هذا الكتاب عبارة عن رحله قام بها المغامر وليم جيفور بالجريف لمدة عام كامل، جمع من خلالها مادة علمية أصيلة، من أفواه الناس، ومن ملاحظاته الشخصية؛ ليكتب كتابًا من مجلدين إجمالى صفحاتهما حوالى ألف ومائتى صفحة من القطع الكبير. وعلى الصعيد اللغوي يندرج الكتاب ضمن الأدب الراقي، ويحسب لصاحبه الدقه فى اختيار ألفاظه ومصطلحاته. وتفاصيل الكتب كثيرة تشد الانتباه وتوحى بغزارة مادته.
لازال لدي نفس طويل في تحمل قراءة نصوص لرحالة بريطانيين من اجل التعرف والوقوف على ما كتبة الرحالة المستشرقين عن الجزيرة العربية، فلا غرابة في كظم غيظك من عنجهية هؤلاء المغرورين (اقصد البريطانيين أمثال فليبي والضابط سادلير ) حتى وان كان منهم مسلمين إلا ويشعرونك بتعاليهم وازدواجيتهم البرقماتية، والمفارقة انها في الكثير منها عن جهل مطبق لما هو بديهي لدينا كعرب الجزيرة، إلا ان بالجريف جمع السيئتين الجهل العلمي والعناد والمكابرة والجدل فيما لا يفقه ولا يحسن. بل ما زاد الأمر سوءً تدخلات المترجم الدكتور صبري في الرد والتعليق ضمن حواشي الصفحات على ما يطرحه من أراء سخيفة وانتقادات ساذجة الدين الإسلامي والرسول صلـ الله عليه وسلم وهي تنم عن جهل مطبق مسيحي متزمت متحجر، كان من الأولى بالمترجم عدم التدخل والرد كان أولى ان يكون بكتاب يحوي دراسة نقدية للكتاب. ايضاً وللأسف لم يوفق كلا من المترجم والناشر في إرداف اسم الرسول صلـ الله عليه وسلم عندما يكون صادراً من الكاتب وهو غالباً ما يكون بصفة تهكمية ، فجاءت فجة في سياقها بينما كان أولى ان يترك تعبير الكتاب كما هو وهو معروف لدى القارئ مسبقاً.
الكتاب اجده انجح ادبياً في أسلوبه منه علمياً، لكن يبقى مصدراً مهما لرصد الحياة والمجتمع في تلك الحقبة والمكان