Tras la conquista de Granada por los Reyes Catolicos, en 1492, se abrio para los musulmanes que permanecieron en la Peninsula un periodo de dificultades y sufrimientos. La tolerancia inicial de los vencedores fue pronto sustituida por actitudes de hostilidad y segregacion, que desembocaron finalmente en los decretos que exigian su conversion inmediata al cristianismo y condenaban a la expulsion del pais a quienes se resistieran a la medida. Durante cerca de un siglo, los moriscos --los musulmanes que abrazaron el cristianismo, aunque conservaban en privado sus practicas religiosas tradicionales-- protagonizaron una dolorosa lucha por mantener su identidad frente a la politica de asimilacion forzada del Estado cristiano. La expulsion definitiva, ejecutada entre 1609 y 1614, culminaria la tragedia de esta minoria, vejada y oprimida.
الموريسكيّون "حياة... ومأساة أقليّة" تاريخ مسلمي الأندلس من 1492م إلى 1613م تأليف الإسباني: أنطونيو دومينقير.. والفرنسي: برنارد بنثنت ترجمة الدكتور عبد العال صالح طه تنقيح وتعليق محمّد محيي الدّين الأصفر المكتب الإسلامي بيروت دار الإشراق الدّوحة
وقد نفّذ الطّرد بحوادث غير خطيرة، ولكنّه ترك آثاراً عميقة من التّعاسة والفقر والآلام. فقد ترك لنا أزنار كاردونا لوحة واقعيّة لخروجهم فقال: (خرجوا كمشهد كنسي غير منظّم، واختلط المشاة مع الرّاكبين وسادهم الألم وامتلأت عيونهم بالدّموع، وأحدث خروجهم ضجيجاً كبيراً، وهم يحملون نساءهم وأبناءهم ومرضاهم وعجائزهم، وقد غطّاهم التّراب والعرق.. بعضهم معه عربات؛ تزاحم هو وأهله عليها ووضعوا حقائبهم.. وآخرون معهم دوابّ، وقد أضافوا لها اختراعات عجيبة مثل: المقاعد من برادع وقفف.. وبعضهم يمشي على قدميه رثّ الثياب وقد لبس حذاء قديماً.. وآخرون راكبون عليهم ثياباً حسنة يُحيّون الذين يشاهدونهم قائلين: أيّها السّادة فلتبقوا في أمان الله.. وبين المذكورين سابقاً يظهر من حين لآخر الكثير من نساء أغنيائهم وقد وضعوا في جيدهنّ العقود وغيرها من الحُلي.. وتظاهرن بالحزن.. وآحرون- وهم الأغلبيّة- يمشون على أقدامهم متعَبين.. خائفين.. ويعانون من المراراة والتّعاسة ويبحثون عن الظّلّ والماء لأنّ الوقت كان صيفاً حارّاً.. مشهد مريع لا أدري إن كان بصف خروج المسلمين من الأندلس فقط، أم أنّه يتحدّث عن التغريبة الفلسطينيّة التي حدثت بعد ثلاثة قرون، أم أنّه يصوّر الواقع السّوري اليوم.. حقائق محزنة ومذهلة في تكرارها المشابه بتفاصيله الدّقيقة.. يتحدّث الكتاب عن المسلمين الذين بقوا في الأندلس وحاولوا جاهدين إخفاء إيمانهم متظاهرين بالتنصّر من أجل أن يبقوا في بلادهم وبيوتهم وأعمالهم.. ولكن كانت القوى المعادية أقوى منهم فاجتثّتهم من أصولهم ولو كان ذلك على حساب مصالح البلد.. ولسان حالهم يقول: كل الأمور تُحلّ لاحقاً.. ولكن فرصة اقتلاع المسلمين وتهجيرهم من أرضهم –التي هي أرضنا فيما مضى- فرصة لن تتكرّر لاحقاً.. فكما هو معلوم كان لمحاكم التّفتيش الدّور الأكبر في تلك العمليّة، لتتبعها وعلى مدى عشرات السّنين خطوات عديدة كانت كفيلة بأن تطفئ نور الإسلام في تلك البقاع.. ومن يقرأ خططهم وما نفّذوه يكاد يذهل من دقّة المتابعة ومن مكر الأعمال.. وخاصّة فيما يتعلّق بالأطفال، فقد كانوا حريصين أشدّ الحرص على أخذ الأطفال من أهاليهم ولكن بشرط أن لا يكون الطّفل قد تجاوز الخامسة من العمر.. قالوها بكلّ صراحة وذلك حتّى لا يكون بها أيّ أثر من عقيدة أهله، وبالتّالي يزرعون به ما يشاؤون.. وهذا ما حصل.. يا ترى أين هم سلالة هؤلاء الأطفال اليوم!! وكيف حالهم؟ ألا يشعرون بدم مختلف يسري في عروقهم؟!! ما حال من حاول جاهداً إخفاء إسلامه قدر المستطاع، وقدّم مستطاعه لتعليمه لأولاده بالخفاء.. أين أنتم اليوم يا أحفاد هؤلاء الأبطال؟!! كل مرّة أقرأ فيها كتاباً عن الأندلس وما حصل بها تنتابني مشاعر من الحزن والأسى لما كانت عليه تلك البلاد وما تعرّضت له من بعد من مآسٍ تكاد لا تحملها الجبال.. ولكن الشيء الجديد هذه المرّة هو أنّي رأيت الكتاب يحكي واقعاً أراه يوميّاً في بلدي، وقرأت عنه في كتب التّاريخ في فلسطين.. ولأنقل لكم هذا المقطع، والذي يمكننا بكل بساطة أن نغيّر فيه بعض المسمّيات فنراه يتكلّم عن ما يحدث كلّ يوم لأهل بلدنا.. "لقد اتّجه عدد كبير من الموريسكيين وخاصّة البلنسيين إلى سواحل الجزائر؛ وقد لقي هؤلاء أسوأ استقبال، وكذلك وقع ضحيّة ذلك الاستقبال الذين أبحروا إلى مشارف وهران أو مليلة، حيث خرجت عليهم قبائل من البدو فاستولت على أموالهم، وعاملتهم معاملة سيّئة بلا رحمة. وقد حفظ لنا الأب فونيسكا شهادة واحد من الذين بقوا على قيد الحياة، وفيها مبالغة واضحة وهذا لا ينفي أن الخسائر كانت كبيرة والمعاناة كانت قاسية، والحكاية لموريسكي (مشهور من بني الغواسيل ويُدعى لورينثو بيدر البي) تثير الشّفقة؛ يبدأ حكايته مُشيراً إلى الفرق بين الذين أبحروا في سفن ملكيّة حيث عوملوا معاملة طيّبة، وأولئك الذين أبحروا في سفن خاصّة، وهو نفسه أبحر في مركب صاحبه من بيناروث، حيث تغيّر الجو بعد بدء الرّحلة وكانوا على وشك الغرق إلّا أنّه أمكن إنقاذهم، وبعد أن تمّ استئناف الرّحلة نزلوا في شرق وهران حيث خرج عليهم حوالي 300 فارس من البدو، وقد دافعوا عن أنفسهم ضدّهم، واستطاعوا أن يردّوهم على الرّغم من عدم حملهم لأيّ سلاح، عنئذ فهموا أنّ هذا ليس إلّا بداية لمصائب أكثر فلجؤوا إلى الجبل، وكانوا في حيرة من أمرهم لا يدرون إلى أيّ اتّجاه ينطلقون، وكثيرٌ منهم حفروا حفراَ وأخفوا أموالهم فيها حيث خافوا ممّا حدث، وفعلاً فقد وصل حوالي 6 آلاف من البدو، ولم يحاول المهاجرون الدّفاع عن أنفسهم حيث استولوا منهم على كلّ شيء حتّى على ثيابهم التي باعها البدو في وهران بأبخس الأثمان.. إلى جانب ما عانوا من البرد والجوع حتّى وصلوا إلى مستغانم، حيث اجتمعوا مع من سبقوهم في الطّريق وبدأ الجميع طريقهم إلى الجزائر، حيث كانت معاناتهم كبيرة، فالأطعمة محدودة، وفُرضت عليهم بأسعار مرتفعة وكانوا قد فقدوا كلّ أموالهم، وحتّى وصل بهم الحال إلى أن تغدذّوا بالحشائش لعدّة أيّام، وعندما كانوا يجدون مكاناً فيه حشائش غزيرة كانوا يحسّون بالسّعادة).. فهذه صورة حيّة لما حصل.. ولكن ألا نشاهده اليوم ونسمعه.. سافرتُ بمخيلتي مع كلمات الكتاب ووصفه لحال هؤلاء النّاس الذي صدر القرار الكنسي التّعسّفي بطردهم من بلادهم وبيوتهم وممتلكاتهم وتشريدهم في البلاد حتّى لا تقوم لهم قائمة ففي شتاتهم أفضل حلّ لإماتة أصلهم وتفريق كلمتهم.. كنتُ مع كلّ فرد فيهم وهو يترك بيته وممتلكاته وكتبه.. ويواجه حملة إبادة جماعيّة ضدّه بدأت بمحاكم التّفتيش لتبعها حالة التّقيّة وذلك بإظهار النّصرانيّة وإبطان الإيمان، لتنتهي بقرار الطّرد النّهائي دون أيّ رجعة.. فنرى كيف حاول السّكان جهدهم التّمسّك ببلدهم ودينهم.. وذلك بأن دفنوا بعض الكتب والممتلكات على أمل العودة واستعادتها.. وهنا نراهم حملوا معهم مفاتيح بيوتهم، تفاؤلاً منهم بالعودة.. ولكن ولمّا يعودوا بعد.. يؤسفني أن أقول لقد تكرّرت المأساة في بلاد أخرى.. (ليست أندلساً واحدة.. فلكم ضيّعنا أندلسا..) ولكن أملي بالله أنّ الفرج بات قريباً.. هذه حال الدّنيا على كلّ.. وتلك سنّة الكون.. ولكن يأبى إلّا أن يُتمّ نوره ولو كره الكافرون.. فالأرض أرض الله.. والناس جنود بين يديه.. يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء .. اللهمّ أعزّنا بعزّك يا عزيز.. وردّ لنا عزّنا الذي كان وردّنا إلى دينك ردّاً جميلاً..
في نفس الكثير من الكلام بعد هذا الكتاب.. ولكن يكاد لساني يعجز عن التّعبير أكثر..
الكاتب يعرض تفاصيل دقيقة جدًا ماراح تفيدني كقارئة لكن ربما استفيد منها لو كنت باحثة!
برأيي: كتاب (الدين والدم: إبادة شعب الأندلس ) تفوق على هذا ليه؟ لأن كتاب الدين والدم يعرض قصة بتفاصيلها - بمراحلها من البداية إلى النهاية. التركيز كان على سرد الأحداث بدون التوغل بالتفاصيل والإحصائيات لكن هنا في هذا الكتاب كان العكس رغم أن كل فصل كان يتكلم عن مرحلة معينة، لكن التفاصيل تنسيني الأحداث. أنا مااحتاج أرقام ووتفاصيل
لذلك كل الكتابين قريبين بعدد الصفحات لكن عن نفسي كتاب الدين والدم أفضل. ممكن رأيي كان سلبي لأن سبق وقريت كتاب عن هالموضوع فماتأثرت بالأحداث وحسيتها مجرد تكرار :p
عدا معلومة وحدة وهي مقارنة بين وضع اليهود والمسلمين، اليهود بذكاء ودهاء اختلطوا بالعائلات العريقة واندمجوا فيها لذلك كان صعب جدًا طردهم. بخلاف المسلمين اللي استمروا بلباسهم وعاداتهم ورفضهم للاندماج خلاهم يدفعون الثمن.
و إذا كان المورسكيون أقلية وقد أثاروا ما أثاروه فماذا لو كانوا هم الأغلبية ! الكتاب يتناول تاريخ المورسكيين (المسلمين الذين تنصروا قسرا وعاشوا تحت حكم الكاثوليكين) من وجهة نظر أحد المستشرقين الاسبان والذي يمكن وصفه بأنه من المستشرقين الحيادين والغير متعصبين نوعا ما. يفصل الكتاب حياة المورسكيين بما في ذلك ثوارتهم ومراحل التعميد والتنصير الجبري وإرغامهم على تناسي كل ما يحمل طابع إسﻻمى وعربي ثم طردهم من اسبانيا ثم نفيهم. بالإضافة إلى أثر طرد المورسكيين على اسبانيا خصوصا اقتصاديا. الكتاب في مجمله يحمل كما هائلا من التفاصيل الممتعة. أسلوب الكتاب سلس وسهل.
عشقي للفترة الاندلسية تجعل من قراءة الكتاب متعه برغم وجود تفاصيل كثيره لاتهمني بصراحة. المميز ان الكتاب غير مسلمين فنرى بعض التفاصيل المبالغ بها عندنا وكيفيه قراءتها من قبل الاسبان
لا أعلم كيف أصف مقدار الألم الذي شعرت به وأنا أقرأ هذا الكتاب، رغم أنه كتاب منهجي بحت، أسلوب أكاديمي، هناك عدة نقاط سببت لي ارتفاع في الضغط وهي: أولاً: الكاتبين لم يذكروا جرائم التفتيش المعروفة ببشاعتها، وإنما جعلوا المورو هم المجرمين بعد سقوط غرناطة. ثانياً: تشويههم للإسلام بشتّى الطرق. ثالثاً: تناقض الكاتبين ونكرانهم الحقيقة وذلك نابع من حقدهم الواضح على ديننا وتمسك المورو بالاسلام والحضارة العريقة
الكتاب مهم لاشتراك أستاذ ومحاضر اسباني يعد من اهم من كتبوا في تاريخ الأندلس هو أنطونيو دومينغيث أورتيث والمتوفي عام 2003 والأخر هو الفرنسي بيرنارد فانون المولود 1941 وهو مؤرخ باريسي المنشأ ومن اهم المختصين الفرنسيين في التاريخ الاندلسي
في ثلاث أجزاء و12 فصل يعرض هذا الكتاب المأساة المؤلمة لما حدث في الاندلس جميل ويحمل الماً لمن يحس ومعلومات لمن يرغب
عندما أنهيت قرائتى السابقة لكتاب تاريخ التسامح فى عصر الإصلاح إستفزنى كثيراً أن يكون الكاتب إسبانياً ولا يتناول مشكلة التسامح فى وطنه فى هذه الفترة وبالصدفة وقع تحت يدى هذا الكتاب والذى تقع أحداثه فى عصر الإصلاح ذاته وفى إسبانيا موطن الكاتب المستفز . أعتقد أن هذا الكتاب من أفضل ما كتب فى موضوعه وأكثرهم وضوحاً وحيادية وحيث أن أغلب من كتب فى هذا الموضوع إما من العرب الحاليين ذوى الأصول الموريسكية أو من الإسبان وكلاهما يميل دائماً إلى المبالغة والتبرير وأمور أخرى تجعلنا بمنأى عن الحقيقة التاريخية المطلوبة . إن هذا الكتاب يبدو حقاً من عنوانه فهو يتناول حياة الأقلية الموريسكية التى بقيت فى إسبانيا بعد حروب الإسترداد التى إنتهت بسقوط آخر مملكة أندلسية وهى مملكة غرناطة 1492 على يد الملكين الكاثوليكيين فرديناند أراجون وإزابيلا قشتالة . يوضح الكاتبين ديموغرافية الموريسكيين آنذاك وطوال القرن السادس عشر , أين كانت أماكن تمركزهم فى إسبانيا حيثما كانوا أقلية أو أغلبية وسط المسيحيين القدماء . وما هى الأعمال التى كانت متعلقة بهم تماما والأعمال الأخرى التى مارسوها فى المجتمع الجديد . كيف كانت أوضاعهم الإجتماعية آنذاك بالنسبة للبقية المسيحية وبالنسبة لبعضهم البعض . الأحداث الهامة والقرارات الحاسمة التى إتُخِذت فى حقهم كقرارت التعميد الجماعية فى بداية القرن أو قرار التشتيت الذى صدر بحق موريسكيى مملكة غرناطة فى 1568 وقرار الطرد النهائى فى 1609 . يتتبع الكاتبين هذه الأحداث الهامة تتبعا دقيقاً فى غير عجالة . يتتبعون الأعداد والثروات والأسباب والنتائج فى خيوطها الأدق ويبحثون دائماً وبطرق علمية عن أدق الأرقام المتعلقة بالأشخاص كأعداد المهجرين أو ضحايا محاكم التفتيش أو سكان إحدى المناطق وكذلك ما يتعلق بقيمة الأموال كالضرائب المفروضة عليهم أو قيمة ثرواتهم وما إستطاعوا أخذه عند الرحيل وما حققه الآخرون على حسابهم عند رحيلهم وما خسروه . وهى كلها أرقام تبدو معقولة . وفى خلال هذه الدراسة من بدايتها وحتى نهايتها التى نصل فيها إلى مأساة هذه الأقلية يبدو البحث الرئيسى عن أسباب قرار الطرد النهائى كنتيجة -كان من المفترض ان تبدو منطقية- لكل الأحداث السالفة والواقعه بين سقوط غرناطة 1492 وحتى قرار الطرد فى 1609 ولكن على خلاف ذلك يبدو ان قرار الطرد فى النهاية رغم ما يخفى علينا من حيثياته لم يكن أكثر من قرار متهور قصير النظرة إعتبر الملك أنه سيرضى الكنيسة من ناحية وسيعود عليه بالربح من ناحية أخرى . وأكثر ما يبدو ذلك فى عدم إتخاذ الملك فيليب الثانى ولا شارل الخامس وهما أبو وجد الملك فيليب الثالث صاحب القرار والذى لا يقارن بهما فى أى جانب من جوانب الحكم , نقول أنهما لما يجرؤا على إتخاذ هذا القرار المتهور الذى إتخذه فيليب الثالث وعاد عليه وعلى أسبانيا بالوبال والركود الإقتصادى وإفلاس كبار الإقطاعيين وإقفار أصلح الأراضى الزراعية طوال القرن السابع عشر على وجه الخصوص . وأخيرا يتناول الكاتب مأساة الأقلية فى رحلة الشتات الأخيرة وكيف كان تنظيم عملية ترحيلهم من السواحل وكيف إغتصبت أموال أغلبيتهم وثروات أغنيائهم ومن قضى نحبه فى هذه الرحلة الشاقة التى لم تميز بين طفل أو مسن وكيف كان إستقبالهم فى بلاد المغرب أو فرنسا أو حتى من وصل منهم إلى تركيا والقاهرة ولبنان . إنها حقا مأساة بكل ما تحمله الكلمة من أثر على النفس وهى جانب واحد لأسبانيا المتوحشة فى تلك الفترة حيث كانوا على الجانب الآخر للأطلسى يقومون بإفناء الهنود الحمر ويستغلون العبيد فى مناجمهم فى أبشع درجات الإستغلال . كما كانت حروبها الدينية الطويلة لاتزال مستمرة فى وسط القارة الأوروبية. الخلاصة التى كنت أبحث عنها أن أسبانيا لم تعرف معنى التسامح حتى عصر التنوير والحق أنها سارت متخلفة عن باقى الدول الأوروبية خصوصا فى حركة النهضة أو كل ما يتعلق بالثقافة والفكر ولم تخرج عن النموذج الإقطاعى المترهل حتى القرن الثامن عشر وكانت على عكس ذلك أولى دول أوروبا فى الفكر الإمبريالى وكانت أكثرهم بيعاً وإستغلالاً للعبيد . وأسوأ نموذج للتعصب الدينى فلم تصل محاكم التفتيش الكنسية لذروة قوتها إلا فى إسبانيا القرن السادس عشر كتاب تاريخى مميز وهام .
لاول مرة اقرأ عن حياة المسلمين الباقين فى الاندلس بعد خضوعها للحكم الاسبانى ، و ما تعرضوا له من ظلم و اضطهاد من سلطات تدعى الدفاع عن المسيحية لدرجة الهوس ، ما تعرض له المورسكيون هو نسخة طبق الاصل من معاملة الاقليات من اى دين و جنس تحت حكم انظمة متتطرفة ، فمن محاولات ترغيب او ترهيب لاعتناق العقيدة ، للصراع اليائس بين قوتين غير متوازنتين ينتهى بأبادة او طرد للاقلية المهزومة و ضياع بقاياها فى الاغلبية ، ولا اجد ان الحال تغير كثيرا منذ ذلك الوقت حتى الان
كتاب جميل .. أنصح القراءة به .. يحكي لنا تاريخ الأندلس (الفردوس المفقود) وتاريخ المسلمين فيها .. والمأساة التي عاشها المورسكيون على مراحل مختلفة من تنصير إجباري وطرد ونفي .. المؤلف منصف وحيادي إلى حد ما .. وأنا أقرأ حضرني مشهد التغريبة الفلسطينية ورأيتها تتكرر مرة أخرى بكل تفاصيلها ولكن باختلاف الأشخاص فهنا أندلسيون وليسوا فلسطينين .. ويتضح ذلك في المشهد المذكور في الكتاب : (خرجوا كمشهد كنسي غير منظّم، واختلط المشاة مع الرّاكبين وسادهم الألم وامتلأت عيونهم بالدّموع، وأحدث خروجهم ضجيجاً كبيراً، وهم يحملون نساءهم وأبناءهم ومرضاهم وعجائزهم، وقد غطّاهم التّراب والعرق.. بعضهم معه عربات؛ تزاحم هو وأهله عليها ووضعوا حقائبهم.. وآخرون معهم دوابّ، وقد أضافوا لها اختراعات عجيبة مثل: المقاعد من برادع وقفف.. وبعضهم يمشي على قدميه رثّ الثياب وقد لبس حذاء قديماً.. وآخرون راكبون عليهم ثياباً حسنة يُحيّون الذين يشاهدونهم قائلين: أيّها السّادة فلتبقوا في أمان ) مأساة المسلمين تتكرر في كل زمان من مكان لآخر .. لنا الله ..