«الجري في المكان» تمرين شهير يعرفه ويُتقنه كلُّ من التحق بالجيش، هذا التمرين يُلخِّص حالنا العقلي والفكري في المرحلة الانتقالية، قبل وبعد الثورة، تمرين الجري في المكان يُزيح الرِّمال، لكنه يغرس قدميك أكثر فيها، لا تتحرك مللي مترًا واحدًا عن مكانك، لكنك تبذل كل الجهد في ألَّا تغادر مكانك، تستنفذ العرق والجهد في الثبات والتكلُّس والتحنُّط في المكان، وهكذا كانت ثورتنا، أزاحت رمال مبارك لكنها لم تُزِح أفكار عصر مبارك وزمن مبارك، بذل شبابُنا كل الجهد والعرق والدم لكي نقف في مكاننا ونسلم الثورة لأكثر التيارات رجعيَّة، تمرين ثورتنا يستحق لقب التقهقُر في المكان... وليس الجري في المكان. الكتاب الذي تتصفحونه الآن فيه رصد لفترة التقهقُر في المكان، قراءة لعقل مصر في هذه الفترة، يؤكد فيه المؤلف د.عماد نصر ذِكري على أن بذور التخلُّف والرَّجعية زُرِعَت في زمن مبارك وبمباركة مباركية! جنين السلفية الوهابية كان في رحم عصر مبارك ورجاله، كانت ذقونهم تنبت إلى الداخل، ولذلك لم تكن مفاجأة أن هؤلاء هم الرابح الوحيد في برنامج من سيربح الميدان! فرج فودة
اغتيل في عهده، نصر أبو زيد نُفي في عهده، أمن الدولة استخدم التيار السلفي في عهده، المرة الوحيدة في عهده التي انتُقِد فيها وزير من الحزب الوطني كانت لأنه انتقد الحجاب! الفاترينة ليبرالية والبضاعة سلفية. المؤلف مُدافع جَسور عن العلمانية، لا يرضى بأنصاف الحلول ولا يُمسك العصا من المنتصف، يعرف أن العلمانية هي الحل، حتى لمن يُريد أن يُحافظ على دينه ويمارسه بحُرية، العلمانية ضد الفاشية والعنصرية وليست ضد الدين، هي ضد تحكُّم رجال الدين في السياسة. ستتعرف من خلال الكتاب أنه لا عِلم في ظِل دولة دينية، لا فنَّ في ظِل دولة دينية، لا إبداع في ظِل دولة دينية، مواطنو الدولة الدينية ببساطة أعداء حياة... أعداء خيال... أعداء بهجة، ولا يمكن لهؤلاء الأعداء أن يُنتجوا عِلمًا أو يُبدعوا فنًّا. المؤلِّف من كُتَّاب كتيبة التنوير المصرية، وقد منحته دراسة الطِّب مشرطًا للتشريح والتحليل، ورؤية ثاقبة وقدرة زرقاء اليمامة على الاستشراف والتنبؤ، فرغم أن هناك مقالات كُتبت قبل الثورة إلا أنك تحس أن توقُّعاته قد حدثت، وكأنه يكتب سيناريو سابق التجهيز، عماد نصر ذِكري طبيب يُحاول أن يُجري جراحة للوطن ويرفض أن يكون حانوتيًّا يدفن جثته، مُحب عاشق صبابة لمصر المحروسة، يكتب بدمع المآقي وحبر الشريان عن مصر التى يتمناها والتي تستحق أفضل من خفافيش الظلام، تستحق تغريد العندليب وشجن الكروان وتحليق النوارس. هل سنظل نجري في المكان؟ نطرح بَدهيات حُسِمَت منذ ألف سنة، نجترُّ أفكارًا تجاوزها الزمن منذ القرون الوسطى، نشرح الشروح ونهمش الهوامش ونكتب عن المكتوب وعليه ولا نتقدَّم خطوة واحدة في سبيل إبداع أو نقد أو تجاوز أو جنون مشروع؟! الكتاب يطرح أسئلة وعلامات استفهام مثله مثل أي عمل ثوري جاد، أما الإجابة فهي في رحم الزمن الذي نرجو ألَّا يلد سرابًا.
الاستاذ عماد ف سلسلة مقالات مجمعة ملحوظة لنفسي متقرأش مقالات تاني لفترة محترمة الله يبارلك انت صاحب مرض وامتحانات
بيتكلم علي العلمانية شوف ازاي بيتكلم ع الفكر العلماني؟ لا بيدافع عنه اه اللي هو ايه؟ هو بيدافع عنه ضد الفكر الظلامي الوهابي اللي هو ايه؟ اللي هو اللي حوالينا اممم والله فعلا؟
بيدافع عنه بكتاب بيقولهم انتو رخمين قوي وظلامين ما تفككوا؟ فهما هيتأثروا ويعيطوا
الفكرة ان التيار اللي لامؤاخذه مدني بالنسبة ليا لا يفرق عندي عن التيار اللي لامؤخذاه اسلامي
قاعدين ع تويتر وع الانترنت والتانين عندهم قنواتهم بيهروا فيها ودول عندهم قنواتهم بيرجعوا فيها والدينا زي الفل مين اللي ع الحق ومين ع اللي باطل
اللي انا متأكد منه شئ واحد بس
الدم = الشهداء
الصراع ع السلطة دا ولا يشغلني بربع جنيه اعملوا دستور نظروا ع دول ودول ينظروا ع دول فل الكلام دا تحت جزمة أم أو أب ابنه راح
شكرا ابو اي مذهب سياسي ابو ام اي احزاب
دي مشكلة الكتاب بالنسبة ليا كلمني ع الفكر العلماني فهمه انزل اتكلم الصورة المغلوطة صححها لو انت مهتم لكن لما الاخوة ينزلوا يشتغلوا الناس بتزعلوا لا يبقي فككوا مننا بقي
كتاب متميز جدا ويمثل ضربة قوية للمتشددين وليس للمسلمين حيث ان للأسف اصبح الربط بينهم مصدر لخيبة الامل. فالاسلام بسماحته وسماحة تعاليمه ونماذجه القيمة امثال محمد عبده او الغزالي وغيرهم هو الاسلام الذي تربينا عليه وليس اسلام المتأسلمين والمتاجرين به لاغراض شخصية ودنيوية بحتة.
وفي الادب ايضا سنجد العديد من الامثلة علي التجارة بالدين مثل "اخناتون ونفرتيتي" لباكثير حيث اورد في كتابه شخصية الكاهن الذي يكفر الاخرين لمصالحه الشخصية وقال اخناتون للكهان اصحاب المصالح والمطامع في الكتاب :
كلا بل أهواؤكم ومطامعكم فرقت بينكم ليس همكم ربا تعبدون ولا قوما تهدون ولكنه جاه تطلبون وامولا تجمعون تعدون الناس ببغضائكم وعداواتكم وتجدون ما بينهم من ارحام وصلات بأسماء اربابكم هذه والغنم لكم والغرم عليهم !!
وايضا في مسرحية "أوديب" يظهر الكاهن الفاسد صاحب المطامع في المسرحية بمؤامرة محبوكة علي اوديب الا انها تكشف في النهاية .
وفي قصة لبهاء طاهر من كتاب "انا الملك جئت" يظهر ايضا الكاهن الذي ينتصر لمصلحته اولا دون عمق او رأي سديد.
ويقول جبران في الاجنحة المتكسرة "هكذا تستسلم الامم الشرقية الي ذوي النفوس المعوجة والاخلاق الفاسدة فتتراجع الي الوراء ثم تهبط الي الحضيض فيمر الدهر ويسحقها باقدامه مثلما تسحق مطارق الحديد انية الفخار"
الاسلام سيبقي دائما في قلوبنا اما اسلام المتأسلمين المتشددين فلا نريده بل نريد اسلام رسولنا محمد وفقط
لإيمانى جزئيا بالعلمانية توقعت ان اجد فى الكتاب كثيرا من التساؤلات التى تساور رأسى .. لكنى لم اجد فيه الا مزيدا من السطحية وحوارات الببغاءات فى نماذج مثل حرية المرأة فى زيها وحرية اختيار العقيدة بعيدا عن التنشأه والأبوين .. وتزداد التساؤلات حول مادليلك وما رجحانك لتكوين دولة علمانية حرة متقدمة مثقفة تكون هيئة وعقائد اهلها فى طرف الحبل الاخير غير مؤثرة على اخلاقيات العمل والفكر
تمنيت أن يكون الشرح أعمق، يجب أن تطبق العلمانية في كل الدول لأن حرية الإعتقاد مكفولة للجميع و لننهي تجار الدين المهتمين بمصالحهم الشخصية فقط. علينا أن نؤمن بأن الدين علاقة روحانية بين العبد و ربة فقط لا تنقص و لاتزيد من مكانتك كإنسان.
لكل فعل رد فعل معاكس له فى الاتجاه ..فكان من الطبيعى بعد صعود تيار الاسلام السياسى أن يظهر فى المقابل تيار علمانى "متطرف برضه " على الساحة. د.عماد بيعرض فى سلسلة مقالات نقده لأداء المؤسسات الدينية فى قضايا كتير شغلت الرأى العام ..و يحسب له انه انتقد الطرفين – الأزهر و الكنيسة – بعكس كتير من المثقفين اللى بيدعوا العلمانية . اتفق معاه فى حاجات كتير بخصوص حرية العقيدة , انتشار مظاهر التدين و تراجع الحس الاخلاقى ..بس هو بيقع فى خطأ مهنى كبير لما بيتكلم فى المسائل الدينية , ف يستشهد مثلا ب رأى جمال البنا ان الحجاب ليس فرض فى القران او السنة برغم ان فى اجماع على عكس كدة من علماء الدين ..نفس الحكاية فى كلامه عن "زواج المسلمة ب كتابى " ..فهو باختصار بيذكر اى رأى متفق معاه حتى لوكان رأى شاذ – مخالف لاجماع العلماء -
عامة شكله هيلبس قضية ازدراء أديان –لا تحقيق فيها ولا محاكمة – لو كمل فى السكة دى .. بس احترم اراؤه أكيد ..و أحترم جرأته فى الاعلان عنها..
خمس نجوم للتضامن مع الكتاب بسبب التقييمات السلبية غير الموضوعية. الكتاب مقالي يتكلم عن العلمانية وحقوق المرأة والتعايش الديني وينتقد الجماعات الإسلامية التي تتاجر بالدين للوصول المناصب الحكومية وللبرلمان.
الكتاب عبارة عن مقالات لدكتور عماد نصر ، بعضها نشر قبل الثورة المصرية وبعضها بعد الثورة المصرية ، رغم بساطة اللأسلوب في الكتاب ، بس هو بيأكد بأدله بسيطه ، وملموسه من الواقع عن أن العملانية مش ضد الدين، هي ضد تحكم رجال الدين في السياسة يستحق الخمس نجمات
لن اسهب كما فعل الكاتب و اعطي موضوع التعبير هذا من حيث المصطلحات العميقة التي لا محل لها من الإعراب او قله المعلومات التي أدت لذكرها مرتان وثلاثه لملئ بعض الفراغ ، اكثر مما قيل هنا اولا : ما تم عرضه في الكتاب ليس وجهه نظر ، انما مجموعة من الشعارات الفارغه ، حتي انا كنت قد امنت ببعضها في زمن بائد و كان الزمن كفيل بالرد سواء علي أو علي الكاتب ، فنظره واحده علي الواقع الحالي تجعل القارئ يضحك حتي تدمع عيناه قهرا و كمثال( الماده الثانيه من الدستور ، بنود يجب أن يتضمنها الدستور ، هيئة الأمر بالمعروف في مصر، المرأة ووضعها المتخذ في الانحدار ، دور الدين ، دور الدولة ) ثانيا : الان استطيع القول و بكل اريحيه بأن المشكله الرئيسيه كانت ولا زالت النخبه المدعوه بالمثقفه زورا فلك أن تتخيل انك اكثر الاتجاهات المعارضة للثيوقراطيه بها من يدعون أنفسهم بالمفكرين في حين أنهم يمارسوا نفس تسلط و احتكار الحق الممارس من الد اعدائهم ( و أن اتخذ هنا العلم و المعرفة مقابل الجهل لمن لا يؤمن علي وجهه نظره ) فمثلا فقد ذكر الكاتب بأن من توافق من النساء علي التعدد فأما مريضه نفسيا أو كاذبه مقهوره ( بغض النظر عن رايي بالموضوع ذاته) و لكنك مطالب باحترام راي الاخر مالم يجر علي حريتك الشخصية و كمثال اخر و اقتبس نصا ( و لكن كيف تحترم الدوله و منهن من لا يحترمن أنفسهن و يستعذبن الحياه في كنف رجل و لو كان متخلفا ) مما يظهر هنا إننا قد ابتلينا بالتعصب في انفسنا حتي وجد مترسخا في كيان المؤمن حتي الملحد و من دعاه دوله الخلافه حتي دعاه الدولة العلمانية خلاصه القول , أن البرجماتيه و تغليب المصلحه بجانب الحياديه و احترام الحريات لهو ملخص لمزايا العلمانية عن غيرها من الاتجاهات الفكرية ، و تجريدها منهم يصدق فيك القول الكل ملحد حتي تغرق السفينه
This entire review has been hidden because of spoilers.
-مُلخص الكتاب؛ العلمانية حلوة جميلة والإخوان والسلفيين -وأحياناً الإسلام نفسه- "كُخّة".. والأسم الأنسب للكتاب هو "تُرّهاتٌ عَلمانية".
-أبرز ما جاء من أفكار في الكتاب بإيجاز:
-يُدرِج المؤلِف في سياق حديثه أحاديث نبوية صحيحة بأكثر من سند تحت مسمى عادات وتقاليد وموروثات سيئة.
-يدعوا للاجتهاد -الذي هو في حقيقته عبث- في أحكام صريحة وثابتة بنصوص القرآن.
-به العديد من المغالطات التي وإن دلت فإنها تدل على جهل أو سوء نية وإن كنت أُرجح تلك الأخيرة من سياق قرائتي للكتاب.
-نفس الحُجج العلمانية الفارغة والمواضيع المُستهلكة التي قُتلت بحثاً ولكن بسطحية وركاكة مُبالغ فيها.. وكثيراً ما يستخدم مغالطات منطقية لإثبات وجهة نظره والتي -للأسف- تَخيلُ على ضِعاف العقول.
-تشابُه شديد بين الأفكار المطروحة والأفكار "المُتطرفة" و"الشاذة" لنوال السعداوي.
-لا أُنكر وجود عدد من الطروح التي تستحق البحث والتأمل مثل قضية التعليم وموضوع عدم اعتراف الدستور المصري بغير الأديان "السماوية" الثلاثة رغم نصه على حرية العقيدة مطلقاً.. وغيرها من الطروح ولكنها شحيحة في هذا الكتاب.
الكتاب عبارة عن مقالات مجمعة علي فترات مختلفة منها ما هو قبل الثورة بسنوات ومنها ما هو بعد تولي الإخوان للسلطة تلك المقالات عبارة عن عرض مبسط لأفكار مبدأية عن العلمانية وطرحها بالنسبة لقضايا مصرية معاصرة.
أعتقد الكتاب سيكون جيد لمن يريد أن يأخذ أولي خطواته للتعرف علي العلمانية أو تغيير إنطباع سلبي عنها نتيجة التشوهات التي تصيب الأفكار عن طريق نقلها علي لسان أشخاص منحتهم وسائل الإعلام مساحات لنشر عطبهم الفكري.
ايات لم تكن ايات الكتاب عبارة عن مقالات مجمعة منها ماكان قبل الثورة ومنها بعد حكم الاخوان الكتاب لم يعرض لنا ويعرفنا عالعلمانية ولكنه كان يدافع عنها ضد كل من يهاجمها ويصفه أيضا بالهمجية والتخلف !! فكان الكاتب يقصد عرض معرفة عن العلمانية لمن يجهلوها ولكن لم يعرضها بشكل مميز يحسب له .. تمنيت أن أجد بالكتاب عرض ومواضيع أفضل
عارف الي جة يكحلها عماها اهو دة الي حصل هنا الكتاب حلو ومعلوماتة كويسة وشرح العلمانية بشكل ممتاز بس ياعم الكاتب لية بتقول رايك ما تلتزم بالحيادية شوية اوعلي الاقل بطل انحياز لفصيل معين دي كل مشكلة الكتاب عدم التزامة بالشرح بشكل حيادي بس هو في المحصلة كلام كويس
ملخص الكتاب فى نظرى ان علمانية الدولة هى التى تجبر الجميع ان يتقبلوا بعضهم البعض ليعيشوا فى سلام و كل الانظمة فشلت فى استيعاب الطوائف الدينية لتعيش مع بعضها ما عدا النظام العلماني
الكتاب الذي كتب بلا جدوى، لا اقول هذا لأنه تافه بل لأنه كتب لتنوير عقول الشعب المصري بفائدة العلمانية، ولكن خسر المصريون الثورة بتسلم السيسي للحكم لذا لم يعد للكتاب جدوى. يتحدث الكاتب عن نظرته للنظام السياسي المصري ويحذر من جماعة الاخوان ويحبب القراء بالنظام العلماني، احببت بعض كلامه مثل حديثة عن الحرية وحقوق المرأة وحرية الاديان وان القانون لا يجب ان يفرق بين دين واخر او بين جنسين او مكانه، لكن كرهت كلامه المقدس للغرب واخذهم كمثال ملائكي وتعظيمه الشديد بفرج فوده وهو مفكر مصري علماني لست من محبيه او كارهيه ولكني متيقن انه ليس على قدر العظمة التي وصفها الكتاب. اؤيد كلامه على حرية انتقاد الاسلام لمن اراد هذا، ليس لأني ملحد بل لأني ارى ان الرد على الملحد خير ألف مرة من قتلة وسجنه فهذا سيجعل الشعب قبل الشيوخ يتثقفون اكثر بعلوم دينهم وحقيقته وهذا افضل من ان يكتفوا بقول دعك منه انه كافر ونهايته جهنم وبئس المصير، كذلك اؤيد حقوق المرأة في العمل واختيار الزوج والخلع وانها لها حق الزواج من كتابي وعدم اجبار زوجة على الطلاق من زوجها بحجة انه مرتد ولكن عندي بعض التحفظات حول انفتاحه الجنسي فأنا لا اؤيد الجنس خارج العلاقة الزوجية ولا اؤيد الزواج التقليدي، نعم يجب تثقيف الاولاد والبنات حول الجنس فالمدارس ولكن كذلك يجب تثقيفهم انه فعل يعبر عن الحب وليس كأنه شيء فطري يهدف للتكاثر والمتعة كما تفعله الحيوانات. على كل ارى ان الكتاب يحمل من المبادئ الجيدة اكثر منها السيئة بكثير، ولا اظنني استطيع وضع وجهات النظرة التي تحدث عنها الكاتب، منها الختان والعمليات الارهابية وارجاع الخلافة الاسلامية وعنصرية المسلمين اتجاه الاديان الاخرى واحتقار المرأة وغيرها، ولأي شخص يود فهم العلمانية يجب ان يبدأ به.
لطالما سمعنا عن العلمانية و خطرها على المجتمعات خصوصاً المجتمعات الدينية سواءً كانت إسلامية ام من ديانات أخرى، و سمعنا عن المدافعين عن هذا الفكر و المدعين بأن خصومهم يرمونهم بالتهم والإشاعات، و هذا ما شجعني على قرائة هذا الكتاب لعلي أصل للفكر الصحيح أو المغيب بحسب إدعاء أصحابه، ولكن بعد إنتهائي من هذا الكتاب أصبحت موقناً بأن هذا الفكر مخالف للدين أي دين كان، فهو يدعو صراحة لمخالفة النصوص الدينية و التشريعات المنصوص عليها وإن ثبت صحتها، و إستبدالها بالآراء العقلية و الأهواء الشخصية التي قد تتغير بتغير الفكر و المصلحة العامة أو بالأحرى المصلحة الشيطانية، ولا تكمن المشكلة في الفكر العلماني كفكر، فمعتنق هذا الفكر من حقه تطبيق أفكاره ولكن ليس من حقه أن يدعي انتسابه لدين بعينه ثم نقض ثوابت هذا الدين.
تحدث الكتاب بشكل خاص عن الثورة المصرية بعهد حسني مبارك، و ناقش بعض قوانين البلاد الدستورية، و حللها بعد عرضها على الأفكار العلمانية و الليبرالية، وقدم حلولاً و مقترحات يراها هو بمنظوره الشخصي انها الحل الأمثل لمشاكل البلاد، و قد تعرض للديانات الشائعة في مصر وهي الإسلام و المسيحية و ما يحصل من ظلم للأقليات من الديانة البهائية، وكانت بعض حلوله مناسبة ولكن ليس لأنها أفكار علمانية، بل لأنهُ تعرض لعادات ورثت على انها نصوص دينية غير انها لا تمت لأصل الشريعة بل هي موروثات حسبها الناس ديناً.
في نهاية الكتاب أستطيع الجزم بأنه لا يمكن لشخص أن يدعي التدين بأي دين كان ثم يدعي العلمانية، بل إن العلمانية توافق من لا دين له، لأن العلمانية تدعوا لمخالفة اي نص ديني يعارض أفكارهم بغض الطرف عن مدى ثبوته، فمن إدعى ذلك فهو سيواجه متعمداً أم غير متعمد أحكام دينه الذي يدعي إعتناقه.
كتبت هذه المقالات ما بعد مبارك وما قبل مرسي لا اعرف ان كان هذا الكاتب ممن تجرأ على نظام الحكم سابقا لكن نقده اللاذع في كثير من الاحيان كان حادا ويعبق بالمرارة. العنوان يوحي للمستمع انه كتاب ديني بينما هو سياسي مليء بالمقارنات، ولا يتقبل اي خصوصية للمجتمعات العربية ويرى الكاتب ان التحرر من هذه الخصوصية او كما يقول العقد النفسية والدينية هو الطريق للارتقاء بالامم نحو علمانية تنفصل بها الدولة عن الدين. العنوان ذكرني واظن انه ذكّر الجميع بايات شيطانية حتى انني للحظة الاولى ظننته هو، ��ربما كما اظن ان هذا الشبه مقصود وجاذب لكل قارئ لينتقي هذا الكتاب. ازعجني مدى تكرار الافكار فكانك تجلس مع صديق تعرفه وتحفظ افكاره، وتستطيع ان تحزر الجملة القادمة فور بدأه الحديث، لكنك مضطر للجلوس والاستماع له وهو يكررها لانك احضرت له صديق جديد ليستمع لهذا الحوار المكرور بالنسبة لك. لكن المشكلة انه يكرر استشهاداته وجمله في اكثر من موضع نتيجة لجمع هذه المقالات المنشورة بالصحف اليومية لتكون هذا الكتاب، ولداعي الدقة، لم يتم تحريرها لتتناسب وجودها في كتاب واحد. فلا هو وضع لك تاريخ الاصدار لكل مقال واسم الصحيفة، لتعذر له التكرار عندما يكون المدى الزمني الفعلي كبير، ولا هو حررها لتتناسب متن كتاب بين دفتين. ليس من الكتب المفضلة لدي، ولست من هذا التيار لكن من الجميل الاستماع له
من الطريف أن كثيرا من دعاة التحديث في العالم العربي يتحدثون بحماس شديد عن الأستنارة والعلمانية,وكيف انهما يؤديان الى تحرير الانسان وسعادته في العصر الحديث. وفي الوقت نفسه يتحدثون باعجاب شديد عن الأدب الحداثي الذي يعبر عن رؤية الأنسان الحديث لمجتمعه - نتاج فكر الاستنارة- والذي يتحدث عن الضياع والخراب والاغتراب...الخ الذي يعاني منه الانسان في العصر الحديث ,ولا يربطون بين الواحد والأخر!