعري بطريقة قديمة قرأتها في إختبارات الفصل الدراسي الأول في المرحلة المتوسطة السنة الآولى لكن لطف الله ونجحت من الكتب العزيزة و القريبة إلى قلبي♥♥ رحم الله المؤلف وجزاه حسن الثواب
الجزء (٢) يبدأ بذكر جماعه من انبياء بني اسرائيل بعد موسى عليه السلام يجهل الكثيرون منا اغلبهم، ثم يذكر اخبار العرب واجوائهم قبل الاسلام و يتسسل في سرد احداث وقصص تمهد لبعثة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ..
سير الانبياء وحجم المغالطات التي اوضحها ابن كثير في الجزء الثاني عظيمة وتستحق اعادة القراءة مرات ومرات اهم ما يميز هذا الجزء اوصاف نهر النيل علي سبيل المثال، وقصص الانبياء بروية في كل منهم مازالت البداية
📖#البداية_و_النهاية ✍#ابن_كثير 📒#الجزء_الثاني 592 صفحة 🖨#دار_هجر تدقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
بسم الله الرحمن الرحيم نستكمل بإذن الله تعالى الجزء الثاني من كتاب البداية والنهاية، وكان هذا الجزء ثري جدًا بالمعلومات ودسم بكل شاردة وواردة عن بنو إسرائيل، ونقل وتفنيد كل ما كان صحيح وضعيف وغريب وصحيحه فيه نظر، رحم الله العلامة والفقيه ابن كثير ونفعنا الله بعلمه. وقد بدأ "بذكر أممٍ أهلكوا بعامة" وكانت هذه الأمم قبل نزول التوراة بقوله تعالى "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ" وكان منهم أصحاب الرَّسِّ "وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا" وعلى قول بن عباس أنهم قرية من قرى ثمود، وهم قوم بعث الله لهم نبيًا فكذبوه وقتلوه ودفنوه في البئر، وهناك من يعتقد أنهم أصحاب الأخدود لذا؛ وضح بن كثير نفي هذا الاجتياز جملةً وتفصيلًا.
ثم يتناول أصحاب القرية وهم قوم يس "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ" قرية أرسل الله لهم ثلاث - رسل - ليدعوهم لعبادة الله وحده، والكف عن عبادة الأصنام، وأيضًا قد اشتهر عن بعض السلف أن المقصود بهذه القرية هي "أنطاكية" و وضح ابن كثير أن هذا القول ضعيف لأن انطاكية من المدن الأربع التي يكون فيها بطارقة النصارى ولم يهلكوا، ولكن هذه القرية المذكورة أهلكت بكاملها.
ينتقل بعد ذلك إلى قصة النبي يونس بن متّى (ذا النون) صاحب أعظم مناجاة لرب العالمين، تفرج الكرب والهم، الذي ناداه في الظلمات في مكان لم يسجد فيه غيره في بطن الحوت "وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" والذي بعثه الله إلى القرية التي آمنت فنفعها إيمانها ورفع عنها العذاب "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ" وكانوا مائة ألف أو يزيدون. وذكر فضل يونس عليه السلام وكما رواه البخاري "قال رسول الله: لا ينبغي لأحدٍ أن يقول أنا خير من يونس بن متَّى"
ثم ينتقل إلى "كليم الله" موسى عليه السلام وأحد أولي العزم من الرسل - وذكره الله في القرآن كثيرًا، وأثنى عليه بليغًا، وأورد الله قصته في كتابه العزيز مرارًا وكان صاحب النصيب الأكبر في الحديث في هذا الجزء، فيبدأ بسرد قصته باسطًا إياها متسلسلًا وموضحًا بكل آية حتى أن يصل إلى تحريض فرعون على قتل موسى، وإسلام السّحرة، وذكر هلاك فرعون وجنوده حتى دخول التيّه، وقصة عبادة العجل، وقصة البقرة ومن ثم قصته مع الخضير، وذكر الحديث الملقب بالفتون، والذي نقله سعيد بن جبير عندما سأل فيه بن عباس؛ وهو المقصود به الفتن والصعوبات التي واجهت موسى من البداية إلى النهاية، "وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا"، ومن بعده ذكر بناء التابوت، وقبة الزمان، واللذان صنعوهما من الذهب والحلي وجعلوا منها قبلتهم، ولما بادت صلوا إلى محلَّتها وهي صخرة بيت المقدس؛ فلهذا كانت قبلة الأنبياء والتي صلى عندها الرسول قبل الهجرة، ومن ثم حولت القبلة إلى الكعبة، لينتقل بعد ذلك إلى قصة قارون مع موسى وكان ابن عمه "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ"، ثم التطرق إلى ذكر صفات موسى ووفاته "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا" ، "قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي"، "وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا" بالاضافة إلى أحاديث رسول الله عنه أنه أول من يفيق بعد الصعق فيجد موسى باطشًا بقائمة العرش، وحديثه أن موسى كان رجلًا حيًا ستيرًا لايرى جلده شيءً، استحياءً منه، فآذاه من آذاه من بني اسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص، وإما أُدرة، وإما آفة، وإن الله عز وجل أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر ... إلى آخره. ولهذا جاء قول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِ��دَ اللَّهِ وَجِيهًا" ثم ينتهي بحجته ووفاته بعد وفاة هارون بعامين.
مستكملًا مع بني إسرائيل بذكر النبي يوشع بن نون فتى موسى الذي اصطحبه معه في قصة الخضر، وقيامه بأعباء بني إسرائيل بعد موسى وهارون، ودخوله الأرض المقدسة الذي حبس الله له الشمس حتى فتحها ومعه كالبُ بن يُوفنا مع ذرية بني إسرائيل، وتوضيح الآية " وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ، فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ"
ذكر قصتي الخضر وإلياس عليهما السلام وتفنيد الرأي والقول في صحة هل هو نبي الله؟ وهل هو حي يرزق إلى الآن؟ وأنه من دخل في عموم الآية "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ " فهناك تجد الاجابات الشافية فكفى و وفى ابن كثير رحمه الله.
أما عن قصة إلياس عليه السلام الذي أرسِل إلى أهل بعلبك "وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" وهم قوم كانوا يعبدون صنمًا بعلًا "أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ" وهل هو حي أيضًا إلى الآن؟ أيضًا فكان شأنه شأن الخضر وهناك تجد التوضيحات كافية وصلى الله عليه وسلم عليهم أجمعين "وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ"
منتقلًا إلى قصة حِزقيل بن بوذى، الذي تولى أمور بني إسرائيل من بعد يوشع وكالب ،والذي دعا الله فأحيا الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ" ومن ثم نسوا بني إسرائيل عهد الله إليهم وعظُمت فيهم الأحداث وعبدوا الأصنام وكبيرهم صنمًا بعلًا، حتى بعث الله إليهم النبي إلياس، ولكن تقدمت قصته قبل حِزقيل متبوعة لقصة الخضر عليهما السلام.
اليسع عليه السلام كان بعد النبي إلياس ومكث يدعوهم إلى عبادة الله مستمسكًا بمنهاج إلياس وشريعته حتى قبضه الله "وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ"
ثم مرج أمر بني إسرائيل وعظُمت فيهم الأحداث والخطايا، وقتلوا من قتلوا من الأنبياء، وسلط الله عليهم بدلًا من الأنبياء ملوكًا جبارين يظلمونهم، وكانوا إذا قاتلوا أحدًا من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق، فكانوا ينتصرون ببركته، وبما جعل الله فيه السكينة والبقية، مما ترك آل موسى وآل هارون، حتى إنتُزع منهم في حروبهم مع أهل غزة وعسقلان وقهروهم على أخذه، فلما علم ملِكهم مات كمدًا، وبقي بني إسرائيل كالغنم بلا راعٍ حتى بعث الله فيهم نبيًا من الأنبياء يُقال له شمويل، وكان مابين شمويل ويوشع بن نون قرابة أربعمائة سنة وستون. "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ" فطلبوا من نبيهم أن يبعث لهم ملكًا، فبعث لهم طالوت "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" حتى حاربوا جالوت وقتله سيدنا داود عليه السلام "فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ" وكان المُلك في سبط، والنبوة في سبط آخر، فاجتمع في داود هذا وهذا. وأعانه الله على عمل الدروع من الحديد وألانه له، وسخر له الجبال والطير يسبحن معه "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ" وقال قتادة: أُعطي قوةً في العبادة، وفقهًا في الإسلام، فكان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر، وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله قال: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود. ثم ذكر وفاته منتقلًا إلى نبي الله سليمان.
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ" فجاء بسرد قصته باسطًا كل موضع فيها بالدلائل القرآنية، ومن ثم سرد الأقوال والروايات وقصته مع الهدهد وبلقيس والنملة، ومُلكه الذي لم يؤتى أحد بعده ولا قبله، وكان له من النساء ألف إمرأة، وهو من جدد بيت المقدس، منتهيًا بموته الذي لم يعلم به لا إنس ولا جان إلا دابة الأرض تأكل منسأته "فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ"
ثم انتقل إلى ذكر جماعة من أنبياء بني إسرائيل بعد داود وسليمان وكان منهم شعيا بن أميصا وأرميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب، وثم خراب بيت المقدس، وكان في عهد أرميا الذي بعثه الله إلى بني إسرائيل حين ظهرت فيهم المعاصي، وعظمت فيهم الأحداث، وعثوا في الأرض فسادا، وقتلوا الأنبياء، ونسوا ما أنجاهم الله من أعدائهم، فأوحى الله إلى أرميا أني مهلك بني إسرائيل، ومنتقم منهم، فقم بين ظهرانيّ قومك فأخبرهم أن لهم قلوبًا ولا يفقهون، وأعينًا ولا يبصرون، وآذانًا ولا يسمعون، واسألهم: كيف وجدوا غب طاعتي؟ وهل سعد أحد ممن عصاني بمعصيتي؟ وهل شقي أحد ممن أطاعني بطاعتي؟ فان أحبارهم أنكروا حقي، وأما قراؤهم فعبدوا غيري، وأما ولائهم فكذبوا علي وعلى رسلي، وتوعدهم بالعذاب، فكذبوا النبي أرميا وقيدوه وسجنوه، فسلط عليهم "بُختُ بن نصَّر" فيهم وقذف في قلبه، وحدّث نفسه بالمسير إليهم "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا" فبطشوا بطش الجبارين وقتلوا الثلث، وسبى الثلث، وترك الزمني والشيوخ والعجائز، ثم وطئهم بالخيل، وهدم بيت المقدس، وخرب الحصون، وهدم المساجد، وحرق التوراة، ووطىء الشام كلها، وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم، ولما فرغ منها، انصرف راجعًا معه الغنائم والأموال، وساق السبايا، من أبناء الأحبار والملوك ، وكانوا من أسباط بني يعقوب وبيت داود، ومن ذلك الزمان تفرقت بنو إسرائيل في البلاد. ثم ذكر شيء من خير دانيال عليه السلام.
وانتقل إلى ذكر عمارة بيت المقدس بعد خرابها واجتماع بني إسرائيل بعد تفرقهم في بقاع الأرض. ومن ثم عمار بيت المقدس مرة أخرى، فبعد موت بخت نصر تولى إبنه، وعلم أن أرض فلسطين فرغت من كل إنس وصار يسكنها الذئاب، فنادى أن من يريد الرجوع إليها ويعمرها ويعمر بيت المقدس من جديد، وأوحى الله إلى النبي أرميا وتعجب كيف أن تحيا هذه الأرض مرة أخرى بعد موتها، وهناك بعض السلف يقولون أنه عزيز، ثم ذكر قصته وكيف أماته الله مائة عامًا ثم أحياه، وثم بعثه مرة أخرى إلى قومه وجدد لهم التوراة التي كان يحفظ أصلها، وكان يجالس أبنائه شيوخ وهو فيهم أصغر "وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ" ونسخ لهم التوراة نسخًا من حفظه، ولذلك قالوا أن موسى قد جاء بالتوراة بكتاب، وقد جاءنا عزيز بها من غير كتاب فقالوا عزيز ابن الله" واختلف السلف ان كان عزيز نبيًا أم لا، "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
ثم انتقل إلى قصة ذكريا ويحيى عليهما السلام، وما كان من دعاء ذكريا و وهبه الله يحيى نبيًا ولم يجعل له من قبل سميًا "يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا" وذكر صفاته وفضائله، وأنه أتاه الحكم في الصغر "يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا" وأنه كان في زمن عيسى عليه السلام وابن خالته، وأثنى عليه الله وسلم عليه في ثلاث أوقات هم أشد مايكون على الإنسان "وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا" إلى ذكر وفاته وقص الروايات التي قيلت في قتله من بنو إسرائيل حتى توصل إلى ذكر قصة عيسى عليه السلام أحد أولي العزم الخمس.
عن أبي هريرة، أن النبي قال: "ما من مولدٍ إلا الشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخًا من مسِّ الشيطان إياه، إلا مريم وابنها" واقرءوا إن شئتم: "إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" يذكر لنا بن كثير قصة مريم البتول وعيسى عليهما السلام باسطًا إياها في كل موضع وكل مقال جاء به أهل الكتاب النصارى، وذكرهم ماهو باطل من التثليث، بأن الله ثلاثة، فأنزل الله صدر سورة آل عمران، فبين فيها أن عيسى عبد من عباد الله، وأول ما نطق به "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" وصوره في الرحم، كما صور غيره من المخلوقات، وخلقه من غير أب، كما خلق آدم من غير أب وأم وقال له: كن فكان. ومن ثم باب ذكر ميلاده وكيفية خلقه، وباب بيان أن الله تعالى عما يقولون ومتنزه عما يشركون "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا، لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا" فسبحانه واحدٌ أحد منزهًا "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا" ثم ذكر منشأ عيسى وبيان بدء الوحي إليه، وأنه ولد في بيت لحم ومن ثم هربت به مريم البتول بعدما توعده اليهود إلى مصر خوفًا عليه "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" وأمر الله عيسى بعد ذلك الرجوع إلى بيت إيليا (بيت المقدس) بعدما بلغ ثلاث عشرة سنة، وأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل، وعلمه التوراة، وأعطاه إحياء الموتى، وإبرام الأسقام، والعلم بالغيوب.
وذكر بيان نزول الكتب الأربعة ومواقيتها، الزبور على داود، والتوراة عل�� موسى، والإنجيل على عيسى، والقرآن على محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين. ومن ثم بيان شجرة طوبى وتبليغ الله له ليبشر برسولنا الكريم (ﷺ) صلوات الله وسلامه عليه "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ومن ثم خبر المائدة التي طلبها الحواريون لتكون لهم عيدًا. ثم خبر رفعه إلى السماء وقتل شبيه عيسى عليه السلام، حينما جاء الطلب من اليهود، فأخذوا الشبه فقتلوه وصلبوه، فكفر به بعض الحواريون اثنتى عشرة مرة بعد أن آمن به، وافترقوا ثلاث فرق، فقالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء. وهؤلاء اليعقوبية، وقالت طائفة: كان فينا ابن الله ما شاء، ثم رفعه الله إلى السماء. وهؤلاء النسطورية، وقالت طائفة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه إلى السماء. وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الطائفتان على المَسلِمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسًا حتى بعث الله محمدًا "فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ" ثم ينتهي بذكر فضل عيسى وخصائصه، وذكر اختلاف أصحاب المسيح "فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ" واختلفوا في نقل الأناجيل على أربعة أقاويل، مابين زيادة ونقصان وتحريف وتبديل، وذكر بيان بناء بيت لحم الذي بناه قسطنطين على مولد المسيح، والقمامة التي صلب فوقها شبيه المسيح، وعملوا اليهود منه مكان للقمامة، وأخذت منها صليب الشجرة التي صلب عليها، فكان من يمسها تشفي من به عليل، ومن هنا قدسوا الصليب وقبّلوه، فبنت أم قسطنطين كنيسة كبيرة (كنيسة القيامة) وجعلت مكان القمامة صخرة بيت المقدس، وأحلوا أشياء هي مخالفة في التوراة، وحولوا قبلة الصلاة إلى الشرق، ولم يكن المسيح يصلي إلا إلى صخرة بيت المقدس التي صلى عندها الرسول، ووضعوا عقائدهم المضللة والمحرمة.
ثم يأتي خبر ذو القرنين، ويأجوج ومأجوج، وأصحاب الكهف، وكان سبب نزول هذه القصص، أن قريشًا بعثوا إلى اليهود يسألونهم عن أشياء يمتحنون بها رسول الله (ﷺ)، ليختبروا ما يجيب فيها فقالوا: سلوه عن أقوام ذهبوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا، وعن رجل طواف في الأرض، وعن الروح فأنزل الله تعالى: "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا" ، "وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ" ، "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ"
ثم قصة الرجلين المؤمن والكافر "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعً" وهي قصة الرجلين التي ضربت كمثل لكفار قريش في عدم اجتماعهم بالضعفاء والفقراء.
ثم ذكر قصة أصحاب الجنة "إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ" وقيل أنهم كانوا أخوة ورثوا هذه الجنة (الأرض) عن أبيهم، وكان يتصدق منها كثيرًا، فلما صار أمرها إليهم استهجنوا أمر أبيهم، وأرادوا استغلالها من غير أن يعطوا الفقراء شيئًا فعاقبهم الله هذه العقوبة. حيث أمر الله تعالى بالصدقة "كلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ".
منتهيًا هذا الجزء بقصة أصحاب أيلة الذين اعتدوا في سبتهم "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" وهم قوم صيادون أرادوا أن يحتالوا ويخالفوا شرع الله في عدم العمل يوم السبت الذي كان مشروعًا فيه بالراحة والسكينة، فكانت تأتي الحيتان في هذا اليوم كثيرًا لأنها تعلم مافيه من سكينة واطمئنان لها، فنصبوا لها الشباك من يوم الجمعة، حتى يأتي سبتهم ومن بعده ينالوها، فاختلفوا فيما بينهم، فمنهم من وعظهم وذكرهم بعذاب الله "إِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ " فقالوا: "قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ" فعاقبهم الله بذلك "فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ"
انتهى بحمد الله هذا الجزء الثاني من كتاب البداية والنهاية، وإن شاء الله تعالى ننتقل إلى الجزء الثالث ويبدأ بقصة لقمان الحكيم.
✳أهم ما نقل عنهم في هذا الجزء: -تفسير ابن كثير -تفسير الطبري -صحيح البخاري -مسند أحمد -الدر المنثور (أبي حاتم) - التعريف والإعلام (السهيلي) -سفر الخروج الأصحاح -سعيد بن الجبير عن بن عباس -قتادة (تابعي) -الضحاك (صحابي من صغار الصحابة)
الجزء الثاني : في هذا الجزء يتحدث ابن كثير عن الأقوام التي سكن جلها في بلاد العرب وفلسطين ومصر والعراق ممن هلكوا ومعظم هذا الحديث مواصلة لماسبق في الجزء الماضي عن الأنبياء والرسل فيتحدث عن موسى وبني إسرائيل وغيره من الأنبياء الذين وردت أسمائهم في الكتب المقدسة، وقصة المسيح عيسى وبعض الأٍقوام كأصحاب الكهف وغيرهم.
كتابٌ يبدأ بسرد تاريخ بني إسرائيل بذكر موسى عليه السلام وينتهي إلى حال العرب في الجاهلية قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم. وأجمل ما فيه قصَّة زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله الذي آمن والنَّاسُ على الكُفر والضلال فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّه يبعثُ أمّة وحدة.
لا أعلم سبب شغفي في التاريخ الإسلامي فما ألبث أن أنهي قراءة أحد كتب السير والتاريخ حتى أبدأ بآخر.
قرأت المجلد الأول و استمتعت بقراءته إلا أنني لم أستطيع الاندماج بالمجلد الثاني فقررت أن تكون قرائتي لهذا المجلد والمجلدات الأخرى متقطعه حسب الحاجة، فكلما أردت الاستزاده من حقبه زمنية معينة رجعت لها دون الخوض في تفاصيل الحقب الأخرى، ومما لاشك فيه أن السلسلة بأكملها تدعو للتفكر :)
الكتاب قيم جدا وبه معلومات قيمة جدا جدا لكنه يحتوي على كثير من الإسرائيليات المناقضة للكتاب والسنة والأحاديث الموضوعة المختلقة البعيدة جدا عن العقل والمنطق ...
حسنا ، لا اعرف من الذى يجروؤ على تقييم كتاب مثل هذا بأقل من الخمس نجوم ، علماء مثل بن كثي هم الذين خدموا الاسلام ، ونحن فقط نتطفل على غنتاجهم ، لم أستطع إكمال قراءته لفترة طويلة بسبب كبر حجمه ، لذا قمت بتنزيله على الموبايل ، وقرات منه وردا يوميا لأجده قد انتهى ، يستمر بن كثير فى كتابه البداية و النهاية بقص قصة سيدنا موسى مرورا بداود وسليمان والأنبياء ما قبل عيسى و عيسى وزكريا ويحيى والقصص الواردة فى القرآن مثل أصحاب الجنة ومؤمن ال فرعون و جريج وغيرها من القصص تمهيدا لمولد سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ملحوظة : توجد نسختان بى دى اف ، واحدة منهما مكتوبة بخط اليد وهى نسخة رديئة ومتعبة للقراءة و الثانية بخطالكمبيوترجميلة ومريحة للعين
حلمي كان ان اتم البداية والنهاية وهي من الكتب التي سوف اعطيها مجال اكبر هذه السنة انهيت الجزء الثاني والذي يتحدث عن اخر انبياء بني اسرائيل و قصص العرب قبل البعث ثم نسب الرسول صلى الله عليه وسلم نشئته وبعثه وما ورد فيه كانت الحكايا الغريبة فيه مألوفة لدي بسبب قراءتي لسيرة بن هشام (باقي لي منها الجزء الرابع) ما اعيبه على ابن كثر هو تضعيف الرواية بعد ان تكون قرأتها وسحرت بها ووجب علي براي ان يذكر ضعفها قبل ان تلج فيها Aramsteps Labeba
جزاه الله عنا كل خير تتبع أثر الأنبياء إلى أن وصل أشرف الخلق صلوات الله عليه ��مع أغلب المعلومات وتم ذكر ان كانت ضعيفه او منكره او صحيحه لكن وضع بين كل ما ذكر من الأحاديث فى هذا الموضوع حتي فى أنساب العرب و القبائل حتي وصل إلى ذكر أنساب النبي محمد وذكر كل ما تعلق به قبل البعثه ليكمل معانا فى الجزء الثالث الوحي والرساله .
البداية و النهاية الجزءالثاني بن كثير تحقيق حامد أحمد الطاهر يحتوي الجزء الثاني على قصص الأنبياء بعد موسى وهارون قصة مريم البتول وسيدنا عيسى بن مريم بعض أخبار الماضيين مثل ذي القرنين ويأجوج ومأجوج و أصحاب الكهف وأصحاب الأخدود مولد نبينا محمد عليه الصلاة وأفضل التسليم
ربط جيد لخيوط القصة الواحدة من الكتاب والسنة والآثار وكذلك عرض ما قيل فى الكتب المتقدمة وبيان توافقه أو زيغه .. مع عدم الاسهاب فى سرد الاقوال المختلفة -كما فى التفسير- والاكتفاء بالرأى الغالب.
This entire review has been hidden because of spoilers.
راائع راائع 💚💚 ملاحظه : يعتقد ابن كثير أن من يقرأ البدايه والنهايه قرأ تفسيره أو سيقرأ تفسيره بعدها، فلا يشرح كثيرا في بعض المواضع، وهذا حفزني لقراءة تفسيره ذات يوم 💚