"الأصمعيات.. " اثنتان وتسعون قصيدة ومقطعة لواحد وسبعين شاعراً منهم ستة شعراء إسلاميون، وأربعة عشر شاعراً مخضرمون، وأربعة وأربعون جاهليون، وسبعة مجهولون، ليست لهم في المظان تراجم تكشف عن عصورهم. وقد عرفت هذه المجموعة المختارة من عيون الشعر العربي باسم صانع اختيارها: الأصمعي.
مولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد كتاب سماه (الأصمعيات-ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل-ط)، و(الأضداد-ط)، و(خلق الإنسان-ط)، و(المترادف-خ)، و(الفرق-ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان..
رَدَ الخليط ُ الجمالَ فانصرفوا ** ماذا عليهم لو أنهم وقفوا لو وقفوا ساعة نسائلهم ** ريث يضحى جماله السلفُ فيهم لعوبُ العشاءِ آنسةُ ال ** دل عروبٌ يسوؤها الخلفُ بين شكول النساءِ خلقتها ** قصدٌ ، فلا جبلةٌ و لا قضفُ تغترق الطرفَ و هي لاهية** كأنما شف وجهها نزفُ قضى لها اللهُ حين صورها ال** خالق أن لا يكنها سدفُ
أنا من محبي الشعر و نقف وقفة ابتهال للأصمعي لما جمع و حصر من الابيات والقصائد المتنوعة. مزيج بين الحب والحرب و البيان النحوي و الاستبيان اللغوي
الكتاب مجموعة من الأشعار الجاهلية والمخضرمة والإسلامية، وأُطلِق عليها الأصمعيات من قِبل تلاميذ الأصمعي.
وقد كان هدف اللغويين -كالأصمعي- من هذه الكتب، صون لغة القرآن من شوائب اللهجات القبلية وهجنة ألسن الأمم الأعجمية الدخيلة، إلى جانب حافز أكبر لهذه الخطوة هي حاجة الشعوب التي اعتنقت الإسلام إلى لغة القرآن ليتفقوا في الدين ولتكون لغتهم في منأىً عن اللحن .
و الأصمعي هو عبدالملك بن قريب بن عبدالملك بن علي بن أصمع، والأصمعي لقب غلب عليه نسبةً إلى أحد جدوده، وُلِد ونشأ في البصرة وأخذ العلم عن ثلاثة من كبار أئمة اللغة والأدب، وهم أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، وخلف الأحمر، ولعل أهم موارد ثقافته بأصول العربية خروجه إلى البادية ومشافهته الأعراب.
جمع الأصمعي زاداً غنياً من غريب اللغة، ونوادر القوم وقصائدهم، تُتوّجه جعبة ضخمة من الأخبار والسير، ولعل اشتهاره بحذق هذه الأصول هو الذي مهّد له السبيل إلى مجلس الخليفة هارون الرشيد حتى أصبح خاصاً به، وظل الأصمعي يتلقى جزيل العطاء من خزائن الرشيد وبعده المأمون تقديراً لأدبه وإكراماً لأمثاله من جهابذة العلوم العربية.
صعب تقيّم هذي النوعية من الكتب "الدواوين والمختارات الشعرية"، لأنها تعتمد كليّاً على ذوق القارئ ونغماسه فيها.
هذي مختارات اختارها الأصمعي كان يراها بمرتبة القصائد والمقاطع المختارة من المفضل الضبي، ما قرأت المفضليات ولكني سمعت وقرأت قصائد متفرقة منها. بيّن ذوق الأصمعي فيها وكان راوية حذر للقصائد ومحتاط في اختياراته، حتى هناك القصائد كان يورد بيتين أو ثلاثة أبيات منها مع كون القصيدة أكبر في عدد الأبيات في روايات أخرى.
الأصمعيَّات. مجموعةٌ في اختيار الشِّعر العَربيّ وعلىٰ نسق ”المفضليَّات“ يضم مختارات من الشِّعْر الجاهليّ والمخضرم والإسلامي. والكتاب يضم اثنتين وسبعين قصيدة في (1163) بيتًا. لواحد وستين شاعرًا. مجموعة رائقة، فائقة، ماتعة.
عبدالملك بن قريب ابن اصمع الأصمعي(شيطان الشعر) كما لقبه الرشيد من اشهر رواة الشعر و اعلم الناس بالشعر و القرآن واكثرهم ذاتية و تحيزاً القصائد عظيمة لكن الأصمعي متأثر في الاختيار بذوقه جداً وهذا ما يؤخذ عليه لكن حقيقة ذوقه عظيم فقد وسوس لي شيطان الشعر بأن احفظ قصيدتين من الاصمعيات احداهما لسحيم بن وثيل الرياحي " أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متي اضع العمامة تعرفوني " لان البيت له معي حكاية مذ قرأت الكامل في اللغة للمبرد وهي ان الحجاج بن يوسف الثقفي استخدمه لتهديد الرعية و الاخري للمنخل ابن عامر بن عمرو اليشكري وحقيقة لا انصح بفحظها ان كنت من محبي الشعر العذري