الأرض هي ملحمة عبد الرحمن الشرقاوي الخالدة.. أبطالها يسكنون ذاكرتنا جميعا، محمد أبو سويلم وعبد الهادي، وصيفة ومحمد أفندي، الشيخ يوسف والعمدة هي شخصيات حقيقية أكثر من كونها روائية. أضافت الأرض كثيرا إلى الرواية العربية واعتبرها العديد من النقاد النموذج الأبرز لمذهب الواقعية الاشتراكية. هنا قدم الشرقاوي القرية المصرية ــ ولأول مرة ــ بعيدا عن النظرة الرومانسية التي صورتها جنة زاهية، ليضع أيدينا على ما كان يصيب الريف وناسه من تناقضات الإقطاع والاحتلال والفساد، التي وصلت بهم إلى حدود الصراع من أجل البقاء
عبد الرحمن الشرقاوي شاعر وأديب وصحافي ومؤلف مسرحي ومفكر إسلامي مصري من الطراز الفريد ولد عبد الرحمن الشرقاوي في 10 نوفمبر 1920م بقرية الدلاتون محافظة المنوفية شمال القاهرة، بدئ عبد الرحمن تعليمه في كتاب القرية ثم أنتقل إلى المدارس الحكومية حتى تخرج من كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول عام 1943م بدأ حياته العملية بالمحاماه ولكنه هجرها لأنه أراد أن يصبح كاتبا فعمل في الصحافة في مجلة الطليعة في البداية ثم مجلة الفجر وعمل بعد ثورة 23 يوليو في صحيفة الشعب ثم صحيفة الجمهورية ، ثم شغل منصب رئيس تحرير روزاليوسف عمل بعدها في جريدة الأهرام ، كما تولي عدد من المناصب الأخرى منها سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي وأمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب رواياته: الأرض عام 1954، و قلوب خالية عام 1956م، ثم الشوارع الخلفية عام 1958م، و أخيرا الفلاح عام 1967م
تأثر عبد الرحمن الشرقاوي بالحياة الريفية وكانت القرية المصرية هي مصدر إلهامه، وإنعكس ذلك على أول رواياته الأرض التي تعد أول تجسيد واقعي في الإبداع الأدبي العربي الحديث، وقد هذه الرواية تحولت إلى فيلم سينمائي شهير بنفس الاسم من أخراج يوسف شاهين عام 1970 من أشهر أعماله مسرحية الحسين ثائر، ومسرحية الحسين شهيدا ومأساة جميلة عن الجزائرية جميلة بوحيرد ومسرحية الفتى مهران، والنسر الاحمر، وأحمد عرابي، أما في مجال التراجم الإسلامية فقد كتب محمد رسول الحرية والفاروق عمر، وعلى إمام المتقين. حصل عبد الرحمن الشرقاوي على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 والتي منحها له الرئيس السادات، كما منحه معها وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولي. توفي الشاعر والأديب والصحافي والمفكر الإسلامي عبد الرحمن الشرقاوي في 10 نوفمبر عام 1987م.
رغم عظمة فيلم (الأرض) : من أفضل الأفلام العربيه على الاطلاق وأكيد من افضل الافلام اللى شوفتها فى حياتى . ورغم انه فيلم توافرت له كل مقومات النجاح من مخرج عبقرى (زى شاهين) وأداء أوسكاري لا يقارن من العظيم (المليجى) وموسيقى خالده من الرائع (على إسماعيل) رغم عظمة الفيلم فعلا إلا انه لا يقارن بعظمة الروايه للعظيم (عبدالرحمن الشرقاوى)
واقعيه ساحره . قرية الشرقاوى أكيد هتذكرك بقاهرة (محفوظ) من حيث وفع واقعيتها
أبعاد شخصياته متكامله ولازم هتحبها
أحداث الروايه متلاحقه ومتوازنه وتندمج فيها بكل سهوله العمق النفسى للشخصيات لازم تنتبه اليه.
فقد قدَم الشرقاوى الشخصيات لك بكل ما لها وما عليها . فلم يقدم لك مجرد شخصيه روائيه بل قدَم لك انسان تتعايش وتتفهم ظروفه وما يتعرض له لغه ممتازة وقويه متماسكه .
عادةً ما أصف مشاعري في بداية أي مراجعة عن عمل بديع استحوذ على إعجابي بكل التعابير التي تعكس اختلاجًا و اضطرابًا و نوعًا من التأثر الشديد و عدم القدرة على وصف هذا الكم من العبقرية و إلى آخره ممّا أعهده عن نفسي من فقد العقلانية المطلوبة لتحديد تقييمي، و لكنّ هذا العمل فرض نفسه عليّ بكل قوة و في نفس الوقت بعفوية و مصداقية قوية، جعلتني منذ الفصل الأول أحدد موقفي بل و أجد نفسي أمام كنز أدبيّ يجبر أي قارئ مُتبصَّر أن يلج بكل مشاعره مع كلمات الكاتب.
إذا كان لي أن أصف هذا العمل في كلمة واحدة فبالتأكيد سيقع اختياري على كلمة " الصدق " ، أتذكر أنّي منذ أيام قد شاهدت مقطعًا فريدًا للجميلة سناء جميل تُلقي محاضرة على بعض الفنانين الناشئين و تتلقى تساؤلاتهم برحابة صدر و احترام و أسلوب علمي رصين، و لن أنسى أنها أصرّت في كل جواب لها أن الفن لا يلقى سبيله إلى عقل المتلقي إلا بالصدق، الصدق وحده يجبرك على أن تقف في وسط التجربة الإبداعية مشدوهًا و مستمتعًا في آنٍ واحد، و هذا ما حدث معي هنا، هذا العمل الواقعيّ كان صادقًا للغاية، بسيطًا، لا يحمل أية رموز و لا تعقيدات روائية و لا يجعلك تجري وراء الكلمات لاهثًا لتتبع معنى هذا و إدراك دلالة ذاك، فكل المطلوب منك أن تترك هذا العالم الآنيّ و تسافر بعيدًا و تضع نفسك في تلك القرية...قرية؟
نعم فقد اختار لنا الكاتب أن يصنع لنا قرية بلا اسم، و هذا كي يجعلها نموذجًا نمطيًّا، فهو لا يحدد إن كان في قرى مصر السفلى أم الصعيد أم مصر الوسطى في الفيوم أو أطفيح، بل يخلق لك قرية مصرية متجذرة في أشد جذور الأصالة، علي أن أعترف أن هذا العمل يأخذ كل قارئ مصري، يل يخطفه كي يعيده إلى جذوره العميقة للغاية، فنحن جميعًا في هذا البلد العجيب مصريون، قبل أي اعتبار دينيّ أو قوميّ أو سياسيّ، نحن مصريون لنا هوية واحدة، ربما قد نسيناها أو تناسيناها أو قام أحدهم عمدًا بمحو هذه الجذور و زرعنا كالنباتات الشيطانية في أراضٍ فكرية لا تمت لنا بصلة.
و من هذه القرية التي لم يحدد لنا الكاتب طبيعتها الجغرافية أو موقعها، تبرز لنا شخصية الراوي المجهولة، الذي ما تنفك تتسائل طيلة القصة إذا كان هو الكاتب و هذا الكتاب ما هو إلا سيرواية، أم أنه مجرد راوٍ مجهول اختار الكاتب أن يُعبّر من خلاله عن قصته هو و آلامه و انطباعاته عن تلك الحقبة الأليمة التي أوجعت الشعب المصريّ، فهو راوٍ غريب، يظهر في أول الحكاية بحديثه و بذاته ثم تختفي ذاته بلا تعيين لاسمه أو مكانة أسرته في القرية و لعمري إن هذا لأسلوبٌ جديد كل الجدّة عليّ في بناء شخصية الراوي و لكنه كان ملائمًا لطبيعة الحكاية، ثم يظهر في آخر فصول الرواية بعدما ينساه القارئ في خضم هذه الحروب التي تواجهها أبطال القصة.
عندما تخلق نموذجًا شعبيًّا و تريد أن تضمن له الخلود الإبداعي، يجب أن تصنع نماذج حية في كل قصة شعبية، مثل قصص الزير سالم و أبي زيد الهلالي المشهورة في مواويلنا المصرية العتيقة، فنحن في قصتنا سنجد صفية الفلاحة الشقية و التي سنظل طيلة الحكاية جاهلين مصيرها و حقيقة مشاعرها، ثم عبد الهادي و الذي يمثل الفلاح البطل و العاشق المخلص لصفية و يمثل محورًا كبيرًا لعكس أهم صفات الفلاح المصري آنذاك، ثم تتوالى الشخصيات الثانوية الحيوية كالشيخ الشناوي و الذي في بداية الحكاية رأيته كنموذج للخطاب الديني الزائف، ثم تذكرت قول أحد أقاربي أن قديمًا في أقاصي القرى المصرية، كان الدين مجرد اسم فقط، و الاهتمام الأكبر كان لتطبيق الأعراف و التقاليد، لدرجة تصل إلى عدم الإيمان بأهم المسلمات العقدية البديهية، لذلك أراد الكاتب أن يظهر لنا في لوحته هذه نماذج نمطية رائعة محكمة الصنع بلا فجوة واحدة في سلاسة الأحداث، سنجد الفلاحة الشابة و أحلامها و الفلاح المخلص لأرضه ثم حبيبته ثم الشيخ الذي يجد الدين وسيلة لجني الأموال و إضفاء الهيبة ثم محمد أفندي المتعلم الذي يصارع دائمًا بين خلفيته العلمية البسيطة و أصوله القروية ثم نماذج الشر المتمثلة في العمدة و محمود بك و المأمور و أخيرًا الحكومة و صدقي و حزب الشعب و الإنجليز.
في تلك الأيام نرى الكثير من الأسر تهتم بتكوين الأرضية الدينية الصلبة لأبناءها و تغض الطرف عن أي اهتمام وطنيّ، و أنا شخصيًّا و حتى عهد قريب لم أكن قادرةً على تحديد الشعور المُتوقَّع لهذه اللفظة، و لكنّ تنبهت إلى أن تكوين الثقافة القومية أمرٌ في غاية الخطورة و الأهمية، لا يقل عن خطورة الإحاطة بالعلوم الدينية، و قد عاينت هذا الألم الناتج عن تقلص الشعور بالهوية و الأصالة عند قراءتي مذكرات الباحث الفلسطيني إدوارد سعيد، فقد قلتُ مسبقًا أن أزمته الأساسية ليست سوى صراعه بين التربية الغربية و الجذور العربية التي فرضتها الأزمة الفلسطينية، لذلك عندما يشرع أحد المُربين في تكوين هوية فعلية للطفل المصري، فإن هذه الرواية يجب أن تكون خياره الأول، فهي ليست عمل أدبي و مجرد حكاية، بل إنها أيقونة ملحمية بعيدة عن المبالغة التاريخية أو الغضب الأعمى، بل هي قصة بسيطة تحكي لكل قارئ صراع الفلاحين المصريين ضد الاحتلال و قوى الحكومة المذعنة لرغبات الاحتلال.
و هي قصة لم يتم فيها حل العقدة بواسطة حرب أو أسلحة أو حلول خارقة بشكل عام، بل كل شخصية قامت بمقاومة تمثل شخصيتها و خلفيتها، بل كان كل موقف تتم فيها المواجهة بين الطرفين، نلمس ضعف الفلاحين و عجزهم و لجوؤهم إلى الحيلة لذود ألم الجوع و الذل و المهانة، و لا نستطيع أن نتغافل عن عنصر فرضه الكاتب على العمل الأدبي كي يؤكد أصالته، اللغة الحوارية.
كانت لغة الحوار بين الفلاحين هي لغة أهل القرى المصرية الأصيلة، اللهجة المصرية القحة و التي اكتشفت جهلي بها في الكثير من المواضع بسبب كوني ابنة المدينة أو ( البندر ) ، فقد كان غريبًا و ماتعًا أن أحاول ترديد أسلوب الحوار بين كل شخصية بصوت عالٍ كي أفهم هذه الخلفية اللغوية لهؤلاء القوم، فكل لهجة ما هي إلا كائن حي يولد من أفكار الناطقين بها و مشاعرهم و طريقة تكوين مشاعرهم، كانت لغة السرد فصيحة بسيطة تخلو من تعقيدات قد تعيب العمل، و لكن لغة الحوار كانت منسابة في عفوية و جمال ملحمي، يكتب الخلود لهذه الحكاية رغم المتوقع أن استخدام اللهجة في الأدب قد يحكم عليه بالمحلية، و أظن أنّي يجب أن أقول أنّ قراءة هذا العمل بالتحديد من قبل قارئ غير مصري، سيحرمه من فهم الكثير و الكثير، فعندما نتخيل ردود الفعل البسيطة المتكونة عند بعضهم بكلمة " دهدي! " مثلًا و تخيل السياق، يكون الأمر في غاية التعقيد كي نصفه بالعربية الفصيحة، أو لبيان الفرق بين بعض الأفكار و العناصر الاجتماعية.
عمل ملحمي له نكهة مصرية قد أُحكمتْ صناعته و نسج حواراته و شخصياته و أماكنه، بل إنه قد كشف لنا عن تحولات جذرية في شخصيات بعض النماذج السيئة كالشاويش عبد الله أو المأمور، تلك المواقف المصيرية التي غيّرت مصير هؤلاء أو على الأقل كي يُغيّروا وجهة نظرهم تجاه حكوماتهم، لم أشاهد الفيلم و لن أشاهده، أظن أنّي لا أريد إفساد متعتي بهذه التحفة، و أريد الاحتفاظ بتخيلاتي الخاصة بكل شخصية على حدة.
أقرأ تلك الرواية أثناء أحداث غزة الحالية وأفكر: ماذا اختلفت عساكر الحكومة في الرواية عن الصهاينة؟ ماذا اختلفت أرض محمد أبو سويلم عن أرض فلسطين؟ وماذا اختلف عبد الهادي البطل عن أبو عبيدة؟ وماذا اختلف حسونة ومحمود بك ويوسف والعمدة عن الحكام العرب؟ الشرف واحد، والخيانة واحدة، والنضال كله واحد قد تختلف مسمياتها ومساحتها، قد تكون فدانًا من قرية مصرية، أو أميالًا كاملة من دولة فلسطينية.. لا يهم ما يهم أنه ما نحارب جميعًا لأجله هو غاية واحدة نرويها بدمانا.. غاية اسمها: الأرض
لم تكن مجرد منطقة أو حدود يمتلكه المرء بل كانت الأرض هي العرض والشرف ومن يتخلي عنها فهو خائن ولكن فقدنا الأرض ولم نجد من يقف وقفة رجالة رائعة من روائع الادب العربي علي حق
كلما قرأتُ اسم تلك الرواية ينتقل ذهنى مباشرةً إلى الممثل العظيم محمود المليجى فى أحد أجمل مشاهد السينما العربية وهو يقول ( عشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة )
الرواية من أعظم ما يكون .. ملحمة بحق .. ملحمة فى الدفاع عن الفلاح الفقيـر الذى هو كل أمله أن يسقى أرضه وأن بجد محصولًا مُرْضيًا ، وأن تدّر بقرته لبنًا ي��فيه ويكفى أبناءه ..
ولكن الحكومة ، كعادتها ، بالمرصـاد .. لن تسمح للفلاح بأن يسقى أرضـه ، وستبنى طريقًا زراعيًا يمّر بأرضه فيخرّبها ويمحو أثرهـا .. كيف يواجه الفلاح فقره وحكومته وأعيان قريته وباشاواتها فى آن واحد ؟ كيف يواجه ذلك النحيل المصاب بالبلهارسيا كل هذا ؟
الرواية ترسم ، بدقة شديدة ، واقعًا عاشه الفلاحون قديمًا .. واقعًا مريرًا أحنت فيه السلطة رؤوسهم وقيّضت اجنحتهم وسرقت قوت يومهم ورزق أطفالهم ..
آلمنى كثيـرًا مشهد البقـرة التى سقطت فى الساقية ، وآلمنى بكاء صاحبها وزوجته وكأنما فقدا أحد أبنائهما .. هكذا كانت البقرة للفلاح البسيط .. كانت دائمًا من العائلة ، بل هى أهم أفراد العائلة .. معها يشعر الفلاح بالأمان والطمأنينة والثقة فى الغد .. أعيش فى الريف ، واعلم جيدًا أن المشهد شائع للغاية وأنه لا زيف فيه ..
تحوّلت الرواية إلى فيلم عظيم من إخراج شاهين وبطولة محمود المليجى وعزت العلايلى وغيرهما من عظماء السينما المصرية ..
رواية تُعدّ تأريخًا وتسجيلًا لفترة زمنية ساخنة من تاريخ مصر ، وتصويرًا بديعًا للقرية المصرية البسيطة فى تلك الحقبة الساخنة..
عبد الرحمن الشرقاوي من الكتاب الذين كرسوا حياتهم الأدبية للدفاع عن الفلاحين ضد الظلم الواقع عليهم في تلك الفترة ، و معظم كتبه تدور حول تلك القضية لكن الكتاب الحالي بالطبع هو أشهر أعماله و أقربها للقارئ ، و زاد من شهرة الكتاب تحوله إلى فيلم ناجح بشكل عام أعجبتني أحداث العمل و إن كان هناك بعض التطويل الزائد أحياناً و الأسهاب في الوصف ، لكنها رغبة الكاتب فى أن ينقل صورة الريف بكل تفاصيله للقارئ غير الخبير و لذلك أسهب في الوصف تسلسل الأحداث كان جيداً فى بعض الأحيان ، بطئ جداً في أحيان أخرى ، كثرة الشخصيات عادة لا تخدم أى عمل فني لكنها فى العمل الحالى أثرت الرواية بشكل كبير كتاب رائع يستحق القراءة
إرتباط الإنسان بالأرض إرتباط أزلي منذ بدء الخليقة .. فمنها خلق .. ومن خيرها طعم .. وعلى دروبها سار سعيا وراء الرزق والحياة ملبيا أمر الله عز وجل بعمارة الأرض وإستخلافه فيها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها
سمعنا الكثير من حكايات الرموز والمثقفين الذين قارعوا الاستعمار وواجهوا ظلم السلطة وسجل التاريخ أسماءهم، أما هذه الرواية فكُتبت لكي تحكي قصة المناضلين الحقيقيين الذين تبقى أسماؤهم وقصصهم طي النسيان عادةً، قصة البسطاء الذين يقاتلون في كل لحظة وبكل وسيلة لنيل حقوقهم، فيفتحون أعينهم نهاراً على باشا سخّر أعوانه لنهب خيراتهم، وينامون ليلاً على مترزّق باع ضميره وخان أخوّتهم، وبينهما يركضون ركض الوحوش لتحصيل لقمة العيش المرّة. رواية لها مكانة في وجدان كل صاحب حق وكل إنسان ذو طبع أصيل يعرف معنى السعي في الأرض وطلب الرزق بالكدّ والعرق.
ينبغي الاعتراف للكاتب بمزيّة ملحوظة، هي الصدق والإنصاف في رسم الشخصيات، حيث أنه لم يُظهر شراً محضاً ولا خيراً منقطع النظير، فحتى الطيّب له سقطاته، ومن يفعل السوء كذلك لا بد له من لحظات يصحو فيها ضميره. من سمات الرواية أيضاً ثنائية ' الأرض والمرأة ' ذات المكانة الأعظم في قلب الرجل الشرقي؛ الارتباط العاطفي الأول ومنبع الفخر، عشق اليوم والملاذ الآمن، والوعدُ بغدٍ مثمر.. الماضي، الحاضر، والمستقبل.
رائعة!! ملحمية!! كل الصفات العظيمة يمكن إطلاقها على هذه الرواية استطاع عبد الرحمن الشرقاوي أن يصور لنا الحياة في الريف المصري في مطلع القرن العشرين بكل ما فيه من سيئات قبل الحسنات،مثل :العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج كما حدث مع خضرة التي تحمل قصة مأساوية بحد ذاتها لم تظهر في الفيلم لقصره بطبيعة الحال والعلاقات مع الحيوانات والغيرة بين رجال القرية وغيرها وغيرها. استفزني عبد الهادي وشيخ القرية ولكنها شخصيات حقيقية وموجودة حتى اليوم بمختلف الأشكال. أحببت الأرض وتمنيت ألا تنتهي. ودفعتني للتساؤل أيضـًا،ماذا حدث للفلاح المصري في المئة سنة الأخيرة؟! كيف انتقل من حالة الحب والوله لأرضه لتبويرها وبيعها لتصبح أبنية شاهقة!؟ أين اختفى القطن المصري الذي كنت أراه حتى أعوامـًا مضت يأتي لمصنع الغزل والنسيج القاطن بجوار مدرستي؟! أعتقد أن هذه الرواية لا تحتاج فقط للقراءة ولكن أيضـًا للمناقشة والتساؤل ثم البحث حولها.
بالنسبة للفيلم كان رائعـًا رغم إختلاف بعض التفاصيل عن الرواية حيث ظهر الخال هنا بمظهر الشرير واختلفت النهاية وبعض المشاهد ولكنه من الأفلام الخالدة حقـًا بإخراجه والسيناريو والتمثيل الجبار والموسيقى التصويرية....يستحق أن يكون فعلًا من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية!
ما شوفتش الفيلم قبل كدا لكن دايما كنت اسمع عن انه مؤلم جدا والرواية ملحمية اوي وكمية وجع رهيبة ومعاناة .... الخ لكن بعد التجربة وقرب 600 صفحة من الكلام الفاضي مش قادرة افهم الملحمة فين ولا البؤس فين
الرواية مع قريبة صغيرة ومجموعة من الفلاحين بيتخانقوا على كل صغيرة وتافهة طول الرواية وفي عز ما بيضربوا بعض باللي في رجلهم وبكل حاجة تقع ايديهم عليها بيحسوا بحنين لبعض وحب مش طبيعي وعينيهم بتطلع قلوب يقوموا ياخدوا بعض بالحضن عادي جدا
نيجي بقى لنجمة الرواية وصيفة بنت آبا محمد ابو سويلم شيخ الغفر سابقا ما فيش اي شخصية مصنفة ذكر في الرواية الا ووقعت في غرامها ويمكن الأشياء المذكرة تكون حبتها بالمرة من اول الاطفال الولاد لحد كبار السن والاخ عبد الهادي داير طول الرواية عايز يخنق في باقي الذكور عشان دماغه بترسم سيناريوهات مريبة طول ال 24 ساعة كاملين
انا قضيت اسبوعين مع الرواية دي مش فاهمة هي اتكتبت ليه رغم ان الفكرة العامة ما كانش التركيز عليها بأي حال من الاحوال دول مجموعة فلاحين مقهورين بتتاخد ارضهم غصب عنهم وبيتبهدلوا ويجوعوا ويتسجنوا وعادي برضو الاحداث ماشية بمنتهى الرومانسية بين كل الشخصيات وبين الذكور كلهم وخيالهم من ناحية وصيفة
كانت تجربة مريبة اوي وكنت متوقعة انها تكون احسن من كدا لكن الفكرة الحلوة راحت في احداث مالهاش لازمة بعدتنا تماما عن الفكرة الرئيسية الحمد لله قدر ولطف وعدت بدون اصابات اكتر من اللي حصل
تعديل بعد سبع سنين 😂 أخيرا شوفت الفيلم و بجد رهيب الأرض تقريبا الرواية دى أكتر رواية تعتبتنى فى التدوير عليها بعد الحرافيش و كل ما أسأل حد عنها يقولي : ما تشوفي الفيلم أحسن و لكن كالعادة بما انى لازم أقرأ الرواية قبل ما أشوف الفيلم فقلت أدور تانى لغاية ما لقيتها فى المكان اللى متوقعتوش .. مكتبة المدرسة :3 و اخيرا قريتها رهيبة دى كلمة قليلة جدا عليها كل شوية اسأل بابا على حد عشان أقارن الشخصية مع الشكل مين محمد أبو سويلم ؟ المليجي حلو مين عبد الهادى ؟ العلايلى حلو مين وصيفة ؟ نجوى إبراهيم دى اللى مقدرتش بصراحة اتخيلها مكان وصيفة اللى فى دماغى خالص :D حبيت جدا عبد الهادى و محمد أبو سويلم و الناظر حسونة و الجزء بتاع رميهم لحديد الزراعية فى الترعة زعلت لما خلصت لأن حسيت كأنى عايشة وسطهم و بقعد مع محمد افندى و عبد الهادى ودياب و علوانى و الشيخ يوسف و الشيخ الشناوى على مصطبة محمد أبو سويلم دى رواية متتقرأش مرة واحدة ابدا ♡ و أن شاء الله قريب جدا أشوف الفيلم
ولكنه يدرك علي الأقل انه لا يوجد من يستطيع أن ينتزعه من حقل القطن الذي وضع فيه البذور علي مهل ، ورواه متحدياً أوامر رجال الري ، وهوي فوقه بالفأس في الساعات الملتهبة من الحر .. لا أحد .. لا أحد يستطيع ان يقتلعه من هذه الأرض التي يغرس فيها قدميه
،
أه من زمن نعيشه ، قد هانت فيه الأرض علي أبناءها ..
الرواية تدور أحداثها في أحد فترات البطش الملكي في وزارة إسماعيل صدقي التي لم تأخذها أي شفقة ورحمة بأي فئة من فئات الشعب وهي بالمعني الأصح ليست رواية ولكنها ملحمة متكاملة ، ومن شاهد الفيلم لا يعتمد عليه في سرد الرواية فالفيلم يتميز بأشياء والرواية تتميز بأشياء وشخصيات أخري متعددة إن أكثر ما يسلب لبي ويأخذني في سرد الشرقاوي هو قدرته علي الإنتقال في الأحداث بين الأشخاص في رواية كبيرة في فصول صغيرة ، كأنك تشعر أنهم لاعبون يسلمون الكرة لبعضهم بسلاسة يبرع الشرقاوي في مزج اللغة الفصيحة بلغة العامة من أهل القري والريف ويبرع جداً في وضع أبعاد لكل شخوص الرواية ، حتي رجال السلطة يضعهم في شكل رمادي بين الأبيض والأسود ليس بهم شر خالص كالصول الباطش الذي تخالجه مشاعر الندم والأسي ، والشاويش عبدالله عبد المأمور ولكنه يصرخ بما فيه من إنسانية في وجه الق��اعد ويكسرها أنه لمن السهل علي القارئ أن يستشف أن تلك القرية البسيطة ليست إلا تصغيراً لبلد كامل وهو مصر فقريتنا تجمع البسطاء والمتعلمين والسياسيين والفلاحين ، ويتدرج فيها الظلم بأشكال السلطة المتبعة فيها كأشكال السلطة في البلد تماماً وأن أروع ما ما في تلك الرواية هي الرمزية التي يوقعها الشرقاوي علي الشخوص فتجد أن الشيخ الشناوي هو صورة لرجل الدين الذي تستخدمه الحكومة ، الذي يواليها علي الدوام ، ويذكر الناس بالطاعة والسمع فأنهم من عماد الدين ونجد أن الشيخ يوسف هو صورة للأشخاص الوصوليين في الحياة الإنتهازيين النفعيين أما عبد الهادي فنجده ممثلاً عن الشباب الثائر المندفع البطل والشيخ حسونة ومحمد أبو سويلم هما الرجال المخضرمين الذين عاشوا الماضي وحاربوا وثاروا في وجه الإنجليز ، وكتب لهم أن يعيشوا الحاضر ليثوروا علي حكومتهم - الشعبية - ولن يفرطوا في الأرض واما وصيفة البهية الجميلة لن يخفي عليك أنها هي الوطن ، الجميلة في أعين الجميع ، المرغوبة من الجميع ، المحبوبة من الجميع ، والتي يخشاها عليها الجميع من الضياع والخسارة .. لا شك أني قد وقعت في رواية ملحمية هي أحد أعمدة الأدب العربي في القرن الماضي وربما في تاريخ الأدب الحديث العربي ، والكاتب هنا لا يعتمد كثيراً علي الوصف والسرد والإطناب فهي رواية حوارية من الطراز الأول تعتمد علي كثرة الحوار بين الشخوص وأنك لتستشف البيئة والصور والأشكال التي تدور فيها الأحداث من كلام الشخصيات ، او من وصف بسيط لا يتخطي الثلاث سطور ، إذاً فقد أستطاع الشرقاوي أن يتحلل من الملل الذي يصاحب الوصف بشكل بارع ومشوق ، تجعلك تلتهم تلك الرواية إلتهاماً ، وتستمع بلغتها البسيطة وما فيها من تعبير عن روح العصر التي كتبت فيه
،
ستظل الأمة مصدر السلطات ، علي الرغم من كل شئ سيظل الشعب مصراً علي أن يكون صاحب الكلمة ، ولربما أفلحت البنادق في أن ترهب ، ولكن الرصاص لن يخرس صرخات العدل والحرية .. ولقد تفلح القوة الغاشمة في أن تنتزع الأرض من الفلاحين ، وفي أن تزحم السجون بالأحرار ، وفي أن تصنع الأزمة فلا يفكر أحد إلا في اللقمة .. ولكن الناس يدركون أن الحرية هي التي توفر الطعام ، وان الدستور هو الذي يضمن الحقوق ، وان اختيارهم الحر لمن يحكمون ، هو الذي يضمن شروطاً إنسانية للحياة !.
الزمن ما بيتغيرش بيعيد نفسه بملل و من غير ما نتعلم السلطه هى هى و اضح ان مش ماكتوب لمصر تشوف سلطه سياسيه تشتغل مره فى التاريخ لمصلحتها الناس هما هما فى اللى دمه حامى من يومه و كارمته هى كل زاده و الواطى واطى همه نفسه و مصلحته حتى لما انسانيته بتحركه بيعتبرها ضعف و مثال رجل الدين اللى هو بوق السلطه و بيستغل الدين بوقاحه علشان يبرر الغلط و الكراسى اه منها و للى بتعمله من عموديه لوزاره لرئاسه الروايه هى الدنيا هى حياتنا زمان و دلوقتى اسلوبها رائع و حقيقى و شدتنى و عيشت معاهم يومين بلا توقف
تاني بشوف إن المعالجة الدرامية أفضل بمراحل زي ما قلت على لن أعيش في جلباب أبي وزي مانا متأكد إن الوتد كذلك
ماعجبتنيش اوي تخيلت الرواية ممكن تتسمى أرض وصيفة مثلا مش منطقي الرواية تكون بتدور حول وصيفة من وجهة نظر كل رجالة القرية وفي الاخر ولا أي حاجة لا حد اتجوزها ولا حصل إنجاز تاريخي مثلا
رواية مملة بشكل لا يُصدق ، الغريب إن هناك من وصفوها بالملحمة وكلمة الملحمة تذكرني دومًا بملحمة الحرافيش رائعة نجيب محفوظ وبالطبع لا توجد أدني مقارنة ما بين رواية أنهيتها في سبع ساعات متواصلة ولم استطع أن اتركها إلا بعد أن أنهيها وآخرى استغرقت أكثر من 20 يومًا في قراءتها وفي كل مرة أأمل أن تتحسن قليلاً حتى استطيع أن انهيها ودائمًا لا تتحقق أمنيتي. تقريبًا لا توجد أحداث سوى أن شباب ورجال القرية جميعًا مفتونين بوصيفة إبنة محمد أبو سويلم ، حتى صراع رجال القرية مع الحكومة من أجل الأرض لا توجد به أي أحداث حقيقية. ربما يكون رأيي صادم لكنه يظل رأيي ، الرواية مملة جدًا ولم تعجبني على الإطلاق
اظن كانت اول رواية طويلة اطالعها فى البداية أمسكت بالكتاب السميك اظن انه كان حوالى 450 صفحة ما ان بدأت قراءة تلك الملحمة لا اعلم كم من الايام قد مضى وكم كوب نسكافيه وقهوة قد بددتهم لكن الامر انتهى بحالة من الإنبهار هذه رواية غير عادية وهذا كاتب كبير حقاً
روايه جميله اجمل ما فيها بساطتها تحس وانك بتقرها انك متخيل الاحداث والشخصيات وفى راى ان جمال وشهره الفلم ناتجه من الاساس اللى اتبنى عليه وهو القصه فالقصه عامله زى السيناريو ويوسف شاهين مدخلش عليه غير تعديلات بسيطه فى النهايه وفى راى ان القصه الاصليه افضل "عجبتنى اوى جمله الشيخ يوسف "اه يبلد القصه رصدت جزء كبير من معاناه اهل القرى فى فتره ماقبل ثوره يوليو 52 وفى نفس الوقت رصدت طبيعه النفس البشريه وسعى االناس وراء مصالحها ولو ضحوا بقيمهم وزى مافيه الخبيث فيه الطيب اللى بيتمسكوا بالجدعنه والشهامه لحد اخر لحظه القصه رصدت نفور الناس من الدين والتدين بسبب تصرفات الشيوخ اللى بيمثلهم الشيخ الشناوى وسعيه ورا العمده او ورا مصلحته او وراء اللى يدفعله وبان فى المناظره اللى تمت مابينه ومابين عبد الهادى بعد قتل خضره لانه شايفها من اهل النار لكن اختها تابت مع انهم بيعملوا نفس الاعمل مع الفارق ان اختها معاها فلوس فدبحت عجل وادت للشيخ قرشين فبقت من التائبين القصه مالت للبطوله الجماعيه بينما الفلم مال الى البطوله الفرديه بحيث انه طلع ابو سويلم هو البطل الاوحد وكل سابه حتى حضره الناظر "الشيخ حسونه " بينما فى القصه الشيخ حسونه ما بعهمش ولا راح من وراهم لهئيه المساحه برضه فى القصه بيرصد حاجه تانيه وهى عزله اهل الريف وخاصه القرى عن اللى بيحصل فى العاصمه والمدن من مظاهرات وسياسه وخلافه وكان مصدر اخبارهم الوحيد هو مجموعه المتعلمين اللى بيروحوا البندر ويرجعوا الخلاصه قصه ممتعه وفى راى انها اجمل من الفلم وانه سبب تفوق افلام زمان اعتمادها على قصص زى كده
تذكرت رواية بيرل بك "الارض الطيبة" و أنا أقرأ الرواية الحالية و بدون وعى عقدت الكثير من المقارانات بينهما .. يبدو ان المعاناة الأنسانية واحدة فى كل البلدان لكن كتاب عبدالرحمن الشرقاوي لمس قلبى أكثر
هي الحكومة تدخل بلد غير تجيب عليها وطيها ؟ الله يرحمها ستي لما الجيش نزل الشوارع وقت الثورة قالت هو الجيش هيرجع تاني ما خلاص لو نزل ميرجعش الأرض هي مصر و عبدالهادي وأبو سويلم والشيخ يوسف هما انا وانت وهو اللي عارف قيمة الأرض وبيحبها واللي معرض زي الشيخ يوسف والشيخ الشناوي .. و شعبان هو التريند حاليا بص العصفورة اللي يخليك تتلهي لحد ما الحكومة تنفذ خطتها ... هي الحكومة بتعمل للشعب دي بتسكت الشعب شوية وبعدين تكمل ضرب فيه .. الشاويش عبدالله هو الأمن المركزي الغلبان اضرب يا شاويش ومحمود بك مجلس الشعب والنواب والعمدة المحافظ .. تمت يا بلدنا يا تكية يا متباحة من سنين
الريف المصري بتاريخه الحقيقي بعيداً عن صورة الجنة المثالية الخضراء التي حاول دائماً الكثير من الكتاب تقديمها هنا حيث يصارع الناس من أجل البقاء ومن أجل الحياة علي الكفاف وحيث يتمسكون بالأرض لأنها كل ما يمتلكون
رواية ملحمية ماتقلش عن روائع الأدب العالمي، من أصدق وأعمق ما كتب عن الريف المصري، واقعية لدرجة الصدمة خصوصا انها مكتوبة في بدايات الخمسينات عبد الرحمن الشرقاوي في رأيي ماخدش مايستحق من تقدير يمكن لأن أعماله مش كتير، بس لغته هنا سلسة جدا وتعتبر تقدمية ومتطورة بالنسبة للسائد في الخمسينات، كتابات نجيب محفوظ مثلا في الفترة دي كانت لسه "محفلطة" إن صح التعبير وبالمقارنة بأسلوبه المختلف تماما في المسرحيات الشعرية زي الحسين ثائرا والحسين شهيدا نتأكد انه كاتب متمكن جدا من اللغة وبيعرف يختار الأسلوب المناسب لكل نص مش بيرص أساليب بلاغية مزخرفة وخلاص الفيلم كمان كان جميل وبعتبره أفضل أعمال يوسف شاهين على الإطلاق، المعالجة السينمائية كانت عميقة، يوسف شاهين صنايعي سينما شاطر بيعرف يعمل "شريط سينمائي" حلو، ولما كان معاه نص قوي زي جه طلع فيلم عظيم مثلا مشهد النهاية الأيقوني في الفيلم مثلا مش موجود في الرواية ومن خيال صناع الفيلم، لكن في المقابل فيه خطوط مهمة في الرواية اتشالت وشوية إضافات اتحطت في الغالب لإرضاء المزاج العام في الحقبة الناصرية نهاية الرواية كانت أهدأ وأكثر عقلانية، بالعكس كان فيها تصالح مع الواقع وبراجماتية، بشكل عام ده من النماذج القليلة اللي رواية عظيمة تتحول لفيلم عظيم
ان لم تكن رواية الأرض هي قمة الابداع فما هو الابداع؟
ان لم يكن الشرقاوى عبقرى في الكتابة فمن هو العبقرى؟
الأرض رواية تحمل كل سمات العالمية فالرواية بالرغم من مرور اكثر من 60 عام على كتابتها الااننى لم اشعر بذلك مطلقا لان الشخصيات الموجودة داخل الرواية تحمل كل صفات البشر الموجودة من شهامة وقوة كشخصية عبدالهادى وابوسويلم وثورية ونقاء كشخصية الشيخ حسونة ونفاق وكذب كشخصية العمدة والشيخ الشناوى.
اعتقد ان اهم ما يميز الشرقاوى عن كل الروائين شيئان هما الاتقان والصدق.
سوادٌ وقَهر في جانب آخر من العالم لا نراه، أو لا نحب أن نراه، أرياف مصر بما لها وما عليها، وما ذاقت من مر الاحتلال وأعوانه، ومما يهدد "الأرض"، وإن كان عدد كبير جدًّا من القرى لم تعد هذه صورته اليوم، بل اختلط بالمدينة وأنتج لنا هجينًا سخيفًا آخر، أذكر ذلك لأنه من إحدى الموضوعات الشاغلتي، والتي أحب أن أتتبعها وأكتب عنها، بيد أن صورة الريف الهجين التي أعهد ليست ما يتناول الشرقاوي هنا، بل الريف الصريح أيام كانت المدينة "بندرًا"، والابتدائية شهادةً.
قتلتني مللًا للأسف، ولم أتمن شيئا كما تمنيتُ تمامها، ولو أن ما تطرح يستحق الطرح فإنه لم يكن موفقًا فيما أرى، يعوزه تهذيب كثير، وأبرز ما أعيب عليها شيئان:
فالأول الصراع الممتد مع العامية، ولأعترف أني من المدافعين عن "روح النص"، ذاك الذي قد تنقله الفصحى أحيانًا، وأحيانًا أخرى لا يقوم به في مواضعه إلا العامية، بل وألسنة أخرى، وليس هذا موضع تفصيل هذه المسألة، بيد أني أشير أنها كثيرًا ما أقامت بيني وبين زملائي نقاشات، وكانوا فريقين، فريق يمقت كل ما هو عامي، ولا يرى استعمالها إلا كما استعملها طه حسين في أيامه مثلا، كلمات قليلة معدودة على أصابع اليد، لا يستقيم النص إلا بها، عن يمينها وشمالها جداران من تنصيص أن تسيل على ما حولها من فصاحة. وكان الفريق الثاني لا يبالي، ويرون أن للعامية قدرة ساحرة وتأثيرًا في النفوس ليس للفصحى، سواء كان سبب ذلك في جوهر العامية نفسها أو في أنها أقرب إلينا وأدرج على ألسنتنا وأقلامنا من أمها، وكان الفريق الأول مثلًا لا يطيق نجيب محفوظ، ولا يوسف إدريس، ويقولون إنهما مُفْرِطان في عاميتهما، مُفَرِّطان في فصحاهما، وكان الفريق الثاني يستصعبون هذين ويستثقلونهما. ولم أكن إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، بل كنت أجد في لغتهما مخرجًا فصيحًا ما خلا جانبًا من مواضع الحوار، وكذلك سهولةً وسلاسةً، فكنت أدافع عنهما عند أولئك، وأغري بأدبهما عند أولاء.. لكني هنا في موقف صعب، الرواية كلها تقريبا قائمة على الحوار، والسرد فيها قليل جدًّا، والحوار كله عامية، لذلك فعلًا أحسستها أقرب إلى عمل سينمائي، فلم تكن عندي مرضية من هذا الجانب، وإن هيأ أجواء القرية واللهجة الريفية وقتئذ، هذا ما يجعلني أتوقف في الحكم من هذه الناحية: أكانت "روح النص" هذه تبقى إن أخذت العامية مساحة أقل أو حظيت الفصحى بنصيب أكبر؟ سؤال أتركه معلقًا.
والثاني الإيقاع البطيء والتكرار والإغراق في التفاصيل، وهو -الإيقاع- وإن كان متماشيًا مع أجواء القرية ونَفَسِها الطويل فلم يلق عندي استحسانًا، وكذا التفاصيل كنت أحسها تذكر هكذا لمجرد الذِّكر، فلا تفيد شيئًا، وإني لمن أنصار التوسع في الوصف سواء كان العمل لا يقوم بغيره أو كان مجرد تهيئة للجو وغمس في المحيط وتصويرًا له وقع وإيحاء، وإخال العمل في غناء عن كثير منه إذ قام بعضه مقام بعض، فشعرت أنه يختصر في ٢٥٠-٣٠٠ صفحة ولا يضيره ذلك وما ينقص من وزنه شيئًا، بل لعله يزيد.
مش متخيلة إن عمري ما سمعت الفيلم قبل كده وكل اللي في ذاكرتي منه آخر مشهد بس الرواية رهيييييبة وحقيقية جدا جدا من حكاوي الأجداد بجد ساعات كتير بحس التاريخ بيعيد ويكرر في نفسه والرواية بتثبت ده نفس الاضطهاد والعنف و نفس كل حاجة بس بوسائل مختلفة عسي في النهاية ينتصر المستضعفين P.s : لازم أقرأ أكتر عن تاريخ مصر الحديث بشكل عام
رواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي تنقلك إلى قلب الريف المصري الفقير الرازح تحت نير الفقر والجهل والاستغلال. يحدثك الكاتب عن الصراعات الكبيرة بين الأحزاب السياسية (الوفد والشعب) والصراعات الصغيرة بين أهالي القرية والعمدة والمأمور وأدوات السلطة في القرية. يحدثك عن المحسوبيات والتخلف والجهل والفقر الشديد المدقع والجميل بالرواية أنها لا تقتصر على سرد حكاية شخصية فردية وإنما تصور لك مجتمع القرية وتفاصيل حياتها وتدخلك في عمق الحالة الريفية المصرية بتصوير بديع .. ومن خلال حكايات بسيطة عن الأرض وحقول الذرة والقطن والطريق الزراعية والماء والصراع على منصب العمدة .. يغوص الكاتب في عمق شخصية المصرية الريفية على وجه الخصوص .. والعربية بشكل أعمّ وأشمل. وللمرة الأولى أبدي إعجابي باستخدام اللهجة العامية المصرية الريفية وأشعر بأنها أضفت جمالية وقوة وتأثيراً إبداعياً على النص... وأعتقد أن الرواية تصلح لعمل سينمائي جميل جداً.
وكأن التاريخ يكرر نفسه والزمن هو الزمن والناس هم الناس في كل بلد، ولا عجب عندما منعت الرواية في زمنها! وعلى رأي الكاتب الشرقاوي: آآآه يا بلد. لا مجال لمقارنة الرواية بالفيلم على حسن إخراجه وبراعة الممثلين وبخاصة محمود المليجي الذي خرج عن رداء الشرير وارتدى ثوب الفلاح الشهم المدافع عن حقه في الحياة الكريمة. تعيش مع الكاتب في أحداث الرواية وتغوص في مشاعرهم المتباينة، وتحزن كل الحزن لانتهائها فكأنك قد فُطمت!