البداية والنهاية - الجزء التاسع عشر

البداية والنهاية

by ابن كثير

البداية والنهاية - الجزء التاسع عشر: (الفتن والملاحم) خبر الأبلة - علامات الساعة - يوم القيامة

البداية والنهاية هو عمل موسوعي تاريخية ضخم، ألفه ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي المتوفي سنة 774هـ، والكتاب مؤسس حسب معتقدات الديانة الإسلامية. وهو عبارة عن عرض للتاريخ من بدء الخلق إلى نهايته يبدأ ببداية خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصراً ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى سنة 767 هـ بطريقة التبويب على السنوات. وتبدأ السنة بقوله "ثم دخلت سنة.." ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها ثم يذكر أبرز من توفوا في هذه السنة. أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل.

Hardcover

First published January 1, 1365

About the author

Ibn Kathir

هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي. ولد في سوريا سنة 700 هـ كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة. وكان مولده بقرية "مجدل" من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران وهي درعا حالياً في جنوب دمشق بسوريا, وكان أبوه من أهل بصرى وأمه من قرية مجدل. والأصح أنه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران أو درعا حالياً. انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازي الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته. قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.

تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. فأما الأشاعرة فزعموا أنه أشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة ( وهو حرف الألف) قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم "أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية". كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة - انظر طبقات السبكي.

ورأى السلفية أنه كان واضحاً وجلياً أن ابن كثير سلفي الأعتقاد في غالب بل كل مؤلفاته فكان يصرح بها ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القرآن العظيم) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية. وكذلك ما كتبه في أول كتابه الجليل "البداية والنهاية" عن علو الله على عرشه وإثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير. أما ما أثير حول كونه أشعرياً لقبوله مشيخة دار الحديث الأشرفية التي شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعرياً فهو شرط غير ملزم وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية علماء سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ أبو عمرو بن الصلاح. أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما ولم تكن في مقام البيان والإقرار.

Reviews

[Gamal Mohamed · Rating 5 out of 5]

الجزء الأول من النهاية وهو خاص بالفتن والملاحم وأشراط الساعة

[Hiba Samra · Rating 5 out of 5]

📖#البداية_و_النهاية
✍#ابن_كثير
📒#الجزء_التاسع عشر 523 صفحة
🖨#دار_هجر
تدقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي

"فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ"

بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل معًا الجزء التاسع عشر من كتاب البداية والنهاية لـ ابن كثير، وهذا هو الجزء الأول من النهاية "الفتن والملاحم" وينص على أشراط الساعة وما تقدَّم عنها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على هذه الأشراط وما يكون منها، ومن ثم يوم القيامة وما فيها، واختصارًا لما تقدم؛

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ : كُنَّا قُعُودًا نَتَحَدَّثُ فِي ظِلِّ غُرْفَةٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْنَا السَّاعَةَ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَنْ تَكُونَ - أَوْ لَنْ تَقُومَ - السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهَا عَشْرُ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالدَّجَّالُ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَالدُّخَانُ، وَثَلَاثَةُ خُسُوفٍ، خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ، مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ، تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ"

نبدأ؛

🔘قال رسول الله (ﷺ): "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق"
فتح القسطنطينية وانتصار المسلمين فيها، ومن ثم ظهور المهدي عليه السلام؛ الذي سيملأ الأرض عدلًا، بعد أن مُلأت ظلمًا وفجورًا، يعطي المال صحاحًا، ويحثيه حثيًا، لا يعده عدًا، ومدته ستكون ما بين خمس أو سبع سنوات.

🔘قال تعالى: "يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ"

ظهور المسيح الدجال وتوضيح - بأنه ليس ابن صياد - الذي يزعم البعض بأنه دجال آخر الزمان والله أعلم، وأنه سيطىء جميع الأرض عدا مكة والمدينة فإنها محرمتا عليه دخولهما، وأنه سيسكن الأرض أربعون يومًا؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وباقي أيامه كسائر أيامنا هذه، وأنه سيكون بيده جنة ونار؛ جنته نار، وناره جنة، وستكثر فتنه في الأرض إلى أن ينزل له المسيح - عيسى بن مريم - على المنارة الشرقية بدمشق، فينزل وقد أقيمت الصلاة، فيقول له إمام المسلمين وهو المهدي: ياروح الله تقدم. فيقول: تقدم أنت، فإنها أُقيمت لك، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، ويُهلك الله في زمانه المسيح الدجال؛ فيقتله عند باب لُد، وتقع الأمنَّة على الأرض، فيمكث أربعون سنةً على الأرض (وهنا اختلاف العلماء، إذا كانت المدة أربعون سنة بعد نزوله، أم سبع سنين مكملة على ما تقدم من عمره ثلاث وثلاثون سنة قبل أن يرفعه الله إلى السماء) ثم يتوفى بالمدينة، ويُصلى عليه المسلمون ويُدفن في الحجرة النبوية.
"وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا"

🔘"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا"
ثم يخرج قوم يأجوج ومأجوج في زمان عيسى عليه السلام، وهم من سلالة "يافث" بن نوح - أبو الترك - وهم من كل حدب ينسلون؛ فيعيثون في الأرض فسادًا، فيرغب نبي الله - عيسى وأصحابه - إلى الله، فيرسل الله عليهم النغف (الدود) في رقابهم فيَجعلهم كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون فيها موضع شبر إلا وملأه زَهمُهم ونتَنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرًا كأعناق البُخت فتحملهم، فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرًا يغسل الأرض وما عليها، ثم يقول لها انبتي ثمرك، وردي بركتك، ثم يرسل الله ريحًا طيبةً تأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، ويبقى شرور الناس يتهارجون فيها تهارج الحُمر، وعليهم تقوم الساعة.

🔘من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي (ﷺ) قال: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة"
ذكر تخريب الكعبة على يدي ذي السويقتين الأفحج الحبشي، وذلك بعد القضاء على المسيح الدجال، وقوم يأجوج ومأجوج ومن ثم يعيش المسلمون فترة وهم ظافرون غالبون، ومن ثم يكون حج عيسى عليه السلام - آخر حجة بها - ومن ثم موته ودفنه بالمقبرة النبوية، وبعدها تُهدَّم الكعبة على يد رجل حبشي يُقال له ذو السويقتين.

🔘"وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ"
خروج الدابة، تُكلم الناس، ويُقال معها خاتم سليمان وعصا موسى؛ فتخطِمُ أنفَ الكافر بالعصا، وتجلُو وجهَ المؤمن بالخاتم، وقد وُصِفت بأنها دابة لها ريش وزغب وحافر، وما لها ذنب، ولها لحية، والله أعلم.


🔘ذكر طلوع الشمس من مغربها؛ حتى إذا صارت في وسط السماء رجعت فطلعت من مطلعها، فحينئذ لا ينفع نفسًا إيمانها، ومن المُحتمل طلوعها مُتقدم على خروج الدابة، والله أعلم.

🔘"فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ"
ذكر الدخان الذي يكون قبل القيامة؛ فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام، والله أعلم.

🔘ذكر الصواعق التي تكون عند اقتراب الساعة، و وقوع المطر الشديد قبل يوم القيامة، وذكر أمور لا تقوم الساعة حتى تكون منها ما قد وقع ومنها ما لم يقع بعد؛ ومنها العلامات الصغرى كـ أن يقِل العلم، ويظهر الجَهل والزنى، ويكثر الهرْجُ، وتُشرب الخمر، وتلِد الأمَةُ ربَّتها، وكان الحُفاة العُراة رؤوس الناس، ويقل الرجال، ويكثُر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد...الخ.

🔘نار تسوق النار من أقطار الأرض إلى محلة المحشر، وهي أرض الشام.


ثم ذكر ما سيكون من أهوال يوم القيامة، والنفخ في الصور؛ نفخة الصعق، وموت كل من في السماء والأرض وفناء الخلق وبقاء الحي القيوم الذي لا يموت، ثم تكون أول مبادىء القيامة، وذكر حديث الصور كاملًا، ثم نفخة الفزع، وأنه يبدل السماء والأرض بين النفختين، ثم ينزل الله من تحت العرش ماءً، فتمطر السماء أربعين يومًا، ثم يأمر الله الأجساد أن تَنْبُت كنبات البقل، ثم ينفخ فيه أُخرى، فإذا هم قيام ينظرون، فتوضع في الصور، ويأمر الله إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض، فتدخل كل روح على جسدها التي كانت فيه في هذه الدار، "كذلك النشور"، يقول أيها الناس هلمُّوا إلى ربكم، فيقول الكافر "يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا" فيقول له المؤمن "هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ"، ويبدأ الحساب، وأول ما يكون هو حساب الدماء، فيبدأ بدم الموت في سبيل الله، ومن ثم دم الظالمين، ومن ثم حساب كل مظلمة، ثم الشفاعة من نبي الرحمة. وذكر طول يوم القيامة، والمقام المحمود، والحوض النبوي، ومجيء الرب يوم القيامة، وكلام الرب مع رسُله، وإبراز النيران والجنان، ونصب الميزان، ومحاسبة الدَّيان، وبيان كون الميزان له كفتان حسيتان، وتفاصيل كل هذا كثيرة جدًا، وذكرها ابن كثير مبسوطة كاملة مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، لذلك سيطول شرحها هنا، ولكن ذكرت فقط الحدث بعينه للاختصار.

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم الحي القيوم أن يُهوِّن علينا ذلك المقام، وأن يجعله علينا يسيرًا بردًا وسلامًا، ونعوذ بالله من ضيق يوم القيامة، اللهم اجعل لنا مخرجًا من ذلك، ونسألك أن تُوسع علينا في الدنيا والآخرة، اللهم اجعلنا مع الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، آمين، سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

[ميقات الراجحي · Rating 5 out of 5]

الجزء التاسع عشر :
تناول فيه المؤلف الفتن والملاحم وعلامات وأشراط الساعة كالمهدي والدجال وقتل أخر الزمان ونزول عيسى – عليه السلام – وذكر تخريب الكعبة وخروج الدابة والدخان وغيرها من الأشراط، وكثير ما نجد هذا الجزء منفصلًآ دون بقية أجزاء الموسوعة لكنه حقيقة هو أحد أجزاء كتاب البداية والنهاية لابن كثير.